قصص وروايات

من طرائف اللغة العربية

من طرائف اللغة العربية

من طرائف اللغة العربية

من طرائف اللغة العربية

القصة

وهي طرفةٌ من روائع طرف النحو العربي أبطالها ثلاثة؛ “الكسائي” رحمهُ الله عالمُ النحوَّ واللغة المشهور، والقاضي “أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري “

تلميذُ “أبي حنيفة “رحمهُ الله وناشرَّ مذهبه الفقهي، وقاضي القضاة في زمن الرشيد، والخليفة “هارون الرشيد” رحمه الله.

حيثُ إجتمع “أبو يوسف” والكسائيّ يومًا عند الرشيدِ، وكان “أبو يوسف” يرى أنَّ علم الفقهِ أولى من علمِ النحو بالبحث والدراسة، وأن علمَ النحو لا يستحقُ بذل الوقت في طلبهِ.

فراح ينتقصُ من علمِ النحو أمام “الكسائي”، فقالَ له الكسائي: أيها القاضي ..
لو قدّمت لك رجلين، وقلت لك:

هذا قاتلُ غُلامِك … وهذا قاتلٌ غلامَك …
فأيهما تأخذ؟
الأول بالضمِ بدونِ تنوين (قاتلُ) لإضافتهِ للاسم بعده (غلامِك) المجرور على أنهُ مُضاف إليهِ ..!
والآخر بتنوين الضم (قاتلٌ) وإعماله في الاسم بعده (غلامَـك) المنصوب على أنه مفعول به لاسم الفاعل ..!

فأي الرجلين سيأخذهُ القاضي بالعقوبةِ ويقيم عليهِ الحدَّ؟

فقالَ أبو يوسف: آخذُ الرجلين …

فقالَ الرشيدُ: بل تأخذُ الأول لأنهُ قتل،
أما الآخر فإنهُ لمْ يقتل …

فعجِب “أبو يوسف” ، فأفهمهُ “الكسائي”
أن اسم الفاعل:
إذا أُضيف إلى معموله (قاتلُ غلامِك) دلّ عل الماضي؛ فهو قتل الغلام.

أما إذا نونَّ، فنصب معموله على أنه مفعول بهِ (قاتلٌ غلامَك)، فإنهُ يفيد المستقبل؛ أي أنه سيقتل …

فأعتذر “أبو يوسف”، وأقرَّ بِجدوى علمِ النحو وعهدَ ألا ينتقص منهُ أبدا.

المصدر: قناة اللغة العربية

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock