ماهي نظرية المؤامرة التي تريح من يعتقد بها ؟
نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory).. مصطلح يقوم بتفسير حدث ما أو موقف ما اعتمادًا على مؤامرة غير مبررة، حيث تلعب أدوارًا وتقوم بأفعال ليست قانونية، مؤذية على العموم وغالبًا ما تقوم بها جهات وحكومات قوية.
حيث تظهر استنتاجات متناقضة مع السياق التاريخي للحقيقة المبسطة، وتمتلك طرفين رئسيين هما (المتآمر والمتآمر عليه).
مصطلح نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory)
نظرية المؤامرة.. ظهر هذا المصطلح لأول مرة في إحدى المقالات الاقتصادية في العام (1920) وأصبح متداولًا بين الناس في العام (1960) ودخل إلى (قاموس أوكسفورد Oxford Dictionary) في العام (1967).
إن تعريف هذا المصطلح يتغير بحسب وجهة نظر أصحاب المصطلح، و(المؤامرة Conspiracy) عادة لها حدين أساسيين الحد الأول (المتآمر Plotterer) والحد الثاني (المتآمر عليه Conspirator)، والمتآمر في العادة هو (الحكومات (Governments، بينما المتآمر عليه هو (الشعب Peoples)، وذلك بهدف إخفاء الحقيقة عليه، وكما هو واضح فالاسم مقتبس من فعل (التآمر) أي بمعنى صياغة الأكاذيب بطريقة منظمة، وفعل التآمر قد يحدث في أي مكان (في المنزل أوفي العمل مثلًا…..) وقد يحدث في الدولة وعلى مستوى عالمي هذا بالنسبة للمكان أمّا بالنسبة للزمان فحدوث (التآمر) غير محدود ومن الثابت أنه لا بد من وجود (المتآمر) ووجود (المتآمر عليه) وقد يكون المستهدفون بامؤامرة على علم بها أو لا علم لهم بها أو قد يعلمها البعض منهم.
ومن الممكن أن يعطي المؤمن (بنظرية المؤامرة) تعريفات أعمق من ذلك بكثير من كونها مصطلح:
مثل قيام أحد الأطراف معلومًا كان أم لا بعمل ما منظم سواء كان هذا العمل بدون وعي أو كان بوعي، علانية أم بشكل سري حيث يقوم بالتآمر مع طرف آخر بالتخطيط الذي يهدف إلى الوصول إلى هدف ما، وتحقيق هذا الهدف غاية أو مصلحة أو قد يؤدي للسيطرة على جهة أخرى، ومن ثمّ يبدأ العمل لتحقيق ذلك الهدف أو المصلحة.
بعض من نظريات المؤامرة التي جرت
إن نظريات المؤامرة تتصدر العناوين في الصحف والجرائد بصورة مستمرة، وقد بينت إحدى شركات البرمجيات الأمريكية (SEMrush) عن (نظريات المؤامرة) الأكثر بحثًا في كل من (الولايات المتحدة الأمريكية United States of America) و(المملكة المتحدة United kingdom)، وكانت بعض المؤامرات يجري البحث عنها بشكل منتظم وذلك منذ رواج نظرية المؤامرة في العالم، وقد شكلت بعض النتائج الواردة في تلك القائمة مفاجأة كبيرة إلى حد ما.
وأعلنت الشركة أن نظرية (المتنورون الجدد (The Illuminati قد جاءت في المرتبة الأولى في البحث، وإليكم قائمة تضم بعض من (نظريات المؤامرة):
- نظرية مؤامرة (المتنورون الجدد (The Illuminati:
يعود أصل المتنورون (The Illuminati) إلى عام (1776) حيث تم تأسيس حركتهم على يد الألماني (آدم وايشوت (Adam Weishaupt الذي وصف بأنه أكبر المتآمرين في العالم، حيث توجهت أفكاره إلى مكافحة الفكر الديني بمختلف ألوانه والسيطرة على الإعلام، والهدف من ذلك إيجاد نظام عالمي جديد (New World Order) قائم على اثنتين من الطبقات الإجتماعية (طبقة أسياد Masters، وطبقة عبيد Slaves) مع العمل على تخفيض عدد سكان العالم.
الصورة أعلاه هي الخلفية لختم الولايات المتحدة الأمريكية العظيم حيث تظهر العبارة (NOVUS ORDER SECLORUM) على خلفية الختم منذ العام (1782)، وعلى الوجه الخلفي للدولار الأمريكي من فئة الواحد دولار من العام (1935)، وترجمة العبارة تقول:
(نظام العصور الجديدة) وهي تلميح عن (النظام العالمي الجديد).
- نظرية العلم المسبق عن الهجوم على ميناء بيرل هاربر:
تقول نظرية المؤامرة أن المسؤولون الأمريكان كانوا على علم مسبق بالهجوم الذي سيقوم به اليابانيون على (ميناء بيرل هاربر (Pearl Harbor Port غير أنهم قاموا بالتغاضي عن ذلك وذلك لإيجاد ذريعة مقنعة للرأي العام للإشتراك في (الحرب العالمية الثانية World War II).
- رحلة الطائرة بان (M 103)التي سقطت في سماء (لوكربي)
انفجرت هذه الطائرة فوق مدينة (لوكربي Lockerbie) في (اسكتلندا Scotland) في الواحد والعشرين من شهر كانون الثاني من عام (1988) وقد اتهمت (الجماهيرية العربية الليبيةLibyan Arab Jamahiriya ) في تلك العملية، وذلك بالتعاون مع (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين Popular Front for the Liberation of Palestine)، وتعددت نظريات المؤامرة في حادثة الرحلة (M 103) منها اتهام (ايران (Iran بالقيام بها وبعضها يتهم عملاء (وكالة الاستخبارات الأمريكية The CIA) بالقيام بالعملية لتغطية عمليات تهريب المخدرات.
وفي سنة (1989) ظهرت نظرية تقول بأن السلطات العنصرية في (جنوب أفريقيا South Africa) هي من دبرت العملية وذلك بهدف التخلص من (مبعوث الأمم المتحدة United Nations envoy) إلى (ناميبيا Namibia).
- أحداث التاسع من أيلول (11 /9 / 2001) في أمريكا:
نظرية المؤامرة September 11 – 2001)) أو 11 سبتمبر هناك مجموعة من نظريات المؤامرة تفسر أحداث هجمات September 11)) التي أدت إلى تفجير برجي (مركز التجارة العالمي World Trade Center) في (مانهاتن Manhattan) ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون The Pentagon)، وأدت لسقوط (2973) قتيلًا وفقدان (24) شخصًا.
قيل بأنه سمح المسؤولون الأمريكيون بحدوث تلك الهجمات، أو أنها تمت بالتنسيق مع عناصر لا صلة لها (بالقاعدة) بل مع أفراد بالحكومة الأمريكية أو في بلد آخر
- الكيمتريل (Chemtrail):
الكيمتريل أو نظرية مؤامرة الكيمتريلconspiracy theory) (Chemtrail هو نوع من السحب التي تنتشر في السماء شبيهة بالخطوط البيضاء التي تتركها الطائرات خلفها، غير أنه يتكون من مركبات كيميائية ولا يحتوي على (بخار الماء Water vapor) وينشر بشكل متعمد على ارتفاعات عالية في السماء ولم يعرف سبب ذلك مما جعل الشكوك تتزايد حوله غير أنه لابد وأن يستعمل في بعض البرامج السرية التي يقودها المسؤولون الحكوميون في بعض البلدان.
- نظرية المؤامرة الكبرى (الأرض المجوفة The theory of hollow ground)
وفقًا لهذه النظرية يمكن القول بأن الأرض ليست بيضوية الشكل وصلبة، وتحتوي على مدخلين لها الأول في القطب الشمالي والثاني في القطب الجنوبي، وتسكن في الداخل حضارة (الأغارثا Agaratha) حيث تعيش هناك.
ومن بينهم معلمون روحيون وتقنيون يغادرونها أحيانًا إلى الفضاء بأطباقهم الطائرة، وتعلم ذلك أغلب الحكومات الكبرى وتعتقد بوجودها أيضًا هناك، لذلك سعت تلك الحكومات الكبرى ومن بينها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لعدم معرفة (سكان الأرض الجوفية Earthquake population) وتصفهم بأنهم (مخلوقات فضائية Aliens) وذلك بعد أن شاركوا في الحرب العالمية الثانية إلى جانب (هتلر Hitler).
وقال الكاتب (وليام ريد William Reid) بأنه لم يتمكن أحد من العثور على القطب الشمالي أو الجنوبي وذلك بسبب عدم وجودهما أصلًا بل هما عبارة عن مدخلين لجوف الأرض، ونشر ذلك في كتابه المعروف باسم (شبح القطبين William Reid).
مع العلم أن جميع الدراسات التي جرت حتى اليوم تنفي وجود العالم السفلي أو وجود مخلوقات فضائية تسكن في دهاليز الكرة الأرضية، وأن كثرة الإنتاج السينمائي التي تتناول موضوع المخلوقات الفضائية لا يعتبر دليلًا على وجودها أصلًا.
إن نظرية المؤامرة وظهورها من خلال مذكرات البعض حيث ذكرها يجعل منها فرضية وليست حقيقة.
يندرج تحت هذه النظرية هروب (هتلر Hitler) إلى بوابة الأرض في القطب الجنوبي، على أثر هزيمته في الحرب العالمية الثانية، حيث بعث الحلفاء جيشًا بقيادة (الادميرال ريتشارد بيرد (Admiral Richard Byrd في عملية (هاي جامبHi Gump) العسكرية وذلك في العام (1947) للقضاء على (هتلر) والألمان الموجودون في القطب الجنوبي معه.
- اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي (John Kennedy):
يفسر الكثير سر اغتيال الرئيس الأمريكي (جون كينيدي) بنظرية المؤامرة حيث يرى الكثيرون أن القاتل (لي هارفي أوزوالد (Lee Harvey Oswald المتهم باغتيال الرئيس الأمريكي ليس القاتل الحقيقي وقد تم اغتيال (هارفي) وهو على الهواء ماشرة بينما كانت تجرى معه مقابلة تلفزيونية تبث على الهواء مباشرة.
بينما يقبع وراء اغتيال الرئيس شخصيات من السياسيين الكبار أمثال نائب الرئيس (ليندون جونسون Lyndon B. Johnson).
وإليكم قائمة ببعض الاغتيالات التي تقع تحت نظرية المؤامرة:
- اغتيال الناشط الأمريكي (مارتن لوثر كينغ Martin Luther King, Jr) في الرابع من شهر نيسان من عام (1968).
- اغتيال ملك الدانمارك (الملك ارليك ف (King Arlick F.
- اغتيال الشيخ (مجيب الرحمن Sheikh Mujibur Rahman).
- اغتيال الرئيس الفلسطيني (ياسر عرفات Palestinian leader Yasser Arafat).
- مقتل الأميرة (ديانا Princess Diana).
- انتحار النجمة (مارلين مونرو Marlin Monroe).
- موت مغني البوب (مايكل جاكسون Michael Jackson).
أنماط نظرية المؤامرة
لقد حدد الصحفي (جيسي ووكر Jesse Walker) خمسة أنماط من نظرية المؤامرة هي:
- الأولى يشير المصطلح (نظرية المؤامرة) إلى (العدو الخارجي The external enemy) حيث يستند هذا النمط من المؤامرة إلى كون عددًا من الشخصيات يعزم أنها تخطط ضد المجتمع من الخارج.
- الثاني يشير المصطلح إلى (العدو الداخلي The inner enemy) هم المتآمرون الذين يكونوا داخل الأمة ولا يمكن تمييزهم عن غيرهم من المواطنين العاديين.
- الثالث يشير إلى (العدو الأعلى The supreme enemy) أشخاص متآمرون أقوياء بإمكانهم التلاعب بمجرى الأحداث للحصول على المكاسب الخاصة بهم.
- الرابع يشير المصطلح إلى (العدو الأدنى The lowest enemy) وهي الطبقات السفلى من المجتمع التي تعمل على قلب النظام الاحتماعي.
- النمط الخامس يشير المصطلح إلى (المؤامرات الخيّرة Good plots) وهي قوى خيرة ملائكية أبدًا تقوم بالعمل من وراء الكواليس لمساعدة الناس وتحسين العالم من دون أن تظهر للعلن.
أنماط نظرية المؤامرة حسب رأي (باركون Parcon)
لقد حدد الباحث (باركون) أنماطًا ثلاثة (لنظرية المؤامرةConspiracy Theory ) وهي:
- النمط الأول هو (نظريات المؤامرة للأحداث):
يشير هذا النمط إلى أحداث معروفة ومحددة بشكل ممتاز، وتشمل نظريات المؤامرة التالية كمثال عليها: (اغتيال الرئيس الأمريكي كينيدي، وأحداث 11) أيلول (2001 وانتشار مرض الإيدز .(SIDA
- النمط الثاني (نظريات المؤامرة المنظمة):
وهنا يتم الاعتقاد بأن للمؤامرة أهدافًا كبيرة وواسعة، مثل إحكام السيطرة على بلد ما، وحتى العالم كله، وآلية التآمر من البساطة بمكان، بحيث تكمون منظمة وشريرة بنفس الوقت، ينفذ فيها عمليات التسلل لتخريب المؤسسات وهذا الأمر شائع جدًا، مكائد (اليهود، الماسونيون الأحرار، الكنيسة الكاثوليكية).
- النمط الثالث (نظريات المؤامرة الفائقة):
ترتبط هذه النظريات ما بين المؤامرات التي زعم وجودها وهي متعددة المراحل والترتيب أو التسلسل الهرمي، وعلى قمة الهرم يتربع قوة شريرة قوية للغاية وترتبط بمنظات عبر القارات وذلك بهدف التآمر على العالم بشك كامل.
نظرية المؤامرة كفكرة عالمية
إن المصطلح (نظرية المؤامرة)قد عمم من قبل الأستاذ الأكاديمي (فرانك . ب ز ممينتز Frank P. Mintz) في ثمانينات القرن العشرين ويشير المصطلح عنده إلى (الاعتقاد في أسبقية المؤامرات في كشف التاريخ)، كما يقول حرفيًا:
(إن المؤامرة تخدم الاحتياجات للمجموعات الاجتماعية والسياسية المتنوعة في الولايات المتحدة وأماكن أخرة من العالم، فهي نقوم بتحديد وفرز النخب وتقوم بإلقاء اللوم عليها عند الكوارث الاجتماعي أو الاقتصادية، وتفترض بشكل مسبق بأن الأمور ستكون أفضل بحال قام أو تمكن العمل الجماهيري الشعبي بإزالة تلك النخب من المواقع التي تتربع عليها في السلطة، وبالتالي فنظرية المؤامرة لا تميز بين فكر ايديولوجي معين أو حقبة زمنية معينة).
الدليل في مقابل نظرية المؤامرة
عادة يشار إلى نظرية المؤامرة على متآمرين عدة وقد ثبت صحة هذا الإفتراض في حادثة (فضيحة ووتر غيت Watergate scandal) على كونها (صحافة استقصائية Investigative journalism) أو (تحليل ودراسة تاريخية Historical analysis) بدلًا من توصف بأنها (نظرية مؤامرة)، بل على العكس من ذلك أصبح يستخدم مصطلح (نظرية مؤامرة ووتر غيت) على مجموعة من المتناقضات أو الفرضيات المتنوعة بحيث يكون فيها المدانون فيها هم في واقع الأمر ضحايا لمؤامرة أعمق.
يقول الفيلسوف الأمريكي (افرام نعوم تشومسكي Avram Noam Chomsky) مقارنًا نظرية المؤامرة بالتحليل المؤسساتي الذي يتركز في الغالب على الجمهور وعلى المؤسسات لفترة طويلة، بينما نظرية المؤامرة تعتقد بوجود تحالفات سرية بين البعض من الأفراد وتتكهن بأنشطتهم أيضًا.
عوامل الجذب التي تملكها نظرية المؤامرة
إن جاذبية نظرية المؤامرة تتركز في الثالوث التالي:
- أولًا:
إن نظرية المؤامرة تدعي قدرتها على تحليل وتفسير ما لا يمكنه التحليل والتفسير المؤسساتي أن يقدمه، مما يجعلها أي (نظرية المؤامرة) تقدم شكلًا للعالم المرتبك أكثر ترتيبًا ومنطقية.
- ثانيًا:
تقوم بذلك بطرق سلسة وبسيطة وجذّابة بنفس الوقت، بتقسيم العالم إلى قوى الظلام وإلى قوى النور، وتعيد الشرور جميعها إلى مصدر واحد هم المتآمرون ووكلاؤهم.
- ثالثًا:
يتم عرض نظريات المؤامرة على كونها معلومة معرفية سرية بشكل خاص غير معروفة للغير، والجماهير بالنسبة لمخترعي نظريات المؤامرة عبارة عن أناس قد تم غسل أدمغتهم فيتقبلون كل شيء يملى عليهم، وبالتالي يستطيع مخترع نظرية المؤامرة خداع واختراق المتآمر عليهم بسهولة.
التفسير الاجتماعي لنظرية المؤامرة
يقول المؤلف والكاتب الأمريكي (كريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens) بأن (نظرية المؤامرة) ما هي سوى نتاج (أدخنة عوادم الديمقراطية)، فالنتائج لايمكن أن نبتعد عن الكم الهائل والكبير من المعلومات المنتشرة بين أيدي عدد كبير من عامة الناس، قد تكون تلك النظريات مرضًا عاطفيًا بحيث نقوم بإلقاء اللوم على مجموعة قد لا ينتمي لها مخترع أو مصدق تلك النظريات، وبالتالي يعفى من المسؤولية السياسية أو الأخلاقية في المجتمعات.
وكذلك كتب أيضًا (روجر كوهين Roger Cohen) الكاتب في جريدة ومجلة (نيويورك تايمزThe New York Times) الأمريكية: (إن الكثير من العقول الأسيرة ملجأها الأخير يكون نظرية المؤامرة حيث أنها الملاذ الأخير للضعفاء، فإذا كنت لا تستطيع من أن تغير حياتك الخاصة إذأ لا بد من وجود قوى كبرى مسيطرة على العالم).
المؤرخ (روثبارد) والعميق مقابل السطحي:
يقوم (روثبارد) بالمقارنة بين (نظريات المؤامرة السطحية The theory of the surface plot) و(نظرية المؤامرة العميقة Deep conspiracy theory)، فيقول عن نتائج تلك المقارنة بأن مصدق أو مخترع النظرية السطحية حيث يراقب حدثًا ما مباشرة يقول (من المستفيد) ويستنتج مباشرة [ان المستفيد لا بد وأن يكون مشاركًا في المسؤولية عن التأثير في الحدث
بشكل سري.
أمّا مصدق أز مخترع نظرية المؤامرة العميقة بتوقع حدسي ما ومن ثمّ يبحث عن الأدلة والبراهين وتكون للتأكد من حقيقة الأوهام التي يمتلكها هذا الشخص.
نظرية المؤامرة بين الأسطورة والغموض
إن نظرية المؤامرة تحفل عادة بالغموض إلى جانب من الأسطورية مما يعطيها بريقًا وهجًا، يوحي (بالحقيقة العميقة) وهي تقوم على غير أسس منطقية واضحة وواقعية، وبالتالي استحالة من أن توجد فكرة واحدة تستطيع أن تفسر كل شيء إلى الآن، غير أن الذين يؤمنون بها لا تنقصهم الأدلة لإثبات فكرتهم.
منذ فجر الإنسانية تحفل بمجتمعات الانسانية بالأساطير فقد كانت الأسطورة موجودة قبل العلم، ولكن ورغم أن الإنسانية قد قطعت أشواطًا عديدة في مجال التفكير العلمي ما تزال للأسطورة تأثيرها على الإنسان إلى الآن.
إن نظرية المؤامرة فرضية في الأصل ويطلب المؤمنون بها من منتقديهم أن يحصلوا على إجابات فورية ومقنعة عن تساؤلاتهم إذا ما أراد منتقديهم أن يتخلوا عن فكرتهم.
الخاتمة
أرجو أن يكون مقالنا عن (نظرية المؤامرة) قد غطى كل جانب النظرية وتشعبانها وأنماطها، وتستخدم (نظرية المؤامرة)في الوقت الراهن في نظم الإدارة الحديثة وبشكل فج وواضح وجلي، حيث يصلح هذه النظرية لإدارة الأزمات وذلك باختراع مؤامرة والسيطرة عليها وذلك بغية تحقيق مصالح خاصة بالحكومات والشركات وذلك عن طريق خلق إحدى الأزمات لدى الآخرين والاستفادة منها في القضاء على المخاطر الممكنة مستقبلًا.