مقالات
ما هو الفرق بين الإنسان الناجح والفاشل ؟!
ما هو الفرق بين الإنسان الناجح والفاشل ؟!
ماهو النجاح في رأيكم ؟ أهو التحصيل العلمي العالي ؟ أم الابداع الفكري أو المهني مع الإخلاص؟ أم السعادة ؟ أم الثروة ؟ أم هو الشهرة ومحبة الناس …؟!
في الحقيقة تختلف تقييمات البشر للفشل والنجاح من مجتمع لآخر وحتى من شخص لآخر ، ولا يوجد تعريف موحد وشامل لهما .
لكن ما ُيجمع عليه غالبية الناس هو أن للنجاح مذاقا ً حلوا ً وجذّابا ً وخصوصا ً اذا أتى بعد جهد وعناء وتضحية ومثابرة ، كما لايمكننا اعتبار كل فشل بمثابة النهاية والوقوع في الهاوية بل قد يكون اول خطوة نحو تحقيق الأهداف والانتقال إلى عالم النجاح ….
ولكي يكون الإنسان ناجحا ً في هذه الحياة فليس بالضرورة أن يكون ذو مؤهلات جامعية عالية وتحصيل دراسي جيد ، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك : فمخترع المصباح الكهربائي ( توماس أديسون ) لم يكن ناجحا ً في دراسته لكن عبقريته واختراعاته كانت فريدة وأنارت وجه العالم المظلم ، أما ( البرت أينشتاين ) صاحب النظرية النسبية ومضرب المثل في قدراته الخارقة في حل معضلات الفيزياء والرياضيات فقد كان ُ يعتبر من قبل مدرسيه ” معاقا ً ذهنيا ً ” ، أما( اسحق نيوتن ) مكتشف الجاذبية فقد كان قمة في الخمول والكسل ويتذيّل قائمة العلامات والتحصيل الدراسي بين رفاقه في الصف…!!!
هذا ويعتقد الكثيرون انه من الصعب إيجاد انسان ناجح أو فاشل ” بالمطلق ” أي في جميع نواحي الحياة وعلومها ، سوى الإنسان المصاب بإعاقات شديدة قد تمنعه من التفكير والتعبير والعمل وبالتالي فهو بحاجة إلى رعاية ومراقبة ” كاملة ” من الآخرين ، ولهذا فإن بعض المدارس والجامعات حول العالم لا تعطي طلابها المقدمين للامتحانات علامة الصفر حتى وإن سلّموا أوراق امتحاناتهم بيضاء …!!!
للنجاح درجات وجوانب مختلفة
كما أن للنجاح درجات وجوانب مختلفة تتحكم بها جملة من الظروف المؤثرة المحيطة : مثل الأم والزوجة ، وضيق الوقت وضغوطات العمل ، إضافة لثقافة المجتمع والأصدقاء والمدرسين…الخ ، ولهذا قال أهل المثل : وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة _ نجار بلا باب دار _ ابن الخياط عريان _ وأخيرا ً طبيب ٌ يداوي الناس وهو عليل ُ …!!!
وهذا يدل على أن الأشياء النظرية والمبادئ التربوية والتعليمية تبقى في غالب الأحيان أسهل من التطبيقات العملية وما قد يعترضها من صعوبات ، والمثال الصارخ على ذلك هو الفيلسوف والأديب الفرنسي( جان جاك روسو ) فبالرغم من كونه أحد أشهر كتّاب علم التربية والاجتماع والقيم العائلية لكنه في المقابل تخلّى عن جميع أولاده ” الخمسة ” لصالح دار الأيتام …!!!
ختاما ً ومما لاشك فيه أن كل إنسان على وجه هذه الأرض يسعى لأن يكون ناجحا ً هو أولا ً وأفراد أسرته من بعده ، ويسلك من أجل تحقيق ذلك شتّى الطرق ويتّبع كافة الأساليب ، وقد يحالفه الحظ في ذلك وتساعده الظروف وأحيانا ً قد تعانده وتعاكسه وتحطّم أحلامه
وكم من شخص ٍ نابغ وموهوب قد حرمته الأقدار من متابعة تحصيله العلمي اوالعمل في المهنة التي يحبها إما بوفاة والده أو رغبته المغايرة أو بسبب الظروف المادية والاجتماعية ، وعلى النقيض فكم من شخص توافرت له جميع الظروف المادية والتربوية والاجتماعية لكي يكون علما ً بارزا ً ناجحا ً في المجتمع ثم فشل في تحقيق ذلك بسبب قدراته الذهنية المحدودة وكفاءاته المتواضعة ، ولا أجد مثالا ً معبرا ً على ذلك سوى تلك الكلمات التي خطّها أحد تجار دمشق وعلّقها على حائط مكتبه والتي تقول ما ُ كتبأدناه :
بقلم الدكتور : ياسر عاجوقة