ما هي اداب الاستماع وما هي صفات المستمع الجيد ؟
ما هي اداب الاستماع ؟ سؤال نستمع إليه كثيرًا في الفصول الدراسية والمدارس فالعملية التعليمية تعتمد وبشكل أساسي على عملية الاستماع واستقبال الطلاب المعلومات من المعلمين ولا يقتصر الامر على الاستماع فقط بل يجب الانصات والتركيز فيما يقال وإدراكه واستيعابه جيدًا، فالاستماع مهارة يجب أن يكتسبها الجميع وليس الطلاب فقط فهي مهارة تزيد من قدرة الانسان على التفاعل مع الأشخاص المحيطين به وتنمي كافة مهاراته، فقد وهبنا الله سبحانه وسوف نتعرف في موضوعنا اليوم على الفرق بين الاستماع والسمع وأهمية الاستماع الجيد وما هي صفات المستمع الجيد و ما هي اداب الاستماع الجيد ؟
مفهوم السمع والإنصات والاستماع والفرق بينهم
مفهوم السمع
- إحدى الحواس الخمسة عند الإنسان وهي عبارة عن إنتقال الذبذبات الصوتية من المتكلم إلى أذن المستمتع، إلى جانب تلقي جميع الأصوات التي تصدر حول الأصوات المحيطة به فهو يستمع غليها دون أي تركيز أو اهتمام، ومن ذلك يتضح لنا أن حاسة السمع هي: عبارة عن تلقي الذبذبات الصوتية (الأصوات المحيطة) دون رغبة في ذلك أو الرغبة في الفهم والتحليل.
مفهوم الإنصات
- هو أحد مستويات الاستماع ويعد أعلاها حيث يكون لدى المستامعالرغبة ال كبيرة في التركيز والفهم والتحليل لما يستمع إليه، ولا يمكن أن يتم قطع التركيز والإنصات لأي سبب ممكن حيث يكون المنصت لديه الرغبة والعزيمة على الإنصات والاستماع.
- ليس كل مستمع منصت ولكن كل منصت مستمع، وذلك لأن الإنصات جزء من الاستماع.
مفهوم الاستماع
- استقبال الأصوات المحيطة بقصد وبرغبة في الفهم والتحليل لمحتوى الكلام، وحتى تتم عملية الاستماع بشكل جيد على المستمع التركيز لما يقوله المتكلم وفهمه وتحليله.
- يختلف الاستماع عن السمع فحاسة السمع هي فطرة إلاهية ولكن الاستماع يتطلب من المستمع الرغبة في الاستماع والتركيز وهي عملية فسيولوجية لا تحدث إلا إذا كانت الأذن سليمة.
ما هي صفات المستمع الجيد؟
كما أوضحنا فإن الاستماع يختلف اختلافًا كبيرًا عن السمع فالاستماع يكون بهدف التحليل لفهم الكلام بشكل صحيح والحصول على المعلومات والنقاط الأساسية للحديث، وبذلك فهناك نوعان من المستمعين هما:
- مستمع جيد.
- مستمع غير جيد.
سوف نركز على صفات المستمع الجيد حيث يجب على كل إنسان أن يكون مستمعًا جيدًا حريصًا على فهم المحتوى المقدم له وبعض هذه الصفات هي:
- عدم مقاطعة المتحدث مهما كان سبب المقاطعة حتى وإن كان برغبة في زيادة الفهم والتفسير أو تلقي ذلك الحديث قبل ذلك وإدراكه واستيعابه بشكل جيد.
- عدم الاستماع للجميع بطريقة واحدة فكل متحدث له طريقته الخاصة فب الإلقاء والحديث وتوصيل المعلومات.
- القدرة على استيعاب وتحديد العناصر الرئيسية والنقاط المهمة في الموضوع والتفريق بين كل فكرة والأخرى وعدم التشتت وتداخل الأفكار والعناصر.
- امتلاك القدرة على التمييز والتفريق بين العناصر والأفكار الرئيبسية والأفكار والعناصر الفرعية والتمييز بين الحقيقة والخيال في الكلام.
- عدم استغلال أي فرصة للاستحواذ على الحديث دون أن ينتهي المتحدث من حديثه.
- عد الإنشغال بأي مثيرات محيطة مثل استخدام الهاتف أو التوجه بالحديث لشخص آخر.
ما هي اداب الاستماع ؟
على الإنسان أن يلقي اهتمامًا لما يسمع ويحلله حتى يفهمه بشكل جيد حتى نتمكن من فهم قصد المتحدث، وهناك بعد الآداب التي يجب علينا أن نلتزم بها حتى نتمكن من الاستماع وفهم الكلام ومنها ما يلي:
- الاستعداد البدني والذهني للاستماع والرغبة في الإنصات لما يقال وإظهار هذه الرغبة للمتحدث حتى يتم تبادل الاهتمام بين طرفي الحديث.
- الاهتمام والاستعداد للاستماع والإنصات لما يقال ويوجه لنا من حديث حتى نتمكن من تحليله وفهمه بصورة جيدة.
- تحليل ما يقال وفهمه وتدبره وذلك يلزم الإنصات الشديد وعدم مقاطعة المتحدث.
- لا يجب الاهتمام بالأصوات المحيطة وإعارتها أي اهتمام والانتباه لها فذلك يثير غضب المتكلم ويشعره بالحرج.
- الاستماع بصدر رحب لما يقوله المتكلم وعدم الضيق من الكلام.
- الهدوء في ردود الأفعال على الحديث حتى لا نفقد التركيز واستيعاب ما يقال والانتظار حتى ينتهي المتكلم من حديثه وبعد ذلك يمكن إبداء الرأي والحكم على الكلام.
- عدم مقاطعة المتحدث مهما كان السبب فذلك يثير ضيقه ويشتت انتباهه وقد يتسبب ذلك في فقدان السيطرة وعدم الاستمرار في الحديث.
- التركيز على كل ما هو ذو أهمية في الحديث واستيعاب النقاط الرئيسية والأساسية في الموضوع.
- الحرص على أن يكون هناك اتصالًا بالأعين فهو يزيد من القدرة على التركيز والإنصات الجيد.
- السؤال عن النقاط التي لم يتم فهمها واستيعابها بشكل جيد وطلب تكرار شرح النقاط الغير مفهومة في الموضوع.
أهمية الاستماع
لا يمكن إيجاز أهمية الاستماع وفوائده في بعض العناصر فهي لا تعد ولا تحصى فهو الوسيلة التي من خلالها يتم التواصل بين الأشخاص، ولكن يمكن حصر بعضها ومنها:
- يعد الاستماع والإنصات في العملية التربوية والتعليمية من أهم العناصر التي يمكن الاعتماد عليها في التعلم.
- الاستماع والإنصات بشكل متكرر للقرآن الكريم يساعد وبشدة على الحفظ والاستيعاب الجيد لآياته وفهمها، لا يقتصر الأمر على القرآن الكريم فقط بل الحديث الشريف أيضًا.
- التعرف على التاريخ والتراث الحضاري للمجتمع الذي نعيش فيه والمجتمعات المحيطة.
- التحصيل الدراسي للطلاب يعتمد على الإنصات وحسن الاستماع للمعلمين وما يقدمونه من مناهج تعليمية إلى جانب تنمية مهاراته المختلفة.
- تعتمد جميع اللغات وفنون كل لغة عند تعلمها على الاستماع فمثلًا نجد من يرغب في تعلم اللغة الإنجليزية يقوم بالاستماع لكثير من الكلام والحوارات المتبادلة حتى يتمكن من معرفة النطق السليم للكلمات وتفسير معناها.
- يعتمد التفاهم المتبادل بين الأشخاص على فهم المستمع للمتحدث وعلى مدى إنصاته وتركيزه لما يقال وذلك يزيد من القدرة على حل المشكلات.
- اكتساب المهارات والمعلومات المختلفة وتعلم ثقافات مختلفة ومتعددة.
- تعتمد المناقشات والحوارات التي يجريها الإنسان تعتمد في أساسها على مدى قدرته على الاستماع والإنصات لما يقال والقدرة على استيعاب وفهم الكلام.
شروط الاستماع في العملية التعليمية
- يجب أن يكون المعلم هو ال قدوة لتلاميذه في حسن الاستماع فعليه ألا يقاطع التلاميذ أثناء حديثهم مع الحرص أن يكون الحديث بشكل متتالي بين التلاميذ.
- التخطيط الجيد والمسبق لكيفية سير العملية التعليمية داخل الفصل.
- على المعلم أن يختار وينتقي النصوص والفقرات التي سوف يعرضها على التلاميذ بحيث تزيد من رغبة التلاميذ في الاستماع وأن تكون ذات أثر على سلوكياتهم وتنمي من قدرات الفكرية والعقلية.
- إبعاد أي مصدر يمكن ان يكون سببًا لتشتيت التلاميذ مثل غخفاء أي مشتتات بصرية وعزل الفصل عن المشتتات السمعية.
- عدم الاقتصار على شكل معين من طرق الاتصال بين المعلم والتلاميذ فيجب عليه التنويع في طرق التواصل معهم حتى تزيد رغبتهم في الانتباه والتركيز.
- على المعلم أن لا يركز أثناء الحديث على بعض التلاميذ دون الباقي فعليه التواصل مع جميع التلاميذ بالفصل.
معوقات الاستماع الجيد
الاستماع الجيد والإنصات يكون ناتج عن رغبة المستمع في التركيز وفهم ما يقال له ولكن قد تحيد بالمستمع بعض المعيقات التي تتسبب في تشتيت تركيزه وتقلل من قدرته على الاستماع الجيد ومن هذه المشتتات ما يلي:
- أن تكون الجمل مفككة وغير صحيحة واختيار مفردات ومصطلحات صعبة الفهم.
- التشتت والتفكير في المشكلات الشخصية فقد لا يتمكن المستمع من القدرة على التوقف عن التفكير في مشكلاته والتركيز فيما يقدم له من معلومات وذلك لا يعني أن المتكلم لا يثير انتباهه فقد تتوفر كافة المثيرات لزيادة الرغبة في الاستماع إلا أن المستمتع قد لا يمكنه التوقف عن التفكير في مشكلاته الشخصية.
- البعض يشعر بالملل أثناء الاستماع للآخرين وعد الرغبة في الاستماع وهنا يجب عليه أن يغير من وضعه وطريقة جلوسه كلما شعر بالملل والتركيز مع ما يقال.
- التوقع وتصور الحديث مما يزيد من عدم الرغبة في الاستماع والشعور بالملل والإحساس بعدم أهمية ما يقال.
- عدم الرغبة في الاستماع وذلك يزيد من نفور المستمع لما يقال والشعور بعدم أهميته.
- البعض يبدأ في الاستماع رغبة في سماع شئ محدد دون غيره وعند سماعه ينشغل عن الحديث بشئ أخر ولا يستمر في الاستماع.
- الاستماع الجيد يلزم الحضور الذهني والعقلي وإعمال العقل فيما يقال وفهمه دون ذلك قد يتشتت المستمع في التفكير في أحد النقاط محاولًا فهمها.
- قد لا يتمكن المستمع من الانتظار لفترات طويلة لمتابعة الآخرين والاستماع لهم.
- وجود مؤثرات سمعية تجعل من صوت المتحدث غير مسموع وواضح.
الأهداف التعليمية لتدريس الاستماع
- إدراك التلاميذ لأهمية الاستماع وأنه أحد أركان تعلم اللغة وأحد فنونها.
- تنمية مهارات الاستماع الجيد وآدابه لدى الطلاب ومساعدتهم على التخلص من العادات السيئة.
- زيادة قدرة الطلاب على التمييز والتفريق بين الأصوات وكيفية نطق الحروف وصوت كل منهم.
- فهم وإدراك الكلمات التي يستمعون إليها والتفريق بينها.
- تنمية قدرتهم على مزج الحروف وتكوين كلمات والنطق الصحيح للحروف والكلمات.
- إدراك الحرف الناقص في الكلمات المكتوبة عند سماعها.
- زيادة القدرة على توقع ما سوق يقال لهم.
- تنمية مهاراتهم العقلية وزيادة قدرتهم على التفريق بين الحقيقة والخيال، بين الصواب والخطأ.
- التوصل للأفكار والعناصر الرئيسية للموضوع والتمييز بينها وبين العناصر الفرعية.
- استنتاج الهدف من الكلام وتحديد الهدف الرئيسي للموضوع.
- زيادة قدرة التلاميذ على نقد وتقويم المحتوى التأكد من صدق المعلومات المقدمة لهم.