صمتك أمام سخرية الآخرين من طفلك ليس نضجًا بل خذلانًا.. تصرف صح

“صمتك أمام سخرية الآخرين من طفلك ليس نضجًا بل خذلانًا… من أهم أدوار الوالدين في الحياة أن يكونوا سندًا لأبنائهم، وأن يزرعوا فيهم الثقة والكرامة. فالأبناء يتعلمون من مواقف آبائهم أكثر مما يتعلمون من كلماتهم، وحين يتعرض الطفل للسخرية أو الاستهزاء أمام الآخرين، فإن رد فعل الوالد هو الذي يحدد شعور الطفل بالأمان أو بالخذلان.

موقف الوالدين أمام السخرية
حين يجلس الأب أو الأم مع الأصدقاء أو الأقارب، ويبدأ أحدهم بالاستهزاء بشكل الطفل أو طريقته في الكلام أو تصرفاته، ويضحك الجميع، فإن مشاركة الوالد في الضحك أو التزامه الصمت لا يُعد تصرفًا ناضجًا.
- الطفل لا ينزعج من الكلمة وحدها، بل من إحساسه أن والده لم يدافع عنه.
- الصمت أو الضحك يُشعره أن والده شارك الآخرين في الأذى.
- وصف الطفل لاحقًا بأنه “نكدي” أو “لا يعرف المزاح” يزيد من جرحه النفسي.
لا تجامل على حساب أبنائك
من الخطأ أن تكون المجاملة أو إرضاء الآخرين على حساب نفسية الأبناء:
- لا تسمح أن يكون الضحك على حساب كرامة أولادك.
- من أراد أن يمزح، فليكن المزاح على نفسه لا على الأطفال.
- الأبناء ليسوا وسيلة تسلية أو مادة لإثبات خفة الدم أمام الآخرين.
القدوة التربوية
الأبناء يتعلمون من آبائهم كيف يحمون أنفسهم وكيف يتعاملون مع الناس:
- موقفك هو الذي يُعلّمهم الدفاع عن كرامتهم.
- احترامك لهم يُغرس فيهم احترام الذات.
- صمتك عن الإساءة يُعلّمهم الاستسلام، بينما دفاعك عنهم يُعلّمهم القوة.
البعد الديني والأخلاقي
القرآن الكريم وضع أساسًا واضحًا للأدب الاجتماعي في سورة الحجرات، حيث قال الله تعالى:
“يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم”
“ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب”
هذه الآيات تُذكّرنا بأن السخرية والاستهزاء ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي سلوك مرفوض يجرح الكرامة ويهدم العلاقات الإنسانية.
حماية الأبناء من السخرية ليست خيارًا، بل هي واجب تربوي وأخلاقي وديني.
فالأب أو الأم الناضجان هما من يقفان إلى جانب أبنائهما، ويعلّمانهم أن الكرامة لا تُساوم، وأن الضحك لا يكون أبدًا على حساب الآخرين.
بهذا الموقف، نُنشئ جيلًا واثقًا بنفسه، قادرًا على مواجهة الحياة بكرامة واحترام.
صمتك
.







