لمحة عن مادة التعلم الوجداني والإجتماعي المضافة للمنهاج السوري
لمحة عن مادة التعلم الوجداني والإجتماعي المضافة للمنهاج السوري
بقلم الأستاذ محمد نور الشيخ موسى
1) مقدمة :
يعتبر التعلم الوجداني الإجتماعي الحلقة المفقودة في مجال التعليم، وهو العامل الحاسم في نجاح المتعلمين داخل وخارج غرفة الصف على حد سواء، ويهدف إلى تطوير الوعي الذاتي والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في المدرسة والحياة بوجه عام، مع استخدام الوعي الإجتماعي ومهارات التعامل مع الآخرين، لتكوين علاقات إيجابية والمحافظة عليها، وتنمية مهارات اتخاذ القرار والتصرفات المسؤولة في الشخصية، حيث تعمل تلك المهارات والخصائص على تحسين الأداء الأكاديمي والاجتماعي.
وتهتم بعض الأنظمة التعليمية بالتعلم الوجداني الإجتماعي كمدخل تربوي للإعداد المتعلم للمستقبل من خلال تنمية الجوانب الإنسانية للمتعلم، والإرتقاء بانفعالاته واستجاباته في المواقف، وتزويده بالمهارات التي تساعده لإدارة مهام الحياة ومسؤولياتها المتزايدة بنجاح وكفاءة.
2) تعريف التعلم الوجداني الإجتماعي
هو العملية التي من خلالها يكتسب الأطفال والكبار المعارف والمواقف والمهارات اللازمة لفهم وإدارة عواطفهم، وقدراتهم على وضع وتحقيق الأهداف الإيجابية، وإظهار الرعاية والاهتمام بالآخرين، وإنشاء علاقات إيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسئولة، والتعامل مع الحالات الشخصية على نحو فاعل وإيجابي مع الآخرين.
3) أهمية التعلم الوجداني الإجتماعي :
أكدت الأبحاث أهمية التعلم الوجداني الإجتماعي في تنمية الشعور لدى المتعلم بقيمة الذات والآهتمام بالآخرين، والكفاءة في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات اليومية، وإقامة علاقات إيجابية ذات معنى مع الأفراد والجماعات، ويزيد من الإنجاز الأكاديمي ويقلل من السلوكيات السيئة.
وأن أهمية التعلم الوجداني الإجتماعي تتمثل فيما يلي :
أ) يساعد على تقليص الفجوة بين المتعلمين مرتفعي الإنجاز والمتعلمين منخفضي الإنجاز، وذلك من خلال تزويد جميع المتعلمين المهارات اللازمة للنجاح في المدرسة وفي الحياة، وبما يسهم إيجابياً على التحصيل الأكاديمي لهم.
ب) يحقق نمواً في زيادة الفاعلية الإجتماعية بين المتعلمين والمشتركين في العملية التعليمية بأركانها المختلفة.
4) أهداف التعلم الوجداني الإجتماعي :
أ) إكساب المتعلمين قاعدة معرفية لمجموعة من المهارات وعادات العمل والقيم اللازمة لعمل له معنى طوال الحياة.
ب) إشعار المتعلمين أن لديهم دافعية للإسهام على نحو مسؤول في جماعات زملائهم وفي الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي.
تنمية إحساس المتعلم بقيمة الذات وجدارها والشعور بالفاعلية والتطلع للمسئولية اليومية والتحديات الحياتية.
جـ) جعل المتعلم ماهراً اجتماعياً ولديه علاقات موجبة مع الأقران الآخرين.
د) دمج المتعلم في ممارسات سلوكية إيجابية وآمنة وتقي الصحة.
5) منهج التعلم الوجداني الإجتماعي:
يعتمد التعلم الوجداني الآجتماعي على تدريس خمس كفايات (مهارات) رئيسة هي : أولاً : الوعي بالذات
تتمثل في التعرف على المشاعر، وتقييم واقعي حقيقي لقدرات الفرد، وشعور عميق بالثقة بالنفس.
ثانياً : إدارة الذات :
تشمل التعامل مع العواطف بصورة تيسر إنجاز المهام، تأخير الإشباع لتحقيق الأهداف، الضمور عند الهزيمة.
ثالثاً : الوعي الإجتماعي :
تركز على الشعور بمشاعر الآخرين، تبني وجهات نظر الآخرين، تقدير الآختلاف بين الجماعات والتفاعل معهم بإيجابية.
رابعاً : العلاقات الإجتماعية :
تشمل التعامل مع العواطف بفاعلية داخل العلاقات، إقامة علاقات صحية ومشجعة تعتمد على التعاون والتفاوض لإيجاد حلول للصراعات، طلب المساعدة عند الحاجة.
خامساً : اتخاذ القرارات المسؤولة :
تتمثل في تقييم المخاطر بدقة، اتخاذ قرارات تعتمد على أخذ جميع العوامل بعين الإعتبار وكذلك تبعات تجريب البدائل، احترام الآخرين، تحمل مسئولية القرارات المأخوذة.
كما أظهرت الأبحاث أن تلك المهارات والمعارف يمكن تدريسها من مرحلة ما قبل المدرسة، كما اتضح أن المتعلمين الذين تم إشراكهم في برامج التعلم الوجداني الإجتماعي قد ازداد لديهم الوعي بالذات والثقة بالنفس، وضبط البواعث ومهارات الإتصال والتعاون، وحل الصراع وحل المشكلات، بطريقة مرنة وابتكارية والتسامح التعاطف.
وأثبتت نتائج الأبحاث أن التعلم الوجداني الإجتماعي يلعب دوراً هاماً في إثراء نمو المتعلمين اجتماعياً وعاطفياً وتعزيز سلوكيات المواطنة والقيم الخلقية والتعلم الأكاديمي والدافعية للإنجاز.
ويمكن تدريس التعلم الوجداني الإجتماعي من خلال برامج قائمة على المنهج Curriculum-based بحيث يكون تركيزها على تنمية المهارات الآجتماعية أو حل الصراع أو تعليم الشخصية أو قضايا الصحة أو الأخلاق، وعلى الرغم من اختلاف معالجة تلك الموضوعات إلا أنها جميعاً تؤكد على بناء وتنمية مهارات الحياة المرتبطة بالكفايات السابقة.