الكتب التعليمية

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم وما هي خصائصه 

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم ، هذا ما سنجاوب عليه من خلال مقالنا اليوم  فهو من الخطوط العربية الأصيلة المُستخدمة في الدول العربية، ويُفضل الكثير من المواطنين تعلم هذا الخط.

فإذا تحدثنا في البداية عن الخط العربي سنجد أنه من أشهر الخطوط والفنون التي عرفتها البشرية، وبالأخص العرب والمُسلمين، ولذلك فهم أعطوا له اهتمام كبير للغاية، وكان يجملون ويطورون منه دائماً، وتمكنوا من إنتاج مجموعة من أنواع الخطوط العربية المختلفة، ومن بينهم الخط الديواني، الخط المغربي، خط الرقعة، خط الفارسي، خط النسخ.

بالإضافة إلى ذلك يوجد خط الثلث، وهو يتضمن مجموعة من الأشكال المُختلفة من بينها التاج، المُسلسل، الإجازة، الرقاع، وغيرهم.

والخط العربي بصورة عامة له الكثير من الاستخدامات المُختلفة، فمن خلاله يُمكننا الكتابة على الجدران والمساجد والقصور وتزيينهم بهذا الخط الرائع، وكتابة المخطوطات، والقرآن الكريم، والرسائل المُتنوعة.

ومن هنا سنتطرق إلى الحديث عن أحد أنواع الخطوط العربي، والذي يتم استخدامه على نطاق واسع وهو الخط الكوفي، فدعنا نترعف عليه بشئ من التفصيل، خلال السطور التالية، فقط عليك متابعتنا.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

  • نعرض إليك في البداية السبب الذي أدى إلى تسمية هذا الخط بالكوفي، فهذا يُنسب ويعود إلى مدينة كوفة، والتي تقع في العراق، وكان لها أهمية ومكانة كبيرة في عصر أخر الخلفاء الراشدين، وهو الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فكانت هذه المدينة بمثابة عاصمة للخلافة الإسلامية.
  • وحتى إذا كان علي بن أبي طالب ليس مبتدع هذا الخط في البداية، ولكن بالتأكيد هو  من رَكب الحروف، ورتبها، وعمل على الوصل والفصل بينهم؛ وبالتالي أصبح الخط أكثر متانة ولطف.
  • وهناك بعض المؤرخين والباحثين الذين يعتقدون بأن الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، كان خطه الكوفي هو الأفضل والأجمل على الإطلاق، وتحدثوا أيضاً عن دوره الكبير في الارتقاء بهذا الخط، والتطوير منه، ومن شكل حروفه.
  • ويوجد نموذج كتبه سيدنا علي بن أبي طالب بالخط الكوفي، ويتواجد في تركيا بمكتبة متحف قصر طوب قابي.
  • وبالتالي فهذا الخط تمت نشأته مع بداية ظهور فترة الإسلام، أي مع نهاية القرن الـ 7 الميلادي، ويظن بعض المؤرخين أن بداية الاستعانة به كانت قبل تأسيس الكوفة أي قبل مئة عام.
  • ومن المرجح أن نشأته بدأت في مدينة الحيرة القريبة من الكوفة، ومن الجدير بالذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب أمر بإنشاء الكوفة بعام 18هـ.

ولذلك نُلاحظ أنه من أقدم الخطوط التي عرفها العرب قديماً بشكل عام، ونال هذا الخط مكانة كبيرة في هذا الوقت، وتم الاستعانة به في مجموعة من الأشياء المُختلفة من بينها الآتي:-

  • القيام بنسخ وتدوين المُصحف بأعداد كبيرة في العصور الأولية من انتشار الدين الإسلامي.
  • كتابة ونسخ الكتب المختلفة.
  • الاستعانة به لكتابة المخطوطات، والرسائل المختلفة.
  • يدخل في عمليات التزيين والتجميل للقصور، وجدران المساجد فكان يتم من خلاله النقش عليهم، ومن هنا نُلاحظ إبراز فن العمارة الإسلامية أكثر.

تاريخ الخط الكوفي

  • يعد الخط العربي الأقدم، وهو في الأصل يُعتبر نسخة تم تعديلها من الحروف النبطية القديمة، والتي انتشرت بكثرة داخل مطقة حوران، والجزيرة العربية، وأجاد الكُتاب، وخطاطين الكوفة استخدام هذا الخط، والذي تواجد في العراق بشكل كبير، وبعد ذلك انتقل إلى عدد من المناطق الأخرى.
  • وخلال القرن الأول الهجري، وتحديداً بالنصف الأول منه، بدأ اكتشاف خط المَشْق، وهو من الخطوط التي تحمل إبداع وتجويد، وظل الأفراد يستخدمون هذا الخط حتى الوصول إلى القرن الماضي.
  • وهذا الخط يتميز بأن بعض حروفه ممددة بشكل واضح، وهم الياء الراجعة، الدال، الكاف، الطاء، الصاد.
  • وهناك الكثير من نسخ المصاحف التي تم كتابتها بهذا العهد.
  • وبعد ذلك تم إنشاء الخط المحقق، وهو من ضمن أنواع الخط الكوفي، ويتسم بالتنسيق والتجويد المتكامل، وبه مجموعة من الخصائص، وهي المسافة المتساوية بين السطور، تنامي المدات بالأحرف والتشابه بينهم، واستخدامه للتشكيل، والتنقيط، وكل سطر منهم يستقل بنفسه وبالحروف المتواجدة به.
  • وبشكل عام يتم كتابة الخط الكوفي بقصبة مُعينة، وفي البداية كانت كتابته بشكل عفوي، ولكن فيما بعد بدأ التطوير منه، وأصبح صنعة إبداعية جميلة، وتطور أكثر فيما بعد، فتعددت أشكاله منها اليابس المبسوط، واللين المقور، أو الوسط بينهم مثل المُستخدم بالمصحف.
  • وتلك الأنواع ليس لها قواعد ثابتة مثل الخط الكوفي القديم الذي تم كتابة المصحف الشريف به.
  • ولكن أصبح الخطاطين يتعاملون الآن مع هذا الخط بمرونة أكثر، فيتم استخدامه بشكل مُتماثل ومتناسق، ومُرتب مع تعبئة أي فراغ متواجد، ويمتزج الخط بالزخارف النباتية والهندسية، وشكل النقوشات، مما يُضفي لمسات جمالية رائعة.
  • وهو من الفنون الإبداعية الراقية، ويُقسمه الخطاطون إلى الكوفي المغربي، والكوفي المشرقي، ونجد أن الأخير اشتهر أكثر في بلاد فارس، والعراق، والشام، ومن ثم انتقل بعد ذلك نحو الأندلس، والمغرب الأقصى، وظل هكذا حتى وصلنا إلى القرن الثالث الهجري.

خصائص الخط الكوفي

هناك مجموعة من الصفات الجمالية التي يتميز بها هذا الخط، ومن بينه الآتي:-

  • استخدام الدقة عن كتابته.
  • خط غير منقط.
  • يتم إمالة الألف واللام بشكل بسيط ناحية اليمين.

أنواع الخط الكوفي

وصل عدد أنواع الخط الكوفي إلى حوالي 33نوع، ومن بينهم التالي:-

  • الخط المتداخل.
  • الخط المُعقد.
  • الخط المحور.
  • الخط البسيط.
  • الخط الفاطمي.
  • الخط المتشعب.
  • الخط المغربي.
  • الخط الموشح.
  • الخط المُعشق.
  • الخط الكوفي الموصلي.
  • الخط الشطرنجي.
  • الخط المضفور.
  • الخط المشرقي.
  • الخط المزهر.
  • الخط المدور.
  • الخط الكوفي النيسابوري.
  • الخط الهندسي.
  • الخط المورد.
  • الكوفي المروس.
  • الخط المنحصر.
  • الخط الكوفي المعماري.
  • الخط المائل.
  • الخط الكوفي القيرواني.
  • الخط ��لمورق.
  • الخط الكوفي المخمل (المزخرف).

وهذه الخطوط تتشابه في بعض الصفات، وتختلف فيي البعض الأخر، وأيضاً يُمكننا أن نُلاحظ اختلافات بينهم طبقاً للزينة وأسلوب الزخرفة المتبع، وسنتحدث عن بعض الأنواع بشئ من التفصيل خلال النقاط الآتية:-

الخط الكوفي الهندسي (المربع)

  • نلاحظ أن رسم الحروف بهذا الخط يجعلها مُستقيمة بشدة بشكل كلي ومُطلق، وتتميز بالسُمك الكبير، والذي نراه في الزوايا القائمة، والفراغات المُحاطة بالحرف.
  • تُستخدم هنا الأشكال والخطوط الهندسية من أجل تحديد الحروف، ويتم تكرار الكلمة بكافة الاتجاهات والنواحي، على هيئة مجموعة من الأوضاع المتنوعة؛ ويتم استخدام هذا النمط؛ حتى تمتليء كافة المساحة المخُصصة.
  • ويتميز الخط بالتكامل، والترابط بين الخطوط، ولا يكون هناك أي تقوس أو انحناء، ويكون هناك تباعد ومسافة بين الحروف داخل النص الخطي، والُسمك والعرض يكونوا واحد ومتساويين.

مثال:-

يُمكننا مُلاحظة هذا النوع من الخط في ناحية الشرقية من الدول الإسلامية، حيث يظهر وبوضوح على العمائر الدينية.

وهذه الصور توضح الخط الكوفي المربع

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

الخط الكوفي المعماري

نلاحظ هنا أن الحروف تتداخل وتتشابك، وتكون مُعقدة إلى حد ما، وقد يصل هذا الأمر في بعض الأحيان إلى صعوبة قراءة الكتابة، والقارئ العادي ربما لا يتمكن من معرفة بداية الكلمة ونهايتها.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

الخط الكوفي المضفر (المُعقد)

وهذا الخط يتسم بالتشابك، والترابط بين اللامات، والألفات العلوية، ومن خلالها يتم تكوين مجموعة من الأشكال المعمارية المختلفة.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

خط كوفي بسيط

نجد أن قوائم الحروف تكون على هيئة مُثلث، وهو يتميز ببساطته الشديدة، ولا يتواجد به أي زخرفة، ويكون مُجرد من الإضافات اللغوية أو الزخرفة مثال عليها كتابة قبة الصخرة، والكتابة المبدئية للمصحف.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

الخط الكوفي المورق

  • انتشر هذا النوع من الخط داخل كافة المدن الإسلامية، ويتميز بلمساته الجمالية الرائعة، وفي هذا الخط تخرج أطراف الحروف المكتوبة عن الحروف الأخرى التي تشبه السيقان النباتية الدقيقة.
  • ونجد أن نهايتها تكون مُزخرفة، وبها ورقة نباتية نُلاحظ أنها ممتدة وتصل إلى أجسام الحروف ذاتها، مما يمنحها شكل جمالي رائع.

الكوفي المروس

  • وهو من أنواع الخط الكوفي، واُطلق عليه هذا الاسم لأن الترويسات متواجدة على هامة الحروف الواقفة.
  • ويُمكننا أن نُلاحظ هذا الخط في العمارة الإسلامية التي تم تأسيسها بالقرن التاسع والعاشر الميلادي، والمتوافق مع الثالث والرابع الهجري، وهناك بعض المؤرخين الذين قالوا أن خط الكوفي المروس ظهر قبل هذا التوقيت.

الخط الكوفي المخمل (المزخرف)

نجد أن الفراغات الواضحة للحروف يتم زخرفتها بشكل عام باستخدام النباتات، ويتم أيضاً علاج الفراغات التي تقع بشكل خاص بين الحروف الواقفة، وبالتالي تنتشر الأشكال المزخرفة التوريقية، وهنا يتم تسميتها بالفراغ الزخرفي من قبل الباحثين.

مثال على ذلك العمائر المختلفة التي تأسست بالقرن الحادي عشر الميلادي، الذي يتوافق مع القرن الخامس الهجري.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

الخط المزهر

  • وفقاً لما قاله الباحثين، والمُختصين بالآثار الإسلامية العربية نجد أن هذا الخط من الخطوط التي أُضيفت للفنون الراقية والمزدهرة، والمُتقدمة خلال العصر الإسلامي، ومن خلالها يرسم الخطاط ورقة نباتية، ويتم تحويلها لورقتين، ويتكونوا من عدة فصوص ثلاثية.
  • ويكون بها الغصن النباتي، ويخرج من الجزء الأخير من رؤوس الحروف المختلفة، وبعد ذلك يظل الغصن يمتد، فيبتعد عن موقع الاتصال بالحروف.
  • وهنا نلاحظ انثناء بعض الشئ فيه، وذلك بعد انشقاق أوراق النباتات؛ من أجل زينة الورود.
خط الكوفى المورق أو المزهر

صور مُتنوعة عن الخط الكوفي

الصورة الأولى

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

الصورة الثانية

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

توضح هذه الصورة ثلاث خطوط كوفية، وهم كوفي مشرقي، كوفي قديم، كوفي مُضفر.

لماذا سمي الخط الكوفي بهذا الاسم

وبشكل عام نجد أن الخط الكوفي من الروائع التراثية العربية التي تُعبر عن الجمال والأصال��، ومن المهم أن نُحافظ عليه ولا نجعله ينقرض أو يختفي، أو يندثر، خاصةً مع عصر التكنولوجيا الذي نعيشه بالوقت الحالي.

فهو من الخطوط السلسة التي يجب التحسين والتطوير منه؛ بهدف الابتكار والإضافة الجيدة، ولكن لابد من تمكين الشخص من الجانب الهندسي والأشكال الخاصة به، وعلى الأغلب لا يتم كتابة الخط الكوفي بالقلم الأزرق أو الحبر، ولكن يتم الاستعانة بالمسطرة والقلم الرصاص حتى يحصل الشخص على الشكل المطلوب، وبعد ذلك يُحدد شكل الكتابة على الجوانب الخارجية، ومن ثم يملأها بأي مادة، وليكن الحبر.

فلابد من عدم التغافل عنه خاصةً أننا نعيش بعصر السرعة فليس هناك مجال للتعب أو الإنتاج فأصبحنا مُستهليكن أكثر من الماضي، ولكن لابد من عدم الخضوع لهذا الأمر  فعلينا أن نُعيد الاستعانة بتراثنا القديم الذي يُعبر عنا وعن هويتنا مع ضرورة المُحافظة عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock