ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
ماذا تعلم عن العلوم الاجتماعية
العلوم الاجتماعيّة
تُعتبر العلوم الاجتماعيّة من أقدم العلوم التي بحث بها الإنسان، فهي أول منهج نظريّ لعلاقة الفرد بالفرد الآخر، وعلاقته بالمجتمع والبيئة التي يعيش فيها.
فقد فتّش البشر عبر التاريخ عن كثير من المواضيع الاجتماعيّة حتى يصلوا إلى مستوىً فكريٍّ وعمليّ يرقى لإنشاء حضارة إنسانيّة حديثة تكون ركائزها علاقات صحيحة سليمة بين البشر وعقد اجتماعيّ عالميّ يكفل للجميع حريّة العيش بسلام، ومن هُنا ظهر مفهوم علم الاجتماع. [١]
تعريف علم الاجتماع
عِلمُ الاجتماع (بالإنجليزيّة:Sociology ) هو الدراسة العلميّة لسلوك الأفراد الاجتماعيّ، وللأساليب التي ينتظم بها المجتمع باتباع أُسس المنهج العلميّ، حيث يهتمّ بالأفراد والمجتمع ودراسة العلاقة بينهم، وتأثير هذه العلاقة في كل طرف منهما.[٢]
وإذا كان هناك تعريفٌ مبسّط لعلم الاجتماع فبالإمكان القول إنّه “علم دراسة المجتمع” [٣].
هو العلم الذي يتناول دراسة المجتمع الإنسانيّ؛ ويبحث في علاقة الناس مع بعضهم البعض، وما ينتُج عن هذه العلاقات من ظواهر اجتماعيّة تختلف باختلاف المجتمعات الإنسانيّة، وتتغيّر بتغيّر الزمان والمكان، وتُستنبَط بعد كل هذه الملاحظات والمشاهدات قوانين عِلم الاجتماع التي تُحدّد مدى تقدّم المجتمع وازدهاره أو تخلّفه وتراجعه.[٤]
ويُعَرِّف ابن خلدون علم الاجتماع بأنه: (ما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوحُّش والتأنُّس والعصبيّات وأصناف التغلّبات للبشر على بعضهم بعض، وما ينشأ عن ذلك من المُلك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع، وأثر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال، وما لذلك من العِلل والأسباب).[٥]
أهميّة علم الاجتماع
لم يعد خافياً ما لعلم الاجتماع من أهميّة وأثر في حياة الأفراد والجماعات، وفي تطوّر الأفكار والمجتمع، وقد وعى ابن خلدون أنّه أسّس بالعمل الذي جاء به علماً جديداً، بالغ الأهميّة حين قال في مقدّمته: (وأعلم أنّ الكلام في هذا الغرض مستحدَث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة).[٦]
تبرز أهميّة علم الاجتماع في ما يلي: [٧]
التأكيد على العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع.
التأكيد على العلاقات بين الظواهر المختلفة ومحاولة معرفة الوظائف الاجتماعيّة لها وأساليب تطوّرها.
محاولة بناء النظريّة الاجتماعيّة التي تؤسّسها مجموعة من القضايا المتناغمة والمأخوذة من واقع التجربة الاجتماعيّة بالاستقراء والقياس.
السعي ومحاولة التوصّل إلى نشأة وتطوّر واختلاف الحقائق الاجتماعيّة.
التعلّم من الجوانب العلميّة التطبيقيّة؛ حيث إنّ دراسة أي نظام اجتماعيّ مرجعه زمان ومكان محدّدان، ودراسة مظاهره العامة كالانحراف عن هذا النظام والقوى التي تؤثر فيه، يفيد بشكل كبير في إيجاد خطة واضحة للإصلاح الاجتماعيّ وتعديل انحرافه.
الفهم العميق للقوانين الاجتماعيّة التي تحكم ظواهر المجتمع.
الاشتراك في حل المشكلات الفلسفيّة والأخلاقيّة، مثل مشكلة القيم الإنسانيّة الاجتماعيّة والدينيّة.
المعرفة العامّة للدوافع والسلوك الإنسانيّ.
مساعدة الجانب التطبيقيّ في علم الاجتماع المجتمع على تطويره.
التحليل والتوثيق للمشكلات الاجتماعيّة التي يعاني منها المجتمع.
الجمع بين المؤسّسات الدينيّة والاقتصاديّة والأسريّة والسياسيّة والتربويّة ضمن بوتقة واحدة.
ميادين علم الاجتماع
تأثر علم الاجتماع كغيره من العلوم الأخرى بالعديد من المؤثّرات، كان أحدها ظاهرة التخصّص التي تجلّت بشكل واضح مع توسّع الثورة الصناعيّة وتقدّم البحث العلميّ، فزادت اهتماماته وكثُرت ميادينه، واختصّ كلٌّ منها بوجهٍ من أوجه الحياة الاجتماعيّة. يُمكن تقسيم ميادين علم الاجتماع إلى عدة أقسام، منها: [٤]
علم الاجتماع البدويّ: يبحث هذا الفرع من فروع علم الاجتماع في النظم الاجتماعيّة الخاصّة بالمجتمعات البدويّة، وبمعنى آخر المجتمعات المتنقّلة كثيرة الترحال لأجل الكلأ، والتي تهتم بالرعيّ كوسيلة مهمّة من وسائل الحياة.
علم الاجتماع التربويّ: يبحث هذا الفرع في الوسائل التربويّة التي تقود إلى نمو متكامل للشخصيّة، لأنّ الركيزة في هذا الفرع هو أنّ التربية عمليّة تنشئة اجتماعيّة لا تنفصل بحال من الأحوال عن الظواهر الاجتماعيّة.
علم الاجتماع الحضريّ: يبحث هذه الفرع في التأثير الحضريّ للمدينة على أنماط السلوك والعلاقات للأفراد، فيبحث في نشأتها وأساليب تفاعلها مع الحياة المدنيّة.
علم الاجتماع الجنائيّ: يهتمّ هذا الفرع بأسباب الجريمة وما أدّى إليها من عوامل اجتماعيّة، كما يهتم بنسبة انتشار الجرائم وأساليبها وأنماطها، ويحاول أن يربط ذلك باختلاف ثقافة المجتمعات واختلاف أحوال المعيشة للأفراد.
علم الاجتماع الدينيّ: يبحث هذا الفرع بالإمعان والتحليل للنظم والمذاهب الدينيّة المنتشرة في المجتمعات الإنسانيّة على تعدّد العصور وتباينها، وتباين البيئة الاجتماعيّة المحيطة بالفرد في نمط المعيشة ونوع العلاقات الاجتماعيّة التي يشكّلها.
علم الاجتماعي السياسيّ: يهتمّ هذا الفرع بدراسة تأثير المتغيّرات الاجتماعيّة في تشكيل السلطة السياسيّة وتقدُّم أنظمة الحُكم.
علم الاجتماع الصناعيّ: يهتمّ هذا الفرد بالتشكيل الاجتماعيّ للتنظيمات الصناعيّة والعلاقات الناشئة بينها وبين النظام الاجتماعيّ بشكل عام.
علم الاجتماع القانونيّ: يهتمّ هذا الفرع بدراسة القانون والأنظمة القانونيّة وعلاقتها بالتركيب الاجتماعيّ.
أبرز علماء علم الاجتماع
برز العديد من العُلماء والمفكرين الذين اهتموا بعلم الاجتماع وأسسوه وأضافوا إليه، ومنهم:
ابن خلدون: هو عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، وُلد سنة 1332م، ويُعد ابن خلدون المُؤسس الحقيقيّ لعِلم الاجتماع وواضع لَبِنته الأولى كما يُعدّ من علماء التاريخ، والاقتصاد. [٨]
تلقّى ابن خلدون العِلم منذ صغره ونشأ في بيت علمٍ وديٍن وألّف العديد من الكُتب، ووضع أساس علم الاجتماع وسَّنَّ نظريّاته الّتي بَنى عليها من جاء بعده من العلماء الأوروبيين نظرياتهم في هذا المجال.
وقد كتب ابن خلدون مجموعةً من الرسائل إلى معارفه وأصدقائه ثبّتها مع إجاباتها في كتابه (التعريف بابن خلدون)، وقد دخل التاريخ عبر مقدّمته المشهورة في التاريخ وعلم العمران، وكان أول كتاب لابن خلدون في علم الاجتماع هو (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).[٩]
أوغست كونت: هو عالم وفيلسوف فرنسيّ الأصل، يرجعُ له الفضل في تسمية علم الاجتماع بالمسمّى المعروف به في الوقت الحاضر، وقد ظهرَ وتمّيز بكتاباته حيثُ عُرفت بأنّها تحوي الكثير من التأمّل الفلسفيّ، ولأجل ذلك كان هو الأب الشرّعي ومؤسّس الفلسفة الوضعيّة. [١٠]
هيربرت سبنسر: هو أحد أكبر مفكري الإنجليز، كان له تأثيره الواسع في نهاية القرن التاسع عشر، ويُعتبر سبنسر الأب الثاني لعلم الاجتماع، خليفةً للفرنسيّ أوجست كونت.[١١][١٢]
مقدمة ابن خلدون
هي مقدمة كتابه ديوان المبتدأ والخبر الآنف الذِكر والتي لَخّص فيها ابن خلدون كل ما حَصل عليه من العِلم في هذا المجال، وما شاهده وما اختبره وقَسَّم المُقدمة إلى ستة فصول معتمداً على مبدأٍ أساسيَّ أنّ الفرد لا يعيش إلّا في مجتمعٍ يُؤثر ويَتأثر به؛ وأنّ هذا المجتمع يكبر وينمو ويختلف من بقعة إلى أخرى ومن شعبٍ إلى آخر، وتحدّث ابن خلدون في مقدمته عن[٩]:
العمران البشريّ.
العمران البدويّ.
الدولة والمُلك.
العمران الحضريّ.
الصناعة والمعاش.
العلوم وطرق تحصيلها.