ما هي أدوات الربط في اللغة العربية
أدوات الربط في اللغة العربية، الوحدة الأساسية في اللغة هي الكلمة، وعند تجميع مجموعة من الكلمات ذات المعنى وتنظيمها بصورة سليمة، تتكون حينها الجمل التي من خلالها يتم تكوين الفقرات، ولكن حتى تكون عناصر الفقرة جميعها مترابطة نحتاج إلى أدوات معينة، نستخدمها في الربط بينها حتى يتم توضيح المعنى المراد، لكونها واحدة من وسائل الإيضاح في اللغة، والتي تتفرع إلى عدة أنواع لكلًا منها وظيفة محددة وتُستخدم في موضع معين.
هناك علاقات متعددة بين الجمل والروابط الخاصة بها هي التي توضح المُراد من النص بصورة سليمة، حيث تجعل الجمل متوازنة، أو الخروج من جزء إلى آخر بصورة لا تشتت الانتباه، وتكمن أهمية أدوات الربط فيما يلي:
- كونها تجعل النص بكامله يدور حول فكرة واحدة، حتى لا يجعل القارئ يُصاب بعدم التركيز.
- لكي يستطيع فهم الغرض من كتابة الفقرات بطريقة سهلة وسلسة.
تختلف طرق الربط بين معنوي ولفظي وسياق، ولكلًا منها أنواع، كما ينقسم الربط إلى طريقتين:
- الربط بين الوحدات الأساسية للنص وهي الكلمات والجمل، وتكون مترابطة وتدور في سياق ومعنى واحد، ويتم ذلك باستخدام عدة أدوات.
- الربط بصورة كلية بين فقرات النص الواحد، ويتم ذلك باستخدام روابط معنوية، بهدف تحقيق تلاحم بين أجزاء النص بأكمله، ويُسمى عند العلماء بالترابط أي الربط بدون استخدام روابط لفظية.
أدوات الربط اللفظي
لم يفصل اللغويين القدامى بين أدوات كلاً من الربط اللفظي والمعنوي، ولكن باجتهاد بعض المحدثين قاموا بالفصل بين النوعين، وتم تحديد كون الربط اللفظي يتم باستخدام واسطة لفظية مكتوبة، تربط بين معاني الكلمات والجمل داخل النص، ومنها:
- الربط في جملة الصلة.
- الربط باستخدام الضمائر.
- أدوات العطف.
الربط باستخدام الضمائر
يُطلق عليه الربط بالإحالة في اللسانيات الحديثة، وتُعد الضمائر من أقوى الروابط اللفظية وينقسم إلى أنواع عديدة، وهي كالتالي:
- متكلم (أنا – نحن)، ضمير مخاطب (أنتَ – أنتِ – أنتما – أنتم – أنتن)، ضمير غائب (هو – هي – هما – هم – هن).
- كما يتم تقسيمه إلى ضمير متصل أي لا يأتي منفردًا بل يكون متصل بنهاية كلمة، ضمير منفصل يأتي منفردًا.
- قد يأتي بصورة ظاهرة مكتوبة أي يكون ضمير بارز، أو لا يتم ذكره ولكن يُفهم معناها من السياق ويُسمى ضمير مستتر، مثل محمد قام، الأصل قام هو، والضمير يعود على محمد، ولكن لم يتم ذكره بل يُفهم من السياق.
- يُمكن أن يأتي في موقع إعرابي رفع أو نصب أو جر.
حروف العطف
هي مجموعة حروف تُؤدي وظيفة الربط بين الكلمات والجمل، بهدف إحكامها وتوضيح معانيها، وتتسم بالآتي
- كونها لا تُعبر عن معنى عند ذكرها منفردة، بل تقوم بوظيفتها عند ذكرها ضمن سياق.
أقسام حروف العطف
لكل حرف منها وظيفة معينة فقد تكون ربط توافقي أي يُفيد الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه، أو تخالفي يُفيد أنهما متباينان عن بعضهما، وتنقسم إلى:
- واو العطف.
- فاء العطف.
- ثم.
- أو.
- أم.
- حتى.
- بل.
- لا.
- لكن.
الواو العاطفة
- تستخدم للربط بين الكلمات والجمل في النص، ولكن بدون الاكتراث للترتيب الزمني.
- مثل رأيت النهر واسع والسماء صافية، وتم استخدام (و) للربط بين الجملتين.
فاء العطف
- تستخدم لترتيب الأحداث، والربط بين أجزاء الجملة الواحدة.
- تربط بين أحداث لا يوجد بينها فارق زمني، بل تحدث متعاقبة.
- مثل دخلت البيت فَغسلت يدي، دلت (الفاء) علي توالي الأحداث.
حرف ثم
- يستخدم أيضًا لترتيب الأحداث ولكن بفارق أن تكون الفترة بين حصول الحدثين كبيرة.
- أي تستخدم للربط على فترات متباعدة ومدى طويل.
- ذهبت إلى النوم ثم استيقظت، أفادت (ثم) توالي الأحداث ولكن مع التراخي، حيث أن هناك فترة بين النوم والاستيقاظ.
حرف أو
- تستخدم في حالة الشك وعدم التأكد مثل (ذاكرت درس أو درسين).
- أو عند التخيير، وتأتي مع الأمر مثل (فلتقل خيرًا أو لتصمت).
حرف أم
- يستخدم عند الاستفهام أو الاستفسار عن شئ.
- تبدأ الجملة الأولى بهمزة الاستفهام.
- مثل (أكلت التفاح أم البرتقال؟).
حرف حتى
- يستخدم في حالة الحاجة إلى إيضاح أن المعطوف ينتمي إلى المعطوف عليه في الجملة.
- مثل قول رسول الله (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها)، حيث أن (حتى) عاطفة تفيد بأن الشوكة التي يشاكها هي جزء من المصائب التي تصيب المسلم.
حرف بل
- يستخدم لتأكيد الجزء الثاني من الجملة، مع نفي الأول.
- مثل (لا أحب الكذب بل الصدق)، نفي (بل) حب الكذب وأكد على حب الصدق.
حرف لا
- يستخدم لتأكيد الجزء الأول من الجملة، مع نفي الثاني.
- أي استخدامه عكس بل.
- مثل (أحب الأمانة لا الخيانة) جاءت (لا) لتنفي حب الخيانة وتؤكد على حب الأمانة.
حرف لكن
- يستخدم للاستدراك.
- تدل على إقرار المعطوف عليه سواء كان نهي أو نفي، مع إثبات النقيض في المعطوف.
- حتى تأتي معطوفة يجب أن يأتي ما بعدها اسم مفرد وليس جملة، يجب أن يأتي قبلها نفي أو نهي، ألا يتم سبقها بحرف (واو).
- مثل (لا تنصر الظالم لكن المظلوم).
الربط في جملة الصلة
الأسماء الموصولة لا يتم معناها إذا تم ذكرها منفردة، حيث تكون مبهمة ولابد أن تأتي بعدها جملة الصلة التي تُوضح معناها، ولا يتم الربط بينهما إلا من خلال ضمير ظاهر أو مقدر، وذلك كالآتي:
- يعود الضمير على الاسم الموصول، مثل قوله تعالى (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ)، الضمير (الهاء) في (تشتهيه) يعود على الاسم الموصول (ما).
أدوات سببية للربط في اللغة العربية
تستخدم لتوضيح سبب القيام بما جاء في الجزء الأول من الجملة، وهي (اللام – فقد – الفاء – لأن – بما أن – لكونه – تحت حجة)، وأما روابط التفسير فهي (أعني – المراد – أي – المقصود بذلك – معنى ذلك).
أدوات الربط المعنوي
عبارة عن أواصر خفية وروابط معنوية تربط بين جمل وفقرات النص الواحد، لا يتم ذكرها أو كتابتها ولكن يتم فهمها من السياق، ويُطلق عليها الارتباط عند اللغويين، حيث تكون فكرة الربط أوسع وأعمق من الروابط اللفظية، ومنها:
علاقة الإسناد
- تنشأ بين طرفين أحدهما منسوب إلى الآخر، وهي من أقوى العلاقات في اللغة العربية، حيث أنها نواة الجملة.
- الجملة الفعلية يكون الفعل فيها هو المسند أما الفاعل مسند إليه، لكون الفعل هو المتعلق بالفعل والواقع على عاتقه.
- الجملة الاسمية يكون الخبر فيها هو المسند إليه والمبتدأ مسند، تم استناده إلى الخبر وبذلك تنشأ العلاقات بين أجزاء الجملة الواحدة.
علاقة الإضافة
- هناك علاقة وثيقة بين المضاف والمضاف إليه ويتم الربط بينهما دون الاحتياج لذكر رابط لفظي.
علاقة التّعدية
- ينقسم الفعل إلى لازم أي يكتفي بفاعله ولا يحتاج حينها إلى مفعول به، أو متعدي وهو الذي يجب ذكر المفعول به معه حتى يتم معنى الجملة.
- يرتبط الفعل المتعدي بالمفعول بعلاقة معنوية.
علاقة الظرفية
- لكل فعل زمان ومكان مرتبطين به بشكل وثيق، لذلك تنشأ علاقة بين الفعل وظرف الزمان والمكان.
علاقة السببية
- يُوضح المفعول لأجله سبب حدوث الفعل، كذلك تنشأ علاقة بين الفعل وسببه يُطلق عليها علاقة السببية.
كذلك نرى كثرة العلاقات التي تنشأ بين الكلمات والجمل في اللغة، ويرجع السبب في ذلك إلى أدوات الربط في اللغة العربية والتي تنقسم إلى قسمين هما لفظية لابد من ذكرها، ومعنوية عبارة عن علاقات خفية يتم فهمها من السياق، وتكمن أهميتها في الحفاظ على ترابط فقرات النص الواحد، حتى يجذب انتباه القارئ ولا يُشعره بالتشتت، بل تكون جميع الأفكار والألفاظ مترابطة موحدة.