هل عنترة بن شداد من شعراء الجاهلية
هل عنترة بن شداد من شعراء الجاهلية ؟ سنضع إجابة هذا السؤال في مقالنا اليوم، لطالما ارتبط اسم الشاعر عنترة بن شداد بمحبوبته عبلة التي كتب فيها العديد من قصائد الغزال والتي كانت أحد أسباب شهرته حتى وقتنا هذا، وأصبحت قصة حبه مع عبلة يُضرب بها المثل في قصص الحب الخالدة على مر التاريخ، وبخلاف شعره المميز÷ فهو اشتهر أيضًا بشجاعته وفروسيته وأُطلق عليه اسم أبو الفوارس، ولكن في أي عصر ظهر الشاعر عنترة؟ وما هي أبرز صفاته؟ سنجيب على تلك الأسئلة من خلال السطور التالية
- ظهر الشاعر عنترة بن شداد في العصر الجاهلي، وكان واحدًا من أشهر شعراء هذا العصر.
- اسمه كاملًا عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
- وُلد عنترة في عام 525 م في منطقة نجد في شبه الجزيرة العربية وكان ينتمي إلى قبيلة عبس.
- كان والد عنترة من أسياد قبيلة عبس، أما أمه فقد كانت من الحبشة وكان يُقال لها زبيبة، وكانت حُرة قبل أسرها واتخاذها جارية من قِبل والده.
- أُطلق على عنترة لقب الفلحاء لأنه كان لديه تشققًا في شفتيه ورثه عن أمه.
- كان عنترة يعاني من الإهانة والانتباذ من سادة قبيلته، لأنه كان ابن جارية وكان عبد أسود، وكان والده يقسو عليه ويُنكره، ويعاقبه بشده على أي خطأ يرتكبه، وقد ترك ذلك أثرًا بالغًا في نفسه ظهر جليًا في شِعره.
- ففي الزمن الذي وُلد فيه عنترة كان العرب لا يعترفون بأبناء الإماء في النسب إلا إذا تميزوا في بطولاتهم وشجاعاتهم وأشعارهم.
- وبعدما أظهر عنترة شجاعة في الحروب التي شارك فيها مع قومه؛ قرر والده أن يُلحقه بنسبه.
- ونال عنترة حريته بعدما شارك مع قبيلته في صد الهجوم الذي شنته عليهم قبيلة طئ وأظهر فيه شجاعته وبراعته في القتال.
صفات عنترة بن شداد
أما عن صفات عنترة بن شداد الخُلقية والأخلاقية فقد كانت كما يلي:
- كان ذو مشاعر جياشة وعواطف رقيقة.
- تمتع بعزة النفس وكان لديه كبرياء شديد.
- كان فارسًا شجاعًا لا يهاب المعارك والحروب.
- لم يكن يبتسم فقد كان عبوس الوجه.
- كانت بنيته قوية وكان ذو جسم ضخم وعظام صلبة.
- كان طويل القامة.
- كان ذو بشرة سوداء وشعر مجعد.
- كان لديه شقًا في شفته السفلى، ولذلك كان يُسمى بالفلحاء.
هل عنترة بن شداد مسلم
- لا، لم يعتنق عنترة بن شداد الديانة الإسلامية، وذلك لأنه ظهر في العصر الجاهلي الذي سبق ظهور الإسلام.
- ولقد تردد أنه جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف فيه الشاعر عنترة بن شداد بأنه اجتمع فيه صفات الرجل المسلم بقوله (لم أسمع وصف عربي أحببتُ أن أقابله أكثر من عنترة).
- ولكن هذا الحديث ضعيف ولا أصل له.
قصة حب عنترة وعبلة
- تُعد قصة حب عنترة وعبلة من أشهر قصص الحب التي لا زالت تُذكر حتى الآن.
- وقد كانت عبلة بن مالك بن قراد العبسي هي ابنة عم عنترة، وكان يحبها بشدة.
- وكانت عبلة تتسم بالجمال والكمال العقلي، ولقد عبر عنترة عن شدة حبه لها في كثيرًا من أشعاره.
- فكثيرًا ما تغزل عنترة في جمال عبلة من خلال شعره، وأظهر مدى هيامه بها.
- ولقد تقدم عنترة إلى عمه بطلب الزواج من ابنته عبلة؛ إلا أن طلبه قوبل بالرفض لأنه كان أسود اللون.
- ولم ييأس عنترة وكرر طلبه أكثر من مرة، وفي كل مرة كان عمه يرفض زواج عبلة منه، بل كان يعرض تزويجها على فرسان القبائل العربية.
- وقد ذكرت بعض الروايات أن والد عبلة اشترط على عنترة إحضار ألف ناقة كمهر لعبلة حتى يوافق على زواجه منها.
- وعلى الرغم من الصعوبات التي لاقاها عنترة حتى يحقق مطلب عمه؛ إلا أنه استطاع أن يحضر له ما طلبه.
- ولكن عمه ظل يماطل عنترة، بل طلب من فرسان القبائل قتل عنترة وإحضار رأسه كمهر لابنته.
- ولم يُحدد بعد هل تزوج عنترة من عبلة أم لا، فبعض الرويات تقول أنه تزوج منها، والبعض الآخر تقول أنه لم يستطع الزواج منها ولم يتمكن من نسيانها.
- ولكن كتاب (سيرة عنتره بن شداد) قد ذكر أن عنترة تزوج من عبلة ولكنها لم تنجب بعد زواجهما بستة أشهر؛ ولذلك تزوج عليها 8 سيدات أخريات وخانها مع عدد كبير منهن وصل إلى 30 امرأة.
- أما محمد الحاضر، حفيد عنترة بن شداد فقد قال في أحد الحوارات التليفزيونية أن جده عنترة لم يتزوج من عبلة.
شعر عنترة بن شداد
- كان معظم ما كتب عنترة بن شداد من شعر يدور حول الفخر والفروسية.
- وفي الكثير من القصائد التي كتبها كان يتغزل في ابنة عمه عبلة ويعبر عن ولعه بها وحبه الشديد لها.
- وعبر عن حنينه لعبلة من خلال وصفه لوقوفه على الأطلال والديار التي كانت تسكنها قبل أن ترحل وتذهب إلى مكان لا يعرفه.
- كما تميز شعره باحتوائه على لمسة حزن، حيث كان عنترة يعبر في شعره عن مدى الظلم والإهانة والشقاء الذين لاقاهم في طفولته وصباه بسبب عبوديته ولونه الأسود.
- ظهر في شعر عنترة الصفات التي كانت تميزه وهي فروسيته وشجاعته في الحروب.
- فكان دائمًا ما يُظهر في قصائده صفات الفارس الشجاع وما يتحلى به من مروءة وشجاعة وإقدام في مواجهة الخصوم.
- كما أظهر أيضًا الأدوات القتالية التي كان يستعين بها في حروبه مثل الخيل والرماح والدروع والسيوف.
- حيث سعى عنترة من خلال هذا الوصف أن يعبر عن شخصيته، ويؤكد فكرة حريته التي كان جديرًا بالحصول عليها.
- ومن أبرز الأفكار التي ظهرت في قصائده فكرة المشاركة في الحروب من أجل الفوز بها وليس من أجل حصد الغنائم.
- وبصفة عامة كان شعر عنترة بن شداد يتميز برقة معانيه وسهولة ألفاظه وعذوبة أسلوبه.
وفاة عنترة بن شداد
- توفي عنترة بن شداد عن عمر يناهز 90 عامًا، وكان ذلك في عام 600 ميلادي.
- وفيما يخص طريقة وفاة عنترة بن شداد فقد تعددت الأقاويل التي دارت حول هذا الشأن.
- فقد ذكر كلًا من ابن الكلبي وابن حبيب وصاحب الأغاني أن عنترة توفي غزا بني نبهان من قبيلة طيء وقتل منهم شيخًا كبيرًا، فأُصيب عنترة في ظهره برمح تلقاه من وزر بن جابر النبهاني وهو أحد الرجال الأقوياء وقُتل في الحال.
- أما أبي عمرو الشيباني فقد ذكر أن عنترة توفي عندما اشترك مع قبيلته في غزو قبيلة طيء، وخلال الغزو سقط عنترة من فوق فرسه ونتيجة لكبر سنه لم يتمكن من ركوبها مرة أخرى، فذهب إلى مكان مليئًا بالأشجار الكثيفة، وتلقى رمح من الجيش الذي كان يراقب العدو، ومات في الحال.
- وجاء في رواية أبي عبيدة أن سبب وفاة عنترة هبوب رياح قوية عليه خلال خروجه صيفًا ليتقاضى ثمن بعير من رجل من قبيلة غطفان.
قبر عنترة بن شداد
- أما عن مكان قبر عنترة بن شداد فقد تعددت الأقاويل أيضًا حول هذا الأمر.
- فقيل أنه دُفن في مرتفع قرية النعي والتي يفصل بينها وبين شرق مدينة حائل السعودية حوالي 90 كيلو مترًا.
- أما أهالي محافظة النعي والشنان فيروا أن عنترة مدفونًا في الربوة التي تقع بين قرية النعي القديمة وبين مخططاتها الجديدة، وأن طول قبره يصل إلى 3 أمتار في تلك الربوة.
- وأنهم استندوا في آرائهم إلى الأساطير التي تناقلوها عن آبائهم وأجدادهم.
- وعلى الرغم من ذلك إلا أن القول الأول هو الأقرب إلى الواقع.
