ما هو الفكر الماركسي؟
ما هو الفكر الماركسي؟
ما هي الماركسية ؟
إن الفلسفة المادية هي أساس الماركسية، والفلسفة الماركسية هي أشهر التيارات الفلسفية في العصور الحديثة التي تسعى الماركسية إلى إيجاد تفسير علميّ للمشكلات التي تواجهها البشرية، وتعتمد الفلسفة الماركسية على العلم بشكل أساسي في تفسيراتها الفلسفيّة، وتتقدم بتقدم العلوم، وتعتمد الفلسفة الماركسية بصورة رئيسة على التفسيرات الماديّة التي قدّمها الفلاسفة على مرّ العصور منذ الفلسفة اليونانية، لكنّ التطور العلمي الهائل في القرن التاسع عشر دفع كلًّا من ماركس وإنجلز إلى تجديد الفلسفة مادية القديمة انطلاقًا من التطورات العلمية الهائلة، وكانت هذه الفلسفة المادية تسمى بالمادية الديالكتيكية والمقصود بها المادية الجدلية.
والفلسفة المادية لم تتشكل على يد فيلسوف واحد، إنما كانت تيارًا فلسفيًا في الفلسفة الحديثة، ومن أشهر الفلاسفة الماديين في العصور الحديثة الفيلسوف ديدرو، وتطورت الفلسفة الماركسية على أيدي فلاسفة ماديين لُقبوا بالموسوعيين في القرن الثامن عشر، واغتنت في القرن التاسع عشر، وتعد الماركسية نظرية حية، بهذا الوصف وصفها الفلاسفة اللاحقون لها؛ وذلك لأنها قادرة على مواجهة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية من خلال قوانين الجدل، وهي بذلك تظل قادرة على الاستمرار في مواكبة التطورات الحاصلة في المجتمعات.
مؤسس الفلسفة الماركسية
لماذا سمي الفكر الماركسي بهذا لاسم؟
سُمّيت الفكر الماركسي بهذا الاسم؛ نسبةً إلى كارل ماركس الذي يُعد مؤسس الماركسية، لكنه ليس المؤسس الوحيد للفلسفة الماركسية، فلولا فريدريك إنجلز لما قامت الماركسية، ومن هنا نذكر مقتطفات عن مؤسسي الماركسية:
كارل ماركس
ولد كارل ماركس في الخامس من آيار عام 1818م، في مدينة ترير الواقعة على ضفاف نهر الموسلة، وتعد هذه المدينة مسقط رأس كارل ماركس، وهو مؤسس الشيوعية العلمية والفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية، بالإضافة إلى كونه مؤسس الاقتصاد السياسي العلمي، يعد المعلم الأول للبروليتاريا وهي طبقة العمال، تشكلت أفكار ماركس منذ بداية دراسته في جامعة بون، حيث ترك ماركس الاتجاه اليساري الهيغلي، فماركس كان من تلاميذ الفيلسوف الأماني هيغل، وانضمّ إلى حركة اليسار الهيغلي.
وقد تمسك ماركس بالأفكار الديمقراطية الثورية، مما جعله يتخذ موقفًا يساريًّا متطرفًا من حركة الهيغليين الشباب، وحصل ماركس على درجة الدكتوراه عن أطروحة تحمل عنوان “الاختلاف بين فلسفة ديموقريطس الطبيعية وفلسفة أبيقور الطبيعية” معلنًا بهذه الأطروحة خروجه عن مثالية هيغل، وقد استفاد من عمله في مجال الصحافة بأن جعلها منبرًا لنشر الوعي الديمقراطي الثوري.
تعارضت فلسفة كارل ماركس مع فلسفة هيغل؛ وذلك لأن فلسفة هيغل تقوم على أساس مثالي، وكان لفلسفة لودفيغ فيورباخ ومعرفته بالتطورات الاقتصادية دورٌ كبيرٌ في تحول فلسفة ماركس وانتقاله إلى التوجه المادي في تاريخ الفلسفة، كما حدثت ثورة فكرية في فلسفة ماركس في أواخر حياته جعلته يغير نظرته إلى العالم؛ نتيجة لتغير موقفه الطبقي وانتقاله من الديمقراطية الثورية إلى الشيوعية الثورية.
فريدريك إنجلز
ولد الفيلسوف فريدريك إنجلز عام 1820م، في مدينة بارمن الواقعة في ألمانيا، ويلقب بزعيم البروليتاريا، فقد قام إنجلز إلى جانب كارل ماركس بخلق المذهب الماركسي والنظرية الشيوعية العلمية والمقصود بالنظرية الشيوعية العلمية المادية الجدلية والمادية التاريخية، وقد سعى إنجلز منذ شبابه إلى المساهمة في الكفاح من أجل تغيير العلاقات الاجتماعية القائمة آنذاك، انضم إنجلز بعد إنهائه الدراسة الجامعية إلى حركة الشباب الهيغلي، وجه إنجلز انتقادات كبيرة إلى فلسفة شلنغ في كتابه الذي يحمل عنوان “شلنغ والرؤيا”، وقام أيضًا بنقد فلسفة هيغل بسبب النتائج التي توصل إليها في أبحاثه، والتي وصفها إنجلز بأنها نتائج محافظة وتحمل تناقضات في جدله المثالي.
وجه إنجلز نقدًا لاذعًا للرأسمالية فقد أمضى وقتًا طويلًا في إنجلترا، ولاحظ الظروف السيئة التي تعيشها طبقة البروليتاريا في ظلّ الاقتصاد الرأسمالي وله كتاب في ذلك يحمل عنوان “مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي” وقد عدّه ماركس إسهامًا عظيمًا في نقد المقولات الاقتصادية، كما كتب كتابًا آخرًا وهو “ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا” ومن خلال هذين الكتابين عَرَض إنجلز مستقبل الطبقة العاملة والمهمة التاريخية التي يتحتم عليها تحقيقها، ويعد إنجلز أول من أن البروليتاريا ليست طبقة تعاني فقط، إنما هي الطبقة المناضلة من أجل تحررها من الاستغلال الرأسماليّ، وبهذا الطرح أصبح إنجلز اشتراكيًا.
التقى إنجلز ماركس في باريس وجمعتهما صداقة وطيدة قامت على الأفكار المشتركة بينهما، إضافة إلى الكفاح المشترك لتحرير البروليتاريا، وكتب إنجلز أبحاثًا مشتركة إلى جانب كارل ماركس مثل: بيان الحزب الشيوعي والأيديولوجيا الألمانية والعائلة المقدسة وغيرها من الكتب.
أبرز رواد الفلسفة الماركسية
من هم أبرز رواد الفكر الماركسي في التاريخ؟
هناك العديد من الرواد للفكر الماركسي عبر التاريخ وأبرزهم:
فلاديمير لينين
ولد فلاديمير لينين عام 1870م، يعدّ من مؤسسي الماركسية اللينينية، سار لينين على نهج كارل ماركس وفريدريك إنجلز، ويعد زعيم البروليتاريا الروسية والدولية، فقد قام لينين بتأسيس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والدولة السوفيتيتة، تعرض لينين للاعتقال بسبب نشاطه الطلابي أثناء دراسة الحقوق، ووُضع تحت الرقابة البوليسية لفترة، وأثناء إقامته في مدينة كازان وسماري درس الفلسفة الماركسية، وأصبح من أكبر روادها، وقام لينين بتنظيم أول جماعة ماركسية قومية في مدينة سماري، وبعد انتقاله إلى سان بطرسبورغ أصبح زعيمًا للماركسيين فيها، عُرف بكونه من أكثر الداعين إلى التعاليم الماركسيّة.
كتب أول كتاب عام 1894م يحمل عنوان “من هم أصدقاء الشعب وكيف يحاربون الديمقراطيين الاشتراكيين”، وفيه قام لينين بدحض النظرية الزائفة للشعبوية ومناوراتها، وبين أن الطبقة العاملة في روسيا في طريق الحق والنضال، وفي عام 1895م وحد الجماعات الماركسية في سان بطرسبورغ في عصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة، وبعدها تم اعتقاله ونفيه إلى سيبريا، وقد كتب العديد من الكتب المهمة في تاريخ الفلسفة الماركسية مثل: “كتاب الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية”، وهو تحليل لأُسلوب الإنتاج الرأسمالي، سائرًا فيه على النّهج نفسه الذي اتبعه ماركس في كتاب رأس المال.
وكتب لينين كتاب الدولة والثورة، الذي قدم فيه مشكلة الطبقات والصراع الطبقي، ودور الجماهير في عصر الثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الشيوعي، والعلاقة بين الجماهير والحزب الشيوعي وقادته.
بليخانوف
جورجي بليخانوف، مفكر وثوري روسي، يعدّ مؤسس الحركة الديمقراطية الاشتراكية في روسيا ومن أكبر المنظريين الماركسيين، وكان زعيم منظمة الأرض والحرية، وبعد أن هاجر من روسيا درس مؤلفات ماركس وإنجلز، وكان على صلة كبيرة بالحركة الديمقراطية الاشتراكية في أوروبا الغربية، وبعد أن هجر الشعبوية أصبح من كبار المفكرين الماركسيين، وأسّس جماعة تحرير العمل في سويسرا، وقد أسهم بليخانوف في تطوير النظرية الماركسية، وفند الأيديولوجيا الشعبوية ومن أهم مؤلفاته: كتاب “تطور النظرية الواحدية للتاريخ” وكتاب “مقالات في تاريخ المادية”، ودور الفرد في التاريخ”.
طوّر بليخانوف الفَهم المادي للتاريخ مبينًا أنّ أي علاقات داخلية متشابكة توجد بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي في صراع الأفكار الذي هو عبارة عن صراع بين الطبقات المتطاحنة في المجتمع، وكان بليخانوف أحد مؤسسي علم الجمال الماركسي، والنقد الأدبي الماركسي، فطور التعاليم الماركسية بشأن أصل الفن، وعَدّ الفن شكلًا خاصًّا من أشكال انعكاس الحياة الاجتماعية والواقعية وهذا هو جوهر الفن حسب وجهة نظره.
جان بول سارتر
فيلسوف وجودي فرنسي وُلد عام 1905م، وهو مؤسس التيار الوجودي المُلحِد، له العديد من المؤلفات أهمها كتاب: “الوجود والعدم“، وهو عنوان أطروحته لنيل درجة الدكتوراه، بالإضافة إلى كتاب “الوجودية مذهب إنساني” و”نقد العقل الجدلي” تأثر بفلسفة كيركجارد وهوسرل وهايدغر، بالإضافة إلى مدرسة التحليل النفسي التي أسّسها سيغموند فرويد تقوم فلسفة سارتر على أساس أسبقية الوجود على الماهية، ومن ثم فإنّ الإنسان هو الذي يشكل مشروع وجوده من خلال ممارسة حرية الاختيار.
حاول سارتر التوفيق بين الفلسفة الوجودية والفلسفة الماركسية، فكلاهما يرفض اللاهوت، أو وجود إله يحدّد مسار الإنسان، وكان سارتر من المناضلين ضدذ الفاشيّة، وانضم إلى حركة المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية،وحاول سارتر تأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم المنظمة الديمقراطية الثورية، وأيد ثورة فيدل كاسترو، واستقلال الجزائر.
أقسام الماركسية
لماذا انقسمت الفلسفة الماركسية إلى قسمين؟
تقوم الفلسفة الماركسية على قسمين أساسين؛ كي تعالج مختلف الموضوعات العلمية والفلسفية والاجتماعية، وهذان القسمان هما:
المادية الجدلية
تقوم الفلسفة المادية على مواجهة كل أشكال الفلسفات المثالية، وتؤكد استحالة التوفيق بينهما، وتعد المادية الجدلية القسم الذي يتناول علم الطبيعة وقوانينه، وتهتم بمعرفة القوانين التي تُطوّر المادة بناءً عليها، وهذه هي وظيفة الجدل الماركسي، وتقوم المادية الجدلية على مجموعة أسس هي:
- العالم مادي بطبيعته: وكلّ ما هو موجود وُجد لأسباب مادية، وينشأ التطور وفقًا لقوانين حركة المادة وتسمى بقوانين الجدل.
- حقيقة المادة موضوعية: وتوجد خارج أذهان البشر، ومستقلة عنها، وكل ما هو ذهني أو غير مادي منفصل تمامًا عن المادة، كما أن كل الروح ليست إلّا نتاج لعمليات مادية.
- معرفة قوانين العالم ليست بالأمر المستحيل: بل هي ممكنة، بِخلاف كل ما هو غير واقعي وميتافيزيقي؛ فالميتافيزيقا غير ممكن معرفتها.
المادية التاريخية
إن المادية التاريخية هي “الدراسة” في نظرية المجتمع الماركسي، وقد قام كل من ماركس أنجلز بوضع هذه الدراسة، وتعد من أوائل النظريات الفلسفية والسوسيولوجية، التي أرست الفهم العلمي لكينونة العملية التاريخية بمجملها، والتي تشكل الأساس النظري للعلوم الأخرى، والتفسير المادي للتاريخ يتلخص في الاعتراف بأن حياة المجتمع المادية وفي المقام الأول العملية، ليست فقط إحدى العوامل الضرورية في الحياة الاجتماعية، بل هي أساس لتفاعل جميع الظواهر الاجتماعية الأخرى، وهي التي تحدد في نهاية المطاف الميدان الروحي في حياة المجتمع، نستنتج من ذلك أن النشاط الروحي والميتافيزيقي والديني ما هو إلا نتيجة نهائية للإنتاج المادي، وذلك بحسب الفكر الماركسي.
مدارس الماركسية
لماذا يوجد أكثر من مدرسة ماركسية؟
تبنت العديد من الدول أطروحات كارل ماركس، وكان لكل دولة طريقة مختلفة في تطبيق أفكار الفلسفة الماركسية، نتيجةً لذلك ظهرت العديد من المدارس الماركسية أهمها:
الماركسية السوفيتية اللينينية
تأسست الماركسية السوفيتية على يد فلاديمير لينين، ويعد رائدها، ولقد تأثر لينين بأطروحات ماركس وإنجلز، فعمل على تنظيم المواطنين السوفياتيين في منظمات سياسية، وأصبح زعيمًا لهم، وتطورت الماركسية اللينينية بشكل كبير أثناء صراع الطبقات العمالية ضد الطبقة البرجوازية، فلقد خاض لينين صراعًا كبيرًا ضد أيديولوجيا الطبقة البرجوازية، وأهم ما قامت به الماركسية اللينينية كشف ما تسعى له الإمبريالية من تشويه صورة الاشتراكية، ومحاولة تنفير الناس منها
الماركسية الأوروبية
قدّم الفيلسوف جورج لوكاتش نقدًا كبيرًا للماركسية اللينينية، التي تعدّ نفسها الوريث الشرعي لأطروحات ماركس وإنجلز، وجعلت من كتاب رأس المال إلى جانب باقي كتب ماركس وإنجلز كتبًا مقدسة، بالتالي، قدم لوكاش طرحًا نقديًا لهذه الرؤية، وأكّد ضرورة عَدم التسليم بكل نتائج الماركسية دون تفكير ناقد، فالماركسية منهجية تفكير، وليست مذهبًا يجب التسليم به دون تفكير.
مبادئ الفكر الماركسي
ما هو برنامج النقاط العشر؟
صاغ ماركس وإنجلز مبادئ الفكر الماركسي من خلال مجموعة نقاط، أطلقا عليها اسم برنامج النقاط العشر في بيان الحزب الشيوعي، وهذا البرنامج سيساعد الأمم على تحقيق العدالة، وهذه المبادئ هي:
- نزع الملكية العقارية وتخصيص الريع العقاري لتغطية نفقات الدولة.
- فرض ضريبة تصاعدية.
- إلغاء قانون الوراثة.
- مصادرة ملكية جميع المهاجرين والعصاة.
- مركزة التسليف في أيدي الدولة بواسطة مصرف وطني، يكون رأسماله للدولة وحدها.
- مركزة وسائل النقل في أيدي الدولة.
- تكثير الفبارك الوطنية وأدوات الإنتاج واستصلاح الأراضي الموات، وتحسين الأراضي المزروعة وفق تخطيط عام.
- العمل إلزامي، ومتكافئ للجميع، وتنظيم المزارعين والصناع.
- التوفيق بين العمل الصناعي والزراعي، والعمل تدريجيًا على إزالة الفوارق بين الريف والمدينة.
- تربية عامة وجماعية للأفراد، وإلغاء عمالة الأطفال، والتوفيق بين التربية والإنتاج المادي.
العلاقة بين الماركسية والفلسفات الأخرى
ما هي الفلسفات ذات الصلة بالفلسفة الماركسية؟
هناك تياران فلسفيان يعدان أكثر التيارات الفلسفية صلةً بالفلسفة الماركسية، وهذان التياران هما:
الفلسفة الوجودية
قام الفيلسوف الفرنسي سارتر بمحاولة التوفيق بين الفلسفة الماركسية والفلسفة الوجودية، فكلاهما يشترك برفض فكرة وجود إله يحدد ماهية الأشياء بشكل مسبق، وحاول سارتر الانخراط في العمل السياسي والثوري والديمقراطي، كما أنه أيّدَ العديد من الثورات التي قام بها الماركسيون مثل ثورة فيدل كاسترو، وساند حركات الاستقلال الوطني في مختلف بلدان العالم.
الفلسفة المثالية
تعدّ الفلسفة المثالية أكثر الفلسفات خِلافًا مع الفلسفة الماركسية، فالمثالية هي النقيض التام للفلسفة المادية في تاريخ الفلسفة، وتتفترض الفلسفة المثالية وجود روح أو وعي سابق على المادة، على عكس ما تراه الفلسفة المادية، لكن هذا الخلاف لا يلغي حقيقة أن ماركس يدين لفلسفة هيغل المثالية بالكثير، فهو أحد تلاميذ هيغل، وقد قام بعملية قلب الجدل الهيغلي ليجعله جدلًا ذا رؤية مادية.
نقد الفلسفة الماركسية
ما هو النقد الذي وجهه برتراند رسل إلى مفهوم الحقيقة عند كارل ماركس؟
وجّه برنتراند رسل نقدً كبيرًا إلى مفهوم الحقيقة عند كارل ماركس، ويقول برتراند رسل “أن ماركس أنكر مفهوم واقعية الإحساس الذي يعد أساس نظرية المعرفة عند الفلاسفة التجريبيين الإنجليز، ويكتفي ماركس بمفهوم الملاحظة” لكن الحواس هي مصدر المعارف، وترتبط ارتباطًا كبيرًا في نظرية المعرفة، فكيف لنظرية الماركسية التي تعد التفسير العلمي للكون أن تنكر واقعية الحواس.
المكانة العلمية للماركسية
كيف استطاعت الفلسفة الماركسية مواكبة التطور العلمي؟
إن الفلسفة المادية تعدّ الأساس الذي بُنيت عليه الماركسية، وتعرّف على أنها التفسير العلمي للكون، على عكس الفلسفات المثالية التي كانت بعيدة عن التطورات العلمية، والتفسير العلمي يقوم على أساس التجربة، وبهذا يكون للفلسفة الماركسية قيمة علمية كبيرة، وقد أكدت الفلسفة المادية على أن المادة في الحقيقة الأولى، وكل ما هو سواها ليس إلا نتيجةً لها، ويعود نشأة التيار المادي في الفلسفة إلى صراع كبير ضد الجهل والظلامية.
كتب عن الفلسفة الماركسية
ما هي أهم المراجع للتعرف إلى الفكر الماركسي؟
- مدخل إلى المادية الجدلية: تأليف موريس كورنفورث، يعد من أهم الكتب للتعرف إلى الفلسفة المادية والمنهج الجدلي، ويناقش النصف الثاني من هذا الكتاب موضوع المادية التاريخية، قام بترجمته الأستاذ محمد مستجير، وصدر عن دار الفارابي عام 1975م، والكتاب عبارة عن سلسلة محاضرات قدمتها لجنة منطقة لندن التابعة للحزب الشيوعي.
- أسس المعارف الفلسفية: تأليف أفاناسيف، صدر عن دار التقدم في موسكو، ويستعرض هذا الكتاب أسس الفلسفة الماركسية، المادية الجدلية والمادية التاريخية ، ويتميز بأسلوبه الواضح، وهو كتاب مخصص للقراء المبتدئين، والذين يرغبون في دراسة الفلسفة الماركسية.
- مبادئ أولية في الفلسفة: تأليف جورج بوليتزر، صدر عن دار الفارابي، وترجمه د. فهمية شؤف الدين، يعد من أبسط الكتب وأكثرها وضوحًا وعمقًا، ويعد من أفضل المداخل لدراسة الفلسفة الماركسية.