ما هو شكل كوكب الأرض الحقيقي؟ هل هو مختلف عما نعرفه!
يعتبر كوكب الأرض ثالث كوكب في المجموعة الشمسية، ويعد أكبر الكواكب الأرضية، كما أنه الكوكب الوحيد الذي يمكن للحياة أن توجد عليه، حيث تتوفر فيه الظروف الملائمة للعيش والاستمرار، لذلك هناك العديد من التساؤلات عن ما هو الشكل الحقيقي لكوكب الأرض، ويوجد الكثير من الدراسات والعلماء الذين اجتهدوا في معرفة الشكل الحقيقي لكوكب الأرض وإثبات كرويته.
وكما باقي النظريات التي تطال النقد فقد ظهر الكثير من الباحثين الذين نفوا حقيقة كروية الأرض واستبدلوها بنظريات أخرى، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن شكل كوكب الأرض الحقيقي وأهم المعلومات عن كوكب الأرض.
كيف تشكل كوكب الأرض؟
نظرية الانفجار العظيم
تتحدث هذه النظرية عن حدوث انفجار كبير لم يتمكن أحد من فهمه قبل 14 مليار سنة، إلا أنه في يومنا هذا ظهر الكثير من الأبحاث والدراسات التي فسرت هذا الانفجار، والتي ترى أن الكون في الماضي كان في حالة حرارة شديدة مما أدى إلى تمدده، وتعتبر أن الكون كان عبارة عن كتلة واحدة، وبعد هذا التمدد انخفضت درجة حرارته وبرد عبر مليارات السنين لتتشكل البروتونات والإلكترونات والنيترونات، معظم الذرات التي نتجت عن هذا الانفجار كانت من الهيليوم والهيدروجين مع القليل من الليثيوم.
تشكلت سحب عملاقة من هذه العناصر بفعل الجاذبية لتشكل النجوم والمجرات، وتعتبر مجرة درب التبانة هي إحدى هذه المجرات والتي تتضمن نظامنا الشمسي هذا.
النظرية السديمية
تقول هذه النظرية أنه كان يوجد سحابة ضخمة مكونة من عدد هائل من ذرات الغبار، وتطورت منها كتلة نظامنا تسمى بالسديم الشمسي، وتتألف من ذرات الهيليوم والهيدروجين وذرات الغبار والمادة التي تخرج من النجوم الهدمية، ثم بدأت السحابة بالتقلص بسبب التفاعلات الحاصلة بين جزيئاتها، إن تقلص حجمها أدى إلى زيادة سرعة دورانه ليصبح شكله دائري مسطح، وازداد تركيز المواد بداخله بسبب التوازن الحاصل بين قوة الجاذبية والقوة الخارجية الناتجة عن الحركة الدورانية للسديم، مما أدى إلى ارتفاع حرارة الجزء الداخلي للسديم، بسبب التصادمات الحاصلة بين الجزيئات فقد تحولت طاقة الجاذبية إلى طاقة حرارية وانفجار دقائق الغبار، التي تحولت إلى جزيئات ذرية نشيطة جدًا.
معلومات عن شكل كوكب الأرض الحقيقي
قديمًا اكتشف الناس أن الأرض مستديرة الشكل، لكن من دون تحديد دقيق لشكلها الكامل وقياسات أطوالها ومحيطها، مما دفع الإغريق إلى القيام بقياس الظلال ودراسة النجوم، واستخدموا معارفهم في الرياضيات لتحديد مدى كروية الأرض، هذا ما جعلهم يلاحظون ظل الأرض المستدير على سطح القمر عند حدوث الخسوف، لكن مع تقدم العلم واستمرار العلماء في الأبحاث والدراسات لمعرفة الشكل الحقيقي لكوكب الأرض، فقد تمكنوا من تحديد قياسات دقيقة لمحيط الأرض ومسافتها وطول قطرها من خلال استخدام نظام تحديد المواقع وغيره، وسنعرض بعض من المعلومات المهمة عن حجم وأطوال كوكب الأرض:
- تأخذ الأرض شكل شبه كروي كبير مفلطح، حيث لا يعتبر شكل الأرض كروي بالمطلق مما يؤدي إلى اختلاف محيط الأرض وقطرها باختلاق الموقع على الكرة الأرضية، ولهذا نجد أن شكل الأرض عند القطبين مفلطح أما عند منطقة خط الاستواء تأخذ شكلاً أكثر بروزاً.
- تبلغ مساحة كوكب الأرض 51مليون كيلو متر مربع.
- تشكل البحار والمحيطات حوالي 361.300.000 كيلو متر مربع من المساحة الإجمالية للأرض.
- تبلغ مساحة اليابسة 148.400.000كيلو متر مربع من المساحة الكلية لكوكب الأرض، أي تقريباً تشكل 29 % منها.
- المسافة حول الأرض عبر القطبين تبلغ 40007كيلو متر.
- المسافة حول الأرض على طول خط الاستواء تبلغ 40075.16 كيلو متر.
- طول قطر كوكب الأرض من خط الاستواء يبلغ 12.742كيلو متر.
- كوكب الأرض هو الخامس في المجموعة الشمسية من حيث الكتلة والحجم.
- الكوكب الوحيد المثبت إلى يومنا هذا أنه يوجد فيه حياة، وذلك لأسباب عديدة منها: (المناخ المستقر، الغلاف الجوي الذي يتكون من عدة طبقات وعناصر بنسب متوازية).
دلائل على كروية الأرض
- لوحظ أن جميع الكواكب التي تم رصدها عن طريق التيلسكوب كروية الشكل، لذلك فالاحتمال الأكبر أن تكون كروية مثل باقي كواكب المجموعة الشمسية.
- رحلة ماجلان حول الأرض، فقد بدأ رحلته من نقطة باتجاه الغرب ثم وصلت قواربه للنقطة التي انطلق منها أول مرة.
- التغير في شكل النجوم على جانبي الأرض.
- عند حدوث خسوف في القمر يتكون ظل كروي الشكل عليه، وهذا ما لاحظه أرسطو عندما قام بأبحاث عن شكل الأرض، فقد تبين أنه عندما تقع الأرض مباشرة بين الشمس والقمر، يكون الظل على القمر كروياً، وهذا يعتبر دليل قوي على أن الشكل الحقيقي لكوكب الأرض هو كروي.
- إذا لم تكن الأرض كروية الشكل وكانت مسطحة، هذا يعني أن الأشخاص المتواجدين في منتصف الأرض سيتعرضون إلى الجاذبية التي نتعرض لها الآن، وكلما اتجهوا باتجاه حواف الأرض سيواجهون صعوبة، والسبب في ذلك أن الجاذبية تكون في مركز الكتلة وفي حال الأرض مسطحة سيتم سحب الأجسام باتجاه المركز، وليس إلى الأسفل كما في حال أنها كروية فسوف يتم سحب الأجسام إلى الأسفل كما هو وضعنا الحالي.
- اختلاف الأوقات والليل والنهار على جانبي الأرض، حيث نرى مناطق من الأرض تبدأ الشمس فيها بالمغيب في حين تبدأ في الوقت نفسه في مناطق أخرى بالشروق.
- اختلاف حركة الرياح باختلاف مناطق حدوثها، فهي تدور من في القسم الجنوبي إلى اليسار، وفي القسم الشمالي إلى اليمين.
- الأفق والسفن، فإذا كانت الأرض مسطحة الشكل، كما قال البعض هذا يعني أنه يجب رؤية كامل السفينة من بعيد، لكن هذا غير صحيح فبالنظر إلى السفن القادمة من بعيد، نشاهد أنها تبرز كما وأنها من تحت البحر، حيث يبدأ القسم العلوي بالظهور بشكل تدريجي.
- باعتبار أن الشمس هي مصدر الضوء ولا تتحرك، وكانت الأرض مسطحة هذا يعني أنه يمكننا رؤية الشمس وبشكل دائم، حتى ولو لم تسطع فوقنا، لكن الحالة الوحيدة التي يكون فيها ظلام تام في مناطق من الأرض، وضوء في مناطق أخرى هو أن تكون الأرض كروية الشكل.
شكل كوكب الأرض من الفضاء الخارجي
أظهر التلسكوب صورًا للأرض من الفضاء وكأنها تبدو ككرة زرقاء زجاجية، يحيط حولها زوبعات بيضاء، ومناطق بنية اللون وخضراء وبيضاء وصفراء، وكل لون يدل على جزء معين من الأرض، فاللون الأزرق يشكل البحار والمحيطات، واللون البني يشكل اليابسة أما الزوبعات البيضاء المحيطة بالأرض فهي تشكل الغيوم، أما المناطق البيضاء الموجودة على اليابسة فهي تمثل الثلوج البيضاء، تقسم الأرض إلى قسم شمالي وقسم جنوبي، يمثل القسم الشمالي قطب الكرة الشمالي، والقسم الجنوبي يمثل قطب الكرة الجنوبي، ويعد خط الاستواء هو الخط الفاصل بين القطبين.
ماذا قال مؤيدي نظرية الأرض المسطحة؟
يقول مؤيدي نظرية الأرض المسطحة أنه لا يوجد جاذبية أرضية، و أن القوة الحقيقية الوحيدة في الأرض هي الكهرومغناطيسية، ويعتقد أيضًا مؤيدي نظرية الأرض المسطحة أن هناك مؤامرات منظمة من أميركا لأسباب سياسية واقتصادية تريد من أجلها إخفاء الحقائق.
حيث قاموا بوضع مجموعة من الأدلة التي تنفي كروية الأرض منها:
- استقامة خط الأفق في جميع الصور ما عدا الصور التي تقدمها وكالة ناسا وبعض الوكالات الحكومية الأخرى المؤيدة لوكالة ناسا.
- لو كانت الأرض كروية لكان يجب النظر إلى الأسفل من الارتفاعات العالية لرؤية خط الأفق.
- إذا كانت الأرض كروية وتدور حول الشمس بسرعة كما يقول مؤيدي كروية الأرض، لكان من المستحيل أن تكون مياه البحار ساكنة.
- إذا لم تكن الأرض مسطحة وكانت كروية وتدور بسرعة معينة، لكان بإمكان الطائرات الارتفاع عن الأرض والثبات في المكان نفسه لوقت معين للوصول إلى المكان المطلوب.
- إذا كانت الأرض كروية لماذا لا يقوم الطيارين بتعديل ارتفاع الطيران بشكل دوري، حتى لا يخرج إلى الفضاء الخارجي.