الركن العام

تعرفوا على استراتيجية البنتاجرام PG وخصائصها، وكيفية تطبيقها في التعليم

يعتبر مصطلح البنتاجرام مصطلحا مكونا من مقطعين هما PENTA ويقصد به خماسي، وGRAM ويقصد به تصميم دائري، فهي تعني التصميم الخماسي الدائري، وهي من الاستراتيجيات الحديثة مكونة من مجموعة إجراءات تحدث بشكل منظم ومتسلسل لحل مشكلة معدة مسبقاً، ليكون المتعلم على وعي بعمليات تفكيره وإدارة هذه العمليات وتقييمها، وهي تعتمد على تخطيط واتخاذ القرار وتطبيقه ثم مراقبة وتقييم الأفكار من خلال التأمل والتقويم الذاتي والأنشطة العقلية التي تستخدم قبل وأثناء وبعد حله للمشكلة التي تواجهه، وهي تستند على التعلم النشط لتنمية مهارات التفكير العليا، حيث يتم التطبيق من خلال مجموعة من الإجراءات التفصيلية التي يتبعها المعلم في تدريس المتعلمين وتدريبهم على مهارات التفكير العلمي والمنطقي بذكر مسألة أو موقف غير مألوف يتحدى به بُناهم المعرفية، ويحتاج إلى تأمل وتفكر وبحث، وصولاً إلى إيجاد حل مناسب وغير مألوف يتميز بالجدة والأصالة والمرونة.

وتعتمد على عمليات البحث بهدف الوصول الصحيح والمباشر إلى المعلومة والمعرفة بأقل جهد ووقت.

وتعتبر استراتيجية حديثة تهدف إلى تقديم نظام تعليمي جديد للمتعلمين وتنمية مهارات التفكير العليا كالتخطيط والمراقبة والتقويم، وهي تعتمد على تقديم مهمات تعليمية محددة تساعد المتعلم على القيام بنفسه بعمليات مختلفة من البحث والاستكشاف للمعلومات، ويتوقف نجاحها على وضع المضمون في إطار التصميم من خلال المصادر المتوافرة والمنتقاة مسبقاً، وهي تأخذ المتعلم من مرحلة لأخرى، حيث يظهر في النهاية حصاد هذا التصميم.

كما تعتمد هذه الاستراتيجية على استثارة دافعية الطلبة واقتراح مشكلات واقعية وإعداد وتجهيز ما يلزم من أدوات وأجهزة للمتعلمين وتنظيم المتعلمين فردياً لتنمية مهارات تفكيرهم الذاتية كموهوبين جماعياً لتبادل الخبرات بينهم وتعزيز روح التعاون فيهم كفريق. بحيث تعمل هذه الاستراتيجية على توظيف مستويات التفكير العليا. فهي بذلك تجعل المتعلم يدرك الحقائق ويربطها بالواقع الذي يشاهده في البيئة التي يعيش فيها، فهي أكثر شبهاً بخبرات الحياة الحقيقية وأقل قابلية للخطأ وسوء الفهم، حيث يتحقق التعلم عندما تصبح المعرفة مرتبطة بالمتعلم عاطفياً ونفسياً وفكرياً، مما يحول تلك المعرفة إلى خبرات ذات دلالة ومعنى، فعملية التعلم يجب ألا تكون مقتصرة على تزويد المتعلم بالحقائق والمعلومات فحسب، بل ينبغي أن تعينه على اكتساب الفهم والقدرات العليا من التفكير.

1- مراحل استراتيجية البنتاجرام  

لكل مرحلة من مراحلها مدخلاتها ومخرجاتها، فضلاً عن أن كل مرحلة تعمل بعلاقة مع كل المراحل الأخرى بتغذية راجعة، وتتكون مراحل الاستراتيجية كما يلي:

    • المعرفة: و تعتبر هذه المرحلة محور انطلاق المتعلم لبلوغ نتاجات المهام، حيث توفر الخلفية المعرفية لموضوع الدرس بطريقة تثير دافعيتهم للبحث والتعلم، وتهدف إلى تقديم السياق العام والصورة المجملة للمهمة المطلوب من المتعلمين القيام بها، بدءاً من تحديد فكرة البحث عن المعلومات وتحديد الأهداف بطرح الأسئلة الجوهرية للمهمة، وطريقة السير في المهمة من خلال استخدام التصميم.
    • التخطيط: وبها يتم تنظيم المعرفة السابقة مع المعلومات والبيانات التي سبق جمعها من مرحلة المعرفة لكي تساعد المتعلم على وضع تصور لخطوات تنفيذ خطة السير في المهمة، وتحديد الخطوات التي يجب اتباعها للإجابة عن الأسئلة السابق طرحها في طور المعرفة، وتحديد الطرق أو الوسائل التي تساعده على تحقيق الهدف المطلوب من المهمة.
  • اتخاذ القرار: في هذه المرحلة يتم اختيار المتعلمين للطريقة المثلى للقيام بالمهمة، واختيار الأيقونات المناسبة التي تسهل لهم الوصول إلى الهدف بسهولة ويسر من خلال البرنامج الإلكتروني، ولذا يجب عليهم استخدام الأيقونات وربطها بالأسئلة المحورية للمهمة.
  • التطبيق: وهي مرحلة تنفيذ أفضل الفروض التي تم التخطيط لها واختيارها من خلال اتخاذ القرار المناسب، وبذلك تكون المهمة قابلة للتطبيق، فهو الطور الحاسم للنجاح في المهمة، حيث ينخرط المتعلمون في الأنشطة بغرض الوصول إلى حل للمهمة.
  • التقويم: وهذه المرحلة تمثل المتابعة والتقييم المستمر لما يقوم به المتعلمون في كل مرحلة من المراحل السابقة مع الحكم على طريقة ومدى السير في المهمة، كما يجب على المعلم تشجيع المتعلمين وتدعيم الثقة لديهم من خلال التعزيز المادي والمعنوي للوصول إلى النتائج المرغوب بها.

إن عملية التصميم تبدأ بالمدخلات وتمر بعمليات المعالجة وتنتهي بالمخرجات، وعند كل مرحلة تزداد خبرة المتعلم ومعارفه.

Pic PENTAGRAM

2- أبعاد استراتيجية البنتاجرام

تتضح الأبعاد قبل وأثناء وبعد تنفيذ المهمة بما يلي:

    • قبل كل مرحلة: كسر الجمود، التأمل في المهمة، العصف الذهني وإثارة الدافعية للتفكير، تحفيز روح التحدي والمنافسة.
    • أثناء المرحلة: ضرب الأمثال، حكايات وقصص هادفة، إدارة الوقت، كلمات تحفيزية.
  • بعد المرحلة: تحويل حجرة الدراسة إلى بيئة تفاعلية استقصائية من خلال الحوار، طرح وجهات النظر المختلفة، استخدام الاستراتيجية كمهارة حياتية، عمل ملخص للدروس المستفادة، الوصول للهدف وتعزيز وتشجيع المتعلمين.

3- معايير استراتيجية البنتاجرام

  • هي استراتيجية من استراتيجيات التعلم النشط.
  • استثارة دافعية الطلاب وتعزيزهم نحو التعلم.
  • مراعاة مناسبة التحدي في المشكلة مع الفروق الفردية لديهم.
  • اختيار الموضوعات التي يناسبها حل المشكلات.
  • اقتراح مشكلات حقيقية واقعية ترتبط بحياة الطلاب.
  • عدم الالتزام بخطوات ثابتة، حيث يمكن البدء في مرحلة قبل الانتهاء من المرحلة السابقة.
  • إتقان كل مرحلة يعتمد على إتقان المراحل الأخرى.
  • تكامل وتداخل المراحل، فالتغيير الذي يحدث في أي منها يؤثر على السابق واللاحق.
  • توافر الإمكانات اللازمة لحل المشكلة المقترحة.
  • إعداد وتجهيز ما يلزم من أدوات وأجهزة.
  • التقويم عملية مستمرة ترصد التغيرات التي تحدث مع إجراء عمليات تصحيحية.
  • وجوب صياغة الأهداف الإجرائية بشكل واضح للمهمة.
  • تنظيم تعلم الطلاب (فردي- جماعي) لتنمية المهارات الفردية ومراعاة الموهوبين، وجماعياً لتبادل الخبرات بينهم وتنمية روح التعاون وترابط فريق العمل الجماعي.
  • ممارسة هذا الأسلوب باستمرار لأن حل المشكلات مهارة بحاجة إلى تدريب وممارسة منظمة.

4- خصائص استراتيجية البنتاجرام

    • مستمرة، ترصد التغيرات التي تحدث خلال كل دورة مع إجراءات عمليات تصحيحية.
    • مرنة ولا تلتزم بخطوات ثابت،ة حيث يمكن البدء في مرحلة قبل الانتهاء من المرحلة الذي يسبقه.
  • تكاملية، حيث أن إتقان كل مرحلة يعتمد على إتقان المراحل الأخرى.
  • متداخلة، فالتغير الذي يحدث في أي طور منها يؤثر على الأطوار كلها.
  • عملية منتظمة، حيث تبدأ بالمدخلات مروراً بالمراحل، وتنتهي في نهاية كل مرحلة بمخرجات جديدة، والسهم يمثل قاعدة ثابتة تدور عليها عجلة التصميم.
  • قائمة على النشاطات.
  • يمكن ممارستها فردياً أو جماعياً.
  • تعتمد على التعليم القائم على التفكير وحل المشكلات.

5- أهمية استخدام البنتاجرام

    • تساعد على عدم تشتيت الطلاب وتضييع وقتهم.
    • تشجع الطلاب على التعامل مع مصادر المعرفة المتنوعة.
    • تساعد الطلاب على اكتساب مهارات البحث والتعلم والتفكير.
    • تساعد على صياغة أهداف المهام العامة والإجرائية بشكل واضح.
  • تستثمر الإمكانات المتوفرة والتقنيات الحديثة للتعلم الإلكتروني.
  • تمنح الطلاب إمكانية البحث في نقاط محددة بشكل عميق ومدروس.
  • تقدم المعلومات بشكل آمن من خلال البرنامج.
  • تساعد على إثراء الأنشطة المصاحبة.
  • تساعد على تطوير وتحسين الأداء الفكري لدى المتعلمين.
  • تواكب التطورات الحادثة من حولنا.
  • تعلم الاستراتيجية حاجة ضرورية لأنها تسبب تطور أداء المتعلمين.
  • تخلق روح المبادرة لدى المتعلمين لإحداث التغيير والوصول لحل المشكلات.
  • تناسب تكنولوجيا التعليم وصالحة للاستخدام في التعليم الإلكتروني.

6- مزايا استراتيجية البنتاجرام

يتميز استخدام البنتاجرام بما يلي:

  • تنمي مهارات التفكير العليا والتفكير المسبق والذي يقلل الأخطاء المكلفة لدى الطلاب.
  • تنمي المهارات الحياتية لدى الطلاب.
  • تخلق روح المبادرة لدى المتعلمين لحل المشكلات.
  • تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
  • تحفز الطلبة على الإنجاز وتقليل قلق الامتحانات.
  • تتناسب وتكنولوجيا التعليم والتقنيات الحديثة.
  • تعمل على جذب الانتباه وإثارة الدافعية لدى المتعلمين وجعل عملية التعلم ممتعة.

7- أوجه القصور 

  • تحتاج إلى إعداد مسبق ومتمكن، وبالتالي فهي تحتاج وقت وجهد في التخطيط.
  • تحتاج إلى تقويم عمل المتعلمين بشكل فردي وجماعي، وبالتالي وقت في التنفيذ.
  • الطريقة غير مألوفة، وقد لا يصل التلاميذ إلى المطلوب لاختلاف قدراتهم العقلية.
  • لا تناسب المراحل الدنيا.

8- دور المعلم في استراتيجية البنتاجرام

أولاً- قبل تنفيذ المهام :

  • إدارة وتنفيذ البيئة الصفية بما يناسب العمل.
  • إدارة وقت المهمة بدايتها ونهايتها والتأمل في المهمة.
  • توضيح الهدف من المهمة.
  • توضيح كيفية القيام بالمهمة.
  • استدعاء الخبرات السابقة عن المهمة.
  • استخدام الخرائط الذهنية لربط المعارف والخبرات بعضيها ببعض في علاقات.
  • كسر الجمود بطريقة العصف الذهني.
  • إذكاء روح المنافسة لإثارة الدافعية للتفكير، وتحفيز روح التحدي بين الطلاب.
  • يساعد المعلم المتعلمين عند إعداد الخطة بما يفعله أولاً، تحديد الزمن اللازم لأداء المهمة، و تحديد المعرفة السابقة التي ستساعد في أداء المهمة، وكيفية جمع المعلومات التي ستساعد في اتخاذ المسار الصحيح.

ثانياً- أثناء تنفيذ المهام :

  • تسهيل وتيسير العمل.
  • تشجيع المتعلمين بالتعزيز المستمر.
  • استخدام الخرائط الذهنية لإعادة ربط الخبرات القديمة والجديدة.
  • ضرب الأمثال والحكايات والقصص الهادفة.
  • إبداء الملاحظات والتوجيهات لإعادة الطلاب إلى المسار الصحيح في المهمة.
  • تذليل المشكلات والعوائق.
  • الإجابة عن استفسارات الطلاب دون إعطاء الحلول.
  • مساعدة المتعلمين بكيفية قيامهم بالمهمة والتقييم المستمر لأدائهم، وتحديد مسارهم هل هو صحيح أم لا؟، وتحديد الاستراتيجيات المناسبة التي سيقومون باتخاذها لأداء المهام، والمعلومات التي يحتاجون إليها، وتحديد مقدار الصعوبة التي يواجهها المتعلم والذي يحتاجه لإنهاء المهمة.

ثالثاً- بعد تنفيذ المهام :

  • تحويل الحجرة الصفية إلى بيئة تفاعلية استقصائية من خلال الحوار بين المتعلمين بعضهم البعض، وبين المعلم لعرض النتائج المختلفة.
  • تقييم كل طالب بغرض الوصول للنتائج المرجوة من المهام.
  • عرض ملخص المهام في صورة دروس مستفادة.
  • الترغيب في تطبيق الاستراتيجية كمهارة حياتية.
  • مساعدة المتعلمين في تقييم أدائهم للمهام من خلال معرفة كيفية قيامهم بالمهام، وهل كان أدائهم مناسباً؟ وهل قاموا بالمهام بشكل مُرضٍ أم غير مُرضٍ؟، وهل ما تعلمه المتعلم يقترب مما كان يتوقعه؟ وهل يمكن التطبيق الحياتي عند مواجهة مشكلات أخرى متشابهة؟

– دور المتعلم :

  • محور العملية التعليمية فهو نشط وفاعل وباحث ومستكشف، يجمع المعلومات من مصادرها المختلفة، و يتوصل إلى النتائج بنفسه.
  • يقوم بإنجاز المهمات الملقاة عليه وكتابة تقرير بشأنها والتحقق من صحة ما قام به ذاتياً وجماعياً.

– البيئة التعليمية :

بحاجة إلى تنظيم للتعاون بين الأفراد فيما بينهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock