بحث عن المياه وأهميتها ومصادرها
مقدمة بحث عن المياه
- يتكوّن الماء من ذرتين من غاز الهيدروجين بالإضافة إلى ذرة واحدة من غاز الأكسجين، وله العديد من الفوائد بالغة الأهمية أولها بلا شك فائدة الشرب للإنسان والحيوان، حيث إن أجسام الكائنات الحيّة يعتبر الماء هو أكبر مكون فيها، لذلك فإن تلك الكائنات في حاجة دائمة لتناول الماءلتعويض أي فاقد قد يحدث نتيجة العمليّات الحيويّة التي تقوم بها أجسادها والتي يعد الماء أحد نواتجها، كما تتم عملية فقد لها بشكل مستمر ودائم عن طريق العرق وعمليات الإخراج.
نشأة الماء
ذكر كلاً من علماء الفلك والجيولوجيين والمختصين في مجالات البحث حول الماء أن الكون كان عبارة عن كتلة واحدة ابتداءً، ثم حدثت حالة من الانشطار الهائل والانفجار حتى تحول إلى ملايين القطع الكونيّة، ومن هنا كانت نشأة الكرة الأرضية وما يحيط بها من مجرات تسبح بالكون الواسع، كما ذكر أن الكرة الأرضية كانت ببدايتها كرة ملتهبة ثم بدأت في البرودة تدريجياً، إذ بدأت الغازات الثقيلة تتكاثف حتى خرجت من الغلاف الجوي، ولم يظل سوى بعض الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، الأكسجين، الأمونيوم والهيدروجين.
صاحب حدوث الأمور السابق ذكرها دوام التبريد الذي حدث في الكرة الأرضيّة حتى بلغت درجة حرارتها ما يقرب من 273 درجة مئويّة، وهي الدرجة التي يحدث عندها تفاعل ما بين غازي الأكسجين والهيدروجين ممّا يترتب عنه إنتاج الماء الذي ينهمر على الأرض في صورة أمطار، والتي تكون سريعة التبخر فور وصولها إلى سطح الأرض التي كانت لا تزال ساخنة، وحينما بردت تماماً، بدأت الفيضانات تتشكل حتى تكون الفيضان العظيم ومن خلاله نشأ كلاً من البحار، المحيطات، الأنهار، وغيرها من المسطحات المائية.
بحث عن الماء وأهميته
تتجلى أهمية الماء فيما يحدث من أزمات تنتج عن عدم تتكون الأمطار في بعض مناطق العالم، إلى جانب أن الكثير من المناطق الأخرى قدأحياماً ما يهددها خطر الجفاف في وقت من العام أو أحد الأعوام، مما يحدث معه فقدها للماء حتى إن كانت الأمطار تهطل عليها بكميات كثيرة، جميع العوامل السابقة تعتبر العوامل أساسية في حدوث هذه الأزمات، مما يجعل سكان تلك المناطق يسعون ويبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على كميات المياه التي تكفي على الأقل حاجتهم للشرب، وتكمن أهمية الماء بشكل واضح في الأمور التالية:
أهمية الماء للحياة البشرية
يعتبر الماء شديد الأهمية لصحة الإنسان، وهناك الكثير من التأثيرات والفوائد له على الجسم البشري، منها:
- حماية الأنسجة والمفاصل والحبل الشوكي: يساهم الماء في المحافظة على رطوبة أنسجة الجسم ورطوبته بشكل عام، كما يساعد بالحفاظ على مستويات الرطوبة بالدماغ، والعظام والدم، فضلاً عن حماية الحبل الشوكي الذي يدعم جميع مفاصل الجسم.
- التخلص من الفضلات: يعتمد كلاً من الأمعاء، الكلى والكبد بالجسم في التخلص من الفضلات، إلى جانب كونه أحد أسباب الوقاية من الإصابة الإمساك حيث يتم من خلاله نقل الطعام بالأمعاء، كذلك يتم التخلص من الفضلات في صورة العرق والتبول عن طريق الماء
- هضم الطعام، الماء مكون رئيسي بعملية الهضم، إذ يسهل من هضم الألياف القابلة للذوبان.
- منع جفاف الجسم: عند التعرق أو الإصابة بالحمى أو ممارسة الرياضة يفقد الجسم ما به من سوائل، لذلك ينبغي أن يتم الحصول على كميات كافبة من الماء للمحافظة على الجسم سليماً والوقاية من الإصابة بالجفاف
- حماية القلب من الجلطات القلبيَّة: إذ يترتب على الإكثار من تناول الماء يزيادة سيولة الدم، حيث يعمل كمضاد للتخثر.
- الوقاية من ترسبات حصوات الكلى والمرارة والتهابات المجاري البولية: إذ ينتج عن قلة تناول الماء الكثير من المشكلات بالجهاز البولي.
- فقد الوزن وتقليل الشعور بالجوع: إذ ينتج عن تناول الماء قبل الوجبة بالسيطرة على الإحساس بالجوع، حيث يقوم بملء المعدة، والحد من الرغبة في تناول الطّعام، وبالتالي تزداد معدلات حرق الدهون في الجسم وهو ما ينتج عنه فقد الوزن.
- طَارد للسّموم، يعمل الماء على تخلص الجسم من السموم عن طريق طردها بأحد الطريقتين التاليتين وهما: العرق والبول، وتناول القدر الكافي من الماء وبالتالي إذابة المعادن والأملاح الموجودة بالبول وتخلص الجسم منها.
أهمية الماء للنباتات
تعتمد مختلف الأنواع من النباتات بشكلٍ رئيسي على الماء، إذ عملية التمثيل الضوئي تعتمد عليها؛ كما يتم إنتاج الأكسجين بالنبات من خلال الماء الذي تم ري النبات به، إلة جانب دعمه للنبات وجعله أكثر قوة، وحينما ينقطع الماء عن النباتات يذبل ويضعف ثم يموت، والجدير بالذكر أن الإفراط في ري النباتات بالماء يسبب لها الضرر؛ لذلك ينبغي أن يتم ريها بالكميات المناسبة فقط.
كما يعد الماء من أهم عناصر الزراعة التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ إذ أن بعض أنواع المحاصيل في حاجة لكمية كبيرة من الماء لكي تطرح الثمار، سواء من مياه الري أو مياه الأمطار، إذ أن النباتات في حاجة إلى الماء التي تأخذه من الجذور ثم تنقله إلى باقي أجزاء النبات، وتكمن أهمية الماء للنبات للأسباب الآتية:
- يدخل الماء بتركيب البروتوبلاست (المادة الحية): والتي تشغل خمسة وتسعون بالمائة من وزنها الكُليّ، وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من مكونات البروتوبلاست هي وروتينات وكربوهيدرات وأحماض نووية، تحتاج للماء لكي تكون في حالتها الطَّبيعية.
- التَّفاعُلات الكِيميائيّة بالبوتوبلاست تحتاجُ الماء: الكثير من التَّفاعلات الكيميائية تتطلب إضافة الماء وأحياناً ما تحتاج إِزالته، حيث تلزم عملية تحول النَّشا إلى جلوكوز ريها بالماء.
- الماء مصدر ذرات الهيدروجين: حيث إن الهيدروجين له أهمية الهيدروجين باختزال ثاني أكسيد الكربون فِي عملية التمثيل الضوئي، كما يوفر الماء البِيئة المناسبة لتحرك المواد الذائبة باللحاء والخشب.
أهمية الماء في الصناعة
للماء أهمية كبيرة فيما يتعلق بمجال الصناعة حيث تعتمد الكثير من المنتجات والمصنوعات لكي يتم إنتاجها على الماء، مثل النفط والورق، كما يتم استخدامه في صناعة الكثير من المشروبات الغازية والمعلبات، وقد نتج عن الاعتماد على الماء بالصناعة نهضة عظيمة في الحياة من خلال استغلال مصادرها في توليد الكهرباء التي ساهمت في خلق نشأة الثورة الصناعية التي نتج عنها تطور العالم الذي نشهده حالياً، فلا شك أن الكهرباء أصبحت من أهم عوامل الراحة في حياة الإنسان ولذلك ومن خلال مادر الماء يتم إنتاج الكهرباء، إلى جانب استخدامها كمبرد في الكثير من الصناعات، ومادة ناقلة يتم صرف النفايات عن طريقها.
أهمية الماء للكائنات البحرية
الماء تعتبر بيئة مناسبة لعيش الكائنات البحرية، إذ يوجد الكثير من أنواع الكائنات الحية تعيش بالبيئة المائية وتعتمد بشكل رئيسي على التواجد بها لتظل على حية، ويوجد الكثير من الكائنات البحرية بالمسطحات المائية المودجودة على سطح الأرض، ومن أمثلتها: الأنهار، المحيطات والبحار والأنهار، ومن تلك الكائنات البحرية: الأسماك، النباتات المائية، الطيور، الحشرات، الأشجار، الطحالب، حيث إن تلك الكائنات تعيش إما بشكل مباشر بالماء أو المعتمدة من أجل البقاء على الماء لكي تبقى على قيد الحياة.
مصادر المياه
تتنوع مصادر الماء وفقاً للحالة التي تتواجد عليها وهي حالات ثلاثة سوف نذكرها ونذكر ما يمثله كلاً منها من مصادر:
- الحالة السائلة: تتواجد على هيئة أمطار، ينابيع، بحيرات، بحار، أنهار ومحيطات، وهي أكثر حالات الماء شيوعاً المتواجدة على سطح الأرض والمسؤولة عن ما تم داخل الكائنات الحية من عمليات حيوية.
- الحالة الصلبة: تتمثل في الثلوج والمسطحات المائية.
- الحالة الغازية: تتمثل في بخار الماء المتواجد بالجو والذي ينتج عنه ما يعرف بظاهرة الحمل الحراري للمياه الجوفية، الثلوج، الجليد ومياه المحيطات.
خصائص الماء
يتمتع الماء بالكثير من الخصائص التي تميزه عن المركبات الأخرى والتي جعلته يمثل بمعنى الكلمة المصدر الرئيسي للحياة على الأرض لجميع الكائنات الحية المختلفة، ومن أبرز الخصائص تلك ما يليه ذكره في النقاط التالية:
- الماء من المذيبات الجيدة لمعظم المواد الغير عضوية والعضوية.
- يعد الماء متعادل كيميائياً إذ أن الرقم الهيدروجيني له يساوي سبعة، مما يدل على عدم إمكانية اعتبار الماء مادة قاعدية أو حمضية.
- شذوذ الماء هو ظاهرة تساعد الكائنات البحرية لكي تظل حية بالظروف الجليدية والمتجمدة، إذ أن الماء ينكمش بالتبريد حين تبلغ درجة حرارته أربعة درجات مئوية، ثم يبدأ بالتمدد بالبرودة على خلاف غيرها من المواد التي تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة.
- خاصية مقدرة الماء على التنقل بالوسط منخفض الملوحة إلى الوسط ذو الملوحة العالية، ويبدو تأثير تلك الخاصية بكيفية انتقال المناء من التربة للجذور ذات الكثافة الأكثر ملوحة.
- خاصية قوة التجاذب يقصد بها ما يظهر من قوى تجاذب بين جزيئات المادة الواحدة، إذ تقترب جزيئات الماء فى التصرف على هيئة مجموعات مترابطة غير منفصلة، وهو ما يساهم في زيادة توتر الماء السطحي.
الخصائص الحرارية للماء
- الحرارة النوعية هي القجر اللازم من الحرارةِ لرفع درجة حرارة 1واحد غرام مِن المادَّةِ بِمعدل درجة واحدةٍ، ولعل أبرز ما يميز حرارة الماء النوعية ارتفاع نسبتها مقارنةً بغيرها من المواد الأُخرى، إذ تبلغ حوالي 4.18 جول/ غ.ْس، كما تساهم الحرارة النوعية بشكل كبير في الاحتِفَاظِ بالحرارة لأكبر وقت ممكن وهو ما يترتب عليه الكثير من الفوائد عَلى الصعيد الجوي والصعيد الخلوي.
خاتمة بحث عن المياه
وأخيراً في ختام مقال اليوم بعنوان بحث عن المياه يُذكر أن الماء قد اقترن بشكل وثيق بنشأة مختلف الحضارات ، حيث ظهرت الحضارة المصرية والذي كان الدور البارز فيه نهر النيل، وكذلك حضارات بلاد ما بين النهرين نتيجة وجود وادي دجلة والفرات، وغيرها من الحضارات والأمثلة، بل إن من أسباب انهيار الكثير من الحضارات القديمة نقص كميات الماء، مثل حضارة السومريّين إذ كان لدى من يعيش بتلك المناطق خطط سيئة بإدارتهم لعمليّة الريّ؛ بما ساهم في التعجيل انهيار تلك الحضارة نتيجة ما حدث من نقص بكميّات المياه.