مرحلة رياض الاطفال

كيف نتحدث مع الأطفال عن الإرهاب؟

كيف نتحدث مع الأطفال عن الإرهاب؟

يعيش العالم أحداثا متسارعة لا تخلو من العنف والإرهاب، وهو ما يشكل ضغطا على كل أسرة لا تود أن يحيا أطفالها في جو من الخوف، بعض الأسر تصيبها الحيرة حول كيفية إيصال ما يدور من أحداث للطفل الذي يسأل عن حقيقة ما يجري.

 

 

قد يلجأ الآباء إلى الصمت وعدم التطرق لأية تفاصيل سياسية محيطة، ظنا منهم أن هذا يحمي أبنائهم وأن الصمت يصب في مصلحتهم، كون أن الصغار ما يزالون غير مهيئين بعد لمعرفة حقائق ما يحيط حولهم من أمور، وكون أن هذا الأمر قد يحرمهم طفولتهم، إلا أن عدم التطرق لأية تفاصيل مع الأطفال هو أمر خاطئ،بحسب ما ي��ى الخبراء الذين ينصحون بعدم ترك الطفل دون معرفة مب��طة للأمور، لأ�� هذا يجعلهم ضحايا الخيال الخاص بهم.

مجلة شتيرن الألمانية نشرت تحقيقا عن هذا الموضوع قالت به إنه: “إن شئنا أم أبينا فأطفالنا يتمتعون بخيال خصب، وهنا يأتي دور الوالدين لمساعدتهم في الفرز ما بين الواقع والخيال، وفي تخفيف وطأة الكلمات والصور الصادمة في عالمنا الممتلئ بكل ما هو عنيف وقاس، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 8 سنوات، من الصعب عليهم تفهم الأحداث الإرهابية التي تدور حولهم.

 

مراقبة تصرفات الأطفال

أول خطوة يجب القيام بها بحسب الخبراء هي مساعدة الطفل للتعرف على الوضع الراهن، كي يميز ما يجري في الحقيقة، وليدرك أن ما يحدث من أعمال إرهابية، ليس بفيلم أكشن أو خيال علمي أو ألعاب فيديو وإنما هي أمور أكثر جدية. لذا يجب شرح للطفل من هم هؤلاء الإرهابيون؟ وما هي أهدافهم؟. لكن بكلمات بسيطة من دون مبالغة اعتمادا بالطبع على عمر ودرجة تفهم الطفل. وفي الوقت نفسه لا يجب إعطاءهم جميع التفاصيل، وعلى الوالدين مراقبة تصرفات الطفل ونظامه الطبيعي، إن كان لا ينام جيدا أو لا يأكل جيدا أو انه يخاف البقاء وحيدا دائما، فهذه كلها علامات تشكل إنذارا للوالدين.

من جهته يقدم موقع ماما ميا(Mama Mia) المختص بقضايا الأمومة والطفولة عدة نصائح لمساعدة الأهل في اختيار الطرق المثلى في التحدث مع أطفالهم بخصوص الحروب والإرهاب وهي كما يلي:

1. يفضل عدم طرح الموضوع مع الأطفال، ما لم يكن هناك حاجة فعلية لذلك، أو في حال لم يسأل الطفل عنه، إذ أن عدم سؤال الطفل قد يكون مقياسا لعدم التفاته لهذه الأمور أو لعدم فهمه لها، فليس من الضروري البدء بإشغاله بها.

2. اختيار كلمات مناسبة لعمره الصغير، وذلك كي يتسنى له فهم المراد من الحديث، كما من المطلوب أيضا تبسيط الأحداث، لأن الأمور العالقة قد تكون خطيرة للطفل، إذ إنها قد تسبب بتشكل مفهوم خاطئ.

3. أن تعطي له الإحساس أنه يستطيع دائما طرح الأسئلة، وأننا لا نستثقل منه وهو ما يولد الثقة بالنفس، كما أنه ينمي الثقة بين الطفل والأهل، ويصبحون مرجعا له للحصول على معلومات.

أخيرا من المهم للأهل معرفة أنهم ليسوا فقط المصدر الوحيد لمد الطفل بالمعلومات. فالصمت وعدم التطرق لهذه الأمور من الأهل، ليس بالضرورة حماية له، وإنما سيلجأ الطفل لأحد آخر لمعرفة المعلومات، التي قد توصله بطريقة مشوهة. لذا من الأفضل التكلم مع الطفل لأن فهمه لا زال هشا جدا، ويمكن أن ترسخ في ذاكرته أشياء إلى الأبد مما قد يولد عقدة نفسية لديه .كما يجب على الأهل توضيح الحقائق للأطفال، فنحن لا نريد أن يشعر الصغير بالفزع، بل أن يفهم بطريقة صحيحة ما يدور حوله من أحداث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock