مقالات

كل ما تحتاج معرفته عن المهارات المخبرية| Lab Skills

كل ما تحتاج معرفته عن المهارات المخبرية| Lab Skills

إن كنت راغبًا في تحقيق النجاح في عالم الوظيفة العلمي، فأنت بحاجة حتمًا لامتلاك مهارات مخبرية متقدّمة أو ما يُعرف بالـ Lab Skills. حيثُ أنّه كلّما فهمت المهارات التي تحتاجها لتبرُع في مجالك العلمي المحدّد، كان ذلك سببًا في جعلك عالم أحياء أو كيميائيًا أفضل، أو غيرها من الوظائف ذات العلاقة.

ونظرًا لأهميتها الكبرى، سنتطرّق في مقال اليوم للحديث عن المهارات المخبرية، ما هيّتها، أهميتها، أمثلتها، كيفية تطويرها، وكيفية كتابتها في كلّ من السيرة الذاتية ورسالة التغطية.

ما هي المهارات المخبرية؟

تعبّر المهارات المخبرية عن القدرة على أداء مهامّ محدّدة ومختلفة في وسط مخبري. حيث يوجد تنوّع كبير في المهارات المخبرية اعتمادًا على حقل معرفتك العلمي. فقد يتضمّن بعضها وضع الفرضيات، أو الحفاظ على السجلاّت أو القدرة على تعقيم المعدّات المخبرية…الخ.

بمجرّد أن تحدّد المجال العلمي الذي تريد أن تعمل فيه، ستتمكّن من معرفة المهارات التي تحتاجها في وظيفتك.

لماذا يبحث أرباب العمل عن المهارات المخبرية؟

الجواب سهل وواضح وضوح الشمس!

يرغب أرباب العمل في رؤية المهارات المخبرية في سيرتك الذاتية ليتمكّنوا من تحديد ما إذا كنت الشخص المناسب للوظيفة أم لا. كما أنّ امتلاك مهارات مخبرية محدّدة وذات علاقة بمجال معيّن يعدّ أمرًا غاية في الأهمية إن كنت تبحث عن وظيفة معيّنة دون غيرها.

على سبيل المثال، قد تمتلك مهارات مخبرية عامّة مثل القدرة على الحفاظ على المختبر معقّمًا، لكنّك وللعملِ في مختبر لعلم الأعصاب، فقد تحتاج إلى مهارات متخصصة بهذا المجال تحديدًا.

أمثلة على المهارات المخبرية

على الرغم من وجود العديد من المهارات المخبرية، لكننّا فيما يلي سنركّز على أكثرها شيوعًا والتي تنطبق على مجالات علمية متعدّدة مختلفة.

1-  الانتباه للتفاصيل

من المهم للغاية أن يكون العالم قادرًا على إظهار انتباه كبير للتفاصيل. فحينما تعمل في مختبر، لابدّ أن تكون دقيقًا قدر الإمكان في قياساتك، وإلاّ فسوف تأتي النتائج مضلّلة أو خاطئة.

2- القدرة على قياس الرقم الهيدروجيني pH

حينما تعمل في وسط مخبري، فلا بدّ أن تمتلك المهارة اللازمة لقياس الرقم الهيدروجيني لمختلف المواد. ويتضمّن ذلك اختبار مدى حموضة المحاليل، وتحديد مكانها في معيار الحموضة (pH Scale). أيّ أن تدرك أن درجة حموضة أقلّ من 7 تشير إلى أنّ المحلول حمضي، وأكثر من 7 تعني أنّه قاعدي في حين تمثّل الدرجة “7” إلى التعادل.

3- سحب العينات

واحدة من أهمّ المهارات التي تحتاج إليها في المختبر هي القدرة على استخدام أدوات مثل الماصّة أو الـ pipette، وهي ذلك الأنبوب الأسطواني المستخدم لقياس أو نقل العيّنات الصغيرة جدًا من السوائل.

بقدر ما يبدو الأمر بسيطًا إلاّ أنّه يحتاج منك لتركيز واتزان كبيرين، ولأن هذه المهارة مستخدمة في كافة المختبرات، فلابدّ من امتلاكها إن كنت ترغب في العمل في أحد الحقول العلمية والمخبرية.

4- استخدام الميزان بدقة

مهارة شائعة أخرى من المهارات المخبرية، ألا وهي القدرة على استخدام الميزان بدقّة. حيث أنّك ستحتاج في بيئة العمل المخبرية إلى التعامل مع كميّات صغيرة جدًا ودقيقة، وأيّ خطأ مهما كان ضئيلاً قد يؤدي إلى فشل التجربة العلمية تمامًا، بل إنّ بعض الأخطاء في الكميات والموازين قد تؤدي إلى إحداث كوارث كبيرة لا تُحمد عقباها.

5- مهارات تعقيم المعدات

حينما تعمل في بيئة مخبرية، ستتعامل على الأرجح مع العديد من المواد الكيميائية، لذا فمن المهم ألا تلوّث أيّ محاليل أو موادّ، وتزداد أهميّة هذه المهارة على وجه الخصوص عند العمل في المختبرات الطبية أو الحيوية.

من المهارات المخبرية المهمّة إذن، القدرة على تعقيم المعدّات المختلفة والحفاظ عليها نظيفة ومعقّمة، الأمر الذي يضمن دقّة التحاليل وصحّتها.

6- القدرة على الالتزام بمعايير السلامة

معايير السلامة

يعدّ الحفاظ على السلامة من الأمور المهمّة للغاية في المختبر.

باختلاف المجال الذي تعمل فيه، فقد تضطرّ أحيانًا للتعامل مع موادّ كيميائية خطيرة أو أجهزة دقيقة حسّاسة. وفي حال لم تتوخّى الحيطة والحذر وتلتزم بمعايير السلامة فقد تلحق الأذى، ليس بنفسك فقط بل وبالعاملين معك في المكان أيضًا.

لهذا السبب فإنّ امتلاك مهارات السلامة العامّة يعدّ من أهمّ ركائز النجاح في عالم الوظائف العلمية.

7- مهارات التنظيم

يعدّ التنظيم واحدًا من المهارات المهمّة التي تحتاج لامتلاكها في حياتك الوظيفية خاصّة إن كنت تعمل في مجال مخبري.

أنت تحتاج إلى الإبقاء على جميع المعدّات مرتبة في مكانها الصحيح، كما تحتاج أيضًا إلى إجراء التجارب حسب خطوات مرتبة ومنظّمة، وهو أمرٌ لن تستطيع النجاح فيه إن لم تمتلك مهارات متقدّمة في التنظيم.

8- مهارات متخصصة (حسب المجال)

بالإضافة إلى المهارات المخبرية العامة سابقة الذكر، هنالك أيضًا العديد من المهارات المخبرية المتخصصة التي تحتاجها عند العمل في بيئات مخبرية معيّنة. ومن الأمثلة على هذه المهارات:

  • القدرة على التعامل مع الحيوانات.
  • القدرة على التعامل مع الأدوية عن طريق الحقن.
  • إعداد الحميات الغذائية المتنوعة.
  • إمكانية القيام بالإجراءات الجراحية البسيطة.

كيف تطور مهاراتك المخبرية؟

إن كنت تعمل في أحد الحقول العلمية، أو ترغب في بدء مسيرتك الوظيفية بالعمل في أحد المختبرات، فأنت تطمح بلا شكّ إلى تطوير مهاراتك المخبرية وشحذها.
ألقِ نظرة على الخطوات التالية التي تساعدك على ذلك:

1- مارس مهاراتك وتمرن عليها

كما هو الحال مع مختلف المهارات الوظيفية، فكلّما تمرّنت وتدرّبت عليها أكثر، استطعت تحسينها وتقويتها. وحتى تتمّكن من تطوير مهاراتك المخبرية، احرص على التدرّب المستمر على كلّ مهارة منها كسحب العيّنات أو تقنيات التوزين وقياس درجة الحموضة …الخ. حيث تشكّل جميعها قاعدة أساسية للمهارات المخبرية الأكثر تقدّمًا.

2- استمع لتعليمات السلامة باستمرار

أثناء عملك في المختبر، كرّر مع نفسك أهمّ تعليمات السلامة والأمان التي يتعيّن عليك التقيّد بها. بهذه الطريقة فأنت لا تسهم في الحفاظ على سلامتك خلال العمل وحسب، بل وتطوّر قدرتك على الانتباه للتفاصيل الدقيقة أيضًا.

3-  احتفظ ببرنامج زمني للمهام

احرص على الاحتفاظ بجدول زمني للمهام التي يتعيّن عليك القيام بها، وذلك حتى تتمكّن دومًا من ترتيب أولوياتك والحفاظ على تركيزك وإبقاء بيئة عملك منظّمة، ممّا يضمن لك إنتاجية أعلى ودقة أكبر.

احرص أيضًا على تتبّع الوقت الذي تقضيه في إنجاز مهمّة مخبرية معيّنة، حتى تستطيع تنظيم وقتك على نحو أفضل مستقبلاً وبالتالي زيادة كفاءتك في وظيفتك.

4- رتب مكتبك!

رتب مكتبك

كما سبق أن وضّحنا، فالتنظيمُ يعدّ من المهارات الأساسية التي تحتاجها في بيئة العمل المخبرية، وأوّل خطوة لتصبح أكثر تنظيمًا هي من خلال التخلّص من الفوضى في مكتبك.

ابدأ برمي الأغراض التي لا تحتاجها، وتخلّص من تلك الأوراق المبعثرة في كل مكان من حولك. أعد المعدّات التي استخدمتها إلى مكانها بعد الانتهاء منها، واحرص على ترك المكان نظيفًا مع نهاية النهار.

سيكون لذلك تأثير إيجابي حقيقي عليك في اليوم التالي، وسيُساعدك للعمل بشكل أفضل.

5- استفد من فترة التدريب لصالحك

عندما تبدأ العمل في وظيفة مخبرية، ستحصل غالبًا على فترة تجريبية يتمّ فيها تدريبك على أهمّ المهام والواجبات التي ستقوم بها.

استغلّ هذه الفترة لصالحك واحرص خلالها على تطوير مهاراتك المخبرية، بل وعلى اكتساب مهارات جديدة أيضًا.

دوّن الملاحظات، وحاول الاستفادة من طريقة زملائك في أداء مهامّهم، ثمّ طبقّها أنت أيضًا وانظر إن كانت فعّالة ومفيدة بالنسبة إليك.

يمكنك أيضًا أن تعدّل عليها وتغيّر فيها بما يتناسب معك ويضمن لك أفضل النتائج.

كيف تظهر مهاراتك المخبرية لأرباب العمل

إن كنت تتقدّم للعمل في وظيفة مخبرية، فأنت بحاجة لإظهار مهاراتك في هذا المجال لأرباب العمل، حيث يمكنك ذلك من خلال السيرة الذاتية، رسالة التغطية أو خلال المقابلة الوظيفية.

فيما يلي طريقة فعل ذلك:

أولا: المهارات المخبرية في السيرة الذاتية

تعتبر سيرتك الذاتية مكانًا رائعًا ومناسبًا للغاية للتعبير عن مهاراتك الوظيفية وخبراتك ومؤهلاتك بشكل عام.

حينما يتعلّق الأمر بالمهارات المخبرية، فعليك في هذه الحال التأكد أوّلا من أن الوظيفة التي تتقدّم إليها تتطّلب هذه المهارات.

احرص على ذكر مهاراتك المخبرية في قسم خاصّ تحت عنوان “Lab Skills”، وتوضيح أهمّ المهارات المخبرية العامّة والمتخصصة التي تمتلكها والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالوظيفة التي تتقدّم إليها.

ثانيا: المهارات المخبرية في رسالة التغطية

رسالة التغطية هي فرصتك للتوسع في الحديث عن المهارات التجريبية والمخبرية التي تمتلكها والتي ذكرتها في السيرة الذاتية.

خذ وقتك هنا لتشرح بتفصيل أكبر عن مهاراتك المخبرية وكيف ستساهم كلّ منها في تطوير الشركة وزيادة الكفاءة.

لا تتردّد أيضًا في الحديث عن خبراتك السابقة في العمل في مجال المختبرات والمسؤوليات أو المهام التي كنت تقوم بها حينها.

ثالثا: المهارات المخبرية في مقابلة العمل

وصولك إلى مرحلة المقابلة الوظيفية يعني أنّك قد أبليت حسنًا في توضيح مهاراتك المخبرية من خلال السيرة الذاتية ورسالة التغطية، وقد حان الوقت لتثبت ذلك على أرض الواقع.

استفد من مهاراتك في الاستماع وانتبه جيدًا لما يسألك إياه مدير التوظيف أو الشخص الذي يجري معك المقابلة.

لا تكتفِ بإعادة سرد مع كتبته سابقًا، بل تحدّث عن تجارب أخرى وخبرات لم يتح لك توضيحها في السيرة الذاتية أو في رسالة التغطية، وأظهِر مدى حماسِك وموهبتك ومعرفتك المتعمّقة في جوانب معيّنة من المهارات المخبرية.

 

المهارات المخبرية حالها كحال مختلف ال��هارات الوظيفية الأخرى، تحتاج منك إلى التدريب والتمرين المستمرّين لاكتسابها وتطويرها.

صحيح أنّ مجالها يقتصر غالبًا على الأوساط العلمية والطبية، لكنها مع ذلك تبقى ذات أهميّة كبرى، فإن كنت تسعى للعمل في أحد هذين المجالين، عليك بلا شكّ السعي بجدّ لامتلاكها وشحذها وتطويرها باستمرار.

المصادر: resume، indeed

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock