ناهدة محمد: التدريس من المنزل يطمس الحدود بين العمل والحياة الشخصية
ناهدة محمد: التدريس من المنزل يطمس الحدود بين العمل والحياة الشخصية
يدور حاليا الكثير من النقاشات سواء من المعلمين أو الإدارات المدرسية أو أولياء أمور الطلبة حول «التعليم عن بعد» وآلياته وكيفية سيره، وهل يجب ان يلتزم المعلم بالحضور إلى المدرسة أم لا، وعن ذلك تقول الكاتبة التربوية د.ناهدة محمد: لقد كافح المعلمون هذا الربيع في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى للتكيف مع التدريس من منازلهم، دون أدوات التدريس المعتادة وأدوات الفصل الدراسي.
بالإضافة إلى ذلك، ما يقرب من 10% من المعلمين في الولايات المتحدة ليس لديهم اتصال موثوق بالإنترنت أو أجهزة رقمية في المنزل، مما أجبر البعض على التدريس من مواقف السيارات في مباني مدرستهم أو صرف الأموال مقابل أجهزة الكمبيوتر باهظة الثمن، كما أن التدريس من المنزل يطمس الحدود بين العمل والحياة الشخصية، وهذا الأمر الذي كان مرهقا ومحبطا للعديد من المعلمين في الربيع الماضي، وللتدريس من الفصول الدراسية مزايا منها:
أولا: يوفر الفصل الدراسي الفارغ مساحة للمدرس للانتشار، ومزيدا من الوقت لتقييم الطرق الأكثر فاعلية لتخصيص مكاتب للتباعد الاجتماعي عند عودة الطلاب في النهاية، أثناء جلسات الفيديو المباشرة.
ثانيا: سيتمكن الطلاب أيضا من رؤية فصولهم الدراسية بدلا من منازل معلميهم.
سيشاهد الطلاب الفصل الدراسي كل يوم ويتخيلون أنفسهم فيه، وتقول إحدى الطالبات: «لا أريد أن أشاهد غرفة طعام معلمتي، أريد أن أرى غرفة صفي، أعلم أنني سأعود إلى هناك في وقت ما هذا العام».
ثالثا: يمكن أن تكون هذه الفرصة ذات قيمة خاصة للطلاب ذوي الإعاقة.
رابعا: ستكون خطوة واحدة أقرب إلى الإحساس بالحياة الطبيعية بالنسبة لنا وللطلاب إعفاء صحي صالح، بينما سيتعلم جميع الطلاب تقريبا عن بعد.
خامسا: إن وجود معلمين في المبنى يسمح لهم بعقد جلسات جماعية صغيرة للتدريب على التكنولوجيا أو التطوير المهني، لكن مثل هذه الاجتماعات محفوفة بالمخاطر حيث أثبت اثنان من المعلمين في ناشفيل، ممن حضروا جلسة التطوير المهني إصابتهما بالفيروس، مما أجبر 18 آخرون حضروا الاجتماع على الحجر الصحي لأسبوعين. توفي مدرس في ولاية أريزونا بسبب COVID-19 بعد أن قام بتدريس مدرسة صيفية في فصل دراسي مع اثنين من المدربين الآخرين.
وللنظر إلى الدواعي التي تتطلب من المعلمين التدريس من منازلهم فهي كما يلي:
أولا: إن مغادرة المنزل والعمل في مبنى مع أشخاص آخرين، والتنقل في معظم الأحيان من غرفة إلى أخرى، تزيد من خطر انتشار فيروس COVID-19.
ثانيا: يشعر المعلمون الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، وكذلك المعلمون الأكبر سنا والمعلمون الذين يعيشون مع أفراد الأسرة الأكبر سنا، بالقلق من الإصابة بالمرض أثناء العمل.
ومما يزيد الأمور تعقيدا وجود معلمين لديهم أطفال صغار أو أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنزل بسبب إغلاق مباني المدارس، إذ يتردد الكثيرون بالفعل في مطالبتهم بمغادرة منازلهم لجزء كبير من اليوم، ويفضلون الكفاح من خلال الموازنة بين مسؤوليات رعاية الأطفال والتعليم.
ثالثا: تتطلب المباني التي أعيد فتحها أيضا التنظيف والصيانة، وكل ذلك يكلف مالا في وقت تكون فيه موارد المدارس ضيقة وتوفر حماما واحدا مشتركا لعدد من المعلمين مما يساعد على انتشار الأمراض.
ومع ذلك، فإن المناطق التعليمية في الولايات المتحدة لم تترك المعلمين بالكامل لتدبير شؤون أنفسهم في المنزل. وأكد أحد المديرين ان كل معلم سيكون قادرا على أخذ أي شيء إلى المنزل من فصوله الدراسية، بما في ذلك السبورات البيضاء.
=====
مواضيع قد تعجبك ايضا
=====