لماذا نجد صعوبات في اتخاذ القرارات ؟
لماذا نجد صعوبات في اتخاذ القرارات؟
بعد ما تعرفنا على مقدمة اتخاذ القرارات ومدى أهميتها، يتبادر إلى الذهن أحيانا أن اتخاذ القرار عملية سهلة ولا تتطلب الشجاعة وقد يكون هذا صحيحا أحيانا، إلا أنها قد تكون عملية صعبة، وتتطلب خطوات دق��قة يتم من خل��لها اتخاذ القرار بشكل صحيح.
إذن، يكون السؤال: لماذا نجد الصعوبات في اتخاذ القرارات؟ سنجاوب على هذا السؤال بمعرفة عدة نقاط مهمة وهي المعوقات التي تؤثر في عملية اتخاذ القرارات، وكيفية التعامل معها.
المعوقات التي تؤثر في عملية اتخاذ القرارات
هناك عدة معوقات تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في اتخاذ القرارات. قد يكون بعضها أسبابا تحول دون الوصول إلى قرارات صائبة أو عدم تحديد مسارك المهني بوضوح، ومن هذه المعوقات:
- ليس لديك معلومات كافية عن المسارات الدراسية وإلى أي مسار مهني تؤدي.
- ليس لديك معلومات كافية عن المجالات المهنية المختلفة.
- لا تثق في قدراتك على إتمام المتطلبات والواجبات الدراسية والنجاح فيها؛ للوصول إلى المسار المهني الذي تتمناه.
- لديك رغبات كثيرة ومتعددة، ولا تستطيع تحديد أي المسارات أفضل لك.
- ليس لديك أي رغبات في أي مسار معين، لذا لا تعلم من أين تبدأ.
- لست متأكدا من القيم الخاصة بك، لذا لا تعلم أي المسارات التي قد تكون ذات أهمية لديك.
- تخاف أن تختار مسارا معينا ولا يكون اختيارك صحيحا.
- لا تعلم أي الوظائف قد تكون متاحة لك إذا اخترت مسارا معينا.
- هناك من يرشح لك مسارا معينا، ولكنك لست متأكدا إذا كان هذا هو المسار الذي يناسبك.
- تواجه صعوبات في اتخاذ القرارات دائما بغض النظر عن مجالها.
كيفية التعامل مع معوقات اتخاذ القرارات
- أخذ وقت كاف في التفكير:
بهدوء وعقلانية وبعيدا عن الانفعالات وسوء المزاج، تأمل في الآثار المحتملة لهذا القرار. فلا تجعل اللحظة تسيطر عليك بل ارحل بخيالك وتصوراتك إلى المستقبل وتأمل هذا القرار، فقد يكون هناك أمرا لم تره.
- معرفة وتحديد المشكلة:
يقال: “المشكلة المعرفة جيدا هي مشكلة نصف محلولة”، لذا فالتشخيص السليم للمشكلة هو نصف الحل. فليكن تعريفك واضحا ومحددا بكلمات قصيرة؛ لأن ذلك يشكل أساسا لتحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها. حيث يعتمد نجاح كل خطوة قادمة على نجاح هذه الخطوة.
- جمع المعلومات وتحليل المشكلة:
المعلومات هي القلب النابض لعملية اتخاذ القرارات، وصحته�� وجودتها تعد الدعامة الأساسية لصنع القرارات؛ إذ إنها تفيد في تحديد المشكلة، وتحديد البدائل، وتقييمها واختيار الأنسب من بينها. قد لا تتوفر المعلومات بالدرجة الكافية لعدة أسباب منها: جمعها من أشخاص أو أماكن غير موثوقة، جمعها تحت عامل ضغط وضيق الوقت فلا يراعى فيها الدقة، لاختلاف القيم والمعتقدات بين كل من متخذ القرار ومن يجمع له المعلومات أو من يستشيره، أو بسبب كثرة المعلومات المتضاربة وغير المفيدة.
عملية اتخاذ القرار تولد من جمع المعلومات، ومعرفة الأسباب الحقيقية، وتحليلها بعمق، فاحذر أن تقفز إلى حلها قبل تحليلها. لذلك، اجمع المعلومات والبيانات الدقيقة من أكثر من مصدر موثوق، وحدد أحسن الطرق للحصول عليها.
- وضع الحلول والبدائل:
أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لذا يجب أن يكون لديك اختيار واضح وآخر بديل في كل الحالات؛ لتقلل من نسبة المخاطرة، وتكون مستعدا لكل ما يطرأ. فلتأخذ وقتك في هذه الخطوة حتى تصنع قائمة تتضمن جميع الحلول الممكنة.
- تقييم و فلترة الحلول والبدائل:
بعد جمع كافة المعلومات ووضع البدائل، قم بتصفيتها بعناية حسب الأمور المهمة لديك، أو الاهتمامات الشخصية. فقرارك لا بد أن يتفق مع قيمك واهتماماتك واحتياجاتك؛ كي تنتظم حياتك وتسير كلها في مسار واحد بعيدا عن التشتت.
- معرفة عواقب كل اختيار:
إن القرار الصائب يكون بمعرفة الآثار، فمعرفة السلبيات والإيجابيات والموازنة بينهما تمنح المرء القدرة على اتخاذ القرار المناسب؛ لئلا يقع في أخطاء كان ممكن أن يتم تفاديها.
- اختيار البديل الأنسب:
هنا الاتخاذ الفعلي للقرار، بترجيح الأفضل من الخيارات الممكنة والمتاحة التي تناسب قيمك واهتماماتك واحتياجاتك الحقيقية.
- معالجة التردد والخوف عند اتخاذ القرار
الخوف أمر طبيعي ومتوقع؛ لأن عملية اتخاذ القرار تتعلق بأمور مستقبلية. وينبع هذا الشعور من أسباب عديدة كعدم وضوح الهدف في ذهن متخذ القرار، أو ضعف القدرة على تحديد النتائج المتوقعة لكل بديل ومن ثم عدم ترتيبها حسب أولوياتها، أو لقلة الخبرة في الحياة أو العمل. والخوف هنا ليس هو المشكلة، إنما التحدي في كيفية التعامل مع هذا الخوف. لذلك يجب تطوير مهارة اتخاذ القرار بحسب الخطوات أعلاه مما يؤدي إلى التحكم في الشعور بالخوف لدرجة كبيرة. وفى حالة استمراره، يجب الاستعانة بالموجه أو المرشد المهني أو الاستعانة بخبرات من مروا بتجارب شبيهة.
- التنفيذ والمتابعة:
وضع خطوات عملية في إطار زمني للتنفيذ، ومتابعة تطبيقها، و وضع إجراءات تفصيلية للتطبيق. كأن تقول مثلا: إن الخطوة الأولى هي كذا والخطوة الثانية هي كذا، ثم توقع المخاطر وحاول منعها أو تقليلها.
وختاما، إن تعلم مهارة اتخاذ القرارات الصائبة أمر يحتاج إلى الممارسة والملاحظة والتقييم والتحسين المستمر. فلا بد أن تكون هناك بعض الآثار والتجارب غير المحببة التي تعلمنا كيفية التغلب على معوقات اتخاذ القرارات. لأن ذلك في النهاية يجعلنا نأخذ قرارات أفضل وبالتالي الوصول إلى حياة مهنية أكثر نجاحا.