«كورونا» يحدّد ملامح الدراسة في «الفصل الثاني»
«كورونا» يحدّد ملامح الدراسة في «الفصل الثاني»
أكدت وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، أن قرار تطبيق التعليم عن بُعد، في المدارس الحكومية والخاصة بأبوظبي، أقرّ حرصاً على صحة الطلبة والمدرسين والعاملين في الميدان التربوي، وأنه تبعاً للواقع الصحي والمستجدات، سيتم اتخاذ اللازم بما يصبّ في مصلحة الطلبة.
وأعلنت الجامعات استمرار نموذج التعليم الهجين، واستقبال الطلبة في الحرم الجامعي، بشروط وإجراءات احترازية.
وأرجع أطباء ومسؤولون، في مدارس حكومية وخاصة، القرار إلى أن فصل الشتاء يعدّ موسم الإنفلونزا الموسمية، وأمراض الجهاز التنفسي المعدية، إضافة إلى تسجيل حالات محدودة من فيروس «كورونا المتحور» في الدولة، وردت إليها من الخارج.
وتفصيلاً، أعلنت الوزارة استئناف الدراسة في المدارس الحكومية للفصل الدراسي الثاني، اعتباراً من الأحد المقبل، لجميع الطلبة والهيئات الإدارية والفنية والتدريسية.
وقررت، مبدئياً، أن تكون الدراسة لجميع الطلبة «عن بُعد» في الأسبوعين الأولين، مؤكدة اتخاذ اللازم تبعاً للواقع الصحي والمستجدات، بما يصبّ في مصلحة الطلبة، وسيكون الدوام وفق الجداول المدرسية، والتوزيع الزمني السابق للفصل الدراسي الأول.
وبالنسبة لدوام الهيئتين الإدارية والفنية في المدارس، أشارت الوزارة إلى أنه سيكون بنسبة 50%، للكادر الإداري والفني بالتبادل، وفق خطة توزيع يضعها مدير المدرسة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، خلال الدوام الرسمي في المدرسة.
كما اعتمدت لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الناجمة عن جائحة «كورونا» في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، نظام الدراسة «عن بُعد» في مدارس الإمارة كافة، لأول أسبوعين من الفصل الدراسي الثاني، حرصاً على صحة الطلبة والمدرسين والعاملين.
وأفادت اللجنة بأنه على جميع الطلبة والمدرسين والعاملين في المدارس والقادمين من خارج الدولة، عبر أيّ من مطاراتها أو مداخلها، الالتزام بمتطلبات الحجر الصحي، وفقاً للإجراءات المعلن عنها والمعتمدة في الإمارة.
فيما أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة إنهاء الاستعدادات الخاصة ببدء الفصل الدراسي الثاني بنظام التعليم الهجين، حيث سيلتحق 12 ألفاً و301 طالب وطالبة من التخصصات الأكاديمية كافة للدراسة فيها، منهم 1345 طالباً في برامج الدراسات العليا.
كما تم وضع خطة للعودة للحرم الجامعي يوم 16 يناير، تشمل 5000 طالب وطالبة من طلبة الكليات العلمية، وفق خطط احترازية شاملة، حرصاً على سلامة الطلبة، وضماناً لاستمرارية تحصيلهم العلمي.
وذكرت جامعة زايد أن يوم 10 يناير سيكون أول يوم دراسي للفصل الثاني، وستكون الدراسة في معظم الكليات عن بُعْد، عدا الكليات التي تحتاج لحضور، مثل: كلية الابتكار التقني، وكلية الفنون، وكلية العلوم الطبيعية والصحية، مشيرة إلى أن «هذه الكليات من الممكن، أيضاً، أن يحتوي جدولها على حصص (أون لاين)».
كما أكدت كليات التقنية العليا استمرار نموذج التعليم الهجين، وإتاحة المجال لحضور الطلبة للكليات، بنسبة لا تزيد على 30%، للمادة الواحدة، نظراً لطبيعة التعليم التطبيقي الذي تتميز به الكليات، حيث سيستمر اقتصار حضور الطلبة على المختبرات، وورش العمل، والحلقات النقاشية، والعروض التقديمية، إضافة إلى الأنشطة التطبيقية والبحثية المتعلقة بريادة الأعمال، ضمن المناطق الحرة الاقتصادية. كما ستكون هناك إمكانية، أيضاً، لعقد بعض الاختبارات والامتحانات في الكليات، وفق الضوابط والإجراءات المتعلقة بصحة وسلامة الطلبة على مستوى مؤسسات التعليم العالي في مواجهة «كوفيد-19».
وأوضحت الكليات أن الحضور الطلابي يمثل عاملاً مهماً لطبيعة التعليم التطبيقي والاحترافي الذي تعتمده، لهذا تم وضع آلية عمل تضمن تلبية المتطلبات التطبيقية لكل مساق، بشرط ألا يتجاوز الحضور في المساق الـ30% على مستوى المختبرات وورش العمل والعروض التقديمية والمناقشات، أما المحاضرات للمساق فستكون جميعها «أون لاين»، مشيرة إلى أن مبدأ «التعليم الهجين» يعتمد على الدمج بين التعليم داخل الحرم الجامعي، والتعلم عن بُعد، بالطريقة المثلى التي تضمن حصول الطالب على أفضل خدمة تعليمية، بما يتناسب ومتطلبات دراسته، خصوصاً التطبيقية.
وأكدت جامعات خاصة استمرار تبنيها، خلال الفصل الدراسي الثاني، نظاماً تعليمياً هجيناً، يجمع بين التعليم في القاعات الدراسية، والتعليم عن بُعد، باستخدام تقنيات الاتصال المعتمدة، تماشياً مع الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات التعليمية الصادرة من الجهات ذات الاختصاص، مشيرة إلى أن «هذا النظام صمم ليلبي احتياجات الطلبة الأكاديمية، وفق طبيعة المساق ومتطلباته، مع تمكن الطلبة من الانخراط في محاضرات افتراضية، وأخرى واقعية بمختبرات الجامعات التي تطبق أعلى الإجراءات الوقائية، حفاظاً على صحة وسلامة الجميع».
وأوضحت الجامعات أن نموذج التعليم الهجين سيشهد إتمام بعض الأنشطة الجامعية افتراضياً، بما ذلك: الامتحانات القصيرة، والاختبارات الشفوية، ومناقشات الدراسات العليا، في حين ستتم بعض الأنشطة الأخرى في حرم الجامعة بطاقة استيعابية تراوح بين 25 و40%، للطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية. ويشمل ذلك الأنشطة البحثية والمخبرية وأنشطة الاستوديوهات والاختبارات النهائية.
وشدد مسؤولون في مدارس وجامعات حكومية وخاصة، على أن قرار تطبيق التعليم عن بُعد، يهدف إلى تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لمكونات العملية التعليمية، مشيرين إلى أن النهج الاستباقي للدولة، والرؤية الاستشرافية للقيادة، أسهما في توفير بنية تحتية تقنية متطورة، مكنت مؤسسات التعليم من تطبيق خيارات متنوعة للتعليم، وطرح أنظمة تعليمية مرنة، تسهم في توسيع نطاق الخبرات لدى المتعلم، في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
وتابعوا أن القرار يصبّ في مصلحة الطالب والمجتمع، خصوصاً مع انتشار الإنفلونزا الموسمية، خلال هذه الفترة من كل عام، وعودة ظهور فيروس «كورونا» في العالم، وصعوبة التفرقة بين أعراضها وأعراض «كوفيد-19»، بجانب ظهور الطفرة الجديدة من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا، ورصد الجهات الصحية الإماراتية حالات محدودة في الدولة وردت من الخارج، إضافة إلى سفر العديد من الأسر والأشخاص إلى الخارج، خلال الفترة الماضية، وعودتهم للدولة، ما يعرض الطلبة لأن يكونوا مخالطين بشكل أكبر.
وأكدوا عدم وجود خطورة في استمرار التعليم الهجين بالجامعات، نظراً لكبر سن طلبة الجامعة، وقدرتهم على الحفاظ على الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي تطبقها الجامعات، وتشمل خفض الكثافة داخل الحرم الجامعي إلى نحو 30% من العدد الإجمالي، والتزام الطلبة بإظهار نتيجة سلبية لفحص «بي سي آر» قبل دخول الحرم الجامعي، وتوفير أماكن للحجر الصحي في حالات الضرورة بمعايير ومواصفات خاصة، وتوفير الرعاية الصحية والخدمات كافة، التي يحتاجها الطالب.