ما هو تخصص الطب الشرعي أو الطب الجنائي؟
ما هو تخصص الطب الشرعي أو الطب الجنائي؟..الطب الشرعي أو الطب الجنائي هو أحد تخصصات الطب، يعنى بالقضايا القانونية الجنائية، ويختص في التحقيق في حالات الوفيات والإصابات التي تحصل في ظروف غامضة مجهولة وغير طبيعية، والبحث في المؤثرات التي تسببت بالوفاة أو المرض والكشف عنها والدوافع والأسباب الغير الواضحة لوقوع الجريمة، وما إذا كانت هذه التأثيرات خارجية أو داخلية مثل الانتحار أو التسمم أو القتل العمد، وتحديد وقت الوفاة وفحص وتشريح الجثث والتأكد من هويتها، وفقاً لما تقتضيه القوانين الجنائية والقانون المدني.
ويشمل تطبيق الإجراءات العلمية والطبية على المشاكل والقضايا القانونية الغامضة، بحيث يربط الموجودات الطبية بالمشاكل القانونية المعقدة.
ويعتبر الطب الشرعي في العديد من الدول، جزء من المؤسسات القضائية أكثر من كونه تابع للمؤسسات الصحية، وتختلف دراسة تخصص الطب الجنائي من دولة إلى أخرى.
تاريخ الطب الجنائي ونشأته
إن الطب الشرعي ليس بالطب الحديث، فجذورهُ تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد، حيث ساهمت كل من الحضارة المصرية والسومرية والبابلية في تطوير هذا العلم، ويعتبر “امحوتب” أول خبير طبي عدلي، حيث كان يشغل منصب القاضي الأعلى وكبير الأطباء في مصر القديمة، وساهم أيضاً كل من الطبيب اليوناني أبو قراط والطبيب الروماني جالين في تطوير هذا التخصص الطبي.
وفي القرن السابع والثامن والتاسع عشر، في المدن الأوروبية المتحدثة بالألمانية، منها مدينة فرايبورغ، وفيينا عام 1804، كانت تنظم العديد من محاضرات الطب الشرعي، فكانت اهتمامات العلماء الألمان بهذا الطب مع بداية القرن التاسع عشر تمثل النواة الأولى للطب الشرعي الحديث.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتم الأقرار بالطب الشرعي كعلم مستقل، حتى عام 1959، بينما كندا لم تعترف بالطب الشرعي إلا في عام 2003.
فالطب الجنائي أو الطب الشرعي تخصص موجود منذ القدم، ولم يختفي مع تقدم العصور، ولكنه مر بتغيرات كثيرة ساهمت في تطويره.
أهمية الطب الجنائي في حياتنا وأهم مميزاته
إن للطب الشرعي دور إيجابي وعلمي هام لخدمة العدالة، من خلال توفيره لنتائج علمية في القضايا الجنائية، فيساعد في كشف الدليل الجنائي الذي يوصل إلى خيوط الجريمة الغامضة، ويسهم بشكل كبير في إزالة اللبس لدى القضاة وذلك عندما يعجز التحقيق عن كشف ملابسات هذه الجريمة ومعرفة مرتكبيها.
كما له أهمية كبيرة بحكم تعامله مع القضاء لترسيخ مبدأ العدالة في المجتمع، وكل ما يرتبط بحقوق الانسان، فهو يكتشف تاريخ حدوث الإصابة وسببها، وبيان صفتها، ومعرفة الأداة التي تم استخدامها في الجريمة، من خلال الفحوصات التي يقوم بها على المصابين في القضايا الجنائية.
ولو لا لم يكن هناك طب شرعي لانتشرت الجريمة وازدادت ألاعيب المجرمين لكي يفروا من العقاب، فالكشف عن الجريمة ومعرفة أسبابها وفاعليها، يحد كثيراً من ارتكاب الجرائم.
علاقة تخصص الطب الجنائي بالتخصصات الأخرى
بما أن تخصص الطب الجنائي هو أحد فروع الطب، فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلوم الطبيعية، كعلم الأنسجة، وعلم البيولوجيا، والعلوم الحيوية، وعلم الوراثة، والكيمياء، والطب النفسي، وعلم السموم وهو فرع من الكيمياء ومن علم الأحياء والصيدلة، كما أن الطب الشرعي يعمل على دراسة العلاقة بين الوقائع الطبيعية والنصوص القانونية، وبهذا يكون تخصص الطب الجنائي مرتبط بباقي التخصصات.
ما هي مهام وأعمال الطبيب الجنائي “الشرعي”؟
إن مهام الطبيب الجنائي كثيرة، وتقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة غير مسموح بالخطأ فيها ومن هذه المهام:
- الذهاب إلى مسرح الجريمة عند حدوثها وجمع الأدلة.
- الإشراف على عمليات التحقيق.
- التحقيق في قضايا القتل المفاجئة والغامضة غير المبررة.
- طلب التحقيق في قضية ما.
- إصدار شهادات الوفاة المتعلقة بالكوارث الجماعية مثل الحرائق والتفجيرات، والاحتفاظ بسجلات الوفاة.
- تحديد أسباب الوفاة ووقتها والأداة المستخدمة في الجريمة.
- أخذ عينات من الجثة لتحديد هوية المجني عليه.
- إصدار الأوامر المتعلقة بالدفن وفتح القبر واستخراج الجثث والتشريح.
- إصدار الأوامر بالحجز التحفظي والاعتقال والنظر في جلسات التحقيق مع المحلفين والمتهمين.
- الكشف عن أسباب الإصابات والوفاة بعد التشريح.
- الموافقة على استخدام أعضاء الجثث في البحوث العلمية.
- إبلاغ عائلات الضحايا بالخطوات التي سيتم اتخاذها خطوة خطوة.
- توضيح كل العمليات التي تم إجرائها على الجثة وتفسير نتائج الفحص، للجهات المعنية.
- جمع الأدلة والبراهين.
- جمع وفحص عينات الأنسجة في المختبرات من أجل تحديد وجود أو عدم وجود أمراض أو مواد سامة في أنسجة وسوائل الجسم.
- إصدار القرارات النهائية وطلب إغلاق القضايا.
- العمل والتنسيق مع جهات رسمية مختصة بالتحقيقات الجنائية مثل المحكمة الجنائية ومختبرات السموم والمعمل الجنائي.
- الإدلاء بالشهادة في المحاكم فيما يخص القضايا القانونية والجنائية.
مجالات عمل الطب الجنائي “الشرعي”
- العمل مع الجهات الحكومية المختصة بالتحقيقات الجنائية.
- العمل في المحاكم.
- العمل في المختبرات وأقسام التشريح في المستشفيات.
- العمل في مجال الجرائم الإلكترونية.
- تقديم المحاضرات التعريفية والتوعوية في مواضيع الطب الشرعي.
أبرز تحديات تخصص الطب الجنائي
لحصول الطالب على شهادة تخوله للعمل كطبيب جنائي، يجب عليه دراسة الطب والتخصص في مجال الطب الشرعي، واجتياز الاختبارات الجامعية.
كما يجب على الطالب الذي يدرس في تخصص الطب الجنائي، بذل أقصى مجهود دراسي لتحصيل درجات عالية تخوله لدخول سوق العمل والتفوق في مجاله، ليتخرج كطبيب جنائي وهو بكامل الأهلية، للتوصل دائماً للحقيقة والعثور على المعلومات المبنية على الأدلة والبراهين، حيث يتطلب هذا المجال الكثير من الدقة والذكاء والحنكة.
وإذا كان الطالب يرغب في دراسة هذا التخصص في الجامعات التركية، يجب عليه اجتياز امتحان القدرات للقبول في الجامعات التركية الحكومية الـ yös أو اختبار “السات” (اختبار رياضيات وإنكليزي) وفيما لا تشترط الجامعات الخاصة امتحانات للقبول فقط وجود الشهادة الثانوية العامة بدرجات جيدة، ومستوى جيد في اللغة التركية والإنكليزية، وفي حال كان الطالب لا يمتلك اللغة، فتعطيه الجامعة سنة تحضيرية لدراستها.
بعد التخرج يواجه الطبيب الجنائي مشاكل وصعوبات تتلخص بمعرفة الجناة والكشف عن هويتهم، وتحديد أسباب الإصابات والوفيات والدوافع وراء الجرائم.
كما يجب على الطبيب الجنائي أن يكون جريئاً، فبعض الأوقات تكون المشاهد قاسية، واتخاذ القرارات تكون عصيبة، كما يمكن أن يتطلب منه جهد في الكشف عن القضايا الغامضة، والتي تسبب بعض الأحيان قلق وتوتر للطبيب.
ما هي أفضل دول العالم في وظائف الطب الجنائي؟
تعد الولايات المتحدة الأميركية وكندا، ودول الخليج العربي والدول الأوروبية من أفضل الدول في العالم، التي تعد وظيفة الطب الجنائي لها مكانة مرموقة في سلم الوظائف وذات دخل عالي، مما يشجع الدارسين على البحث عن فرص تلبي طموحاتهم.
أهم مهارات ومتطلبات عمل الطبيب الجنائي “الشرعي”
من المتعارف عليه أن مهنة الطبيب الجنائي مهنة صعبة، وحساسة، فيجب أن تتواجد بعض المهارات لدى الأطباء الجنائين ومنها:
- الذكاء والدقة والانتباه إلى التفاصيل.
- سرعة البديهة.
- التفكير العلمي والنقدي.
- التحليل المنطقي بأساليب علمية.
- القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة.
- الصدق والأمانة للإدلاء بالشهادات في المحاكم.
- الجرءة والمهارة في التواصل مع الأخرين.
- ضبط النفس والتحكم بالإنفعالات.
- القدرة على العمل تحت ضغط العمل.
- التعاون وروح العمل الجماعي.
ما الجامعات التي تدرّس هذا التخصّص؟
بما أن تخصص الطب الشرعي تخصص لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه، فهو يدرس بمختلف الجامعات حول العالم ومن هذه الجامعات:
- جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج في بريطانيا.
- جامعة ستانفورد وجامعة جونز هوبكنز في أمريكا.
- كلية لندن الجامعية.
ما هي المساقات الدراسية لتخصص الطب الجنائي؟
تختلف المساقات والمواد التي تدرس في تخصص الطب الجنائي من دولة لأخرى ومن جامعة لجامعة أخرى وهنا بعض المواد المهمة التي تُدرس في الجامعات:
في السنة الأولى:
يدرس الطالب مواد اساسية في الطب:
- الكيمياء.
- علم الأحياء.
- الفيزياء.
- الإحصاء.
- اللغة الإنكليزية.
في السنة الثانية والثالثة يدرس الطالب:
- علم وظائف الأعضاء.
- علم الأمراض.
- الكيمياء الحيوية.
- علم الأنسجة.
- علم الأحياء الدقيقة.
ثم تليها مرحلة السنوات السريرية “الإكلينكية” وهي السنة الرابعة والخامسة في الطب يختار بعدها الطالب التخصص الذي يناسبه:
- الطب البشري.
- طب الأطفال.
- طب البالغين.
- طب النساء.
- طب المسنين.
- الطب الباطني.
- طب العظام.
- الجراحة العامة.
- جراحة المخ والأعصاب.
- طب العيون.
- جراحة الأذن والحنجرة.
- الطب النفسي.
ثم تليها مراحل الإقامة وتستغرق مدة الدراسة من ثلاث إلى ست سنوات يصبح بعدها الطبي أخصائي، والزمالة من سنتين إلى ثلاثة يصبح بعدها أخصائي واستشاري، الدراسة الأكادمية ويدرسها من يود التخصص في التدريس.
أشهر 5 شخصيات في مجال الطب الجنائي
إن قائمة الشخصيات التي ساهمت وطورت واشتهرت في مجال الطب الجنائي تطول وفيها عدد كبير من الأسماء البارزة، التي عملت جميعها على تأسيس وتطوير مراحل هذا العلم القائمة بذاته، وهنا لا بد من ذكر أشهرها وهم: “كارل برنهارد ليمان، يوهان لودفيج كاسبر، فولفغانغ هاينز، وهم من العلماء الألمان، والطبيب الفرنسي أوغست أمبرواز تراديو“.
إن مهنة الطبيب الشرعي مهنة نبيلة ونزيهة، كما أنه يعد تخصص نادر في العالم، لذلك فهو مهنة مطلوبة في سوق العمل، كما أن رواتبها مرتفعة مقارنة برواتب المهن الأخرى، ودراسة تخصص الطب الجنائي ممتعة وشيقة تؤهل الشخص للعمل في مهنة مليئة بالأحداث الغامضة والأجواء الحماسية، كما أن هذا التخصص يجمع بين الطب والقانون حيث أن خريج التخصص يستطيع العمل في المحافل القضائية والمستشفيات، لذا فإن الطبيب الشرعي يساهم بشكل كبير في تحقيق العدالة في المجتمع من خلال الكشف عن ملابسات الجرائم ومساعدة القضاة ولا سيما حالياً مع ازدياد معدل الجرائم.