سبعُ طرق لتحسين التعلم من خلال شاشات الحاسوب
في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة بقاء الأطفال أمام الشاشات دون توقف نجد العديد من المقالات -لا حصر لها- تتحدث عن الآثار السلبية لذلك. لكن الحقيقة أنه لا يُمكننا لوم أجهزة الحاسوب وحدها في إضاعة الوقت؛ إذ يستخدم العديد من الأطفال الحاسوب بهدف التعلم أو كأداة تعليمية بالمقام الأول. مما يُتيحه لنا الاتصال بالإنترنت من فُرص غير محدودة للتعلم وقراءة الكتب بطرق جديدة وممتعة.
هذه مجرد تصريحات سطحية عن تأثير التكنولوجيا على العملية التعليمية، والتي يأمل الكثير من الناس أن تُحدث تغيراً جذرياً في عملية التعلم استناداً على العديد من الدراسات التي تبين كيف يمكن أن تساهم التقنية إيجابياً في عملية التعلم، وأن تُحدث تغيرات جذرية لعملية التعليم. كما تُبين لنا كيف يمكن أن تعزز وتساهم الألعاب وغيرها من التقنيات في تحسين تعلم الطفل بشكل أسرع ومساعدته في رفع درجاته في الاختبارات.
تُعد الحقائق والأرقام أدلةً داعمةً لتأثير التقنية في التعليم، وقد تُغَير فكرتك حول مساوئ وسلبيات بقاء الأطفال وقتاً طويلاً أمام شاشات الحاسوب وغيرها من التقنيات.
تقول لورين كاتولكا: لقد تم تحذيرنا جميعا من أخطار البقاء لساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن البقاء لساعات طويلة أمام الحاسوب قد يكون السبب وراء تحسُن علامات ابنك الدراسية!!
إذ يقضي كل طفلين من ثلاثة أطفال أوقات فراغهم يلعبون بألعاب الحاسوب فقط، بينما يستخدم نصف الأطفال بعمر الخمس سنوات الألواح الإلكترونية أو الحاسوب بشكل دائم ومستمر.
إن هذا الاتصال المبكر بين الأطفال و التقنية ساهم في جعل التقنية أدوات تعليمية فعالة للأطفال. وهناك سبع وسائل يمكنها المساعدة في تطوير خبرة الأطفال في التعلم من خلال الحاسوب، وهي كما يلي:
١- تعزيز مستويات القراءة:
في عام ٢٠١٣ وجد العالم (مردوخ) -الباحث في مؤسسة أبحاث الأطفال- أن الحاسوب يساعد في تطور قدرة الأطفال على القراءة قبل سن المدرسة. فالوقت الذي يقضيه الأطفال ذوو الأربع السنوات وهم يلامسون الأحرف على لوحة التحكم يجعلهم أفضل من أقرانهم في التعرف على الحروف والإملاء.
٢- تدريب العقول اليافعة:
وجدت دراسة من جامعة (ميشيغان) أن ألعاب الحاسوب التي تدرب الدماغ قد عززت من قدرات طلاب المدرسة بعمر ٨-٩ سنوات في غضون أسابيع. إذ أجرى هؤلاء الطلاب اختبارات لقياس قدرة الدماغ على حفظ المعلومات لمدة ١٥ دقيقة كل يوم، وبعد ثلاثة أشهر وجدوا أنهم أفضل من أقرانهم في التفكير المجرد وحل المشكلات.
٣- التحديات الفردية:
يستطيع الطفل العمل على وتيرةٍ واحدةٍ من خلال برامج الحاسوب بما يُتيح له تلقي ردود فعل مباشرة حول إنجازاته،
لذلك نجد الطلاب الذين يُعانون من التأخر ببعض المواد يستطيعون قضاء المزيد من الوقت على جهاز الحاسوب للتعلم دون ملل، فحينما يصعب على المعلمين تلبية قدرات جميع الطلاب؛ نجد أجهزة الحاسوب تعمل ذلك بدون عناء.
٤- المساعدة على التواصل الفعال:
بالرغم من الانتقادات الموجهة لأجهزة الحاسوب في كونها تصرف المستخدمين عن البيئة الاجتماعية إلا أن (نانسي كاروسو) -مساعد رئيس المدرسة في مدرسة بيفر ماساشوستس- تقول: أنها وجدت في أجهزة الحاسوب تعزيز للتواصل بين الطلاب وأقرانهم، وبين الطلاب ومعلميهم. إذ يجد بعض الطلاب الفرصة للتعبير عن آرائهم بسهولة أكثرعبر منتديات النقاش في الإنترنت.
كما لاحظ المعلمون ارتفاع نسبة الانفتاح بين الطلاب في التعبير عن آرائهم بتفصيل ودقة أكثر على الإنترنت عما كانوا يفعلونه سابقا على الورق! وعلميا: عندما يعلم الطلاب بأنهم سيكتبون لجمهور أكبر فإن ذلك سيضيف لهم الشعور بالمسؤولية والشعور بفخر التملك والملكية.
٥- جعل التعلم أكثر متعة:
قد يُحبط الأطفال سريعاً عندما لا يستطيعون أن يتعلمون مهارة معينة وخاصة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم؛ لكننا نجد بأن هناك العديد من برامج الحاسوب التي تتيح للطفل التعلم دون أن يشعر بأنه يتعلم. يقول (توسين وليامز) -المعلم السابق في خدمة الدروس عبر الإنترنت-: “تساعد أنشطة الحاسوب على إخفاء الجانب النشط من التعلم مما يؤدي إلى زيادة ثقة الطفل وبالتالي زيادة تعلمه”.
٦- تعلم لغات جديدة:
يقول (وليامز) المتخصص في اللغات: تتيح الطبيعة الذاتية للبرامج الحاسوبية فرصة تعلم لغة أخرى، وذلك من خلال التكرار للمواضيع حسب ما يسمح به جهاز الحاسب نفسه، إذ يستطيع الطلاب تكرار التمارين والتدريبات حتى يتقنونها بدلا من دفعهم للحفظ والإتقان قبل تدريبهم ليصبحوا مستعدين.
٧- شرح مفاهيم الرياضيات:
يقول (وليامز): بأن تصميم ألعاب الكمبيوتر المحتوية على ألعاب رياضية يساعد الطلاب على إتقان مجموعة من المهارات، ويضيف: سيصبح الطلاب أكثر قدرة على حل المشكلات حينما يمضون وقتاً مع المصادر المختلفة.
في عالم مثالي.. يمكننا القول: أن الطلاب سيحصلون على كل ما يحتاجونه من أجل التفوق الدراسي. لكن إذا جعلنا الحاسوب مسانداً لجهود المعلمين في تعزيز التغذية الراجعة والمعلومات المكثفة؛ فإننا -في نهاية المطاف- سنساعدهم للوصول إلى تنمية جميع إمكاناتهم وقدراتهم بشكل أكمل وأعمق.