مقال رائع يستعرض أهم الوسائل لتطوير القراءة الأكاديمية الناقدة
من أهم متطلبات مرحلة الدراسات العليا، العمل على بناء العقلية الناقدة للباحث؛ فالمعلومات متوافرة دائمًا؛ بفضل التقنيات الحديثة التي أسهمت في تسهيل الوصول المعرفي، لكن الأهم من ذلك هو قدرة الباحث على تمييز المعلومات المتفرقة ووضعها في قوالب معينة، تقييمها والتحقق منها، تحليلها والإفادة منها.
يستعرض هذا المقال ثماني وسائل لتطوير القراءة الأكاديمية الناقدة..
1- تحديد أهداف القراءة : وهذه الخطوة ضرورية لتوجيه الفكر حول محاور أساسية، وعدم الاستغراق في تفصيلات لا تخدم الأهداف.
2- تنويع المراجع: بحيث تشمل جميع وجهات النظر المختلفة؛ لفهم نقاط الاختلاف ومسوغاتها، مما يساعدك على التوازن في الطرح، والترجيح بين الأفكار، وهنا ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الفرق بين نوعين من المعلومات، الحقائق العلمية المثبتة نظريًا، وبين آراء الخبراء، فالخلط بين النوعين، والتعامل مع آراء الخبراء مثلا كحقائق علمية مؤكدة، يؤدي إلى الوصول إلى نتائج غير دقيقة، وتطبيق النظريات دون تحليل للواقع وتشخيصه يؤدي إلى الأمر ذاته. تذكر دائمًا أن لكلا النوعين أوجه يقبل فيها الاستشهاد به، فلدى استعانتك بالنظريات تأكد من مطابقة الشروط الملائمة لاختيارها، وسلبياتها، أما آراء الخبراء فاحرص على التنويع والتمايز فيما بينها وفق ما يخدم الظاهرة.
3- طرح الأسئلة: وهو أهم ما في القراءة الناقدة؛ لأنه يساعد إطلاق التفكير في الاحتمالات والسيناريوهات الممكنة لكل ظاهرة، وهي مهارة بحد ذاتها، تحتاج منك أن تعي معوقات التفكير، وحدوده.
4- اختيار مصادر المعلومات الملائمة من حيث العامل الزمني: فبينما تحتاج بعض الدراسات التاريخية إلى مراجع ومخطوطات قديمة، تحتاج عدد كبير من الدراسات التي تناقش ظواهر حديثة إلى معلومات منشورة حديثا تتناسب معها من حيث التوقيت.
5- تقييم مصادر البيانات: أسأل دائمًا عن مصادر البيانات، ودرجة موثوقيتها؟
وعن تاريخ التطبيق، وعن العينة التي تم استخدامها، ومدى تمثيلها للمجتمع؟
هل يمكن الحصول على نتائج مختلفة بواسطة عينة أخرى؟
6- التأكد من ملائمة طريقة جمع البيانات: هل تعد الأدوات التي تمت بواسطتها جمع البيانات كافية لإصدار التعميمات؟
7– التأكد من ملائمة العلاقات الرياضية: فكثيرًا ما تكون العلاقات الرياضية المستخدمة سليمة، لكن الاستنتاجات المبنية عليها غير دقيقة، أو أنها تضمنت تعميمات غير مناسبة.
8- التأكد من ملائمة التحليل والربط بين العلاقات: وهو من أكثر الأخطاء شيوعًا في الأبحاث والأوراق العلمية.
هل السبب يؤدي إلى النتيجة؟ أم أن العكس هو الصحيح؟
أو أن الظاهرة الأولى حدثت بالتزامن مع الثانية فقط؟
ماذا لو أن كليهما نتيجة لظاهرة ما ثالثة؟
ومما يساعدك في الاقتراب من الموضوعية أن تبحث جميع الأسباب والاحتمالات الممكنة، ونسبة حدوثها المتوقعة أو الممكنة.