قصة وصورة فتى الجليد .. قصة تحمل عبرة رائعة لصرخة صامتة من طفل فقير يحلم أن يتعلّم

قصة وصورة فتى الجليد .. قصة تحمل عبرة رائعة لصرخة صامتة من طفل فقير يحلم أن يتعلّم …في إحدى القرى النائية بمقاطعة “يونان” جنوب غربي الصين، يعيش طفل صغير يُدعى وانغ فومان، لم يتجاوز الثامنة من عمره. فتى نحيل الجسد، بملامح بريئة وعيون تلمع بالأمل، رغم أن حياته لم تعرف الراحة يومًا.
صباح متجمّد

في صباح متجمّد من شتاء عام 2018، كانت درجات الحرارة تحت الصفر، والثلج قد غطى الطرقات والجبال والبيوت. وبينما اختبأ الناس داخل منازلهم هربًا من البرد القارس، خرج وانغ من منزله الطيني البسيط، مرتديًا ملابس لا تصلح لمواجهة الشتاء، دون قبعة أو قفازات، حاملاً معه حقيبته المدرسية الصغيرة فقط… وإرادة لا تُوصف.
قطع وانغ مسافة تزيد عن أربعة كيلومترات ونصف سيرًا على الأقدام، وسط الرياح والجليد، متوجهاً إلى مدرسته. لم تكن الرحلة مجرد مشي عادي، بل كانت رحلة تحدٍّ بين جسد طفل ضعيف وقوة الطبيعة القا*سية. كل خطوة كانت اختبارًا للإصرار، وكل نسمة برد كانت صفعة من الواقع.
وعندما وصل إلى المدرسة، كان المنظر أشبه بلوحة حزينة: شعره مغطى بطبقة كثيفة من الثلج، وجنتاه متجمدتان بلون أرجواني، ويداه متيبستان من البرد… لكنه كان يضحك، أو على الأقل يحاول أن يبتسم. لم يشتكِ، لم يطلب شيئًا، فقط جلس في مقعده منتظرًا بدء الدرس.
أحد المعلمين التقط صورة له في تلك اللحظة، دون أن يتخيل أنها ستجوب العالم. الصورة التي سُميت لاحقًا بـ”صورة فتى الجليد”، لم تكن مجرد لقطة مؤثرة، بل كانت صر*خة صامتة من طفل فقير يحلم أن يتعلّم، مهما كلّفه ذلك من تعب وأ*لم.
انتشرت القصة كالنار في الهشيم، واهتزت لها قلوب الملايين داخل الصين وخارجها. بدأت التبرعات تتدفق، وتم توفير ملابس شتوية له ولزملائه، وتحسين ظروف المدرسة. لكن القصة الحقيقية لم تكن في الملابس أو الشهرة… بل في ذلك القلب الصغير الذي علّم العالم درسًا كبيرًا في العزيمة.
.