تعريف الفلسفة البراجماتية
لبراجماتيّة، اسمٌ مشتقّ من اللفظ اليونانيّ “براغما” وتَعني الفعل أو العمل، حيث نشأت كجزء من تَمرّد ورد فعل مطلعَ القرن التاسع عشر على مفاهيم التنوير والعلوم الطبيعة والإنسانية والنظام الاجتماعي والأنظمة المثالية المغلقة، وسعت البراجماتية إلى التوفيق بين المثالية الفلسفيّة والواقعيّة في الوقت نفسه، تم تصوير الواقع على أنّه موجود فقط في التجربة البشرية والذاتية، ويمكن تقديمه في تصوّرات وأفكار، وبعد ذلك، قيلَ إنّ الواقع موجود في التجربة الإنسانية، وكاستجابةٍ وبديل لهذه التقاليد، تم تطوير البراجماتية كنظام فلسفي موحّد كمجموعة ذات صلة من الأفكار والمبادئ الأساسية التي يتم التعبير عنها كتطبيقات للفكر العملي. وتاليًا ذِكر تعريف الفلسفة البراجماتية، ونظريّاتها.
تعريف الفلسفة البراجماتية
تعريف الفلسفة البراجماتية نابعٌ من الفلسفية الأمريكية، حيث هيمنت في القرن العشرين مبادئ جدوى الأفكار والمقترحات وفائدتها وقابليتها للتطبيق العملي، واعتبارها معايير استحقاق ونجاح لتلك الأفكار، بمعنى أن نجاح العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة، حيث إنّها تشدد على أولوية العمل على المعتقدات، والخبرة على المبادئ الثابتة، وتؤكد أن الأفكار تأخذ معانيها وحقائقها من نتائجها والتحقق منها، وبالتالي، فإن الأفكار هي في الأساس أدوات وخُطط عمل، فغالبًا ما يقال إن تحقيق النتائج شيء عملي، حيث إن الأهداف تسمى براجماتية، وغالبًا ما يتم وصف طبيعة أعمال السياسة الأمريكية بالبراجماتية لإعطائها طابع التّبرير، حيث إنّ السياسة مُبَررةَ بشكل عملي إذا كانت ناجحة وفي الفلسفة التعليمية كذلك، حيث إنّ الأفكار يتلقها الأطفال عن طريق العمل، وفي اللغويات، فإن البراجماتية تشير إلى الحقل الفرعي الذي يدرس علاقة مستخدم اللغة بالكلمات، ويعدّ تشارلز ساندرس بيرس مؤسّس الفلسفة البراجماتية وأول من ابتكر مفاهيمها وصاغ مبادئها، وأول من استخدم هذا اللفظ في الفلسفة الحديثة، حيث قام بنشره في مقال عام 1878 بإحدى المجلات العلميّة تحت عنوان: “كيف نوضّح أفكارنا”.
نظريات البراجماتية
بعد بيان تعريف الفلسفة البراجماتية، يُلاحَظ أنّ البراجماتية غنيّة بالأطروحات الفلسفيّة التي تشتمل على بعض المواقف والموضوعات التي تم تفسيرها من قبل الفلاسفة الذين يعملون بنهج براجماتي من خلال النظريات الآتية:[٣]
نظرية المعرفة: التبرير
نظرية التبرير صارمة، حيث ترفض الادعاء بأن المعرفة والإيمان تستندان في النهاية إلى أساس الاعتقاد الصحيح، ويرى أصحاب هذه النظرية أن التبرير هو مجرد وظيفة لتفسير المعتقدات، وتكون معتقدات مميزة في الطريقة التي تحافظ عليها النظريات المعرفية التأسيسية للتبرير.
نظرية المعرفة: الحقيقة
عملية للوصول إلى الحقيقة؛ حيث إنّ الادعاء المعرفي بأن التأكيدات التي تنبّئ بحقيقة الشيئ لا تعزو إلى الحقيقة التي يمثلها هذا الشيء، بينما النظرية العملية البراجماتية هي الادعاء المعرفي بأن التأكيدات التي تنبّئ بحقيقة الشيء تعزو إلى إثبات حقيقة هذا الشيء وتكون سليمة الاعتقاد.
الميتافيزيقيا
تعدّ الحجر الأساسي في تعريف الفلسفة البراجماتية، وهي وجهة نظر تعددية مفادها أن هناك أكثر من طريقة سليمة لتصور العالم ومحتواه، وماهي البراجماتية إلّا فلسفة لتُقدّم وجهة نظر فيها.
فلسفة العلوم
كمثال على تعريف الفلسفة البراجماتية، يُعرّف الفلاسفة وجهات النظر المؤثِّرة والعلمية المُعادِية للواقعيّة على أنها ينبغي أن تقيّم المفهوم أو النظرية العلمية وربطها بمدى فاعليّتها في شرح الظواهر والتنبّؤ بها، ومقارنتها بمدى دقة وصفها للواقع الموضوعي.
فلسفة اللغة
وجهة نظر مناهِضة للتمثيل، ترفض تحليل المعنى الدلالي للاقتراحات، والحالات العقلية، والبيانات من حيث المراسلات أو العلاقة التمثيلية وتحلّل المعنى الدلاليّ، من حيث مفاهيم مثل: التصرف في العمل والعلاقات الاستنتاجية والأدوار الوظيفية، في حين أنه لا ينبغي الخلط بين فلسفة اللغة -وهي مجال فرعي من اللسانياتلا علاقة له بالواقعية الفلسفية- وبين البراجماتية.