منهاج الاردن

450 ألف طالب حرموا من الدراسة الوجاهية في المدارس بسبب كورونا

450 ألف طالب حرموا من الدراسة الوجاهية في المدارس بسبب كورونا

 

أعرب خبراء في الصحة وحقوق الطفل، عن تخوفاتهم من تدهور صحة أطفال مدارس حكومية ولاجئين مستهدفين ضمن مشروع “التغذية المدرسية”، بسبب ربط توزيع الوجبة الصحية بقرار حكومي يحسم “عودة الطلبة بشكل آمن للمدارس”.

واعتبر الخبراء، أن الوزارة وقعت “بتناقض”، عندما حرمت ما يقارب 450 الف طالب وطالبة من وجبة صحية “خفيفة” بحجة “حمايتهم من فيروس كورونا التاجي”، مؤكدين أن “الوجبة المدعمة بالفيتامينات والمعادن والبروتينات هي التي تقوي مناعتهم وتعززها وتحميهم من الفيروسات”.

غير أن وزير التربية والتعليم، تيسير النعيمي، أكد أن الوزارة تعي تماما أهمية الوجبة المدرسية وتأثيرها على صحة الطلبة وسلوكهم التربوي، متوقعا إيجاد آلية لتوزيعها على طلبة جيوب الفقر عبر أذرع الوزارة في حال عدم عودة الطلبة للمدارس الفصل الدراسي الثاني.

ولم تقتصر عملية الربط عند مشروع الوجبة المدرسية، بل شمل المطبخ الإنتاجي الريادي الذي تقوم فكرته على تمكين السيدات في مطابخ انتاجية لمؤسسات المجتمع المحلي من انتاج وجبات غذائية مدرسية صحية، بحسب الوزير الذي قال، “نعم اطلعت على تقارير منظمات عالمية ركزت على الانعكاسات الصحية للاطفال في حال ترك الوجبة المدرسية، لكنها مشكلة عالمية”.

واصر الوزير في حديثة على ربط استئناف هذا المشروع الصحي الذي وصفه بـ”المهم جدا” بعودة الطلبة الى المدارس وتوزيع الوجبة حسب البرنامج المقرر له، غير أنه تعهد بـ”إيجاد آلية مناسبة في حال تأخر عودة الطلبة”.

ويقدم مشروع التغذية المدرسية سنويًا، نحو 41 مليون وجبة مدرسية خفيفة للأطفال بين الصفين الأول والسادس موزعين في 1878 مدرسة تقع في جيوب الفقر.

هذه الوجبة المكونة من بسكويت محشو بالتمر مدعم بالفيتامينات والبروتين والمعادن تزيد من مقاومتهم للأمراض وتقوي مناعة الأطفال وهم في مرحلة النمو، وسترفع من مستوى تحصيلهم العلمي وتحد من خمولهم، فضلا الى تقوية جهازهم التنفسي. بحسب الخبراء الذين قالوا، “إن مناعة الأطفال الضعيفة بسبب سوء التغذية ستكون سببا لان يتسلل فيروس كورونا الى اجسامهم”.

وطالبوا “التربية، بـ”ان تتخلص من تخوفاتها غير المبررة وإيجاد الية لإيصال هذه الوجبات بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ووزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية الى الفئات المستهدفة من المشروع بأسرع وسيلة ممكنة”.

ودعت خبيرة التغذية ومؤسسة برنامج التغذية لطلبة المدارس في وزارة الصحة السابقة، المهندسة وسام قرقش، وزارة التربية والتعليم الى “الا تهدر فرصة حقيقية للاستمرار في التدخلات التغذوية لطلبة المدارس وبخاصة الصفوف الأولى بمناطق جيوب الفقر”.

وقالت، “ان هذا المشروع الذي تأسس من 22 عاما وأصبح من أقوى البرامج الصحية في المنطقة لم يأت عبثا بل جاء بناء على دراسات علمية اكدت نقص شديد لدى الأطفال بالحديد وفيتامين أ، والبروتين، مطالبة بـ”إيجاد آلية واضحة لتأمين الوجبة للأطفال بشكل اسبوعي إذا تعذر توفيرها بشكل يومي بهدف تقوية مناعة اجسامهم وحمايتهم من الأمراض”.

ولفتت مسؤولة التعليم السابقة في برنامج شركاء الإعلام لصحة الأسرة قرقش، الى أهمية الفيتامينات التي تلعب دورا أساسيا في بناء خلايا الجسم وفي عمليات انتاج السعرات الحرارية، موضحة أن “فيتامين أ يحافظ على سلامة الجلد والأغشية المخاطية، وينظم عمل جهاز المناعة الذي بدوره يمنع ويحارب تلك الالتهابات”.

ويهدف المشروع الذي تأسس في العام 1999، للعمل على تحسين الوضع التغذوي والصحي لأطفال المدارس الحكومية في المناطق الأقل حظا، وذلك من خلال تقديم وجبة غذائية يومية متوازنة، وضمان جودة عملية التعليم والتعلم وإذكاء تفاعلاتها.

كذلك، أكد مصدر في وزارة الصحة”، أن الحكومة لم تخسر أي مبالغ مالية جراء تأجيل برنامج الوجبة المدرسية كون المشروع مدعوم من قبل برنامج الأغذية العالمية والكميات متوفره لديها، وأعرب عن مخاوفه من تبعيات عدم عودة الطلبة للمدارس على صحة الأطفال الفقراء وهم في مرحلة نمو.
وأضاف المصدر ذاته، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الوزارة بسبب قرارها منذ بداية شهر تشرين الاول (اكتوبر) بأن يكون التعليم عن بعد عبر منصة “درسك” الإلكترونية، حققت هدف التخفيف من ظاهرة التسرب بين طلبة التعليم الأساسي في المدارس الحكومية، غير أنها خسرت تفاعل الطلبة داخل الغرفة الصفية ومشاركتهم بالانشطة اللامنهجية وحتى تعديل سلوكياتهم واتجاهاتهم المتعلقة بالتغذية والصحة.
وبحسب رصد التقرير الوطني لحقوق الانسان 2019، يبلغ عدد الطلبة المشمولين بالمشروع في الفصل الثاني من العام الدراسي 2018/2019، 387 ألف طالب وطالبة في الصفوف من 1-6 الاساسي وطلبة رياض الأطفال الحكومية موزعين على 1854 مدرسة في 31 مديرية تربية وتعليم، وثلاث مخيمات تابعة لوكالة الغوث.
اما بالنسبة الى مشروع المطبخ الإنتاجي الريادي، الذي يقدم وجبات غذائية لما يقارب 57 ألف طالب وطالبة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والجمعية الملكية للتوعية الصحية، فقد توقف أيضا بسبب جائحة كورونا، لكنه بانتظار قرار عودة المدارس بشكل آمن ليتم تفعيله.

ويوزع المطبخ كذلك الوجبات الصحية على 87 ألف طفل في أكثر من 300 مدرسة، بما في ذلك جميع الأطفال الملتحقين بالمدارس الرسمية في مخيمات اللاجئين السوريين، حيث تتكون الوجبة من قطعة معجنات طازجة وحبة خيار وحبة فاكهة، ويتم إعداد الوجبات الصحية في 17 مطبخا إنتاجيا موجودة في 8 محافظات في جميع أنحاء الأردن.

الخبير الأممي ضد عنف الاطفال، الدكتور هاني الجهشان، ذهب برأيه نحو الاستعجال بايصال الوجبات الغذائية لمستحقيها من الاطفال حتى يتمتعوا بصحة جيدة و”هذا ابسط حق من حقوقهم قائلا إنه أمر لا جدال فيه”.
واقترح الجهشان، “ان يكون هناك مبادرة من التربية للتواصل مع وزارتي التنمية الاجتماعية والصحة، لتوزيع الوجبات على اهالي الطلبة”.

أما برنامج الأغذية العالمي، فقد أعلن منذ بداية الجائحة عن رغبته بمساعدته للحكومات بهدف التحقق من أن الأطفال العائدين إلى المدارس عند فتحها سيستفيدون من البرامج الصحية والتغذية والوجبات الغذائية المدرسية.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، “إن الوجبة الغذائية التي يتناولها ملايين الأطفال في العالم في مدارسهم هي الوجبة اليومية الوحيدة التي يحصلون عليها، ومن دونها، سيعانون من الجوع ويواجهون خطر المرض والتوقف عن الالتحاق بالمدرسة، ويفقدون أفضل فرصة أمامهم للنجاة من الفقر، يجب أن نتصرف فوراً كي نحول دون تحوّل هذه الجائحة الصحية إلى كارثة جوع”.
أما المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، هنرييتا فور، فقد اعتبرت “أن المدرسة ليس مجرد مكان لتلقي العلم، فهي بالنسبة للعديد من الأطفال حبل نجاة نحو الأمان والخدمات الصحية والتغذية” قائلة ” إذا لم نتصرف فوراً عبر توسيع الخدمات المنقذة للأرواح لمعظم الأطفال المستضعفين ستلاحقنا التبعات المدمرة لكوفيد 19 لعقود مقبلة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock