جمل عن الحال المفردة
جمل عن الحال المفردة، يُصنف الحال في النحو العربي بنفس تصنيفات النَّعت، فهو ينقسم إلى حالٍ مفردة، وحال جملة؛ سواءً كانت هذه الجملة اسمية أو فعلية، وحال شبه جملة؛ وهي إما تتكون من جارٍّ ومجرور، أو من ظرفٍ ومضاف إليه، وهناك العديد من الأمثلة والجمل عن الحال المفردة والحال الجملة بنوعيها، سواءً في القرآن الكريم أو الشعر أو غيرهما..
الحال المفردة هي عبارة عن اسم نكرة، يبين هيئة صاحبِه وذلك عند القيام بالفعل، وسواءً جاء صاحبُه في موضع الفاعل أو المفعول في الجملة، أو كليهما معًا، والحال يكون بمثابة جوابٍ لجملةٍ استفهامية، أداتها “كيف”، أي أنها تسأل عن الكيفية التي كان عليها صاحب الحال.
وقد تأتي الحال المفردة بهيئة المثنى أو جمع المذكر السالم، ويتم إعرابها في كل الأحوال على أنها منصوبة، وإن كانت علامة النصب تختلف باختلاف هيئتها.
وإليك بعض الجمل عن الحال المفردة:
- أعجبني تهذيب الغلام مخطئًا.
- تخبرني عيناك بأنك عائدٌ منتصرًا.
- عاد الرجل معافىً.
- رجع العدو مهزومًا.
- رأيتُ القمر طالعًا.
- جاء المحارب شاهرًا سيفه.
- رأيتُ المريض متألمًا.
- باع الفلاح المحصول رخيصًا.
- أحب صاحب العلم متواضعًا.
- رأيتُ الفتاة سعيدةً.
- لعب الأطفالُ فرحين.
أمثلة على الحال المفردة من القرآن
بالإضافة لما سبق، فإن هناك العديد من الآيات القرآنية التي جاءت فيها الحال مفردة، ومنها:
- قوله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ”.
- قوله: “فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا”.
- كذلك قوله: “فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا”.
- قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا”.
- قوله تعالى: “فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا”.
- قوّله أيضًا: “وَأَرْسَلْنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا”
جمل عن الحال المفردة من الشعر
- قول الشاعر ابن دارة: “أنا ابن دارة معروفًا بها نسبي… وهل بدارةَ، يا لَلناس، من عار؟”.
- وأيضًا قول الشاعر مالك بن الريب “تقول ابنتي: إنّ انطلاقك واحدًا… إلى الرّوع يومًا تاركي لا أبا ليا”.
حال الجملة الاسمية
قد تأتي الحال أيضًا في هيئة جملةٍ اسمية، وتعُرب جملة اسمية في محل نصب حال، ولكن أولًا لا بد من توافر عدةِ شروطٍ فيها؛ منها أن تكون بطابعٍ خبري لا إنشائي، وألا تبدأ الجملة بأداة استقبال (مثل السين وسوف)، وأن يكون بها رابطٌ يشير إلى صاحب الحال.
وإليك بعض الأمثلة على الحال الجملة الاسمية:
- رأيتُ الشمس وهي تطلع.
- جاء الولد وهو يجري.
- رأيتُ الصِبيةَ وهم يلعبون.
- عاد الطفل من الرحلة وهو مسرور.
- رأيتُ القمر وأنواره مضيئة.
- أعجبني البلد شوارعها نظيفة.
- تكلم الرجل ولسانه فصيح.
- عاد جنودنا من الحرب وهم منتصرون.
أمثلة على الحال الجملة الاسمية من القرآن
- قوله تعالى: “وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا”
- قوّله: “قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ”.
- قوله كذلك: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ”.
- قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ”.
أمثلة على الحال الجملة الاسمية من الشعر
من هذه الأمثلة؛نذكر:
- قول الشاعر أبي فراس الحمداني: “أيا جامع الدنيا لغير بلاغةٍ… لمن تجمع الدنيا وأنت تموت”.
- كذلك قول أحدهم:”سرينا ونجم قد أضاءفمذ بدا… محياك أخفى ضوؤه كلَّ شارق”.
الأمثلة السابقة من الجمل العادية والقرآن والشعر، تضمنت في معظمها حرفَ الواو وضميرًا منفصلًا، واللذان يشيران إلى صاحب الحال، كما أنها جاءت خبرية وليست إنشائية، ولم تبدأ بأداة استقبال، وبالتالي فقد تحققت بها شروط الحال الجملة الاسمية.
حال الجملة الفعلية
أما النوع الثاني من أنواع الحال الجملة؛ فهو الحال الجملة الفعلية، ويتكون من فعل وفاعل وربما مفعول، ويُعرب جملة فعلية في محل نصب حال، وله نفس شروط الحال الجملة الاسمية، وقد يأتي فعله ماضيًا أو مضارعًا، وإليك بعض الأمثلة:
- سمعتُ القرآن يُتلى بخشوع.
- رأيت الولد يمشي مهرولًا.
- عاد المذنب يُكفر عن ذنبه.
- سمعتُ الطائر يغرد.
- عادت البنت وقد ملأت السعادة قلبَها.
- رجعنا إلى البيت نحمل الهدايا.
أمثلة على الحال الجملة الفعلية من القرآن
من الأمثلة على الحال الجملة الفعلية في القرآن، نذكر:
- قوله تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ”.
- قوله: “وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ”.
- كذلك قوله تعالى: “وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا”.
- قوله تعالى: “وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُون”.
أمثلة على الحال الجملة الفعلية من الشعر
- قول الشاعر امرئُ القيس: “خرجت بها أمشي تجر وراءنا…على أثرينا ذيل مِرْطٍ مُرَحَّل”.
- قول الشاعر النابغة الذبياني:”وَقَفْتُ برَبْعِ الدَّارِ قدْ غيَّرَ البِلَى… معَارِفَهَا والسَّاريَاتُ الهَوَاطِلُ”.
الحال شبه الجملة
بالإضافة للجمل عن الحال المفردة والحال الجملة؛ فإن هناك نوع ثالث، وهي الحال شبه الجملة، وهذه قد تأتي عي شكل جارٍّ وجرور، أو على شكل ظرف زمان أو مكان، ومن أمثلتها نذكر:
- رأيت القمر وسط السماء.
- أحببتُ رؤية العصافير في الحديقة على رؤيتها في الأقفاص.
- كتب العجوزُ وصيته عند شعوره باقتراب الأجل.
- كرمني معلمي أمام الفصل.
- رأيتُ الطيور فوق الأشجار.
- سخر الولد من مظهر أخيه.
أمثلة على الحال شبه الجملة من القرآن
- قوله تعالى: “قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي”.
- قوله: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
أمثلة على الحال شبه الجملة من الشعر
- قول الذبياني:”يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ… أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ”.
- قول عنترة: “يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي… وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي”
أنواع أخرى من الحال
بالإضافة للتصنيف السابق للحال؛ فإن هناك اعتباراتٍ أخرى عديدة، على أساسها يمكن تقسيم الحال، ومنها:
- الحال المتنقلة واللازمة؛ والمتنقلة هي التي تنتقل أو تزول عن صاحبها، كأن نقول: “جاء الولد مسرعًا”، فالولد لن يظل مسرعًا دائمًا، أما اللازمة، فهي حال تلازم صاحبها للأبد، كأن نقول: “أرسل الله محمدًا هاديًا”، فالرسول عليه الصلاة والسلام سيظل هاديًا دائمًا.
- الحال المشتقة والموطئة، فالأولى تكون مشتقة من غيرها، كأن نقول: “عاد المحارب منتصرًا”؛ فالحال منتصرًا مشتقة من الفعل انتصر ومن مصدرها الانتصار.
- أما الثانية وهي الحال الموطئة؛ فلا تكون مشتقة وإنما تُوصف بمشتق، فمثلًا قلنا: “اخترتُ زوجتي امرأةً مهذبة”؛ فالحال امرأةً هي لفظٌ جامد، ولكنه وُصف بمشتقٍ، وهو “مهذبة”.
- كما تنقسم الحال إلى المقارنة والمقدرة والمحكية؛ فالمقارنة هي التي يتزامن فيها الحال مع الفعل، كأن نقول: “ذاكرتُ الدرس نشيطةً”، النشاط والمذاكرة كانا بنفس التوقيت.
- أما الحال المقدرة، فهي التي يتأخر فيها زمن الحال عن زمن الفعل، كأن نقول: “أديتُ الامتحان ناجحةً”، والحال المحكية، هي التي يتقدم فيها زمن الحال على زمن الفعل، كأن نقول: “اجتزتُ الامتحان مُذاكرةً”، فالحال مذاكرةً هنا قد سبقت الاجتياز.
- كما تنقسم الحال إلى المؤسِّسة والمؤكدة؛ فالأولى تؤسس لمعنى جديدٍ بالجملة، والمؤكدة تؤكد معنىً سبقت الإشارة إليه؛ كأن نقول: “لعب الطفل سعيدًا”، وأرسلناك للناس رسولًا”.