ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
ماذا تعلم عن ابن تيمية – ماذا تعلم عن ابن تيمية
العلماء العاملون
خلّد المؤرّخون في صفحات التاريخ الإسلاميّ ذِكْر من أكرمهم الله -تعالى- بهمّة العلم والعمل، ولا زال النّاس يذكرونهم في مجالسهم، وينهلون من فيض علومهم ومعارفهم، ومن هؤلاء العلماء العاملين عالم وداعية ذاع صيته في الآفاق، وهو الإمام أحمد بن تيمية الحرّاني الذي لُقّب بشيخ الإسلام،[١] وقد كانت حياة الشّيخ تتقلّب بين مجالس العلم التي تصدّى فيها لمهمّة تفسير القرآن والفقه وتعليم المسلمين أمور دينهم، وبين مواقف البطولة والجهاد والحثّ على التّضحية دفاعاً عن حِمى الإسلام وحياض المسلمين، وقد اعتنى بدراسة شخصيّة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كثير من القدامى والمحْدَثين، فكثرت الدّراسات عنه؛ فهناك دراسات في سيرته الشخصيّة، ودراسات عن عقيدته وفقهه، وأخرى عن منهجه في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وغير ذلك، حتى دخلت شهرته قديماً وحديثاً أرجاء المعمورة، فمن هو الإمام ابن تيمية، وما أهمّ مواقفه في جهاد التتار، وكيف برز في جانب العلوم الشرعيّة؟
ابن تيمية
هو الإمام أحمد تقيّ الدّين بن شهاب الدّين عبد الحليم بن أبي البركات بن تيمية، الحرّانيّ، ثمّ الدمشقيّ، وكنيته أبو العبّاس، وُلد ابن تيمية -رحمه الله- سنة 661 هجريّة، في بلدة حرّان التي تقع بين نهري دجلة والفرات، وقد نشأ في بيت علم؛ فكانت نشأة ابن تيمية على العلم والقرآن الكريم منذ الصِّغَر، ثمّ تُوفي والده وهو ابن اثنان وعشرين عاماً، وبعد وفاة أبيه تصدّى للمهمّة التي كان أبوه يقوم بها في دمشق، وحضر مجلسه كبار علماء دمشق.[١]
علم ابن تيمية
إنّ الحديث عن النّشأة والحياة العلمية لابن تيمية -رحمه الله- حديث يكشف للباحثين في سيرته همّته في طلب العلم، والتّعمق في صنوفه، وبيان ذلك فيما يأتي:[٢]
طلب ابن تيمية -رحمه الله- العلم منذ صغره على أيدي علماء دمشق، وظهر تميّزه في ذلك حتى بلغ مبلغ العلماء وهو في مقتبل العُمْر؛ فصار مُؤهْلاً للتدريس والفتوى.
استطاع ابن تيمية -رحمه الله- وهو في مُقتبل عمره أن يحقّق السّماع لمسند الإمام أحمد، والكتب الستّة، ومعجم الطبرانيّ الكبير؛ فكان لا يملّ من كثرة الحفظ ومطالعة الكتب والبحث في المسائل.
أكرم الله -تعالى- ابن تيمية بسرعة الحفظ، حتى عُرِف ذلك عنه؛ فاستغلّ ذلك في همّته في اكتساب العلوم الشرعيّة؛ فحفظ القرآن الكريم مبكّراً، وجعل ذلك مقروناً بفهم تفسير الايات؛ فأتقن الحفظ والتفسير وعلوم القرآن الكريم.
أولى ابن تيمية اللغة العربية عنايةً خاصةً؛ فقرأ علومها وفهمها، وظلّ يطالع كتاب سيبويه حتى أتقن النحو.
اعتنى ابن تيمية -رحمه الله- بالحديث النبويّ قراءة ونسخاً، وأقبل على علوم الفقه وأحكامها وأصولها، وكان له قدم السّبْق في كثير من المعارف.
منح الله -سبحانه وتعالى- ابن تيمية قوّة الحُجّة وسرعة البديهة وحُسْن استنباط دلالات المعاني من النّصوص الشرعيّة؛ فكان ذلك سبباً في دهشة من سمعه.
كان ابن تيمية مُنشغلاً في العلوم بنشرها بين النّاس، والاجتهاد في طرق الخير والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر حتى صار إماماً في العلم والعمل.
إنتاج ابن تيمية العلميّ من المؤلفات أكثر من أنْ تحصى؛ فهي منتشرة في البلاد والأمصار، فضلاً عن أنّه كان سريعاً في الكتابة وكان كثير التأليف، وقد ذكر الحافظ البزّار وابن رجب الحنبليّ غزارة ما ألّفه ابن تيمية ممّا يجعل من العسير الوقوف على عدّ لها، ولعلّ من أهمّ تصنيفاته التي وصلت واشتهرت بين النّاس: الاستقامة، واقتضاء الصراط المستقيم، وبيان تلبيس الجهميّة، والجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح، ودرء تعارض العقل والنقل، ومنهاج السنّة النبويّة في نقض كلام الشّيعة القدريّة وغيرها الكثير.
جهاد ابن تيمية ضدّ التتار
شَهِد ابن تيمية -رحمه الله- وهو صغيراً ما أحدثه العدوان التّتاري في الأمّة الإسلاميّة من تفرّق وتشرّذم للمسلمين، ونشر للعقائد الفاسدة الضّالة بين المسلمين، وأدرك مبكّراً شرّ وخطورة التّتار؛ فقد كان طفلاً صغيراً حين اضطر أبوه إلى ترك حرّان والهجرة إلى دمشق خوفاً من أذيّة التّتار، لذا لم يكنْ غريباً أن يكشف ابن تيمية -رحمه الله- للنّاس عن ضلال التّتار وزندقتهم، وخاصّة أنّهم كانوا قد ادّعوا الانتساب للإسلام؛ فأزال ما استُشكل في أذهان كثير من النّاس، وأبان لهم حقيقتهم، وأنّهم أصحاب عقائد فاسدة، حتى قال عنهم: (ما من نفاق وزندقة وإلحاد إلّا وهي داخلة في أتباع التّتار؛ لأنّهم من أجهل الخلق وأقلّهم معرفة بالدّين، وأبعدهم عن اتّباعه)، وكان من جلّ مَهمات ابن تيمية آنذاك فضح نوايا التّتار تجاه المسلمين، ولا سيما وأنّهم قد استبدّوا وتجبّروا على أهل الإسلام، فقد أعطوا الأمان مرةً لساكني الشّام سنة 699 هـ ثمّ لم يحفظوا لهم عهداً؛ فغدروا وسبّوا منهم ما يُقارب مئة ألف من المسلمين، وآذوا نساءً كُثْر من المسلمات بأعراضهنّ.[٣] ومن مواقفه التي دوّنها التاريخ عنه:[٤]
عندما جاء قائد التتار قازان بجيوشه إلى الشّام توجّه الإمام ابن تيمية -رحمه الله- ومعه صَحْب من أهل البلد لمقابلة قازان، وحذّره من أذيّة المسلمين، وكان لكلامه أثراً إيجابيّاً في مصلحة المسلمين.
موقف ابن تيمية -رحمه الله- عندما أراد التّتار الاستيلاء على قلعة دمشق، فأرسل ابن تيمية إلى من يتولّى أمر حماية القلعة يحثّه على الاستبسال في حماية القلعة والدّفاع عن حياض المسلمين.
استطاع ابن تيمية -رحمه الله- بإصراره وهمّته العالية أنْ يفكّ أسرى الكثيرين من أسارى المسلمين عند التّتار.
بعد أنْ أذن الله -تعالى- بخروج التتار عن دمشق برز دور ابن تيمية في شحذ همم النّاس، ودعوتهم على الصبر والمصابرة والقتال، وحماية أسوار المدينة والمرابطة حولها دفاعاً عنها.
أفتى ابن تيمية -رحمه الله- بوجوب الجهاد ومباشرة القتال بالمال والنّفس، وأجهد نفسه بترغيب النّاس على تقديم التّضحيات، وذلك عندما أُشيع في سنة 700 هـ أنّ التّتار ينوون الهجوم مجدّداً على مدينة دمشق.
خرج ابن تيمية -رحمه الله- إلى مصر لمقابلة السلطان؛ ليحثّه على إعلان الجهاد وتجهيز الجيش للقتال، وأقام هناك ثمانية أيّام وقضاها بالتّرغيب في الجهاد، والترهيب من تركه.
كان لابن تيمية -رحمه الله- دور كبير في معركة شقحب التي حدثت سنة ٧٠٢ هـ، وأدّى هذا الدور المبارك إلى هزيمة التّتار.
استفاد المسلمون من تأثير الإمام ابن تيمية -رحمه الله- على الحُكّام آنذاك؛ حيث كان يدعوهم إلى إعداد العدّة للجهاد في سبيل الله تعالى.