حلول

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي..النّفاق في الّلغة هو إظهار الإنسان خلاف ما يُبطن، والمصدر منه نافَقَ، فهو التّظاهر بالإيمان وإخفاء الكفر في الباطن، وأمّا من النّاحية الاصطلاحية فهو القول باللّسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد، فالمُنافق تختلف علانيته بسريرته، وظاهره وباطنه؛ لذلك وصفهم الله-تعالى- بالكذبحين قال فيهم: “وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” والنفاق كالكفر والشّرك له أنواعه ودرجاته ومراتبه، فمنه من يخرج صاحبه من الملّة، ومنه من يحتاج إلى توبة واستغفار، وسيتكلم المقال عن نقطة مُهمّة وهي ما الفرق بين النّفاق الاعتقادي والنفاق العملي.

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي هو من الأسئلة العقائدية التي تتعلق بأفعال الإنسان ومقاصده؛ لذلك لا بُدّ من توضيح الفرق بينهما، فالنّفاق هو إظهارٌ للإيمان وإخفاءٌ للكفر، وقد وصَف العلماء النفاق الاعتقادي بالنّفاق الأكبر، والنّفاق العملي بالنّفاق الأصغر، تِبعًا لما يترتّب على كِلامهما من أمورٍ تستوجب الخروج من الملّة أم لا، فالنّفاق الاعتقادي هو النّفاق الأكبر الذي يُخرج صاحبه من المِلّة، ويُدخله إلى نار جهنّم في الدّرك الأسفل منها إذا مات عليها، وهذا النّوع ينطبق عليه ما ينطبق على الكُفر الأكبر من حيث انتفاء الإيمان عن صاحبه، وخلوده في نار جهنّم، إلّا أنّ المُنافق أشدّ عذابًا من الكافر؛ لأنّه الإيمان ظهر على سلوكه وأقواله، فلا يُمكن الحكم عليه بالكفر، وتُطبّق عليه أحكام الإسلام الظاهرة، ويُعامل مُعاملة المسلمين، إلّا أنّهم أشدّ من الكُفار؛ لأنّهم يكذبون ويُخادعون المؤمنين.

وأمّا النّفاق العملي فهو النّفاق الأصغر، وهو اختلاف بين السّر والعلَن في آداء الواجبات؛ وذلك بأن يعمل الإنسان من أعمال المُنافقين، فلا يجوز إطلاق الكفر عليه، ولا يُنفى عنه مُطلق الإيمان، ويبقى مسلمًا، إلّا أنّ صاحبه يتعرّض للعذاب كباقي المعاصي، دون استحقاق الخلود في النّار، وقد تشمله الشّفاعة إذا تاب واستغفر، أمّا إذا بَقيَ على حاله فقد يصل إلى النّفاق الاعتقادي الأكبر، إذا أصرّ على ذلك.

موقف الإسلام من النفاق

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي هو من الأسئلة التي تُطرح في المجال العقائدي للتميز ما بين أقسام النّفاق التي تمّ ذكرها سابقًا، فقد أجمع العلماء على أنّ النّفاق هو أشدّ خطورة على الإسلام من الكفر؛ لأنّهم تغطّوا بلباس الإيمان، وتصرفاتهم أمام المسلمين توحي بإيمانهم، لكنّ قلوبهم تشبّعت بالكفر، وغطّها غشاوة الشّرك، فإذا خلوْا بأنفسهم فاضت قلوبهم، وانكشف الكفر، وظهر الكره والعداء للإسلام، حيث قال الله تعالى: “وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون” لذلك جاء التّحذير منهم، واستحقوا العذاب الأشدّ من الكفر، فالله-تعالى- توعّدهم في الدّرك الأسفل من النّار؛ لأنّهم مُذبذبين، ما بين الكفر والإسلام، فاستحقوا العذاب.

أنواع النفاق الاعتقادي

إنّ النّفاق الاعتقادي هو أن يؤمن الإنسان بالله-تعالى- وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولكن يُخفي في داخله الكُفر والشّرك، فالإجابة عن سؤال ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي، أصبح ظاهرًا، فالنّفاق الإعتمادي يظهر في أصناف عديدة، منها:

  • تكذيب الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وتكذيب بعض ما جاء به.
  • بُغض الرّسول -صلى الله عليه وسلم-وكره ما جاء به.
  • كراه الانتصار لدين الإسلام، والدّفاع عنه.
  • إنكار وجوب تصديق الرّسول- صلى الله عليه وسلم- فيما أخبر به، وإنكار طاعته، والإيمان بما أُوحيَ إليه.
  • الولاء للكفار بأعمالهم، ومُناصرتهم على الكُفر ضدّ المؤمنين.
  • السُّخرية والإستهزاء بالمُؤمنين وأعمالهم.

صور النفاق العملي

إنّ النّفاق العملي يُعدّ من مُقدمات النّفاق الاعتقادي إذا أصرّ الإنسان عليه، وكان ديدنه، وقد وصف الرّسول-صلى الله عليه وسلم- صفات المُنافق في حديثٍ يرويه عبدالله بن عمر-رضي الله عنه- قال: “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” فمن كان فيه صفة من الصّفات فهو مُنافق، كالكذب في الحديث، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، والفجور في الخصومة، والغدر بالعهود، فالنّفاق العملي هو النّفاق في أصول الأعمال، فهذا يحتاج إلى توبة صاحبه توبةً نصوحة.

صفات المنافقين في القرآن الكريم

ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي هو سؤالٌ أجاب عنه الله-تعالى- في قرآنه الكريم، عندما وصف المُنافق في العديد من آياته، ومنها:

  • إعراضهم عن دين الله-تعالى- ورسوله: قال الله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا”
  • إعلانهم للكفر: قال الله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ”
  • العدواة والحسد للمؤمنين: قال الله تعالى: “إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ
  • الاستهزاء بدين الله ورسوله: قال الله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ” 
  • الكذب: قال الله تعالى: “وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ” 
  • الأمر بالنكر والنهي عن المعروف، والبخل في المال: قال الله تعالى: “الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
  • المنافقون أشدّ خطورة من الكفر فاستحقوا العذاب الشديد: قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا
  • باطنهم بخلاف ظاهرهم: قال الله تعالى: “وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”

 

 

 

فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة 😍

👇👇

https://t.me/eduschool40

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock