ما هي الفروق الفردية
ما هي الفروق الفردية – ما هي الفروق الفردية
ما هي الفروق الفردية – ما هي الفروق الفردية
ما هي الفروق الفردية – ما هي الفروق الفردية
ماهي الفروق الفردية
تعريف الفروق الفردية:
فإنه مصطلح يُستَخدم في علم النفس الفارق “Differential Psychology” للتعبير عن الانحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة، وقد يَضِيق مدى هذه الفروقِ أو يتَّسع، وَفقًا لتوزيع المستويات المختلفة، لكل صفة من الصفات التي نهتمُّ بتحليلِها ودراستها.فالفروق الفردية – بهذا المعنى – مقياسٌ علميٌّ لمدَى الاختلافِ القائم بين الناس في صفة مشتركة، وهكذا يعتمد مفهومُ هذه الفكرةِ على مفهومَيِ التشابهِ والاختلاف، التشابه النوعي في وجود الصفة، والاختلاف الكمي في درجات ومستويات هذا الوجود.
وهذه الفروق تتميز بمجموعة من الخصائص العامة، أهمها:
1- عمومية الفروق الفردية:
فالاختلافات الفردية ظاهرةٌ عامة في جميع الكائنات، فلن نَجِدَ فردَيْنِ من نوع واحد متشابهَيْن في استجابة كلٍّ منهما لموقف واحد، وتؤكِّد الأبحاثُ أن أفراد النوع الواحد يختلفون فعلاً في قُدرتِهم على التعلُّم، وحلِّهم للمشكلات، وأحوالهم الانفعالية؛ كالخوف والحب، ودوافع السلوك؛ كحُبِّ الاستطلاع، والحاجة إلى الإنجاز.
2- قابلية الفروق الفردية للقياس:
وعملية القياس لا تتم على الأشياء، وإنما نقيس خصائصها، بمعنى أننا لا نقيس الطفلَ مثلاً، وإنما نقيس إحدى صفاتِه؛ كالذكاء مثلاً.
ويرتبط مفهومُ القياس بالعَدِّ، فإنَّ ما يفعله المرءُ في أي مقياس، هو عدد الوحدات المتشابهة؛ فمثلاً في اختبارات الذكاء، بعد عَدِّ المفردات التي يُجيب عليها المفحوصُ نصل إلى قياس درجة ذكائه.
3- مَدَى الفروق الفردية:
المدى: هو الفرق بين أعلى درجة لوجود أي صفة من الصفات المختلفة، وأقل درجة لها.
ويختلف المدى من صفة لأخرى، ويختلف أيضًا من نوع لآخر من الأنواع الرئيسة للصفات المتعددة، فمثلاً مدى القدرة على التَّذكُّر يختلف عن مدى القدرة على الاستدلال، والتذكُّر والاستدلال صفتانِ عقليَّتان.
وتدل نتائج الأبحاث العلمية على: أن أوسع مدًى للفروق الفردية يَظهَر في سمات الشخصية، وأن أقلَّ مدى لهذه الفروق يظهر في الفروق الجسمية، وأن مدى الفروق الفردية في النواحي العقلية المعرفية يَعتدِل بين هذين الطرَفين.
4- معدَّل ثبات الفروق الفردية:
لا تَثبُت الفروق الفردية في جميع الصفات بنفس الدرجة، وقد دلَّت الأبحاث العلمية على أن أكثر الفروق ثباتًا هي الفروق العقلية المعرفية، وخاصةً بعد مرحلة المراهقة المبكِّرة، وأن الميول تظلُّ ثابتةً إلى مدى زمنيٍّ طويل، وأن أكثر الفروق تغيُّرًا هي الفروق القائمة بين سمات الشخصية.
5- التنظيم الهرمي للفروق الفردية:
تؤكِّد نتائجُ أغلب الأبحاث العلمية، في ميدان الفروق الفردية للصفات العقلية المعرفية، والمزاجية، والجسمية – وجودَ تنظيمٍ هرمي لنتائج قياس تلك الفروق، وتحتلُّ أعمُّ صفة قمةَ الهرم، تليها الصفاتُ التي تقلُّ عنها في عموميتها، ويستمر الانحدار حتى يصلَ إلى قاعدة الهرم، التي تتكون من الصفات الخاصة، التي لا تكاد تتعدى في عموميتها الموقفَ الذي تَظهَر فيه.
أما عن طبيعة الفروق الفردية، فنجد أن الفروق بين الأفراد تعتمد على عدة أمور، أهمها:
1- أن وجود فروق فردية بين الناس أمرٌ طبيعي، وهي تشمل نواحي الشخصية المختلفة: الجسمية، والعقلية، والمزاجية، والاجتماعية، فكما لا نستغرب اختلافَ الأفراد فيما بينهم من ناحية الطولِ أو الوزن، يجب ألاَّ نستغرب كذلك وجودَ فروق بينهم في الذكاء، أو في الميول، أو في سمات الشخصية؛ كالانطواء، أو الانبساط… إلخ.
2- أن بعض هذه الفروق تَغلب عليه الصفةُ الوراثية، وبعضها يتأثَّر أكثر بالبيئة والظروف الاجتماعية المحيطة بالفرد، ومعظمها يتداخل فيه عامِلا الوراثةِ والبيئة.
3- أن وجود فروق بين الناس في الخصائص العقلية، أو المزاجية، أو الجسمية، أو غيرها – لا يعني وجود أو عدم وجود هذه الخصائص عند فردٍ ما، فليس هناك إنسان معدوم الذكاء، أو إنسان كامل الذكاء، فيجب أن ننظر إلى الفروق على أنها مسألة درجة فحسب، لا على أنها مسألة خصائص توجد أو لا توجد.
4- أن وجود الفروق الفردية يُساعِد على تحسين الحياة، وسيرها السيرَ الطبيعي؛ فالحياة لا يمكن أن تقومَ إذا كان الناس جميعًا على درجة واحدة من الذكاء، كما أن الذكاء وحده ليس هو الشرطَ الوحيد للنجاح في الحياة، فقد لا يكون الشخص على درجة عالية من الذكاء أو العلم، ومع ذلك فهو عامل ناجح، والحياةُ تحتاج إلى هذا وذاك.