تاريخ اللغة العربية وتطورها
تاريخ اللغة العربية وتطورها وأول الناطقين بها وعلوم اللغة وكافة المعلومات عن اللغة العربية ستجدها في هذا المقال فاللغة العربية من أقدم اللغات على وجه الأرض ومن أعرق اللغات وأعمقها، فهي لغة القرآن الكريم، وهي لغة مليئة بالعلوم فهي بحر واسع عميق يصعب الوصول إلى نهايتها، ويرى البعض أنها أصل اللغات والعلوم والتراث، واختص الله تعالى هذه اللغة العربية بمكانة خاصة للغاية، فهي لغة القرآن، كما أنها اللغة التي أنزل الله تعالى الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنك تجد العديد من الشعائر الدينية المهمة لا تتم إلا بإستخدام اللغة العربية، وذلك مثل الصلاة، فيجب أن يتم إقامة الصلاة باللغة العربية مهما كانت جنسية المسلم، وذلك دليل قوي على أهمية اللغة وضرورة أن يتم الإعتناء بها والحفاظ عليها من الضرر والضياع.
بداية اللغة العربية
من الصعب معرفة أول من نطق اللغة العربية، وكيف نشأت اللغة العربية في الأصل، فيقال أنها أول لغة تعرفت عليها البشرية، وهي أصل اللغات كلها، ويقول البعض أن أول من نطق بها كان سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
ولكن هناك رأي آخر وهو أن أول من نطق اللغة العربية هو سيدنا آدم عليه السلام، حين علمه الله الأسماء كلها، وجاء ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ)، وفي الأصل اللسان عربي.
ولكن مع التطور ووجود اختلاف في الثقافات وفي الأزمنة حصل تطور في اللغة وظهرت اللغات الآخرى مستندة على اللغة العربية، مثل اللغة السيريانية واللغة الآرامية.
وهناك آراء آخرى ترى أن اللغة العربية كانت بدايتها في قبيلة قريش، وذلك لأن ليس هناك مخطوطات أو أوراق وجدت باللغة العربية قبل القرآن الكريم وقبل نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهناك اختلافات كبيرة للغاية.
ولذك من الصعب الوصول إلى معرفة دقيقة بكيف كانت بداية اللغة العربية.
تاريخ اللغة العربية وتطورها
تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات التي عرفتها البشرية، وهناك العديد من اللغات القديمة مثل اللغة العبرية، واللغة اللاتينية، واللغة اليونانية، واللغة السنسكريتيّة وغيرها.
ولكن تميزت اللغة العربية عنهم بكونها حتى الآن قادرة على مواكبة كل جديد وقادرة على التعبير عن كافة العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة.
وتسمى باللغة السامية، لأنها محتفظة بشكلها وقواعدها وأصولها وكافة خصائصها ومفراداتها وتراكيبها الصرفية.
فرغم تعدد لغات العرب وثقافتهم المختلفة فهي لغة حية حافظت على شكلها على مدار الزمان وذلك لأنها أيضًا لغة القرآن الكريم.
تاريخ اللغة العربية
ازداد تطور اللغة العربية وإنتشارها بشكل كبير مع الفتوحات الإسلامية، فكثير من الشعوب المختلفة تأثرت بهذه اللغة بشكل كبير وقامت بتعلمها لكي تتعلم الدين الإسلامي، فاللغة العربية هي اللغة الأولى المستخدمة في العبادات في الدين الإسلامي، وتعلمها ضروري للصلاة وقراءة القرآن وغيرها من الأمور الدينية والشعائر المختلفة، ومن هذه الشعوب الآشوريين، والسريان، والروم والأقباط والامازيغ، والعديد من الشعوب العجمية الآخرى.
بعد انتشار الإسلام أصبحت اللغة العربية هي لغة العلم والأدب، واتجه الكثير من الأعجام لتعلمها والتعامل بها، خاصة أنها أصبحت اللغة الرئيسية لكثير من العلماء وكثير من المفكرين مع ازدهار الخلافة العثمانية والعباسية، فاتجهت بعدها الأديان السماوية المختلفة إلى تسجيل علمها ومعتقداتها بهذه اللغة.
في العصور العباسي والأموي ازدهرت اللغة كثيرًا وتم ترجمة العديد من الأعمال والمصطلحات، فحدث إنتشار كبير بين العجم بسبب قوة اللغة العربية وثراء مفرداتها.
بعد ذلك ظهر الشعراء والمفكرين والعلماء الذين يتحدثون اللغة العربية، وقموا بكتابة أعمالهم بهذه اللغة مما كان سبب قوي في إنتشارها وإعجاب العالم بها، وتم نشر العديد من الكتاب والأوراق والمخططات العلمية والفكرية الفريدة في جميع أنحاء العالم، وتداولها الناس في كل مكان، وأصبح لللغة العربية رجال في كل المجالات.
نشأة اللغة العربية وتطورها
بسبب أصالة وقوة اللغة تأثر بها الأعجام والغزاة في كل مكان، مثل أصحاب اللغة الإنجليزية وأصحاب اللغة الفرنسية وأصحاب اللغة الأسبانية وأصحاب اللغة الأيطالية والألمانية أيضًا، وذلك بسبب الإختلاط بين الشعوب وتبادل الثقافات والأفكار والعادات.
مع هجوم المغول على العالم كله حدث ركود كبير في اللغة العربية وفي مستخدميها، فبسبب هولاكو وهجوم المغول تم هدم الكثير من الحضارات والثقافات، مما سبب في زعزعة الدول العربية وأدت إلى الحد من إنتشار اللغة.
حاول بعد ذلك العرب إعادة إعمار ما قام المغول بإفساده، وبسبب تركيزهم الشديد على إعمار بلادهم لم بقوموا بالإهتمام بإحياء اللغة العربية أو العلوم العربية.
تم طرد كل المسلمين من الأندلس بعد سقوطها، وأدى ذلك إلى تضاؤل كبير في إنتشار اللغة العربية خارج الدول العربية، فقد ظهرت حينها الحضارة الأوربية وانتشرت بقوة وذلك مع تراجع الثقافة العربية وتراجع علومها.
قامت الدولة العثمانية بالعديد من الفتوحات الإسلامية ودخلت العديد من البلدان، ودخل عدد كبير إلى الإسلام، وأدى ذلك إلى إنعاش اللغة العربية وإزدياد المقبلين على تعلمها بشكل كبير، ففي الدولة العثمانية كانت لللغة العربية مكانها ومركزها المميز للغاية، فتم جعلها الدولة الرسمية الثانية للدولة، وتم إعتمادها في العديد من الإتفاقيات والأوراق الرسمية والهامة.
ولكن بعد ذلك تراجع الإهتمام بالعلوم والثقافة في الدولة العثمانية، مما أدى إلى تراجع الإهتمام باللغة العربية، وأصبحت اللغة الرسمية في دراسة اللغة الإسلامية فقط.
كلما زادت النهضة الثقافية في البلاد العربية وفي بلاد الشام ومصر بالأخص، كلما زاد اهتمام العالم كله باللغة العربية، وكلما زاد عدد الراغبين في تعلمها.
مع الأسف الشديد أصبحت اللغة العربية الآن رائجة فقط في المجال الأدبي، أما في المجالات العلمية فاللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في كل أنحاء العالم.
اشعار عن جمال اللغة العربية
أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ لا، ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ، أنا لا أكتب إلا لغة في فؤادي سكنت منذ الصغرْ، لغة الضاد و ما أجملها سأغنيها إلى أن أندثرْ، سوف أسري في رباها عاشقًا أنحتُ الصخر و حرفي يزدهرْ، لا أُبالي بالَذي يجرحني بل أرى في خدشهِ فكرًا نضرْ، أتحدى كل مَنْ يمنعني إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ، أنا جنديٌ و سيفي قلمي و حروف الضاد فيها تستقرْ، سيخوض الحرب حبرًا قلمي لا يهاب الموت لايخشى الخطر.
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ، إنها تبرأ من تلك البنات لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد لذويها العُرب غيرَ المكرمات، ما رأت للضاد عيني أثرًا في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات، إنّ ربي خلق الضادَ وقد خصها بالحسنات الخالدات، وعدا عادٍ من الغرب على أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ، ملك البيتَ وأمسى ربَّه وطوى الرزق وأودى بالحياة، هاجم الضاد فكانت معقلًا ثابتًا في وجهه كلَّ الثباتِ، معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما باءَ إلا بالأماني الخائباتِ، أيها العُربُ حمى معقلكم ربكم من شر تلك النائبات، إن يومًا تجرح الضاد به هو واللَه لكم يومُ المماتِ.
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي، فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي، فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي، أرى لرِجالِ الغَربِ عِزًّا ومَنعَة وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ، أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّنًا فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ، أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي، ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يومًا عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَةٍ وشَتاتِ، سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة أَعْظُمًا يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي، حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ.