القسم العام

ماهي السنن والأعمال المستحبة في يوم عرفة؟

ماهي السنن والأعمال المستحبة في يوم عرفة؟…يعدُّ الوقوف على جبل عرفات “عرفة” من أعظم شعائر الحج، ويبعد عن مكة 22 كم، حيث وقف عليه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- راكباً ناقته القصواء، وخطب عليه خطبته الشهيرة أعظم خطبة في تاريخ البشرية، وهي خطبة حجة الوداع.

ويبدأ يوم عرفة بعد صلاة الفجر في اليوم التاسع من ذي الحجة، مع التكبير بعد كل صلاة.
ويعد يوم عرفة أحد الأيام المباركة والفضيلة التي يحاول المسلمون بذل قصارى جهدهم في استغلاله من خلال القيام بالأعمال الصالحة، ومن أهم الأعمال الفضيلة في هذا اليوم المبارك الأعمال الآتية:

ماهي السنن والأعمال المستحبة في يوم عرفة؟
ماهي السنن والأعمال المستحبة في يوم عرفة؟

صيام يوم عرفة

صيام التطوع بشكل عام مستحب، ويتأكّد استحبابه حال موافقته لأيّام فاضلة، ويعدّ يوم عرفة من الأيام الفاضلة التي يُستحبّ الصيام فيها.
وقد أجمع الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، بينما تعددت آراؤهم في حكم صيام يوم عرفة للحاج على النحو الآتي: ذهب الحنفيّة إلى استحباب صيام يوم عرفة للحاج إن كان الصيام لا يضعفه عن أداء مناسك الحجّ؛ وذلك لفعل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-. وذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى كراهية صوم الحاج يوم عرفة، وقالوا باستحباب الإفطار في يوم عرفة للحاجّ.
وصيام يوم عرفة يكفر صغائر الذنوب والمعاصي التي وقع بها العبد في سنتين؛ الماضية واللاحقة؛ فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”.
والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله -تعالى- يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءً له على صيام يوم عرفة.

الدعاء

بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء يوم عرفة من أفضل الدعاء وأكثره خيراً؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ”، فالدعاء في يوم عرفة يكون أعظم ثواباً، وأجزل عطاءً وأقرب إجابة.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر في يوم عرفة من قول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له”؛ لأنّ هذا الدعاء يشتمل على ثناء الله -تعالى- وتوحيده، مما يجعله سبباً في نزول رحمة الله -تعالى- وخيره على عباده الموحّدين، كما أنّ فيه شهادة التوحيد، وأفضل الدعاء قول: “الحمدلله”؛ لأن حمدالله -تعالى- على نعمه يتضمّن معنى الشكر الذي يكون سبباً في زيادة النعم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: الدعاء في القرآن الكريم يأتي بمعنيين: المعنى الأوّل دعاء العبادة؛ كقوله -تعالى-: “وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ”.
والثاني يأتي بمعنى دعاء المسألة، كما قال -جل وعلا-: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”؛ فكلّ داعٍ لله -تعالى- هو عابد له، وكذلك كلّ عابد لله -تعالى- فهو داع له وسائل.

ذكر الله تعالى

يستحب للمسلم أن يكثر في يوم عرفة من ذكر الله -تعالى-، ويشتغل بالتكبير والتهليل إلى حين غروب الشمس، ويستحبّ أن يذكر الله -تعالى- بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كأن يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير”.
وقد كان الصحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- يذكر الله -تعالى- كثيراً في يوم عرفة فيقول: “الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والاولى”.
وقد سمّى النبي -صلى الله عليه وسلم- الذكر في يوم عرفة بأفضل الدعاء؛ وذلك ليبيّن اختصاص يوم عرفة بهذا الدعاء، وقد يسمّى الثناء دعاءً؛ وذلك لتشاركهما في جلب المنافع، وحصول المقصود بهما.

وقوف الحجاج بعرفة

يحقق الحاجّ ركن الوقوف بعرفة إذا حضر في داخل حدود المكان المسمى بعرفات وأقام فيه لوقت يسير ولو لحظة فأكثر، وأن يكون حضوره بنيّة الوقوف، ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من ظهر يوم التاسع من ذي الحجة، ويستمر إلى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة.
وفي موقف عرفة يدنو الله -تبارك تعالى- من عباده، ويباهي بهم ملائكته الكرام، وفيه يعتق الله تعالى من النار أفواجاً من الناس لا حصر لهم؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
ويقول الإمام ابن رجب- رحمه الله تعالى- عن يوم عرفة: “هو يوم العتق من النيران، فيُعتق الله -تبارك وتعالى- فيه حجّاجه الواقفين بعرفة، كما يعتق فيه عباده المسلمين في كلّ مكان؛ أولئك الذين لم يشهدوا الوقوف بعرفة ولذلك يتبعه يوم عيدٍ لجميع المسلمين؛ وذلك لاشتراك جميع المسلمين في العتق من النيران، ونيل المغفرة في يوم عرفة”.

التعريف بيوم عرفة وفضله

يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يسبق يوم النحر، وقد عظَّم الله -تعالى- مكانة يوم عرفة، ورفع منزلته، وجعله أفضل الأيّام للأسباب الآتية: فيه تتنزّل الرحمات. تجاب فيه الدعوات. يغفر الله -تعالى- فيه الأخطاء والزلّات. ويُعين فيه أهل العثرات.

أدعية مؤثورة

مما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء من الأدعية المختارة:
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب على توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً، اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا.

فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة 

https://t.me/eduschool40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock