في الفقرات التالية نعرض لكم أغراض الشعر الجاهلي بالتفصيل، فالشعر يعد من أبرز الفنون الأدبية التي ظهرت منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، وفي فترة الجاهلية كانت الأشعار أكثر ازدهاراً في استخدام المصطلحات اللغوية القوية، كما نبغ الشعراء في كتابة الأبيات التي خلدها التاريخ إلى يومنا هذا، وذلك لأن الشعراء تناقلوا تلك الأبيات فيما بينهم، حتى جاء عصر التدوين، وكُتبت الأشعار، لتصبح مرجعاً في دراسة الأدب الجاهلي، ومن الجدير بالذكر أن الأشعار في هذا العصر انتشرت أكثر من النثر، وذلك لأنها كانت تُبنى على الخيال والعاطفة، كما تعددت أغراض الأبيات التي كُتبت، وسنوضح لكم من خلال فقرات موسوعة التالية أبرز تلك الأغراض.
أغراض الشعر الجاهلي
الفخر والحماسة
كان العرب يفخرون بنسبهم وشجاعتهم وكرمهم وعفافهم وصدقهم، فكان الشعراء يكتبون الأبيات الشعرية لمدح القبيلة التي ينتمون إليها بأبيات تحمل مبالغة، وأما عن الحماسة، فكان الشعراء يكتبون الأبيات التي يشجعون بها أبناء قبيلتهم للقتال العدو وهزيمته، فتلك القصائد توضح حالة الصراع القبلي التي كانت تعيشها القبال في الجزيرة العربية.
الهجاء
كتب الشعراء أبيات الهجاء الذي يذكرون فيه عيوب وسيئات العدو، وما يميز هذا النوع أنه كان خالياً من السباب والألفاظ البذيئة، وظهر هذا النوع بسبب الصراعات القبلية والمنازعات والحروب.
الغزل
انقسم شعر الغزل في العصر الجاهلي إلى نوعين، الأول هو الغزل الصريح الذي كان يكتب فيه الشعراء عن مفاتن جسد النساء بطريقة مباشرة، وكان الشاعر امرؤ القيس والأعشى من رواد هذا النوع، وكتب الشعراء أيضاً بالغزل العفيف، والذي انتشر في هذا العصر بصورة كبيرة، فيكتب فيه الشعراء عن جمال المرأة وأخلاقها وعفتها بطريقة راقية ورفيعة المستوى، ومن أبرز رواده الشاعر الشنفري، وعنتره بن شداد.
وسبب ظهور شعر الغزل في هذا العصر هو أن القبائل العربية كانت تعيش حياة الترحال وتهجر مساكنها، فكان الحبيبان يفترقان، وكانت المرأة عفيفة آنذاك، فيكتب الشاعر عن محبوبته واشتياقه لها، بطريقة عفيفة.
الوصف
كان الوصف من أكثر الأغراض المنتشرة في هذا العصر، فكان الشاعر يصف كل ما تقع عليه عيناه، مثل الإبل والصحراء والسماء في الليل، كما كان الشعراء يصفون الخيول ويفخرون بها، وما يميز هذا الغرض هو اعتماد الشعراء في كتابته على دقة الملاحظة، والنظرة الصائبة، ومن رواد هذا النوع الشاعر امرؤ القيس.
المدح
يقوم الشعراء بتفخيم الحاكم والسلطان ويكتبون في الأبيات الشعرية الصفات الموجودة في هذا الحاكم، مثل الكرم والحلم والشجاعة والقوة، وكان السلاطين يستقدمون الشعراء ليسمعوا منهم أبيات مدح تطرب بها نفوسهم، ويُقدم للشعراء الأموال مقابل ما كتبوا من قصائد.
وقد انقسم شعر المدح في العصر الجاهلي إلى نوعين، الأول هو المدح الصادق والنابع من العاطفة والقلب، والآخر كان مدحاً من أجل الحصول على الأموال، فكان الشعراء يذهبون لقصور الملوك ويمدحوهم ويحصلون على مقابل مادي، ومن رواد هذا النوع الشاعر الأعشى.
الرثاء
في هذا النوع يكتب الشعراء عن صفات الموتى ومحاسنهم، فتحمل أبياتهم كلمات مليئة بالحزن والأسى على افتقاد الميت، وظهر هذا النوع من الأشعار بسبب كثر الصراعات التي أدت إلى مقتل الكثير من الرجال، وما يميزه هو ظهور العاطفة الصادقة، والإحساس الصادق.
الاعتذار
يندرج شعر الاعتذار ضمن نوع المدح، فكان الشعراء يكتبون الأعذار في أبيات تملؤها عاطفة الحب والاحترام والخوف والرجاء والتذلل، وإظهار الرغبة في التسامح، ومن أشهر رواد هذا النوع من الشعر، الشاعر النابغة الذبياني، والذي كتب أبيات الاعتذار إلى الملك النعمان بعد كتابة الأبيات التي هجاه فيها.
الخمر
في أيام الجاهلية كان العرب ينصبون أماكن يطلق عليها اسم الغاية، ويبيعون الخمر في تلك الأماكن، وكان الشعراء يكتبون الأبيات التي يفخرون بها بشربهم لأغلى أنواع الخمور، ولعبهم للقمار، فكان الأثرياء فقط من يشربون ويمرحون، وكانوا يفخرون بتلك الحياة، فكتب الشعراء عن مجالس الخمر، ويصفون شربه ومفعوله في نفوسهم.
الحكمة
كتب الشعراء عن الحكمة في الأبيات الشعرية، والحكمة هي القول الصائب والذي يهدف إلى الخير، ويعبر فيه الشعراء عن تجاربهم في الحياة، والمواعظ التي شهدوها، وما يميز أسلوب الشعراء في كتابة أبيات الحكمة، هو استخدامهم للألفاظ القوية، والتشبيه الدقيق، والتعبير الرائع، والفكرة الصائبة مع الإيجاز.
