ما هو وجه الخلاف بين أصحاب المنهج العلمي وأصحاب المنهج العقلاني..؟
من المعروف لدى الباحثين في مجال الفلسفة أن مفكري وعلماء وفلاسفة المذهب العقلاني وفي مقدمتهم المفكر والعالم والفيلسوف والباحث رينيه ديكارت يرون أن المعرفة إما هي تحليل للمفاهيم والأفكار الفطرية بحيث يظهر صراحة ما كان موجوداً بشكل ضمني في تلك المفاهيم والأفكار.
أو أنها تركيب من جانب الذات لمفاهيم الموضوعات بطريقة قبلية تماماً أي أن الفكر عندما يقوم بتركيب تلك المفاهيم فإن عمله لا ينصب على معطيات حسية كما هو الحال عند فلاسفة وعلماء المذهب التجريبي وإنما ينصب على ما في ذاته فينشىء منه أفكاراً عن الموضوعات تكون تعبيراً عن حقيقة تلك الموضوعات .
كما تظهر للعالم وليس كما تكون في ذاتها أو أن العقل يدرك الواقع بتبيان كيفية نشوء ذلك الواقع من الفكرة خلال التاريخ بطريقة استنباطية عقلية خالصة أساسها الاستنتاج، ومن الملاحظ أن الفلاسفة والمفكرين العقلانيين جميعهم وعلى الرغم من اختلاف طرقهم يتفقون على نقطة تم النظر إليها على أنها أساسية في منهجهم .
وهي أنه لا توجد وسيلة لمعرفة ما إذا كان هناك تطابق بين ما في الواقع من موضوعات وبين ما في العقل من أفكار إلا باللجوء إلى مسلّمات معرفية خالصة كضمان وحيد لذلك التطابق، إلا أن رواد وفلاسفة ومفكري المذهب العلمي خالفوا تماماً ما قال به أصحاب المنهج العقلاني بهذا الخصوص.
حيث إن أنصار المنهج العلمي يرون أن المعرفة لا تكون معرفة إلا إذا كانت انعكاساً دقيقاً في الفكر لما هو موجود بالفعل في الواقع.