موضوع مميز عن السفر والسياحة
موضوع مميز عن السفر والسياحة … أصبحت رغبة السفر هي أولوية للكثير من الأشخاص حول العالم، خاصة بعد التطور التكنولوجي الذي تشهده الغالبية العظمى من الدول، والذي سهل من وسائل النقل بمختلف أنواعها، الأمر الذي ساعد المسافر على اختيار الوسيلة التي يسافر بها والتي يميل إليها سواء كانت جوًا أو بحرًا أو برًا، وتقلل عليه مشاق طريق السفر.
كما يتوقف اختيار المسافر لاختيار وسيلة سفره على عامل آخر هام وهو تكلفة تلك الوسيلة، والتي يحرص المسافر على أن تناسب إمكانياته المادية، سواء كان سفره بالطائرة أو بالقطار أو بالحافلة أو بالسفينة.
وللسفر العديد من الفوائد، فمن خلاله يستطيع الإنسان تغيير روتين حياته، فعندما يسافر إلى مكان ما بغرض السياحة والترفيه؛ فهو يحسن من صحته النفسية ويجدد طاقته، كما يتعرف على ثقافات مختلفة وأشخاص من أماكن عديدة حول العالم، والتعرف على ثقافاتهم الدينية والثقافية، وتاريخهم الحضاري، فتتوسع دائرة معارفه، إلى جانب زيارته لأماكن يراها للمرة الأولى ويكتسب العديد من المعلومات عنها بما ينمي ثقافته.
وتعايش الإنسان مع ثقافات مختلفة يلعب دورًا هامًا في تغيير نظرته للحياة، وإلمامه بمختلف الثقافات للعديد من شعوب العالم، واندماجه مع شعب مختلف عن شعبه يجعله يتعرف على لغته ويتحمس لإتقانها.
وقد شهدت السنوات الأخيرة، زيادة كبيرة في عدد الشباب المسافرين إلى مختلف بلاد العالم بغرض استكشافها والتعرف عليها، خاصة بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي تستعرض أبرز وأجمل الأماكن السياحية في دول العالم بالقارات الخمس، الأمر الذي حمس الشباب لادخار المال، حتى يتمكنوا خلال الإجازة الصيفية أو حتى بعد التخرج من مغادرة حدود البلاد، والتوجه إلى بلاد يرونها للمرة الأولى في حياتهم، يسجلون في تلك الرحلة أهم ما قابلوه وأجمل الأماكن التي زاروها، والمفارقات التي تعرضوا لها، والثقافات التي تعرفوا عليها، لذلك يحرص الكثير منهم على مشاركة تلك التجارب على مواقع التواصل الاجتماعي، ليستفيد منها غيرهم من الراغبين في السفر سواء لنفس الأماكن أو لأماكن أخرى.
تعبير عن أهمية السياحة
مما لا شك فيه أن السياحة تُعد من أهم الركائز التي يقوم عليها اقتصاد جميع دول العالم، فالدولة التي تمتلك العديد من الأماكن الأثرية والسياحية والطبيعية، فقد امتلكت كنزًا ضخمًا يساعدها على تنمية مواردها وتطوير اقتصادها.
وتتيح السياحة تعرف السياح على مختلف الأماكن والحضارات التي لطالما قرؤوا عنها، فالذهاب إلى الأماكن الأثرية يتيح التعرف على تاريخ البلد، والمراحل التي مرت بها منذ نشأتها وحتى الآن.
والكثير من السياح يفضلون زيارة الأماكن الطبيعية، للاستجمام بها والاستمتاع بهدوئها وسط طبيعتها الخلابة، الأمر الذي يجعل الدول التي تمتلك مثل تلك الأماكن تقوم بتطويرها سنويًا، حتى يستمر إقبال السياح عليها، وكلما ازداد عدد السياح طوال السنة، كلما انتعش اقتصاد البلد، وزادت فرص إنشاء المزيد من المشروعات السياحية والاستثمارية، والتي توفر بدورها الكثير من فرص العمل للشباب والفتيات.
ومن الفوائد الأخرى للسياحة، أنها تنشط المجال التجاري، فالسائح الذي يزور البلد يحرص على زيارة المزارات، فيشتري التحف الفنية والمنتجات الوطنية المعبرة عن ثقافة البلد، وكلما اهتمت الدولة بتطوير تلك الأماكن، كلما علت مكانتها بين جميع الدول السياحية، فتكتسب سمعة طيبة بين السياح على مستوى العالم.
وتعزز السياحة بين التعاون المشترك بين الدول في مختلف المجالات، حيث تنقل الثقافات المختلفة بين الشعوب، كما تعزز الاستثمار بين الدول عن طريق تطوير مشروعات السكك الحديدية والطرق ووسائل النقل، وغيرها من المشروعات الهامة.
وهناك عدة أنواع من السياحة، مثل السياحة الترفيهية، والتي يهدف من خلالها السائح لزيارة الأماكن الترفيهية مثل الشواطئ والصحراء والمناطق الجبلية والحدائق والأماكن الطبيعية ومدن الملاهي، وهناك السياحة العلاجية، إذ يسافر السائح من بلده إلى بلد آخر بهدف الاستشفاء من الأمراض، وهناك السياحة الدينية، إذ يتوجه السائح إلى الدول التي تحتوي على المعالم الدينية وأبرزها المملكة العربية السعودية التي يفد إليها الملايين من المسافرين سنويًا بهدف أداء شعائر الحج والعمرة، وهناك أيضًا السياحة الثقافية، والمقصود بها توجه السائح إلى بلد يحتوي على الآثار والأماكن التاريخية بهدف التعرف على ثقافة هذا البلد وتاريخه، واكتساب المزيد من المعلومات عنه، بما ينمي ثقافته.
تطور السياحة في العالم
هناك العديد من الشعوب التي مارست السياحة منذ سنوات طويلة، وكانت الأماكن السياحية في البداية محدودة للغاية، ولم يكن يزورها سوى الرحالة والمستكشفون، إلى جانب الأغنياء من التجار والحكام، وقد مارس الفينيقيون النشاط السياحي من خلال قيامهم بالعديد من الرحلات التجارية والاستكشافية في غرب أفريقيا والبحر الأحمر وحوض البحر المتوسط.
كما مارس العرب منذ القِدم النشاط السياحي، فاستطاعوا الوصول إلى عدة مناطق بدأت من الصين شرقًا حتى المحيط الأطلسي غربًا، وزار التجار والرحالة أفريقيا وأوروبا وآسيا، وألفوا كتبًا حرصوا على تدوين المعلومات عن الأماكن التي زاروها من خلالها، فأصبحت تلك الكتب حتى الوقت الحالي من أهم المراجع السياحية، وأشهرها كتاب عجائب الأسفار للرحالة ابن بطوطة.
وقد تطور قطاع السياحة تطورًا كبيرًا منذ منتصف القرن العشرين وحتى الوقت الحالي، وصارت السياحة من أهم الأنشطة العالمية والاجتماعية، ولم تعد قاصرة على فئة معينة من الناس، وهو ما جعلها تشكل أهم ركائز الدخل القومي للكثير من البلدان السياحية، والتي اعتمدت بشكل أساسي على تنمية اقتصادها من خلال هذا المجال.
ومن العوامل التي ساعدت على تطوير السياحة في مختلف دول العالم، تطور وسائل الاتصالات والمواصلات وهو ما جعل الوصول إلى أي مكان في العالم أمر سهلًا ويتم في وقت قصير مقارنة بما كان يحدث في الماضي، إلى جانب ظهور العديد من المنظمات السياحية التي أولت اهتمامًا خاصًا بالقطاع السياحي، بالإضافة إلى التضخم الحضاري الذي جعل الإنسان يبحث عن المناطق الترفيهية، وهو ما أدى إلى انتعاش في حركة السياحة العالمية، وساعد الاستقرار السياسي الذي تشهده الكثير من بلدان العالم على تطور القطاع السياحي بها.
وخلال الوقت الحالي، تتطور السياحة بشكل متسارع، بفضل ترويح المسافرون للأماكن السياحية التي زاروها، فيحرصون على توثيق تجاربهم ونقلها إلى الآخرين للاستفادة منها، فيقدم المسافر نصيحة للراغبين في السفر حول تكاليف السفر والانتقال وأفضل أماكن الإقامة في الدولة السياحية، وأفضل الأماكن التي يمكن زيارتها، وما هي عادات وتقاليد شعب هذا البلد وموروثاتهم الثقافية، والأطعمة والمشروبات التقليدية، وكلها تمثل تجربة فريدة مغرية لمن يرغب في السفر لأجل السياحة.