كيف تتخصص في دراسة إدارة الأعمال ؟
إدارة الأعمال بجانب المحاسبة من مجالات الدراسة التجارية الشائعة، نستعرض تاريخ دراسة إدارة الأعمال وكيفية تحقيق النجاح فيها في السطور التالي.
يعد مجال إدارة الأعمال من أهم المجالات التي نالت شهرة عالية في الآونة الأخيرة خاصة مع التطور الهائل في نظام العمل أو افتتاح العديد من الشركات الخاصة والعامة؛ حيث يفتقر كثير من الموظفين إلى الإبداع والابتكار أو التجديد في مجال العمل، وهنا تأتي مهمة دارسي إدارة الأعمال والمتخصصين فيه لتوجيه الطاقات البشرية واستغلالها أقصى استغلال ممكن من أجل مصلحة العمل.
فهذه العناصر البشرية الدارسة لإدارة الأعمال مؤهلة للقيادة وابتكار الأفكار الناجحة ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع، ويمكننا الجزم بأن أي مشروع ناجح يتوقف مدى نجاحه على مقدار ما يملكه مدير هذا المشروع من قدرات إدارية ومهارة في التخطيط ومرونة في التنفيذ؛
لذلك فإن دراسة إدارة الأعمال تكسب الأفراد قدرات مختلفة ومتنوعة في مجال إدارة الموارد البشرية والقيادة وطرق استغلال الموارد المادية والمعنوية بصورة أفضل، ويتناول هذا المقال التعريف بإدارة الأعمال، وأهمية تخصص إدارة الأعمال ، وكذلك كيفية دراسة إدارة الأعمال
لقد أنشئت أول كلية لدراسة إدارة الأعمال على مستوى العالم في باريس بفرنسا عام 1819م وقد أطلق عليها اسم “المدرسة العليا للتجارة”، وبعدها أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية كلية وارتون لدراسة إدارة الأعمال في جامعة بنسلفانيا عام 1881م، ثم تأسست مدرسة هارفارد للأعمال عام 1908م، ويعرف علم إدارة الأعمال بأنه العلم الذي يهتم بعمليات تنظيم الموارد المادية والبشرية والمعنوية بكفاءة بالغة.
من أجل توجيه جميع الأنشطة والإمكانيات المتاحة لتحقيق أهداف وغايات محددة، وذلك لضمان الربح المستدام في المنشأة، وبالرغم من ظهور تعريفات عديدة لمجال إدارة الأعمال إلا أنها جميعا تتفق في الهدف وتصب في نفس البوتقة، وبالرغم من أن أول كلية لدراسة إدارة الأعمال أنشئت في باريس بفرنسا -كما ذكرنا آنفاً- إلا أن هذا التخصص نال شهرة كبيرة مع أول ظهور له في جامعة أكسفورد في لندن ببريطانيا مع بدايات القرن العشرين، وتابع انتشاره على مستوى العالم فيما بعد حتى أصبح هذا التخصص متاحاً للدراسة وموجودا في جميع جامعات العالم.
أهمية دراسة إدارة الأعمال
تأتي الأهمية الكبيرة لتخصص الأعمال من دوره في إكساب الأفراد العديد من المهارات الإدارية والقيادية وأيضا القدرة على التنسيق بين الموارد المتاحة ومتطلبات السوق مع الاستغلال الأمثل لجميع الموارد المتاحة سواء كانت مادية أو بشرية، وفيما يلي نحدد الأدوار التي يقوم بها دارسو إدارة الأعمال للارتقاء بمستوى العمل في مؤسساتهم:
- وضع الخطط: حيث يتمكن دارسو إدارة الأعمال من وضع التصورات الممكنة لأهداف المشروع المحدد بالإضافة إلى تحديد خطط العمل والمدة الزمنية المطلوبة لتنفيذ كل هدف سواء كانت على مدى قريب أو بعيد.
- تنظيم المهام: إن دراسة إدارة الأعمال تمكن الشخص من تنظيم المهام والمسئوليات بصورة متناسقة بين جميع أفراد وموظفي المؤسسة من أجل ضمان تحقيق الأهداف المطلوبة والخطط المرسومة للمشروع.
- توظيف الموارد البشرية: وذلك من خلال تحديد الاحتياجات المطلوبة من الموارد البشرية حسب المهام المحددة والخطط المطلوب تنفيذها وبالتالي يتم توظيف الأفراد المناسبين والقادرين على إنجاز الأعمال وتحقيق المهام التي تضعها المؤسسة.
- تقدير الميزانية: من الأهداف المهمة لدراسة مجال إدارة الأعمال أن يمتلك الفرد قدرة عالية على تقدير ووضع تصور عن الميزانية والتكاليف المطلوبة لإنجاز مشروع معين مع تحديد الفترة الزمنية اللازمة للتنفيذ، وكذلك المعوقات وكيفية التغلب عليها.
- توجيه الموظفين: تظهر مهارة دارسي إدارة الأعمال من خلال دورهم البناء في التفاعل مع جميع عناصر الموارد البشرية والموظفين من خلال التحفيز والإرشاد وتوجيه النصائح بصورة مستمرة بهدف تحقيق أفضل إنتاج في أقل وقت من خلال استغلال كافة الإمكانيات المتاحة.
- مراقبة الأداء في المشروع: يمتلك دارس إدارة الأعمال القدرات والمهارات التي تمكنه من مراقبة أداء العاملين في المؤسسة بالإضافة إلى قدرته على تقييم أداء المشروع من جميع عناصره من أجل التعرف على مواضع الخلل أو الضعف -إن وجدت- مع تعديل الخطط للتغلب على هذا الضعف أو الخلل قبل أن يؤثر سلبيا على أداء المشروع ككل.
كيف تدرس إدارة الأعمال؟
إن دراسة إدارة الأعمال تعمل على التنسيق بين الموارد البشرية والمادية المتاحة بصورة تحقق أعلى ربح وبأقل مستوى من الخسارة والنفقات؛ لذلك يُقدم الكثير من الطلاب على الالتحاق بهذا التخصص سواء بعد المرحلة الثانوية للحصول على مؤهل جامعي في مجال إدارة الأعمال أو بعد إنهاء الدراسة الجامعية للحصول على دبلومة أو دراسات عليا (ماجستير أو دكتوراة) في مجال إدارة الأعمال، وتختلف مدة الدراسة من جامعة لأخرى .
ففي الدراسة النظامية عقب الثانوية العامة تتراوح مدة الدرسة ما بين سنتين إلى خمس سنوات، أما بالنسبة للدراسات العليا فإن مدة الدراسة تختلف حسب مهارة الدارس وقدرته على اجتياز المقررات الدراسية وإعداد الأبحاث المطلوبة، كما نجد بعض الجامعات تشترط للالتحاق بدراسة إدارة الأعمال ضرورة اجتياز بعض الاختبارات الخاصة بالمهارات والقدرات سواء في اللغة الإنجليزية أو الحاسب الآلي أو اختبار جي ار اي أو اختبار جي ام ايه تي، وفي كل الأحوال فإن الحقيبة الدراسية لإدارة الأعمال بصفة عامة تحتوي على المقررات التالية:
- علم الإدارة العامة: وهو يهتم بدراسة الطرق التي تمكن الدارس من اتخاذ القرارات المفيدة اقتصاديا واستثماريا بما يحقق المنفعة للمؤسسة على الصعيد التجاري.
- الموارد البشرية: ويتعلم الدارس من خلال هذا العلم تركيب الهيكل القانوني وكذلك الهيكل الوظيفي لأي مؤسسة تجارية مع كيفية التعامل مع العناصر البشرية الموجودة في المؤسسة وقيادتهم بصورة تحقق المنفعة المشتركة.
- علوم الرياضيات والإحصاء: ويتعرف الدارس من خلالها على أهم المعارف الحسابية وكيفية تحليل المعلومات والنتائج مع دراسة التفاضل والتكامل وعلم البرمجة وغير ذلك من الدراسات المفيدة في علم الإدارة.
- علم الاقتصاد: من العلوم التي يحتاج إليها دارسو إدارة الأعمال علم الاقتصاد؛ لأنه يشتمل على الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، ويدرس فيها الطالب الأنظمة الاقتصادية بأنواعها المختلفة وكيفية تحديد الأسعار واتجاهات السوق مع تحديد التكاليف اللازمة والإيرادات المطلوبة، كما يدرس الطالب التجارة الدولية والسياسات الاقتصادية باختلاف أنواعها وبعض الظواهر الاقتصادية.
- التمويل والاستثمار: وفي هذا العلم يعرف الدارس أهم سبل تمويل المؤسسة وكيفية التعامل مع المستثمرين وجذب الاستثمارات للمؤسسة، وأيضا تمكنه مع التعرف على الموقف المالي للمؤسسة.
- علوم المحاسبة: ويحتاج دارسو إدارة الأعمال إلى علوم المحاسبة للتمكن من قراءة البيانات المحاسبية مع اكتساب المهارة في تحليل تلك البيانات واستغلالها بما يحقق المنفعة للمؤسسة التي يديرها.
- علم التسويق: وهو العلم الذي يهتم بنشر فكر المؤسسة والعمل على فتح أسواق جديدة لتسويق منتجاتها بهدف رفع القدرة الإنتاجية والربحية للمؤسسة.
- التخطيط الإستراتيجي: ويتعلم فيه الدارس كيفية إعداد الخطط السنوية أو الخمسية للمؤسسة مع تجهيز دراسات الجدوى المطلوبة لكل فترة أو خطة.
كثيرا ما نسمع عن مشاريع أعدت لها دراسات جدوى ناجحة ولكنها سرعان ما تبوء بالفشل عند التنفيذ على أرض الواقع، وعلى النقيض من ذلك نجد بعض المشاريع البسيطة التي يكتب لها النجاح والتميز؛
وكل ذلك يكون بسبب مدى قدرة إدارة المشروع على التعامل مع الموارد المادية والبشرية بمقدرة ومهارة، ولن يتمكن مدير المشروع أو المؤسسة من إدارتها بأسلوب علمي إلا إذا كان دارسا لإدارة الأعمال ممتلكا للمرونة التي تمكنه من التصرف عند مواجهة المشاكل والأزمات.
والقدرة على توجيه الإمكانيات المتاحة لخدمة المؤسسة، وقد تناول هذا المقال التعريف بمجال إدارة الأعمال وأهمية دراسته، بالإضافة إلى كيفية دراسة إدارة الأعمال.