ماذا ينتج عن قدرة الشخص على أداء واجباته وتحمل نتائج أقواله وأفعاله

إن تحمل المسئولية والاعتراف بالخطأ من أساسيات التربية، فيقع علي عاتق الأسرة ترسيخ مفهمة الالتزام وتحمل المسئولية عند أبنائها، فان اعتياد الطفل  منذ الصغر علي تحمله لنتائج أفعالة وان عدم الالتزام بأوامر وواجبات الأسرة ينتج عنه عقاب، يجعل منه شخص مسئول واعي لما يقوم به ومتحمل نتائج أخطائه.

إذ ينصح أخصائي التربية والسلوكيات علي تنفيذ الآباء لوعودهم تجاه أبنائهم، فهم أول مثال يرونه ويقتدون به في حياتهم، فتحمل الأهل للمسئوليه و احترامهم لآراء أبنائهم، يجعل الأطفال في صحة نفسيه سليمة، إلى جانب إدراكهم إن المسئولية هي تحمل الأفعال بشكل كامل، وتكمن قوة الفرد في أدائه لوجباته والتزامه تجاه أسرته و تجاه وطنه.

تجدوا داخل المقال تفسير مقولة قدرة الشخص على أداء واجباته وتحمل نتائج أقواله وأفعاله وما ينتج عنها كما تم ذكر تناول الالتزام تجاه الأسرة و شكل المسئولية في القران، إلى جانب هذا تم عرض إيجابيات المسئولية، كل هذا في السطور التالية.

قدرة الشخص على أداء واجباته وتحمل نتائج أقواله وأفعاله وما ينتج عنها

نعرض قدرة الشخص على أداء واجباته وتحمل نتائج أقواله وأفعاله وما ينتج عنها ونجاوب عن تلك الجزئية ونفسرها بشكل واضح في التالي:

• يُعرف الذوق العام بأنه قدرة الشخص علي أداء واجباته وتحمله لمسئولية أفعالة، وما يصدر عنه من سلوكيات، فيتم تفسير كل هذا بالذوق العام وادآب التعامل، كما أن له عدة أشكال توضح إذا كان الشخص يتمتع بتلك الإدآب أم انه يتجاهلها.
• إذ يعتبر استئذان الفرد قبل طلب شئ، والاستئذان عند الدخول مكتب أو غرفة احد ما.
• كذلك التعامل اليومي مع الأفراد بشكل مهذب، يعد من الذوق العام، مثل التبسم في وجه الأخر وإلقاء التحية بين الأشخاص، بالإضافة إلى عدم مقاطعة حديث الغير تعد من أشكال الذوق العام.
• وأفضل مثال يمكن الاحتذاء به واتخاذه قدوة هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، فباتباع سنته والسير علي نهجه، يتعلم الفرد السلوكيات الصحيحة والأخلاق وطرق التعامل بين الناس.

الالتزام تجاه الأسرة

يتضح الشخص المسئول من خلال الالتزام تجاه الأسرة، فكل فرد داخل الأسرة عليه واجبات يجب أن يؤديه ويلتزم بها، لهذا نعرف الالتزام تجاه الأسرة فيما يلي:

• أشارت الدراسات إن التزام كل أفراد الأسرة بالواجبات وترسيخ المبادئ الصحيحة والأخلاق وأصول الدين، ينتج عنه أفراد أسوياء متعاونين داخل المجتمع.
• فتركيز الأسرة علي فهم أفكار وآراء بعضهم البعض، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم تفضيل فرد علي الأخر، يمنح أفراد العائلة الثقة بالنفس والسلام النفسي، كما تزيد قدرته علي التعامل والاندماج في المجتمع وتفاعله مع أبناء وطنه.
• فيعد رعاية الفرد لأسرته وطاعتهم من مظاهر الالتزام وتحمل المسئولية.
• تقديم الدعم لأفراد الأسرة والتعاون في الوجبات المنزلية، ومساعدة الأبناء لبعضهم من صور الالتزام.
• كما تنقسم الالتزامات علي الأبناء والآباء، فالآباء يجب أن يستمعوا إلى أبناءهم واحترام أراءهم، أما الأبناء فعليهم سماع أوامر الأهل والالتزام بقوانين المنزل.
• يسهل الالتزام داخل الأسرة علي العيش بطريقة هادئة ومريحة، وان الأسر التي تفهم معني الالتزام الصحيح وتقدم واجباتها، هم الأكثر سعادة عن غيرهم من باقي الأسر.

إيجابيات تحمل المسئولية

يعرف الشخص المتحمل لأفعاله ونتائجها، والملتزم تجاه أسرته ووطنه بالمسئول، فان تحمل الأفراد المسئولية يعود بالنفع علي نفسيه الشخص أولا، ثم علي العائلة وبالتالي علي المجتمع، ولهذا نعرض لكم إيجابيات تحمل المسئولية في التالي:

• يعد تحلي الشخص بالمسئولية من الصفات الحميدة، إذ انه تكسبه الثقة في النفس وتجعله متزن نفسيا، وتحمله لنتائج أفعاله يكسبه خبرة في التعامل مع المشاكل والأمور الطارئة بشكل صحيح.
• حث الله المسلمين علي الالتزام في عملهم، وتحمل المسئولية فان الله يعلم كل ما يدور داخل النفس البشرية وما يصدر عنها، وان الجد في العمل يجدي بالنفع علي الإنسان ويجعله يعيش شعور النجاح، كما انه يفيد المجتمع ويطور عجلة الإنتاج.
• جاءت الآية رقم 105 في سورة التوبة دليل وتأكيد علي الالتزام والمسئولية في العمل وفي الدنيا، في قوله تعالي ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
• تُضيف المسئولية علي الشخص صفة الطموح، إذ يسعى دائما علي تطوير نفسه وفهم ذاته، وتعلم كل جديد.
• يحترم الناس الشخص المسئول ويفضلون التعامل معه، لأنه ملتزم تجاه كلامه وأفعاله، إلى جانب تنفيذه لوعوده تجاه المحيطين به.
• تأتي المسئولية ومعها الشجاعة، فالشخص المسئول دائما يتحلى بشجاعة تقبل الأخر، وتقبله لأخطائه والعمل علي تفاديها والتعلم منها، فالخطأ وارد في الحياة لكن التعامل معه بمسئولية وذكاء والاعتراف به، هي صفات موجودة عند متحملي المسئولية والملتزمين بواجباتهم.

من المسؤولية التزام الأخلاق والقيم ومراقبة الله

إن إتباع قران الله وسنه رسوله تجعل من الإنسان شخص سوي متحمل لأفعاله ومسئول عن ما يصدر منه، إذ أمرنا الله بالتمسك بالقيم والتحلي بالصفات الحميدة، واتباع أوامره وتجنب  الوقوع في الفواحش، والشخص المسئول هو المدرك لأفعاله الصادق مع نفسه ومع الآخرين، ونتناول تفسير من المسئولية التزام الأخلاق والقيم ومراقبة الله في التالي:

• يُعرف القران المسئولية بأنها التحلي بمكارم الأخلاق وقول الحق، وان يتمتع الفرد بالأمانة والشجاعة تجاه أفعاله ويأتي كل هذا من خلال اتباع المسلم لكتاب الله وسنة رسول الكريم.
• جعل الله الضمير الإنسان هو الرقيب  علي أفعاله والمسئول عن الفصل بين الحلال والحرام والتفريق بين الصواب والخطأ.
• ذكر الله في كتابه الكريم إن المسئولية هي سلوك شخصي وان الفعل الصادر عن الإنسان سواء كان شئ سلبي أو إيجابي فهو يعود عليه ولا يتحمله احد غيره مهما كان قريب منه، ونرى ذلك في سورة فاطر الأية رقم 18″ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ”.