فى اليوم العالمى لكتاب الطفل هل تكفى كتب الأطفال حاجتهم
مع الاحتفال باليوم العالمى لكتاب الطفل، يظل السؤال “الخطير” مطروحا، هل يوجد كتاب للطفل فى مصر؟ ومن جهة أخرى: هل لايزال الطفل كما كان فى الماضى حريصا على القراءة والثقافة والمعرفة؟
كلها أسئلة تدور فى الأذهان حول صناعة كتب النشء، فرغم وجود أكثر من سلسلة مختصة فى أدب الطفل، مثل سلسلة عالم الطفل الصادرة عن المركز القومى للترجمة، وسلسلة قطر الندى بهيئة قصور الثقافة، وعدد من السلاسل الخاصة بالطفل بهيئة الكتاب مثل 3 حواديت للأطفال وروائع الأدب العالمى للأطفال، لكن المثير أن الجميع، وأولهم الأطفال، يشعرون بأنه لا يوجد كتاب الطفل، ولا يشعرون بإصدارات تلك السلاسل.
ومن جانبها قالت الكاتبة سمر نور، مدير تحرير سلسلة 3 حواديت للأطفال، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، إن إصدارات كتب الأطفال بالقياس بما يصدر من كتب بوجه عام ليس قليلا، لكن الجيد منها قليل، وتبدو فى أغلبها متشابهة، ونحتاج أن تكون أكثر عددا وأكثر تنوعا.
وأضافت “نور”، أن أدب الطفل يحتاج إلى أعمال أخرى مختلفة عن المتداولة الآن، وذلك كون العناوين الصادرة الآن عن القيم والإرشاد، ويبقى عنصر الخيال بعيدا عن تلك الأعمال، موضحا أن الأطفال يحتاجون إلى أفكار حرة، وأن هناك خيالا قائما على الإمتاع، حتى يستطيع الطفل أن يحس بأنه مشترك معك فى العمل.
وحول قيام سلسلة 3 حواديت للأطفال، بالاستعانة بكتاب من غير كتاب أدب الطفل، أكدت سمر نور أن الفكرة كانت لزيادة التنوع فى النصوص وتطويرها، مشيرة إلى أن التجربة لقيت رواجا وكان هناك العديد من هؤلاء الكتاب لديه الرغبة فى الكتابة للطفل، لافتة إلى أنه أصبح لا يوجد فصل فى أنواع الكتابة مثل الماضى، وأصبح مجال الكتابة للطفل مغرٍ للكثير من الكتاب.
وشددت سمر نور، إلى أنه ضمن المشاكل التى تواجه كتب الطفل، هو تنوع مصادر النشر، لأنه رغم وجود عدة دور نشر تصدر عناوين للأطفال، إلا أنها فى أغلبها تتجه للأعمال المترجمة، ورأت أيضا أن الأطفال يقرأون أكثر فى اللغات الأخرى، وأصبحوا غير مرتبطين بالعربية، لكنهم يقرأون وأحيانا أكثر منا على حد وصفها.
قال الكاتب عمرو العادلى، إن الإصدارات من كتب الأطفال فى مصر، هى قليلة إلى حد كبير، لافتا إلى أن الهيئات الحكومية، خاصة هيئة قصور الثقافة، “بتعمل اللى عليها”، لكن تبقى الأزمة عند دور النشر الخاصة، والتى لا تقدر الأعمال المقدمة للأطفال، متسائلا لماذا يتم التهاون بكتاب وأدب الطفل، موضحا “لو دور النشر الخاصة اشتغلت هيفرق كتير”
وأوضح “العادلى” إلى أن الكتابة الجادة أيضا قليلة، خاصة للفئة العمرية من 9 إلى 13 سنة، يكاد يكون ليس لها أى إصدارات، فالإصدارات إما للسن الأصغر أو للفئة الأكبر.
وأكد الكاتب عمرو العادلى، إن الأزمة التى تواجه أدب الطفل أيضا هو اننا نعامل الطفل وكأنه عاق أو “متخلف عقليا” أو ليس لديه وعى، مشيرا إلى أن الطفل ربما يكون احساسه ووعيه بالعالم أكثر من الكبير، خاصة العالم البكر البرئ الغير ملوث، مشددا أن علينا نحترم سن الطفل ووعه وأن نهتم بكتابات متماشية مع مرحلته العمرية.