حلول

ما هي الأفعال المتعدية إلى مفعولين

ما هي الأفعال المتعدية إلى مفعولين

الأفعال المتعدية واللازمة

إنَّ الفعل في اللغة العربية هو لفظ يدلُّ على حدث في زمنٍ محدّد، وينقسم الفعل بحسب زمنه إلى فعل مضارع وفعل ماضٍ وفعل أمر، والجملة في العربية تتألّف من فعل وفاعل ومفعول به، والمفعول به هو من وقع عليه فعلُ الفاعل، ويتحدّد تواجد المفعول به في الجملة وفقًا لنوع الفعل، فهناك أفعالٌ لا تحتاج لمفعول به في الجملة ليتمّ معناها وهي الأفعال اللازمة، وتكتفي هذه الأفعال بالفاعل مثل الأفعال: “نام، ذهب”، وهناك أفعال تحتاج إلى مفعول به وربّما تحتاج إلى أكثر من مفعول به واحد لإتمام المعنى وهي الأفعال المتعدية في اللغة، وفيما يأتي سيتم التفصيل في الأفعال المتعدية وسيتم ذكر تطبيقات عن النوعين.

لقراءة المزيد عن الأفعال اللازمة والمتعدية، ننصحك بقراة هذا المقال: كيفية التمييز بين الفعل اللازم والفعل المتعدي.

ما هي الأفعال المتعدية إلى مفعولين

إنَّ الأفعال المتعدية -بشكلٍ عام- هي الأفعال التي لا تكتفي بفاعلها لإتمام المعنى المُراد، بل تحتاجُ إلى مفعول به ليتمّ معنى الجملة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأفعال تُقسم إلى أقسام وهي: الأفعال المتعدية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، والأفعال المتعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وفي التفصيل في هذه الأقسام يكون الآتي:

الأفعال المتعدية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر

وهي الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر وهذه الأفعال هي: أفعال العطاء أو السخاء: وهي الأفعال التي تدلُّ في معناها على معنى البذل والعطاء والمنح، مثل: “أعطى، منحَ، كسا، ألبس، وهَبَ”، ومثال هذه الأفعال: أعطى الرّجلُ الولدَ تُفاحةً، والمفعول به في الجملة هو الولد، وتفاحة، وهذان المفعولان إذا تمّ تجريدهما من تأثير الفعل عليهما، فإنّهما لن يصلحا لأنْ يصبحا مبتدأ وخبرًا، لذلك كانت هذه الأفعال تتعدى لمفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر. [١].

الأفعال المتعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر

تنقسم الأفعال المتعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر إلى أقسام، وهي:

 

  • أفعال الظن: وهي الأفعال التي تقع في معنى الظنِّ والتخمين في الجملة، فكلُّها تُفيد المعنى ذاته، وهو ظنَّ أو شكّ أو خمّن، وهذه الأفعال هي: “ظنَّ، خالَ، حسبَ، جَعَلَ بمعنى ظنَّ، حَجا بمعنى ظنَّ، عدَّ بمعنى ظنَّ، زعمَ و هَبْ بمعنى افترض”، مثل: حسبَ أحمد الجوَّ دافئًا.
  • أفعال اليقين: وهي الأفعال التي تقع في معنى اليقين بالشيء في الجملة، فكلُّها تحمل معنى التيقُّنِ وتنفي الشك والتخمين عن الكلام، وهذه الأفعال هي: “رَأى، عَلمَ، دَرَى، تَعلَّمْ بمعنى إعلمْ، وَجَدَ، ألفى”، مثل: وجدتُ الجهلَ مُهلكًا.
  • أفعال التحويل أو الصيرورة: وهي الأفعال التي تفيد معنى صيّر أو حوّل، فكلُّها تحمل ذات المعنى وهو معنى التحويل والتغيير، وهذه الأفعال هي: “صَيَّرَ، رَدَّ، تَرَكَ، تَخَذَ، إتخَذَ، جَعَلَ، وَهَبَ”، مثل: صيَّرتُ الماءَ عكرًا.

يجب القول إنَّه إذا تمَّ تجريد المفاعيل في أفعال الظن واليقين والتحويل من تأثير الفعل، فإنّ هذه المفاعيل تشكل جملًا اسميّة مؤلفة من مبتدأ وخبر، لذلك كانت أفعال اليقين والظنِّ والتّحويل أفعالًا متعدية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

أمثلة على الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين

الأفعال المتعدية هي أفعالٌ لا تكتفي بفاعلها، وتنقسمُ إلى أفعال تتعدّى لمفعولين أصلهما مُبتدأ وخبر، أو أفعال تتعدّى لمفعولين ليس أصلهما مُبتدأ وخبر.

أمثلة من القرآن

 

قوله تعالى: {‘إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ}

    • ألفوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتّصاله بواو الجماعة وهو من أفعال اليقين، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • آباءهم: مفعول به أوّل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، و الضمير “هم” مبني في محل جرّ بالإضافة.
    • ضالين: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه الياء لأنّه جمع مذكّر سـالم، والنّون عوضٌ عن التّنوين في الاسـم المُفرد.
  • قوله تعالى: {وَجَعَلُواْ الْمَلَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَٰدُ الرَّحْمَٰنِ إِنَٰثًا}

أمثلة من الشعر

  • يقول الشّاعرُ أبي أميّة الحنفي: زعمتني شيخًا ولسـتُ بشيخٍ ** إنّما الشَّيخُ مَنْ يدبُّ دبيبا
    • زعمتني: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء التأنيث المُتحركة وهو من أفعال الظن، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والياء: ضميرٌ مُتصلٌ مبنيٌّ في محلّ نصب مفعول به.
    • شيخًا: مفعولٌ به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • يقولُ الشّاعرُ كُثيّر: وما كنتُ أدري قبل عزّة ما البكا ** ولا موجعاتِ القلبِ حتّى تولّتِ: أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء وهو من أفعال اليقين، وجملة “ما البُكا” سدّت مسدّ مفعولي الفعل: “أدري” المتعدّي لمفعولين.
  • يقول الشّاعرُ زُهير: فقلتُ تعلّم أنّ للصّيدِ غِرّةً ** وإلّا تضيعها فإنّك قاتله: تعلّم: فعل أمر مبني على السكون من أفعال اليقين، المصدر المؤول، (أنّ للصّيدِ غِرّة): سدّ مسد مفعولي “تعلّم”.

أمثلة أخرى

  • صيّر النّجّارُ الخشبَ طاولةً.
    • صيّر: فعل ماضٍ مبني على الفتح، وهو من أفعال التحويل.
    • الخشب: مفعولٌ به أوّل منصوب، وعلامةُ نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • طاولةً: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • يمنحُ اللهَ كلّ طائرٍ رزقه.
    • يمنح: فعل مضارع مرفوع، وهو من الأفعال التي تنصب مفعولين.
    • كلّ: مفعولُ به أوّل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • رزقه: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • ظنّ زيدٌ أنّني مُسافرٌ: ظنّ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، وهو من أفعال الظن، والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها “أنّني مُسافرٌ”: سدّ مسدّ مفعولي الفعل ظنّ.
  • وجدتُ الإخلاصَ سـبيلَ النّجاحِ.
    • وجدتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، وهو من أفعال اليقين.
    • الإخلاص: مفعولٌ به أوّل منصوب، وعلامةُ نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • سبيلَ: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامةُ نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

نلحظُ ممّا سبق أنّ المفعولين قد يأتيا اسمين مفردين، أو جملةً، أو ربّما مصدرًا مؤوّلًا، وقد تنصبُ هذه الأفعال مفعولين أصلهما مُبتدأ وخبر، وهذا يعني أنّنا لو جرّدنا المفعولين من الفعلِ وجعلناهما في جملةٍ اسميّةٍ لتكوّن لدينا جملة من مبتدأ وخبر، وهذه الأفعال هي: “أفعال الظّن” نحو: (ظنّ، حسبَ، زعم، خال، حَجَا، هبْ)، وأفعال اليقين نحو: (رأى القلبيّة، وجد، علم، ألفى، درى، تعلّم)، وأفعال التّحويل نحو: (صيّر، جعل، اتّخذ، تخذ، ترك، ردّ)، أو قد تنصبُ الأفعال مفعولين ليس أصلهما مُبتدأ وخبراً، ومعنى هذا أنّنا لو جرّدنا المفعولين ووضعناهما في جملةٍ اسميّة لما استقام المعنى، وهذه الأفعال هي: (أعطى، سأل، منح، كسـا، ألبس، وهب).

المراجع

  1.  جامع الدروس العربية, ، 

 

فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة ✨🤩

👇 👇 👇

https://t.me/eduschool40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock