لحصة دراسية متميزة .. كيف نخطط للدروس والمادة العلمية؟
إنَّ التخطيط لقيام أي عمل هو المكون السحريّ للنجاح، وبالأخص أنَّ العشوائية لاتُؤدي إلّا للفوضىٰ والضياع، فلا نجاح لأيّ عمل ذي أهداف بنّاءة فعّالة وهدافة دون التخطيط.
يُعتبر التدريس من أهم الأعمال التي يجب التخطيط لها، حيثُ يحتاج المُدرس لوضع خطة مدروسة جيدًا للسير عليها في الصّف الدراسي وتنفيذ مهارات التدريس وفق الأهداف المُعدة له.
وأن تكون الخطة التدريسية مُطابقة للزمن المُخصص له، تتضمن العناصر الأساسية الكافية المفروض شرحها في الحِصّة الدراسية.
لذا فإنَّ التحضير: هو التخطيط بصورة ذهنية أولًا، وكتابية ثانيًا.
وبِغَض النظر عن مستوى خبرتك أو سبب احتياجك لخطة الدرس، فإنَّ كتابة خطة درس قوية ستضمن لك مع السنوات القادمة بقاء المواد الخاصة بك ذات صلة من عام إلى آخر، دون الحاجة إلىٰ إعادة اختراع العجلة بالكامل في كُل مرّة.
قبل أن بندأ بتحضير الحصة الدراسية واستراتيجيات التعليم الحديثة لها:
• إنَّ كتابة خطة الدرس الخاص بك، تُعتبر القسم الذي تُحدد فيه بوضوح كيفية تقديم مفاهيم الدرس لطلابك.
حيثُ يجب عليك وضع أسئلة استباقية تطرحها علىٰ نفسك مثل:
° كيف يمكنني إشراك أكبر عدد مُمكن من الطُلاب، مع التركيز علىٰ اهتماماتهم للموضوع القادم!
° كيف ينبغي عليّ إبلاغ طُلابي بسياق الدرس وهدفه بلغة صديقة للطالب؟
° ما الذي يحتاج الطالب لمعرفته قبل أن يتمكنوا من الخوض في خطة الدرس نفسها والتعليم المُباشر؟
أنواع التحضير للحصة الدراسية:
هناك نوعان من التحضير مُرتبطان ارتباطًا وثيقًا ولا نستطيع فصلهما عن بعضهما إلّا لسببٍ وجيه وشديد، هُما:
• التحضير الذِهني: وهو قراءة المادة العلمية المُراد شرحها وتدريسها وفهمها وتحليلها إلىٰ عناصر ذهنيًا قبل الشروع في التحضير الكتابي.
• التحضير الكِتابي: يبدأ التحضير بكتابة عناوين مُحددة، تتضمن الأهداف الخاصة للدرس، وإجراءات تنفيذ الأهداف، مع ذكر الوسائل المُساعدة في مكانها المُخصص من التحضير الكتابي.
ولكن هُناك بعض الأنظمة التعليمية التي تُحدد للمعلم الوسيلة التي ينتهجها في التحضير.
خُطوات التَحضير للحصة الدراسية:
• يبدأ المُدرسّ بالتحضير الذهني عن طريق قراءة الدرس المُراد تدريسه بشكلٍ مُتقن، عن طريق تحليل عناصره من أفكار وحقائق ومفاهيم.
• الاستعانة بالمصادر المُناسبة لدرسه، بهدف إثراء وإغناء الدرس بالمعلومات.
= ويُمكن للمدرس في بعض الأحيان الاستغناء عن التحضير الكتابي لأمرٍ من الأمور، ولكن لا يُمكن الاستغناء أبدًا عن التحضير الذهني، كما أنَّ التحضير الكتابي دونَ التحضير الذهني سيضع المُدرس في موقف مُخزي أمام الطُلاب.
• صياغة الأهداف بدقة، مثل أن يُعِد وأن يَذْكُر، يُعلل، ويستنتج وغيرها ..
• ومن عناصر التحضير الأولية هي مُراعاة المدة الزمنية للحصة، وتقسيم الوقت بما يتناسب طردًا مع ما سيتم طرحه من أسئلة وشرح واستفسارات ومشاركة من الطُلاب.
• التنويع في صياغة الأهداف-الأسئلة-، بأن تجمع بين المهارية والمعرفية والنفسية والحركية، وعدم الاقتصار علىٰ أسلوب واحد مُحدد.
• ومن أهم النِقاط أن تكون طريقة التحضير مُناسبة لكل مستويات الطلاب سواء المستوى المُتقدم أو المتوسط والضعيف.
• يجب أن تكون أهداف الدرس مُحددة بوضوح، وتتماشىٰ مع المعايير التعليمية للمنطقة أو الدولة.
• سبب تحديد الأهداف والتحضير هو التأكد من معرفة ما تُحاول إنجازه في الدرس، ويساعدك هذا في تحديد ما يجب علىٰ الطُلاب استخلاصه من الدرس، وكيف ستستمر في التأكد من نجاحهم في المواد المُقررة عليهم.
• كما أنَّ التحضير يساهم في تمهيد الطريق للطُلاب من الاستفادة من معارفهم العلمية السابقة، وتنشيط أدمغتهم للمُشاركة في الحصة.
• معرفة كيفية إنهاء الحصة الدراسية، ففي قسم الإغلاق يجب تحديد الطريقة التي سيتم اختتام الدرس من خلالها وإعطاء مفاهيم الدرس ومصطلحاته في معنىٰ آخر للطلاب.
الفوائد الهامة من التحضير والتخطيط الجيد للحصة الدراسية:
1• تنظيم المُدرس لأفكاره بشكلٍ جيد، وتجنب جلب الإحراج لنفسه أمام الطُلاب.
2• الدقة في التدريس، نتيجة ترتيبه لأفكاره واستخدام المراجع الخارجية التي أغنت الدرس بالمعلومات.
3• حسن التخطيط، وعدم العشوائية.
4• ثقة المدرس بنفسه بسبب تمكنه من المادة العلمية، ومن خلال أسلوبه سيحبب الطُلاب بالمادة والعِلم.
5• حسن ضبط الصف.
6• معرفة ما تم اقتطاعه من المناهج.
7• معرفة ما تم تحقيقه من أهداف في الحصة.
8• معرفة خفايا المادة العلمية التي يُدرسها المعلم، فحتىٰ لو كان مُلمًا بالمادة وماهرًا بها، فقد يوجد بعض الأمور الخفية التي لَا تُكشف إلّا بالتحضير، قال تعالىٰ (فوقَ كُلِّ ذي علمٍ عليم)
في الختام:
عند كتابة خطة دراسية خاصة بك وتحضير المادة العلمية المراد شرحها في هذا الجزء حصرًا يجب عليك أن تحدد فيه بوضوح كيفية تقديم مفاهيم الدرس لطلابك.
قد تتضمن طرق التدريس المُباشر قراءة الكتب أو عرض مُخططات أو عرض أمثلة واقعية عن موضوع الدرس.
ومن المهم أن تفكر في أساليب التعليم المُختلفة داخل الصف لتحديد طرق التدريس التي سيكون لها صدى أفضل.
وفي بعض الأحيان، يُمكن أن يعمل الإبداع بشكلٍ جيد في إشراك الطُلاب ومساعدتهم علىٰ فهم المواد.