كيف يمكن الاستعداد للدراسة الجامعية ؟
مرحلة الدراسة الجامعية هي آخر سلسلة التعليم في معظم النظم التعليمية، تعتبر الدراسة الجامعية أهم هذه المراحل، وأكثرها تأثيرًا على المستقبل.
الدراسة الجامعية هي من أكثر المراحل التي يستمتع بها الجميع، فهي الفرصة لأن يتعرف على أفراد جدد في الحياة، كما أنها تأتي في مقدمة الشباب، ولذلك تكون فرصة التجربة وكسب الخبرات والسفر موجودة بقوة، كما أن مرحلة الدراسة الجامعية تعتبر آخر المراحل قبل الانتقال إلى مرحلة المسئولية الدائمة، حيث العمل باستمرار وكذلك يبدأ الشخص التفكير في تكوين العائلة، لذلك ينتظر العديد هذه المرحلة ليبدأ في تحقيق ما يريده من طموحات، وفي هذا المقال نتحدث عن كيفية الاستعداد الجيد للدراسة الجامعية، حتى ينجح كل شخص في تحقيق أهدافه فيها كما يريد.
تعرف على أهم نصائح الدراسة الجامعية
ما هي الدراسة الجامعية؟
الدراسة الجامعية هي المرحلة التي يلتحق بها الإنسان بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة، ويكون في الـ18 من عمره تقريبًا في هذه المرحلة، تستغرق أربعة سنوات على الأقل، وقد تزداد هذه السنوات طبقًا لطبيعة الدراسة والكلية التي يقصدها الشخص. تتحدد الكلية لكل شخص بناءً على شيئين: طبيعة الدراسة التي اختارها لنفسه في الثانوية العامة، والمجموع الذي حصل عليه بعد نهاية الامتحانات.
طبيعة الدراسة في الثانوية تنقسم إلى قسمين في أغلب الحالات، القسم العلمي والقسم الأدبي، ولكل قسم من الاثنين الكليات التي يمكن الذهاب إليها في الدراسة الجامعية حسب اختيار الشخص، وكذلك توجد بعض الكليات المشتركة بين القسمين.
القسم العلمي يهتم بدراسة مواد مثل: الكيمياء والفيزياء والأحياء والجيولوجيا والرياضيات، والقسم الأدبي يهتم بدراسة مواد مثل: التاريخ والجغرافيا وعلم النفس، بجانب بعض المواد المشتركة بين القسمين مثل: اللغة العربية واللغة الإنجليزية والتربية الدينية.
فعندما يختار الشخص دراسة قسم معين، فإنه يسعى إلى دخول واحدة من الكليات المرتبطة بهذا القسم، ولكن هذه الرغبة وحدها لا تكفي، فكما وضحنا في بداية الفقرة، يوجد شرط آخر يحدد لك طبيعة الدراسة الجامعية والكلية التي ستذهب إليها، هذا الشرط هو المجموع الذي ستحققه في الامتحانات.
كل كلية يكون لها حد أدنى من الدرجات، إن لم يحصل عليه الشخص فإنه لن يكون قادرًا على الالتحاق بالكلية التي اختارها لنفسه من قبل، وسيكون عليه اختيار كلية أخرى مرتبطة بالقسم الذي درس فيه، ويكون قد حقق الحد الأدنى من الدرجات الذي يسمح له بالالتحاق بها. مجرد أن يجد الشخص الكلية التي تطابق قسمه ومجموعه، يمكنه أن يقدم أوراقه إليها ليكون طالبًا بها.
كيف يمكن الاستعداد للدراسة الجامعية؟
الدراسة الجامعية كما ذكرنا في بداية المقال هي واحدة من أفضل المراحل بالنسبة للجميع، ولذلك يجب على الجميع أن يستعد لها بالشكل الصحيح.
اختيار الكلية
بالطبع يوجد لكل شخص الكلية التي يرغب في دخولها في الجامعة، ولذلك إن نجح في تحقيق المجموع المناسب، يمكنه أن يقدم أوراقه إلى هذه الكلية. لكن إذا لم يتمكن من ذلك كما ذكرنا من قبل، فسيكون عليه أن يختار كلية أخرى في الدراسة الجامعية غير اختياره الأساسي، وهنا قد يظن البعض بأن كل أحلامه قد ذهبت هباءً، وقد يلجأ إلى اختيار أي كلية لأنه يظن بأنه لا فارق بين بقية الكليات، وهذا بالطبع تفكير خاطيء تمامًا، فإن تحطمت أحد أحلام الشخص فهذا لا يعني النهاية، بل عليه أن يلجأ إلى تجديد أحلامه، ويبدأ في دراسة كل الاختيارات المتاحة أمامه، ومن ثم يختار الكلية التي تناسبه.
لكي يفعل الإنسان ذلك بنجاح يجب عليه أن يبحث عما ستكون عليه الدراسة الجامعية في هذه الكليات، وكذلك يفكر في قدراته ومهاراته إن كانت ستؤهله للتواجد في هذه الكلية، ويفكر أيضًا في مستقبله عندما يتخرج من هذه الكلية.
وضع خطة بالأهداف التي يريدها الشخص من الكلية
عندما يختار الشخص الكية التي تناسبه، يجب أن يبدأ بوضع خطة بالأهداف التي يريد أن يحققها في الكلية. هذه الأهداف ترتبط بأن يحدد لنفسه ما الذي يريد الوصول إليه عندما ينتهي من الكلية، فهناك بعض الأفراد الذين يرون أن الدراسة الجامعية تتعلق فقط بأن يحصل على تقدير متميز من الكلية. في حين أن هناك العديد من الأفراد الذين يرون بأن الكلية يمكن الاستفادة منها في أكثر من ذلك، وأن ما يدرسه الشخص ليس كافيًا بالمرة بالنسبة له، ويبدأ في البحث عن مراجع أو مصادر تمكنه من معرفة المزيد عما يدرسه، فيكون تركيزه الأساسي على المعرفة، وهناك من يجمع بين الاثنين.
كذلك قد يلجأ الشخص أثناء الدراسة الجامعية إلى الحصول على مجموعة من الدورات، هذه الدورات قد تتعلق بزيادة معرفته في مجالات معينة، أو اكتسابه مهارات محددة ترتبط بالكلية، أو حتى محاولة اكتساب بعض الخبرات التي يمكن أن تساعده مستقبلًا. في الأغلب يحاول كل شخص مهتم بدراسته أن يعرف ما هي الدورات التي يحتاج إلى الحصول عليها أثناء الجامعة، وذلك من خلال معرفة ما سوف يدرسه مبكرًا، ومن ثم تحديد ما يريد بعد ذلك، وما هي التدريبات التي يمكنه أن يحصل عليها خلال فترة الدراسة.
الانضمام إلى الأنشطة الطلابية
فترة الدراسة الجامعية هي فترة مميزة جدًا ليكتسب فيها الإنسان أكبر قدر ممكن من الخبرات، وتعتبر الأنشطة الطلابية من أكثر الوسائل التي تساعد أي شخص في الجامعة في الحصول على الخبرات التي يريدها.
لذلك من المهم جدًا لمن يرغب في هذا، أن يبدأ في معرفة ما هي الأنشطة الطلابية الموجودة في الجامعة، ومن ثم يبدأ في تحديد أيها ملائم بالنسبة له، بل إنه حاليًا زادت الأنشطة الطلابية فأصبحت هناك أنشطة تخص كل كلية، وهذا الأمر مفيد جدًا بالتأكيد للشخص المهتم بهذه الأنشطة، فيمكنه أن ينضم لها ويستغلها، بحيث يربط بين الدراسة الجامعية وبين الخبرات التي يريد الحصول عليها.
البحث عن منح دراسية
من الأمور التي تتواجد بكثرة هذه الأيام هي المنح الدراسية، وهذه المنح مفيدة جدًا في الجامعة، ويمكنها أن تفيد الشخص كثيرًا في المستقبل وتضمن له تعليم أفضل، ولذلك يمكن أن يستغل كل شخص مجال دراسته ويبدأ في البحث عن منح للالتحاق بها خلال فترة الدراسة، ويفضل أن يبدأ الشخص بحثه قبل بداية الدراسة الجامعية حتى يكون على دراية بالمطلوب قبل أن يبدأ.
وضع خطة عامة تخص المرحلة بالكامل
يسعى الشخص في الجامعة لتحقيق العديد من الأهداف في حياته، مثل السفر إلى أماكن مختلفة، أو الحصول على تدريبات معينة، أو أيًا كانت الأهداف التي يريدها الشخص. ولذلك حتى يتمكن الشخص من تحقيق كل الأهداف في الدراسة الجامعية يمكنه أن يقوم بوضع خطة تخص المرحلة بالكامل، ويمكنه أن يقسم هذه الخطة طبقًا لعدد سنوات الدراسة في الكلية، بحيث يقوم بتحقيق مجموعة من الأهداف كل عام حتى يصل إلى نهاية الجامعة.
مرحلة الدراسة الجامعية من المراحل التي لا تتكرر أبدًا في حياة الجميع، وكل واحد منا يحاول استغلالها كما يريد، ولذلك لا يجب أن يفوت أي شخص هذه المرحلة، أو يتعامل معها على أنها قابلة للتكرار في وقت لاحق، بل يجب عليه أن يستعد لها جيدًا، وأن يؤمن بأنه لو نجح في التعامل معها بالشكل الصحيح، فإنها قد تكون أفضل أيام حياته على الإطلاق.