مزايا التعليم في المنازل وعيوبه
مزايا التعليم في المنازل وعيوبه
مزايا التعليم في المنازل وعيوبه
مزايا التعليم في المنازل وعيوبه
مزايا التعليم في المنازل وعيوبه
ضجت سويسرا مؤخراً واحتدم الجدل فيها، وذلك بسبب قضية التعليم في المنازل حيث أثارت سيدة جدلاً بعد طلبها من الحكومة السماح لها بتعليم ابنها في المنزل بدلاً من المدرسة، وذكرت أن المدارس لا تلبي حاجة ابنها الموهوب.
بعد ذلك صدر قرار من المحكمة الفيدرالية يقضي بعدم وجود حق يسمح للناس بتعليم أبنائهم في المدارس دستورياً، ويعني هذا الكلام بأن سويسرا كبلد متكامل لن تسمح بالتعليم المنزلي، إلا أن هذا ممكن في قوانين بعض الكانتونات.
تتألف سويسرا من 26 كانتون، إلا أن كانتون بازل هو الأكثر تشدداً في مسائل التعليم، فهو لا يسمح حتى الآن للآباء والأمهات بتقديم التعليم المدرسي والانعكاف بعيداً عن المدارس، وهو الكانتون الذي أثير فيه الجدل.
في بازل يجب أن يوضح الأهل أسباب عدم ذهاب ابنهم إلى المدرسة، كأن يكون غير قادر على التوجه نحو المدرسة مثلاً، علماً أن طلبة المنازل في سويسرا بلغت نسبتهم 0.2 من الطلبة بين أعمار 6 إلى 15 سنة.
أقر القانون السويسري السماح بالتعليم المنزلي في 16 كانتون فقط من أصل 26 علماً أن درجات السماح متفاوتة، فمنها ما يشترط حصول الأهالي على مؤهل جامعي ومنها ما يكتفي بإبلاغ السلطات عن الرغبة بعدم إرسال الأولاد إلى المدرسة.
أسباب وجود التعليم في المنازل
- عدم الثقة في نظام التعليم ومخرجاته
- عدم الثقة في المثل العليا التي تقدمها المدارس
- عدم الثقة في تنمية مهارات الموهوبين
- عدم الرضى عن التعليم الحكومي
- وجود مشاكل نفسية لدى الأطفال
- وجود مشاكل جسدية لدى الأطفال
أما في العالم العربي فلا توجد سجلات حقيقية يمكن استخلاصها لاكتشاف معدلات وجود التعليم المنزلي أو معدلات التسرب من المدارس، فالأرقام غير دقيقة تماماً في بعض الدول العربية، ولهذا يصعب الإجابة عن هذا السؤال بدقة.
لكن يمكن القول بأن ظاهرة التسرب من المدارس باتت منتشرة، وهي ظاهرة غالباً ما تكون غير مصحوبة بأي نمط من أنماط التعليم، ولهذا ينشغل صناع القرار العرب عن التعليم المنزلي بمكافحة ظاهرة التسرب الدراسي.
في كثير من الدول العربية نجد التعليم الأساسي إلزامياً للأطفال ومجانياً في معظم الأحيان لأبناء الدولة، وترى الحكومات أن افتتاح التعليم المنزلي يعني تشريعاً للتسرب المدرسي في هذه البلدان، نظراً لاختلاف الظروف الموجودة عن ظروف الدول المتقدمة، حيث أن البعض قد يتذرع بأنه يعلم ابنه في المنزل، وربما يقوم بتوجيهه نحو عمالة الأطفال بشكل مبكر، ولهذا فإن غياب الثقة بين الحكومة والمواطن يزيد من التعقيدات في وجه انتشار هذا النمط الجديد.
آراء الناس حول التعليم في المنازل
في استطلاع للرأي حول التعليم المنزلي والذي قمت بإجرائه على مجموعة من أولياء الأمور في سورية، ترى لمى قزق أن “التعليم المنزلي فكرة ممتازة وبشكل خاص في المرحلة الأولى، حيث تكون مسؤولية تكوين شخصية الطفل، وهكذا يسهم الأهل في تكوين شخصيته بالدرجة الأولى بعيداً عن مشاكل المدارس والتربية والتعليم”.
بينما سألت كرام وهبة عن “أسباب عدم انتشار التعليم المنزلي في العالم العربي كظاهرة صحية لإنقاذ الجيل من أخطاء المنظومات التربوية، رغم أنه منتشر في الغرب إلى حدٍ ما”.
ومن وجهة نظر شيماء شيخ النجارين، فهي ترى أن التعليم المنزل مجهول بالنسبة لها وغامض وترى بأنها غير قادرة على فهمه بشكل جيد، وتتسائل عن كيفية حصول الطلبة الدارسين في المنازل على شهادات لاحقاً.
وجهات نظر حول التعليم في المنازل
وأما خليل العيسى فيرى الأمر من زاوية مختلفة تماماً، حيث يعتقد بأن “التعليم المنزلي يشكل عائقاً في تطوير القدرات العقلية وذكاء الطفل، في حين أن المدرسة تساعده على تطوير نفسه من خلال روح الجماعة وتنشيط القدرات الذهنية”.
لكن أماني الدمني كان لها رأي مختلف حيث ذكرت بأن “الفكرة جميلة جداً والتعليم المنزلي ظاهرة مناسبة وخصوصاً في مرحلة البداية، في بداية حياة الطفل لا تتوافر له بداية مشجعة حقيقية ولهذا فنحن نرى أطفالاً في المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة مثلاً”.
اختتمت ميسون العبد الله البورداني استطلاعنا، فقالت: “أنا سوف أعلم أولادي المستقبليين في المنزل، لن أرسلهم إلى مدارس لا تليق بهم مهما حصل، أشعر أن إرسالهم إلى أي مكان هو مخاطرة حقيقية، وأن الخسائر أكبر بكثير من المكاسب”.
اختلاف في الرؤى
من المؤكد بأن الرؤى مختلفة بين الشرق الأوسط ودولة ذات تعليم جيد مثل سويسرا، فالناس في المنطقة العربية يأملون الحصول على تعليم جيد في المدارس أولاً، قبل القيام باتخاذ خطوات جديدة نحو المستقبل.
يكون التغيير تراكمياً في مثل هذا النوع من القضايا، كما يقال step by step ولهذا فإن إحداث تغيير حقيقي في أنماط التعليم غير ممكن حالياً، إلا في حال تحسن مستوى التعليم ورفع جودته وازدياد أعداد الأشخاص المؤمنين بالتعليم الرسمي، فضلاً عن تحسين مستوى الدخل خوفاً من اندفاع أولياء الأمور نحو عمالة الأطفال مما يؤثر سلباً على مستقبل أولادهم.