من وسائل تحقيق التراحم والتكافل في المجتمع
من وسائل تحقيق التراحم والتكافل في المجتمع ، اهتمت كافة الأديان منذ بدء الخلقية ليومنا هذا بالفضائل والأخلاق الحميدة ودعت للتحلّي والتمسك بها، كفضيلة الكرم والأمانة والصدق والرحمة والتسامح وغير ذلك من مكارم الأخلاق؛ فكلّها فضائل تجني الطمأنينة والسلام للنفس البشرية، وقد أظهرت الدراسات العلمية ما يترتب من الآثار الإيجابية عند التحلي بهذه الصفات على نفسية الفرد وصحته؛ وبالتالي تبادله العطاء مع المجتمع الذي يعيش فيه، وفي مقالنا هذا سنتناول من وسائل تحقيق التراحم والتكافل في المجتمع.
كيف يحصل التكافل بين أفراد المجتمع
يستند التكـافل والتـراحم بين فئات المجتمـع المختلفة من خلال عدة أمور أكدت عليها جميع الشرائع الدينية وركز عليها الدين الإسلامي والذي اختص أيضا ببعض المكارم وبعض الوسائل التي تحقق التماسك في المجتـمع.
- الزكاة والصدقات: لقد فرض الله على المسلمين الزكاة لأن فيها منافع متبادلة لمن يقدم الزكاة وللفقراء، إذ لا تقتصر المنفعة على شخص واحد بل كلاهما يخرج مستفيد من هذه الفريضة التي قدرها الله عز وجل حيث تطهر صاحبها من الآثام والذنوب وتنزع من قلبه صفة التكبر على من هم أدنى منه، بالإضافة إلى كونها مهمة وعنصر فعال في مساعدة الفقراء، حيث تعمل الزكاة والصدقات كنظام وقائي يقلل من الكثير من المشاكل والآفات المجتمعية.
- صلة الأرحام: تعد صلة الرحم من الفروض في الإسلام التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يلتزم بها، فإن قطع المسلم رحمه فإنه يكون مرتكب لمعصية سيحاسبه الله عز وجل عليها، ولها أهمية كبيرة وفضل عظيم والدليل على ذلك أن الله عز وجل قد أوصى في آياته الكريمة و في سنة نبيه بصورة دائمة بوجوب صلة الرحم وبيّن ما يعود على الإنسان من فضل إذا قام بها، فمن وصل رحمه وصله الله، وأطال عمره وأوسع رزقه.
- كفالة الأيتام: إن في كفالة الأيتام والرحمة بمن فقد احد والديه أجر كبير وعظيم وأفضلها مصاحبة النبي صلى الله عليم وسلم في الجنة، كما أنها تعمل على تطهير المال، وترقيق القلب، وهي دليل قاطع على كرم الأخلاق التي يتصف بها الشخص المتكفل، كما أنها وسيلة فعالة وبناءة في بناء المجتمع وتراحمه.
- الهدية والهبة: وهي من العادات الإسلامية المستحبة والتي تؤدي إلى تآلف المجتمع وتأليف القلوب وحصول الألفة والمودة والرحمة بين الناس، وقد شرعها الله سبحانه وتعالى لما لها من أثر بالغ في توثيق عرى العلاقات بين جميع فئات الناس.
التكافل الاجتماعي وأهميته في المجتمع
إنّ التحلي بالأخلاق الكريمة وما يدعو إلى التكافل المجتمعي له آثار وفوائد إيجابية تعود على الأفراد والمجتمعات ككل، وهذه بعض الفوائد والأهمية التي تعود على المجتمع:
- تخريج وصناعة مجتمع متعاون ومتراحم يدعو إلى السلام العالمي ويعمل به.
- يعمل على تقوية وزيادة صلة الروابط الأسرية.
- انتشار الألفة والمحبة بين الناس، فيصبح المجتمع في تماسكه وترابطه كالجسد الواحد، ففي حديث وارد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه: “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم، كمثلُ الجسد الواحد، إِذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالحُمِّى والسّهر”.
من وسائل تحقيق التراحم والتكافل في المجتمع، إلى هنا نكون قد تحدثنا عن أهم وأكثر وسائـل التكـافل والرحمة الشائعة والتي تحقق الأمن والأمان والسلامة للمجتمع، كما بينا أهميتها على مستوى الأفراد والمجتمعات بصورة عامة