حلول
ما هي الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد …قبائل طسم وجديس
من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس والذين يدور حولهم الكثير من التساؤلات من راغبي المعرفة والتثقف والباحثين في التاريخ وأخبار القبائل القديمة والأقوام التي كانت تسكن مناطق نجد وهي جزء من أجزاء المساحة الجغرافية من شبه الجزيرة العربية التي شهدت ونشأ عليها العديد من الحضارات القديمة.
كما يوجد الكثير من الدلائل والإشارات التاريخية تذهب إلى إقرار أنَّ قبائل طسم وجديس من الحضارات القديمة التي سكنت منطقة نجد، فتلك القبلتين تعدان من بين القبائل العربية التي عاشت بالحضارات القديمة في منطقة شبه الجزيرة العربية، وسوف نقدم إليك عزيزي القارئ أهم ما ورد من معلومات تاريخية حول قبيلتي طسم وجديس .
من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس
- ورد حول طسم وجديس العديد من الأخبار والأقاويل المتضاربة والمختلفة حيث قيل أنهم من قبائل العرب البائدة التي ذكر عنها العديد من الأساطير والحقائق والتي يصعب التحقق من صحة ذلك التاريخ وتلك الأخبار على وجه اليقين.
- ذكر الإخباريون من العرب أن تلك القبيلتين كانتا تنزلان بمدينة بابل، والبعض الآخر ذكر أنّهما نزلتا باليمامة، ثم نزحت قبيلة طسم عن أول موطنٍ لها ثم لحقت جديس بها، مع عدم وجود تأكيد حول تلك الأخبار أيضاً، ولكن الأكيد أنَّ ديارهما كانت تتمتع بالخصوبة الشديدة من بين جميع بلاد العرب؛ فكان يوجد بها النخيل والبساتين، إلى جانب ما شيد بها من الأبراج العالية والقصور.
- وقد ذكرت التوراة أسماء الكثير من القبائل العربية القديمة ومن بينها ورد ذكر قبيلة طسم، والتي تعد أحد بطون قبيلة ديدان
نسب قبيلة جديس
- ذكر أن قبيلة جديس التي أقترن ذكرها بذكر قبيلة طسم أنهما من أقوام العرب البائدة التي كانت تسكن منطقة اليمامة وما يحيط بها من مناطق البحرين، وقد ذكر عن جديس أن نسبهم يرجع إلى قوم عاد إخوة طسم، كما ورد أنهم من أبناء (جديس بن لاوذ ابن إرم بن سام بن نوح)، كما قيل عن جديس أنه كان شقيق (ثمود بن غاثر ابن إرم بن سام بن نوح).
نسب قبيلة طسم
- ورد عن المؤرخين أن نسب قبيلة طسم يعود إلى (طسمم بن لاوذ بن سام)، أو (طسم بن لاوذ بن إرم)، أو (طسم بن كاثر) أو شيء شبيه بذلك، كما ذكر “جرجي زيدان” إلى أن (طسماً) هي ذاتها (لطوشيم)، وهي أحد قبائل قبيلة العرب ذكر اسمها بالتوراة لكونها من نسل (ددان بن يقشان) وورد إلى جانب ذلك ذكر اسم قبيلة غيرها من قبائل (ددان) تعرف بـ(Leummim)، أو (لاميم)، حيث ذكر أن زيدان هي (لاميم).
- وقد نسب إلى طسم من قبل الأخباريون صنم يعرف بـ(كثرى) وهناك شك أنه هو الصنم الشهير لدى الشي كان يعبده المشركين في عصر ظهور الإسلام والذي يتم تحطمه مع غيره من الأصنام الأخرى تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخلصاً وقضاءً على عبادة الأصنام، وقد حطم الصنم (كثرى) على يد (نهشل بن الربيس بن عرعرة) ثم لحق برسول الله.
- وهناك المثل الشهير (كلب طسم) الذي ضرب من قبل الإخباريون حيث ذكروا قصته التي جاءت على النحو التالي (كان لرجل من طسم كلب، وكان يسقيه اللبن ويطعمه اللحم ويسمنه، يرجو أن يصيب به خيراً ويحرسه، فجاع يوماً فهجم على صاحبه وأكله، فضرب به المثل فقيل: سمّن كلبك يأكلك).
- كما ورد ذكر طسم بشعر (للحارث بن حلزة) الذي قال به: (أم علينا جرى إياد كمـا قيل لطسم أخوكم الأبّاء)، أما الأصمعي فقد قال بشرحه: (كان طسم وجديس أخوين، فكسرت جديس على الملك خراجه، فأخذت طسم بذنب جديس) وكان يضرب بهذا المثل لمن يؤخذ بجريرة غيره.
القضاء على قبيلتي طسم وجديس
- ورد العديد من الأخبار والأقاويل التي ذكرها الإخباريون العرب عن تلك القبيلتين ومن بينها أن طسم كانت مالكة السيادة على قبيلة جديس، وكان أحد ملوكها وهو العمليق ظالم ومستبد، ومن أبرز صور ذلك الظلم ما صدر عنه من أمر ألا تزف عروس بكر إلى زوجها قبل أن تبيت معه.
- ولهذا الأمر ضجرت جديس وأهلها خاصة بعدما افترع عفيرة بنت عبّاد التي كانت تعرف بالشموس، وكانت أخت أحد الأشراف بجديس وهو (الأسود بن غفار)، فاستغاثت بقومها فيما فعلوا العمليق بها، فغضب أخوها أشد الغضب وقرر الثأر لأخته عازماً على قتل العمليق وأتباعه.
- دبر أخو الشموس وأصحابه خطة لقتل العمليق وقاموا بدعوته لتناول الطعام وفي ذلك الوقت كانوا قد أخفوا السيوف بالرمال، وفور دخول العمليق ديار جديس انقضوا عليه هو ومن معه بالسيوف فقضوا عليهم جميعاً.
- وقد تمكن أحد رجال طسم وهو (رياح بن مرة) من الفرار إلى بلاد اليمن مستغيثاً بملك حمير حسان بن تبع محرضاً له على غزو جديس حيث أغراه بما بها من خير وغنائم، وما كان من حسان إلى أن استجاب له وأعد العتاد والجيش، وقد حرصوا على عدم وصول أخبار تلك التجهيزات إلى جديس لكي لا يستعدوا لهم.
- كانت هناك امرأة من قوم جديس تدعى (زرقاء اليمامة) كانت معروفة بما تتمتع به وتمتلكه من نظر حاد، حيث كانت تتمكن من رؤية الجيوش قادمة قبل وصولها بأيام تصل إلى ثلاث أيام، فكانت تحذر قومها ليأخذون حذرهم واستعدادهم، ولذلك أشار الرجل على الملك أن يحمل الرجال الشجر لكي يختبئوا من نظر اليمامة خلفه.
- وبالفعل كانت اليمامة قد تمكنت من رؤيتهم على هيئة أشجار تسير وتتحرك وحين أخبرت قومها بذلك لم يصدقوها مما جعل حسان وجيشه يتمكنوا من اجتياح جديس وإبادة كل من بها.
طسم وجديس في القرآن
- لم يرد ذكر قبيلتي طسم وجديس في أي موضع من مواضع القرآن الكريم ولكن ورد ذكر طسم في الشعر الجاهلي، ومن بين الشعراء الجاهلين الذين تحدثوا عن طسم كان (طرفة بن العبد)، أما الأعشي فقد ذكر خبر زرقاء اليمامة في قصيدة له هي وقومها التي قال بها:
وقبلـهم غالـت المنايا
طسماً ولم ينجها الحذار
وحل بالحي من جديس
يوم من الشر مستطار