خليط طبيعي لخفض هرمون الكورتيزول يتم الترويج له عبر الإنترنت.. فما فائدته؟

خليط طبيعي لخفض هرمون الكورتيزول يتم الترويج له عبر الإنترنت.. فما فائدته؟ …الكورتيزول هرمون ستيرويدي تُنتجه الغدد الكظرية، الواقعة فوق الكلى. يرسل الدماغ، عبر تحت المهاد والغدة النخامية، إشارات إلى الغدد الكظرية لضبط إنتاج الكورتيزول وفقاً لاحتياجات الجسم. لكن عندما يواجه الفرد خطراً أو موقفاً يُنظر إليه على أنه تهديد، مما يُحفز جسمه استجابةً حادةً للتوتر. هذه آليةٌ تطوريةٌ للبقاء. يُطلق الجسم بعد ذلك سلسلةً من الهرمونات، بما في ذلك الأدرينالين (للرد الفوري) والكورتيزول (للتعامل مع الآثار طويلة الأمد).
وبالتالي، ووفقاً لموقع Institut du cerveau، يزيد الكورتيزول من توافر الطاقة عن طريق إطلاق الجلوكوز المُخزن في الكبد، ويُعدّل الاستجابة المناعية، ويُهيئ الجسم للتعامل مع المواقف الصعبة.
ورغم أن هذه الحالة مؤقتة، إلا أنها مُتكيّفة تماماً. لكن عندما يُصبح التوتر مزمناً، يظل إفراز الكورتيزول مرتفعاً لفترات طويلة، مما قد يُضر بالصحة.
مخاطر زيادة الكورتيزول في الجسم
رغم أن الكورتيزول يلعب دوراً أساسياً في الذاكرة والتكيف وله تأثير مباشر على عدة مناطق في الدماغ، بما في ذلك الحُصين، وهو بنية أساسية للذاكرة، ومرونة الخلايا العصبية، أي قدرة الدماغ على التكيف والتعلم، والتأثير على اللوزة الدماغية، المسؤولة عن إدارة المشاعر، والقشرة الجبهية، التي تُركز الوظائف التنفيذية مثل اتخاذ القرار والتخطيط، إلا أن ارتفاع معدلات الكورتيزول في حالات التوتر المزمن، قد تُلحق ضرراً بالدماغ. قد يشهد الحُصين، وهو منطقة حساسة للغاية، انكماشاً في الخلايا العصبية، مما يُضعف الذاكرة ويزيد من خطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
وقد أظهرت دراسات عديدة أن ارتفاع مستويات الكورتيزول المزمن، يرتبط بانخفاض حجم مناطق معينة من الدماغ وانخفاض القدرات الإدراكية لدى البالغين وكبار السن.
“خليط الكورتيزول”.. هل هو فعّال في تقليل التوتر؟
يوصي بعض مستخدمي الإنترنت بسائل يُسمى “خليط الكورتيزول”، لخفض مستويات الكورتيزول. ويتكوّن هذا الخليط من ماء جوز الهند، وعصير البرتقال، والليمون الطازج، ومسحوق المغنيسيوم، وملح البحر، والماء الفوار.
ولتوضيح الأمر، أشارت جيسيكا ر. لي، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ماريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية)، في حديثها مع قناة CNBC، إلى أن الأطباء نادراً ما يطلبون من مرضاهم خفض مستويات الكورتيزول لديهم؛ إلا إذا كانت هذه المستويات مستمرة الارتفاع وبشكل كبير أو في حالات متلازمة كوشينغ.
وأوضحت الدكتورة جيسيكا أن مستويات الكورتيزول “مؤشر يصعب تتبعه”. لذلك، يتعلق الأمر أكثر بإدارة التوتر والعوامل الأخرى التي نعتقد بأنها قد تساهم في تغييرات الكورتيزول.
وحول “خليط الكورتيزول”، أكدت عدم وجود دراسات تُثبت تأثير هذا الخليط على مستويات الكورتيزول. فتقول: “لا يُعرف حقاً أن أياً من مكوناته، عند تناوله بشكل منفصل، يُخفف التوتر، ربما باستثناء المغنيسيوم”.
فكيف يُمكن تفسير شعبية هذا الخليط؟ تشير الدكتورة مارلين تان، وفقاً لـ Femme Actuelle، إلى أنه من المُحتمل أن يشعر بعض الأشخاص بانخفاض التوتر بعد تناوله، ولكن قد يكون ذلك مُرتبطاً ببساطة بتعويض السوائل أو بمذاق المشروب اللذيذ.
يُشير الخبراء إلى أنه على الرغم من أن هذا الخليط مُصنَّع من مكونات صحية، إلا أنه لا يُنصح به للأشخاص الذين يُعانون من أمراض الكلى المُزمنة، نظراً لاحتوائه على السكر والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
لذلك لا تحاولي تجربة كل ما تشاهدين أو تقرئين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. استشيري دائماً اختصاصية التغذية أو الطبيب المعالج قبل الإقدام على تناول أي خلطة أو أي وصفة، حتى ولو كانت مكونة من عناصر غذائية طبيعية. وحاولي السيطرة على التوتر المستمر عبر ممارسة الرياضة وتقنيات التأمل واليوغا وتمارين التنفس.. بالإضافة إلى ممارسة الهوايات المفضلة مثل الرسم، سماع الموسيقى وغيرها.
.