ما فائدة تطبيق تيك توك للمدرسين والطلاب؟
ما فائدة تطبيق تيك توك للمدرسين والطلاب؟
تطبيق تيك توك TikTok
هو أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، صمّمته شركة صينية تُسمى “ByteDance”، يتيح تيك توك إنشاء وتعديل مقاطع فيديو تتكون من 3 – 15 ثانية أو تجميع عدة مقاطع من الفيديوهات تصل مدتها لدقيقة. كما يتيح تحميل فيديوهات من خارج التطبيق، وفي هذه الحالة، يمكن تكوين فيديوهات أطول عليه.
من ناحيةٍ أخرى، إنّه سهل الاستخدام، يوفّر تصميم الفيديوهات على خلفيّةٍ موسيقيةٍ أو صوتية يختارها المستخدم، ويتيح مزامنة حركة الشفاه مع الموسيقى أو الصوت في الخلفية، تمامًا كما تجد في فيديوهات التيك توك المنتشرة. كل هذا رائع، لكن هنا سؤال يطرح نفسه وهو..
ما فائدة تيك توك للمدرسين والطلاب؟
حسنًا، أولًا، نسيت ذِكر خاصية لطيفة يتيحها التيك توك، وهو تحديد الخصوصية، إذ يمكنك مشاركة مقاطع الفيديو مع أصدقائك وعائلتك فقط أو تجعلها مفتوحةً للعامة. أما في حالة المُعلمين والطلاب، فيمكن الاستفادة منه في عملية التعلم ومشاركة المعلمين طلابهم فيديوهات مفيدة وتحديد الخصوصية على الطلاب فقط. ففي ظل ظروف جائحة كورونا، اضطرّ المعلّمين والأساتذة حول العالم لاستخدام المنصات الرقمية في الدّراسة.
يستطيع المعلم مشاركة تلاميذه فيديوهات شرح بدلًا عن منحهم ملفاتٍ مكتوبةٍ مملّة كما فعلت المعلمة جيمس، أو جعلهم يشاركون مقاطع معه أثناء أدائهم لمهمةٍ ما، والهدف من ذلك هو مراقبة المعلّم للتلاميذ والتأكد من تركيزهم أثناء أداء المهمة.
مميزات استخدام منصة تيك توك في التعلّم
دروس صغيرة بسيطة
توفّر منصة تيك توك مساحة للمعلمين لشرح أجزاءٍ محددة من المنهج، خلال فترةٍ تتراوح بين 30 – 60 ثانية، حيث يمكن للطالب الحصول على فيديوهات الأجزاء التي لا يفهمها فقط، مثلًا شرحاً لتجربةٍ كيميائيّة سريعة، أو قانون فيزيائي. ما يوفّر على الطالب عناء مشاهدة فيديو لشرح الدرس كاملًا عبر منصات اليوتيوب أو الإنستغرام، التي غالبًا ما تُطرح فيها الدروس كاملة.
أثبتت منصة التيك توك فعاليتها في تدريس الطّلاب الدّروس القصيرة، ويستطيع المعلّم مشاركة الفيديوهات مع طلابه لمشاهدتها في أي وقتٍ باستمتاع، حيث تساعد هذه الدروس الصغيرة في ترتيب أفكار الطلاب، ما يعزز استيعابهم للمنهج. كما تسهّل هذه الفيديوهات القصيرة رجوع الطلاب إليها مستقبلًا لتدوين ملاحظاتهم حول أمرٍ محدد.
تعزيز مشاركة الطّلاب والمعلمين
بعدما انتشرت جائحة كورونا، انتقلت معظم الدروس التعليمية إلى نظام التعليم الإلكتروني، وكان الحضور اختياريًا، حيث يستطيع الطالب الحصول على تسجيل المحاضرة أو الحصة ويشاهدها في أي وقت. هذا – طبعًا – مريحٌ للطلاب، لكنّه ليس مفيدًا إلى هذه الدرجة، فالمشاركة بين المعلّم وطلابه تساعد في تعزيز التعلّم.
تتيح منصة تيك توك التواصل بين المعلم وطلابه، فهي منصة محبّبة للطّلاب ومدة الفيديوهات فيها قصيرة، فلا يملّ الطالب من سماع معلمه. كما يستطيع مشاركة أسئلته ليجيبه المعلّم في التعليقات. يتمتع تيك توك أيضًا بميزة أنّه خفيفٌ ويروق للطلاب الصغار، فلا يشعرون بالملل منه.
تحسين التواصل بين المعلم وطلابه
في معظم الأحيان، يصعب التواصل بين المعلم وطلابه، ففي النهاية، كلٌّ منهما يكون من جيل مختلف. المعلم الذكي هو الذي يفهم اهتمامات طلابه، ويحاول التواصل معهم من خلالها. من المعروف أنّ منصة التيك توك واحدةٌ من أكثر المنصات شيوعًا بين الطلاب والشباب الصغار منذ بدء جائحة كورونا، وقد أبدى كثيرٌ من المعلمين الذين استخدموا تيك توك للتواصل مع الطلاب وشرح الدروس رضاهم، وأكّدوا على تحسّن التواصل مع الطلاب.
الجانب المظلم من التيك توك
بالرغم من فعّاليته في التعلّم، إلا أنه مثل بقية وسائل التواصل الأخرى، لديه جانبٌ مظلم، كالتالي:
- التعرض للتنمر الرقمي: يتيح التيك توك خاصيّة إضافة التعليقات، التي قد تحمل كلماتٍ مؤذية لصاحب الفيديو. بالإضافة إلى أنّه يمكن إحضار مقاطع فيديوهات من اليوتيوب أو أي منصة أخرى والسخرية من أصحابها، كما قد يتنمّر الطلاب من بعضهم.
- اقتحام الخصوصية: لدى بعض المهتمين بالخصوصية مخاوفٌ بخصوص استخدام التيك توك، فمن غير المعروف إلى أيّ مدى تستغل الشركات التقنية بيانات المستخدم، تمامًا كوسائلِ التواصل الاجتماعي الأخرى.
- نشر محتوىً سيء: ينتشر المحتوى السيء على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو لا يناسب أعمار الصغار أو حتى الكبار. منصة التيك توك ليست معصومةً من مثل هذا المحتوى، ما قد يعرض الطلاب الصغار له.
وأخيرًا..لكل شيء مميزاته وعيوبه، يعتمد الأمر على طريقة الاستخدام. أثبتت منصة التيك توك فعاليتها في التعلّم والمجالات الأخرى، وأصبحت واحدةً من أكثر المنصات شيوعًا، مثل: فيسبوك وإنستغرام وبنتريست وتويتر وغيرها. مع ذلك، يجب الحذر ومراقبة الأطفال والطلاب عند استخدامها لربما يتعرضّون للتنمّر الإلكتروني أو المقاطع غير اللائقة. من ناحية أخرى، أثبتت وسائل التواصل والعالم الافتراضي عمومًا فعّاليته سواء في العمل أو الدراسة أثناء الجائحة.
هل يمكننا استخدامها طوال حياتنا والتخلي عن فكرة الذهاب إلى المدرسة أو العمل؟ ربما.