هو التقصي والبحث المدروس من أجل غرض معين
هو التقصي والبحث المدروس من أجل غرض معين ، حيث أن الله قد فضل الإنسان على كل مخلوقاته بأن آتاه نعمة العقل فقد قال الله تعالى “وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون” وكما تدل الآية أيضًا فضل الله تعالى بني آدم على الملائكة الذين يسبحونه جل وعلا لعدم امتلاكهم العقل الحر.
هو التقصي والبحث المدروس من أجل غرض معين
التقصي والبحث المدروس حتى نصل لغرض معين فإننا لا يمكن نقصد بهذا التعريف التفكير، والتفكير لا يكون إلا من عقل إنساني حر وواعي ومستيقظ وللتفكير فروع كثيرة قد درستها العديد من العلوم بداية من علم الاجتماع وانتهاء بـ علم النفس، فالوعي والقدرة على التمييز هما سر تقدم الإنسان الحالي فيمكننا أن نقول أن سر التقدم الإنساني أن الإنسان بعد أن يعي الموجودات من حوله يبدأ بـ التفكير فيها حتى يستطيع تحليلها والحكم عليها.
أغراض التفكير
إن السؤال هنا هو ما الذي قد يدفع البشر لاستخدام هذا العضو الساحر “العقل” وإرهاقه بالتفكير والإجابة أن هناك العديد من الأسباب هي:
- الإنسان يعيش في بيئة قاسية غالبًا ما تكون ضده وهو في حالة صراع دائم معها وحتى يستطيع أن يتغلب عليها يجب أن يفهم كيف تعمل ويعي الواقع من حوله ثم يجد الطرق للتأقلم مع هذا الواقع ولذلك يفكر الإنسان حتى يستطيع أن يحفظ حياته فالدافع للتفكير هنا هو غريزة البقاء.
- أحيانًا كثيرة يخير الإنسان في حياته بين أمور بوسعه فعلها ولكنها ستجلب عليه المتاعب وبين أمور بوسعه تركها ولكنها خير له كما إن الاختيار أحيانًا ما يكون بين أمرين يريدهما معًا وهذا ما يسمى بأوقات وجوب اتخاذ القرار وحتى يتخذ الإنسان القرار فيجب عليه أن يفكر في تلك الأمور ويقوم بالمفاضلة بينها حتى يعرف أيها فيها خير له أكثر فيفعله وأيها سيضره فيكف عنه.
- الإنسان في كثير من الأحيان قد يقع في مأزق لا يعرف له حلًا ففي هذه الحالة يحاول أن يفكر في أفضل خطة لخل مشكلته وإخراجه منها بدون أن يتعرض للأذى فهنا أيضًا يضطر الإنسان لاستخدام عقله.
أساليب التفكير التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية
إن الإنسان هو كائن معقد عميق التفكير لا يتبنى نوعًا واحدًا من التفكير وأسلوب تفكيره قد يتغير بين اللحظة والأخرى وفي المجمل تتنوع أساليب التفكير بين ثلاثة أساليب هم:
- الأسلوب البديهي: وهو الأسلوب الذي لا يحتاج العقل فيه للكثير من الأفكار لإدراك حقيقة الشيء مثل أن يسئل المرء “ماذا سيحدث إن قمت بالقفز من على إفريز النافذة؟!” فيضع أمامه عقله صورة لشخص نازف مكسر العظام حتى يعلمه بخطورة الفكرة فهذا النوع من التفكير لا يحتاج لكثير من التأمل وإنما نتيجته معروفة من أول لحظة فيه.
- الأسلوب العاطفي: وهو ذلك الأسلوب الذي يعتمد على عواطف الإنسان بشكل خاص كتفكيره في زوجته وأولاده وأبويه وإخوته وهذا النوع من أنواع التفكير هو السبب الذي قد يدفع الإنسان لمحاولة تبرير أخطاء محبيه فهذا الأسلوب غالبًا إذا لم يتم التحكم فيه ينتج شخص غير منطقي منفر لكن عدا ذلك فهو جيد للغاية في درجاته العادية حتى لا يتحول الإنسان لآلة.
- الأسلوب المنطقي: وهو ذلك النوع من التفكير الذي يقوم فيه الإنسان بحل مشكلاته وتوقي المخاطر والتعلم والحكم على الأشياء والأشخاص.
وفي النهاية نكون قد عرفنا ما هو التقصي والبحث المدروس من أجل غرض معين حيث أن الوعي في حد ذاته قيمة، والحياة نعمة غالية وإدراكنا لوجودنا لا يقدر بثمن وقدرتنا على السعادة والحزن والألم والفرح كلها أجزاء من الحياة والوعي والإدراك الذين هم هبة الله لنا، فالحمد لله على جزيل نعمه.