تدريس البلاغة باستراتيجية خرائط المفاهيم
تدريس البلاغة باستراتيجية خرائط المفاهيم
خريطة المفاهيم رسم تخطيطي يوضح العلاقة بين مفهوم بلاغي شامل وما يتفرع عنه من مفاهيم محيطة تكون أقل شمولية وأكثر خصوصية. أوهي رسم تخطيطي خاص بالمفاهيم البلاغية المقررة بمنهاج تدريس مادة اللغة العربية.
1- نشأة خريطة المفاهيم
نشأت خرائط المفاهيم في ستينيات القرن الماضي، وهي نتيجة اجتهادات كل من جوزيف نوفاك (Novak joziph) وبوب جوين (Gowin bob) من جامعة كورنيل (Cornell University) بالولايات المتحدة الأمريكية 1790. وقد انطلقت اجتهاداتهما من الأساس النظري الذي وضعه عالم النفس الأمريكي دفيد أوزبل (David ausubil) الذي حث في نظريته على أهمية التعلم ذي المعنى، القائم على ربط المعارف السابقة في البنية المعرفية للفرد بالمعارف الجديدة. وهذا الربط يقوم على مبدأ البدء بالمعارف العامة الشاملة، ثم الانتقال إلى المعارف الأقل شمولا والأكثر خصوصية.
2- أهمية خرائط المفاهيم
تكمن أهمية خرائط المفاهيم في تمثيل المعرفة والبناء عليها، فهي من الأدوات المهمة لجعل التعلم المخفي مشاهدا ومرئيا سواء للشخص نفسه أو للآخرين، وهي من وسائل التفكير الإبداعي الناقد. ذلك لكونها تقوم بالأساس على التعلم ذي المعنى، زيادة على كونها تسهم في تكوين منهج منظم للتفكير لدى المتعلم يتواءم مع خصوصيات الدماغ البشري.
وبموازاة ذلك فإن خرائط المفاهيم من الناحية النظرية تشكل تعبيرا عن الإطار المعرفي للفرد محتوى وتنظيما، وذلك يبدو في انسجامها مع النظرية البنائية في التعلم؛ التي تحث على ضرورة بناء المتعلم لنسخته الخاصة من المعرفة.
3- مكونات خريطة المفهوم البلاغي
- المفهوم العام: وهو تصور ذهني تكوَّن لدى المتعلم حول مفهوم بلاغي. ويتميز بالشمول، والسعة، وقلة التخصيص.
- المفاهيم الفرعية: هي المفاهيم البلاغية المرتبة تحت المفهوم العام، وتكون أقل شمولية منه.
- الشكل الهندسي: دوائر أو مربعات تحاط بها المفاهيم.
- الوصلات العرضية: خطوط أو أسهم رابطة بين المفاهيم.
- دلائل لغوية: تكون عبارة عن كلمات أو حروف أو شبه جملة تكتب على الوصلات.
- أمثلة: تكون خاصة بالمفاهيم البلاغية المراد شرحها خصوصا الفرعية منها. ولا تحاط الأمثلة بالأشكال الهندسية.
4- خصائص خريطة المفهوم البلاغي
- المفاهيمية: لأنها تضم ما يمكن تسميته “وحدة المفهوم” وذلك لكونها تشتمل على المفهوم البلاغي الرئيس أو العام، وعلى المفاهيم الفرعية الأكثر خصوصية، وعلى تعالقاتها.
- التكامل: يتجلى التكامل في كون مجموع المفاهيم البلاغية في الخريطة متعالقة.
- الترابط: تضم الترابط الحاصل بين المفاهيم العامة الأكثر شمولية والأقل خصوصية، وذلك عبر وصلات خطية بين مجموع المفاهيم والأمثلة الموضحة.
- الهرمية: ويقصد بها الترتيب الذي تتخذه المفاهيم البلاغية في الخريطة، حيث تكون المفاهيم العامة في قمة الهرم لتأتي تحتها المفاهيم الفرعية ثم الأمثلة.
5- خطوات تدريس المفاهيم البلاغية باستخدام استراتيجية خرائط المفاهيم
- تقديم المفهوم: في هذه المرحلة يقدم الأستاذ المفهوم البلاغي للمتعلمين مستخدما إحدى طرق العرض أو يكلف المتعلمين بقراءته من الكتاب.
- تحديد موقع المفهوم بالنسبة للمفاهيم الأدنى منه: في هذه المرحلة يقوم المتعلمون بترتيب المفاهيم البلاغية الفرعية المتعالقة مع المفهوم الرئيس بدءا بالشمولية فالخصوصية فالتمثيل.
- تحديد العلاقات العرضية بين المفاهيم: وفيها يساعد المعلم المتعلمين على إدراك أوجه الشبه والاختلاف بين المفاهيم، أو ما يسمى بالعلاقات العرضية.
6- إجراءات تدريس المفاهيم البلاغية باستخدام استراتيجية خرائط المفاهيم
يمكن استخدام خرائط المفاهيم في أجرأة تدريس المفاهيم البلاغية من خلال صور مختلفة تتجلى في ما هو:
-أ- منهجي: أن تكون الخريطة المفاهيمية جزءا من منهجية التدريس لدى الأستاذ، وجزءا من مسار التعلم لدى المتعلم (التعليم والتعلم الفعال).
-ب- تدريسي: إذ يمكن للأستاذ أن يجعل خريطة المفاهيم أداة قوية في تنفيذ المنهاج بشكل سليم، وذلك بانتقائه لصورة من صور استعمال استراتيجية خرائط المفاهيم، وفق ما يراه مناسبا للدرس وللحيز الزمني المخصص لتدريس المفهوم.
ومنه فله أن يختار حسب ما سبق إجراء من الإجراءات التالية:
- التقويم التشخيصي: استخدام الخريطة في مرحلة التقويم التشخيصي.
- في مقطع من مقاطع الدرس: استخدامها لإنجاز مقطع من مقاطع الدرس.
- في حصة دراسية كاملة: استخدامها لإنجاز حصة دراسية كاملة.
- في التقويم النهائي: استخدامها كأداة للتقويم النهائي للدرس.
-ج- تقويمي: يقصد بالتقويم هنا التقويم الجزائي الخاص بفروض المراقبة المستمرة. أو التقويمات الجزائية الخاصة بالقياس بشكل عام، وتختلف إجراءاته باختلاف مناهج التدريس والمذكرات الوزارية المنظمة لهذه العملية.
7- الفرق بين خريطة المفاهيم والخريطة الذهنية والإنفوكرافيا
هناك فروق دقيقة بين كل من خريطة المفاهيم (Carte conceptuelle) والخريطة الذهنية (Carte mentale) والإنفوكرافيا (Infographie).
- الخريطة المفاهيمية: رسم تخطيطي ترتب فيه مفاهيم المادة الدراسية في تسلسل هرمي وبطريقة البعد الرأسي، في ترابط متسق، بحيث تتدرج من المفاهيم الأكثر شمولية والأقل خصوصية، إلى المفاهيم الأقل شمولية والأكثر خصوصية.
- الخريطة الذهنية: رسم تخطيطي يتم من خلاله تمثيل البيانات والمعلومات بطرق غير خطية، عكس خريطة المفاهيم التي يشترط فيها التسلسل الهرمي للمفاهيم من خلال مراعاة العلاقات الرابطة بينها.
- الإنفوكرافيا: فن تحويل المعلومات والأفكار المعقدة إلى صور ورسوم لغاية تعليمية.