طلبة يغمضون «عين الكاميرا» للاستعانة بذويهم خلال الامتحانات
طلبة يغمضون «عين الكاميرا» للاستعانة بذويهم خلال الامتحانات
أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة تعمّد طلبة، معظمهم في المرحلة الأساسية، إغلاق الكاميرا أثناء الامتحان، بحجة وجود عطل فني فيها، فيما الهدف من ذلك هو الاستعانة بأحد أفراد الأسرة للإجابة عن أسئلة الامتحان.
واعتبروا أن مسؤولية مراقبة الابن أثناء أدائه الامتحانات تقع على ولي أمره، إذ يتعين عليه أن يسهم في تطوير العملية التعليمية وتحسين مستواه الدراسي.
وفي المقابل، عزا ذوو طلبة لجوء أبنائهم إلى إغلاق الكاميرا والتذرع بالعطل الفني، إلى صعوبة الامتحانات، وعدم تدريب طلبة المرحلة الأساسية على الدراسة عبر أجهزة الكمبيوتر أو الألواح الذكية، والوصول إلى المعلومات، مؤكدين أن أبناءهم يضطرون إلى طلب المساعدة منهم، أو من أشقائهم الأكبر سناً، من أجل قراءة الأسئلة لهم ومساعدتهم على فهمها، وأحياناً الوصول إلى الحلّ قبل انتهاء الامتحان.
وقالت معلمة اللغة العربية بمدرسة خاصة في إمارة الفجيرة، منى محمد، إن المدرسة وضعت شروطاً يتعين على الطالب اتباعها خلال أداء الامتحان، من ضمنها فتح الكاميرا والميكروفون، والجلوس بصورة تمكّن المعلم من رؤيته بصورة واضحة.
وأضافت أنه «على الرغم من توضيح تلك الشروط للطلبة، إلا أن معظمهم لا يلتزم بها، ويتعمد إغلاق الكاميرا أثناء أداء الامتحان»، ملقية باللوم على أولياء الأمور الذين يسمحون لأبنائهم بممارسة هذه السلوكيات بدل منعهم منها.
وأيدتها معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة حكومية، ميثة محمد، قائلة إن «نظام (التعليم عن بعد) مضى عليه أكثر من فصل دراسي، والمفترض أن يكون طلبة المرحلة الأساسية قد اعتادوا استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الألواح الذكية، وتمكنوا منها، إلا أنهم لايزالون يغلقون الكاميرا خلال الامتحان، للاستعانة بشخص أكبر سناً لمساعدتهم في حلّ الأسئلة».
وأكدت أن «المعلمات تدربن على وضع أسئلة بمستوى طالب المرحلة الأساسية، أي أنها لا تحتاج إلى وجود شخص بالغ ليقرأها لهم، أو حتى ليحلها بدلاً منهم، إلا أن كثيراً من ذوي الطلبة لا يأخذون الامتحان بجدية كافية، لأنه عن بُعد».
وأفاد المعلم في مدرسة خاصة، سفيان علي، بأن «الطالب سيفقد ثقته بقدرته على حلّ الأجوبة من دون مساعدة، حين يعود إلى الدراسة الواقعية، بحكم تعوده على حلها مع شخص آخر».
ولفت إلى أن «المراحل الأساسية هي التي تمكّن الطالب من التعود على حلّ الأسئلة بنفسه، إلا أنه سيفقد هذه الإمكانية في حال اعتماده الكلي على أشخاص آخرين».
في المقابل، قالت والدة طالبة، منى عيسى، إن ابنتها تدرس في الصف الثاني بمدرسة حكومية، ولاتزال تطلب منها قراءة الأسئلة لها، ومساعدتها على حلّ أسئلة الامتحانات، مشيرةً إلى أن «طلبة المرحلة الأساسية لايزالون غير قادرين على قراءة الأسئلة وحلها عبر أجهزة الكمبيوتر والألواح الذكية».
وعلى الرغم من تدريب ابنتها على حلّ الأسئلة بالسرعة المطلوبة، إلا أنها تحتاج إلى من يقرأ لها السؤال ويشرحه، وهذا يزعج المعلمة والطلبة أثناء أدائهم الامتحان بسبب حاجتهم إلى الهدوء والتركيز.
وأيدها المواطن، طلال علي، قائلاً إن «طلبة المرحلة الأساسية ورياض الأطفال لايزالون غير متمكنين من التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والألواح الذكية أثناء الحصص الدراسية عن بُعد».
وأضاف أنه اعتمد على المعلمة في أول امتحان لابنه في الصف الأول، إلا أنه لم يتمكن من حلّ أي سؤال، مشيراً إلى أن المعلمة اضطرت إلى إعادة الامتحان له ليتمكن من الإجابة عن أسئلته، لكن بمساعدة من والدته.