معلومات عن الفن الرقمي
نقدم لكم في القال التالي معلومات عن الفن الرقمي الذي يعد نوع من أنواع الفنون المميزة والراقية الذي يتيح للفنان تنفيذ كافة ما لديه من أفكار فنية مهما كانت خيالية أو مصنفة من قبيل الأوهام، وقد كان الفنانون والرسامون فيما مضى يستخدمون بعض الأدوات الفنية التقليدية مثل الفرش والدهانات، أما اليوم أصبح الأمر مختلف، إذ أصبحت الأدوات الفنية المتداولة حديثة مثل الحواسيب والفيديو وما إلى نحو ذلك من وسائل تكنولوجية.
تلك الوسائل الحديثة حينما تدخل في الفن يطلق عليها الفن الرقمي وهو ما يتم صناعته بواسطة التكنولوجيا الرقمية، والذي يشمل الصور التي أجريت على جهاز الكمبيوتر أو التي رسمت يدوياً ثم مسحت بشكل ضوئي على الكمبيوتر بواسطة أحد البرامج التي من أمثلتها (Adobe Illustrator)، وهو ما يتضمن الرسوم المتحركة، الفيديوهات والصور، مما جعله يوصف بأنه عبارة عن ناتج عملية الدمج التي تتم ما بين الفن والتكنولوجيا.
معلومات عن الفن الرقمي
- ترجع نشأة الفن الرقمي والظهور الأول له إلى الفنان والمنتج والمخرج الأمريكي (آندي وارهول)، وقد استعان في ذلك بـ(Commodore Amiga) والتي تمثل مجموعة من الحواسيب الشخصية تم إنتاجها من قبل شركة (commodore) ليكون ذلك هو الإنتاج الأول للفن الرقمي، وقد تم عرض ذلك الحاسوب بشكل علني عام (1985م) في مركز لينكولن بمدينة نيويورك، حينما قام وارهول بالتقاط صورة للمطربة (ديبي هاري).
- كانت الصورة الملتقطة لديبي أحادية اللون والتي التقطت بواسطة كاميرا فيديو ثم تم تعديلها بواسطة البرنامج الجرافيكي (propaint)، ومن ثم قام وارهول بإضافة اللون إلى الصورة بواسطة ميزة (flood fills).
- بينما في الآونة الأخيرة وبغض النظر عن اختلاف الآراء ما بين معرض ومؤيد فيما يتعلق بتأثير الفن الرقمي وما يتعلق به من تكنولوجيا على الفن بشكل عام، إلا أن هناك إجماع جلي من قبل رواد الفن الرقمي حول قيامه بدعم الجانب الإبداعي الفني إلى حد كبير، إذ أنه قام بإتاحة فرص كثيرة أمام انطلاق إبداع الهواة والمحترفين في ذلك الصدد.
- من الممكن الاستعانة بجهاز الكمبيوتر لكي يصبح من اليسير إنتاج عمل متكامل فني منذ بدايته حتى نهايته، مثل فن الـfractal، والفن الهندسي، كذلك يمكن أن يكون هناك مصدر آخر له يتم تعديله بواسطة الحاسوب، وتمثل مختلف الأعمال الفنية رسم رقمي حينما يتم إنشائها على اللوحات اليدوية بطريقة مماثلة، ولكن بواسطة برمجيات الحاسوب ثم القيام بطباعتها ليكون شكلها النهائي وكأنها رسم حقيقي.
أنواع الفن الرقمي
يوجد للفن الرقمي أنواع رئيسية خاصة بعدما ازداد شعبية ومحبة من قبل الجمهور بالآونة الأخيرة والسبب في تلك الشعبية ما يتسم به من ميزات مقارنة بالفن القديم، ومن تلك الميزات إتاحته للعديد من البرامج والطرق والتصميمات التي لا حصر لها، مما نتج عنه ظهور الكثير من أنواع الفن الرقمي على النحو الآتي:
الوسائط المرئية الحاسوبية
يطلق عليه كذلك الفن الحاسوبي، إذ تتم من خلاله معالجة الصور عن طريق جهاز الحاسوب، ولا يقتصر الأمر على الصور فقط بل يتضمن أيضاً المناظر الطبيعية، الرسومات، والتصميمات، ولكن لكي يتم القيام بذلك بشكل دقيق ينبغي أن يكون جهاز الكمبيوتر قوي وسريع ليتمكن من تطبيقها ومعالجتها بشكل واسع، مثل الإعلانات والأفلام وهو ما ينقسم إلى نوعين:
- الأعمال ثنائية الأبعاد: وهي النوع الأبسط من بين الأنواع جميعها والتي تعكس الكيفية التي يمكن من خلالها الرسم بواسطة الورقة والقلم الرصاص، ولكن بحالة الفن الرقمي تصبح الصورة على شاشة الحاسوب، وما يتم استخدامه من أدوات للرسم مثل الفأرة أو الأقلام اللوحية، وما يرسم على الشاشة ليظهر على هيئة فرشاة ألوان، حبر وقلم رصاص.
- الأعمال ثلاثية الأبعاد: وهنا تصبح شاشة الكمبيوتر عبارة عن نافذة ببيئة افتراضية، يعمل من خلالها الفنان الرقمي على ترتيب ما لها من مكونات لكي يتم تصويرها بواسطة الكمبيوتر، عملية التصوير تلك تتم من الأشكال الهندسية كالمنحنيات والمضلعات، لكي يتم إنشاء كائنات وأشكال ثلاثية الأبعاد، لكي يتم استخدامها بالوسائط المتعددة مثل الألعاب والتلفاز والأفلام، كما تستخدم في عمليات المحاكاة ومجال التأثيرات البصرية.
فن التركيب الرقمي
- ذلك النوع من الفن يتكون نتيجة اندماج ما بين العديد من المجالات، وفي ذلك نجده مشاربع لمجال إنشاء الفيديوهات، حيث يقوم بتركيب الفيديوهات والصور بأساليب تعزز تأثيرها على من يشاهدها، وبذلك فإن بعضاً من تلك الفيديوهات تسعى لخلق بيئة وكأن المشاهد يعيش فيها ويشعر بها.
- بل إن بعضاً من تلك الفيديوهات تذهب لما هو أبعد من ذلك فيصبح المشاهد وكأنه منغمس بالواقع الافتراضي من خلال ما يرتديه من نظارات رقمية تدعم تلك الخاصية، وغالباً ما يكون ذلك النوع غير محدد أو مرتبط بمكان ثابت ولكن من السهل أن يتم عرضه في أماكن ومناطق مختلفة.
الصور المتحركة
- يقصد بها تلك الرسوم التي يتم إعدادها بواسطة الكمبيوتر لتحل تلك الصور المتحركة محل التي تعمل عن طريق تقنية إيقاف الحركة، ويقصد بهذه التقنية تحريك الرسوم والصور من خلال التلاعب بها إلى أن تظهر وكأنها تتحرك بأسلوب ذاتي، وغالباً ما يتم الاستعانة بالدمى المصنوعة من الصلصال أو ذات المفاصل المتحركة.
- وقد ترتب على الجهود المبذولة في المجال هذا إلى تخفيض كلاً من تكاليف ووقت العمل إذ يتم استخدام الكمبيوتر فيما يخص كل خطوة برسم مثل تلك الرسوم، وبالتالي العمل على اتمام الحركة، وحين القيام بعمل الصور ثلاثية الأبعاد تترجم إلى اللغة الرقمية لكي يتسنى للحاسوب فهمها.
- وبالتالي يقوم الحاسوب بعرض وإنشاء سلسلة من الصور لكي تبدو وكأنها مجسم متحرك يدور بوسط فضائي، وتلك التقنيات يتم استخدامها في مجال صناعة الأفلام.
أنواع الفن الرقمي الفرعية
- هناك الكثير من أنواع الفن الرقمي الفرعية، ولكن يوجد من بين تلك الأنواع الكثيرة ما ترتب عليه إحداث تغيرات كبيرة بذلك المجال، خاصة فن الألعاب، الذي لا يمكن تخيل الحديث عن الفن الرقمي دون ذكره، إذ يقوم الفن الرقمي على تطوير ألعاب الفيديو التفاعلية، التي تحتاج لبذل الكثير من الوقت والجهد لتنفيذ رسم معداتها وبيئتها وشخصياتها.
- وقد تمكن هذا المجال من إحراز الإقبال الكبير والنجاح الباهر وبالأخص والتحديد في مجال ألعاب الواقع الافتراضي، والتي باتت تعتمد بطريقة رئيسية على الرسم ثلاثي الأبعاد، كما يوجد فن الموسيقى الإلكترونية والرقمية بالإضافة إلى التصوير الرقمي، ولا يخفى على أحد ما ظهر من فن صور الـGIF الذي بات منتشراً إلى حد كبير ورائج على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصبحت الكثير من أنظمة التشغيل كالأندرويد تدعمه، وكذلك فن البيكسل وفنون البرمجيات.
مسميات الفن الرقمي
- تم إطلاق العديد من المسميات على الفن الرقمي حيث قيل أنه فن الوسائط المتعددة كما أطلق عليه فن الكمبيوتر، والذي بات يتضمن كلاً من فن التركيب الرقمي إلى جانب العالم الافتراضي، فن الرسم ثنائي الأبعاد، ثلاثي الأبعاد، الفن التجريدي، وفن التلاعب بالصور.
- وقد كان الاستخدام الأول لمصطلح الفن الرقمي منذ الثمانينات فيما يخص البرامج تلمبكرة للرسم بالكمبيوتر وهو ما يعود لما قبل عمليات التنسيق بين الوسائط المتعددة، التي يمكن عرضها بطرق عديدة، بما يتضمن الإنترنت والتلفاز، وعبر أجهزة الكمبيوتر، وعبر منصات الوسائط المتعددة المختلفة.
الفن الرقمي الحديث
يوجد الكثير من البرامج التي تم تصميمها وإنشائها بالآونة الأخيرة والتي تساعد الفنانون على الإبداع في مجال الفن الرقمي حيث تمنحهم خاصية الرسم الغير محدود، خاصية التكبير وغيرها من الخواص والميزات الأخرى ومن بين أفضل تلك البرامج ذكر:
برنامج procreate
- يمثل واحد من أكثر برامج الفن الرقمي تميزاً والتي تتيح إمكانية الرسم عبر أجهزة الآيباد، إذ تم تصميمه لكي يسهل عملية الرسم والحصول على كل ما قد يرغب به المستخدم بأبسط الطرق، كما تعد من أكثر البرامج يسيرة الاستخدام، حيث يتضمن عدد كبير من الإعدادات والفرش المختلفة التي تيسر إمكانية الرسم كثيراً عن طريق جهاز الموبايل، مما جعله يصنف من بين أكثر البرامج التي تنمي عقل و فكر الأطفال.
برنامج layers
- من البرامج عالية الجودة في مجال الرسم الرقمي، إذ يتميز باحتوائه عدد كبير من الفرش والإعدادات التي يكون استخدامها سهل، كما يتضمن نظام طبقات مثل تلكم المتاحة بالفوتوشوب، يتضمن البرنامج خمسة طبقات من الممكن استخدامها لكي يتم الحصول على جودة رسم عالية.
برنامج adobe ideas
- من أكثر برامج الرسم عبر الآيباد والآيفون شهرة، يمتاز بالإمكانيات الكبيرة، إذ يتضمن أسلوب الرسم الفيكتوري، ويتيح تكبير الرسومات بأكبر صورة يتسنى الحصول عليها، كما يمكن الحصول على الجودة التي تم تصميم ذلك البرنامج عليها، بهدف حل مشكلات الصعوبة المختلفة بالرسم، حيث كما يمكن أن تتيح أهم التغيرات التي من الصعب الحصول عليها فهو برنامج هام إلى كبير.
وفي ختام مقالنا نذكر بعضاً من أهم الفنانين رواد الفن الرقمي ومن بينهم (وليفيه جيرو) الفنان الألماني الذي ولد عام (1965م) الذي اهتم وتطور فن التصوير بشكل كبير وهناك العديد من الأعمال التي أنتجها تنتمي إلى عصر النهضة، الفنان (فرانك نوبير) الفرنسي الذي ولد عام (1918م) وقد قام بتأليف الكثير من كتب الفن الرقمي ومن أهمها (فن العصر الإلكتروني)، و(من الفن التكنولوجي إلى الفن الافتراضي)، والفنان (مارغوت لوفجوي) التي تعد أحد أهم الفنانات التي عملت على تطوير الفن الرقمي ولها إبداعات فنية كثيرة ومن بين أهم كتبها في ذلك المجال (التيارات الرقمية).