بحث كامل عن العقيدة الاسلامية
بحث كامل عن العقيدة الاسلامية من الأبحاث ذات الأهمية الكبرى التي يطلب من الطلاب إنجازها في مادة الثقافة الإسلامية، وتبرز أهمية العقيدة الكبرى في أن يفهم الإنسان دينه بالشكل الصحيح الذي يحقق له كما العبودية والإنقياد لله سبحانه وتعالى والبعد عن عبادة غيره من المخلوقات وتجنب الشهوات التي لا تكسب النفس إلا إنحدارًا في القيم والأخلاق والمبادئ. وفي هذا المقال نزودكم بمعلومات شافية وافية تلزمكم لإعداد بحث كامل عن العقيدة الاسلامية.
بحث كامل عن العقيدة الاسلامية
إنطلاقًا من الأهمية الكبيرة لدراسة العقيدةالإسلامية بكل ما يتعلق فيها من تعريفات وأركان وخصائص ومميزات تجعلها مميزة عن غيرها من العقائد الأخرى، مما يؤكد على كونها خالدة شاملة وعامة نضع بين أيديكم فيما يأتي بحث كامل عن العقيدة الاسلامية:
مقدمة بحث ديني عن العقيدة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله نحمده وبه نستعين، الله الذي تفرَّد بكلّ جمال وكمال، ولا ند له سبحانه ولا مثال، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو الكبير المتعال، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد أشرف الخلق والمرسلين، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛
إنني اليوم أطل عليكم بالبحث الذي أعددته بتوفيق من الله ومنة عن العقيدة الإسلامية، وقد استعنت على كتابته بكتب كبار العلماء الذين جعلتهم لي منهجًا في البحث. وأول الكلام عن الشريعة الإسلامية نقول إن الشريعة تقسم إلى اعتقاديات وعمليات فأما الاعتقاديات؛ مثل اعتقاد الربوبية لله تعالى، ووجوب عبادته، وحده لا شريك له بالإضافة إلى اعتقاد باقي أركان الإيمان، وتُسمَّى أصلية. وأما القسم الثاني وهو العمليات فكل ما يتعلق بالعمل وهيئته؛ كالصلاة، والزكاة، والصوم، والأحكام العملية، وهذه يطلق عليها الفرعية؛ لكونها تُبنى على الاعتقاديات الأصلية صحةً وفسادًا.
ونحن هنا في صدد الحديث عن مسائل العقيدة التي لا تقبل في طبيعتها الجدل ولا المناقَشة؛ فالعقيدة أساسها ثوابت ومسلَّمات، فهي الثوابت التي يقوم عليها الدِين الإسلامي. يُطلَق على العقيدة الإسلامية مُسلَّمات الدين وقطعيَّاته، وكما ذكرنا سابقًا فالأمور العقائدية يطلق عليها أصولًا أيضًا، أما الأمور العملية وما يتعلق بها من علم الفقه فيطلق عليها فروعًا.
معنى العقيدة الاسلامية
العقيدة الإسلامية في مفهومها العام هي عبارة عن مجموعة من الأسس والمبادئ التي تتعلق باللع -عز وجل- والنبوات وما كان قد أخبر به الأنبياء -عليهم صلوات الله وسلامه- من الأمور الغيبية كالملائكة وأمور البعث وما يتعلق باليوم الآخر وغير ذلك من الأمور التي أخبر بها الرسل مما أوحاه الله -سبحانه وتعالى- إليهم، وبناءً على دعوا الناس إلى الإيمان الجازم بعقيدة التوحيد واعتقاد بطلان كل ما يخالفها.
أركان العقيدة الإسلامية
يدخل في مفهوم العقيدة الإسلامية عدد من الأمور التي تعد أسايس العقيدة الإسلامية وأركانها، ونذكرها فيما يأتي:
- كلما يتعلق بالله -سبحانه وتعالى- وما أخبر به الله عن نفسه؛ ذاتًا وصفاتٍ وأفعالًا.
- الرسل الكرام الذين بعثوا من الله -تعالى- بالرسالات إلى البشر مبلغين ومنذرين، وما يتعلق بهم -عليهم السلام- من صفات وما يجب في حق هؤلاء الرسل وما يستحيل عليهم وما هو جائز عليهم.
- الأمور الغيبية التي من غير الممكن الوصول لمعرفتها إلا من خلال وحي من الله -سبحانه وتعالى- عن طريق رسول من الرسل عليهم السلام. ويدخل في هذه الأمور:
- الملائكة؛ حيث يجب الإيمان بالملائكة كلهم.
- الكتب؛ حيث يجب الإيمان بأن الله -سبحانه وتعالى- له كتب أنزلها على الأنبياء -عليهم السلام- فنؤمن بما نص عليه تفصيلًا، وقد قال تعالى: “وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا” [النساء: 163]، وقال: “إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ” [المائدة: 44]، وقال: “وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ” [المائدة: 47]، ونؤمن أيضًا بما لم نعرفه منها ولم يذككر في القرآن الكريم إجمالًا.
- اليوم الآخر؛ بكل ما يتعلق فيها وما أخبرنا به مما يجري فيه من الأحداث وما فيها من البعث والنشور والحساب والجنة والنار ونحو ذلك.
- أخبار بدء الخلق وما يتعلق بها من أمور.
خاتمة بحث عن العقيدة الإسلامية
قد أتممت هذا البحث بحمد الله تعالى وعونه، جعلني الله وإياكم من خلال الانتفاع بما فيه من العلوم مع الذين أنعم عليهم سبحانه وتعالى من الأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفقاء في جنان الخلد، ورزقنا الله تعالى نعمة الاستمتاع برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم، وإني أرجو ببحثي هذا أن أكون قد تطرقت إلى ما فيه النفع والصواب، وحدت عن التطرف، بصيغة بسيطة منمقة يستلهم منها أصحاب العقول والألباب، وما ذكرته من خير فمن الله تعالى، وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن الشيطان، غفر الله لي ولكم الزلة، وفي الختام صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، والحمد لله رب العالمين.
خصائص العقيدة الاسلامية
قبل البدء بالخوض في موضوع خصائص الشريعة الإسلامية لا بد من أن نشرح أولًا معنى الخصائص، فالخصائص جمع خصيصه، والخصيصة: هي الصفة البارزة المميزة. فإن قلنا: خصائص العقيدة، فالمراد بذلك: صفات العقيدة البارزة وما تنفرد بها من أمور، تميزها عن بقية العقائد. ومما لا ريب فيه أن العقيدة الإسلامية لها سمات تميزها عن بقية العقائد، نذكر لكم فيما يأتي بعضًا منها:
من خصائص العقيدة الإسلامية أنها توقيفية
التوقيف في اللغة مأخوذة من الوقف، حيث يقال: وقف الدار؛ أي حبسها. أما في الحج فيعني وقوف الناس في المواقف. وعندما نقول: موقف الرجل نعني بذلك؛ وقوفه في أي مكان. أما المراد من أن العقيدة الإسلامية توقيفية؛ فهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوقف أمته على مباحث العقيدة، فهو لم يترك شيئا إلا بينه. ويجب على المسلمين أن يقفوا عند الحدود التي بينها. ويلزم من أن العقيدة توقيفية عدد من الأمور نوضحها فيما يأتي:
- الالتزام بما جاء في الكتاب وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، والوقوف عند مبتدعات الأمور التي تؤدي إلى ضلالة والابتعاد عنها، فلا يجوز الإتيان بحكم من غير استناد إلى مصدر شرعي وأصل معتبر.
من خصائص العقيدة الإسلامية أنها غيبية
الغيب لغة؛ من غاب غيبا، وغيبة، وغيبوبة، وغيابا. ويقال: غابت الشمس، إذا استترت عن العين. والمراد من أن العقيدة الإسلامية غيبية يتمثل في أأنها تبحث في قضايا غيبية لا يمكن للعقل إدراكها، وتبنى على التسليم والتصديق بما جاء عن الله تعالى، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ظاهرًا وباطنًا. كما يقف أهلها في أمرها على ما جاء عن الله تعالى، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم يؤمنون بالغيب. وقد وصفهم الله -تعالى- في قوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 1-3] . ويلزم من كون العقيدة الإسلامية غيبية عدد من الأمور نوضحها فيما يأتي:
- التسليم لله عز وجل، وللرسوول صلى الله عليه وسلم بما في الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
- عدم الخوض أو الجدال في العقيدة ونصوصها لأنها غيبية إلا بقدر البيان، وإقامة الحجة.
- تجنب تأويل نصوص العقيدة، وصرفها عن ظاهرها من غير دليل شرعي ثابت عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم.
من خصائص العقيدة الإسلامية أنها شمولية
معنى شمل في اللغة هو احتوى، فيقال: اشتمل على شيء؛ أي احتواه وتضمنه. والمراد من قولنا أن العقيدة شمولية؛ أنها لم تترك شيئًا لا صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أوضحتها وبينتها، وفق نظام محكم، وبيان متقن، فقد أحاطت على كل عمل ، زقول ، وسلوك، وأمور الحياة جميعها. كما أنه لا يتم إيمان العبد إلا بأن يخضع أمور حياته كلها للدين الإسلامي. ومن مظاهر شمولية العقيدة أنها لم تغفل عن أمر من أمور الدين أو الدنيا إلا بينته؛ كما يمكننا أن نلخص المظاهر عمومًا في مجموعة من الأمور كما يأتي:
- أعطت العقيدة للإنسان تصورًا شافيًا ووافيًا عن الكون الذي يعيش فيه.
- تناولت العقيدة القضايا التي تستقيم بها حياة الإنسان بشكل كامل.
- أحاطت بالإنسان منذ ولادته، وحتى وفاته. بل أكثر من ذلك فيما يمتد إلى ما قبل ولادته، وبعد وفاته.
من خصائص العقيدة الإسلامية أنها وسطية
للوسط في اللغة معنان متعددة؛ منها ما كان بين طرفي الشيء، كما أنه يأتي صفة، بمعنى أفضل، وأجود، فأوسط الأمر: أفضله، ويأتي أيضًا بمعنى عدل. فوسط كل شيء أعدله. وما يراد في الاصطلاح من قولنا أن العقيدة وسطية يتمثل في أنها؛ أفضل العقائد وأخيرها، وأنها أعدل العقائد، وأنها عقيدة لا إفراط فيها ولا تفريط. وعند الحديث عن الوسطية لا بد لنا من ذكر شيء مظاهرها فيما ما يأتي:
- الوسطية في توحيد الله تعالى وصفاته: فهي بين اليهود الذين وصفوا الرب سبحانه بصفات النقص مما يختص به المخلوق، وشبهوه به، وبين النصارى وهم من وصف المخلوق بصفات الله تعالى؛ فشبهوه به. أما المسلمين فقد وحدوا الله ووصفوه بما يليق به من الكمال، ونزهوه عن جميع صفات النقص والمماثلة.
- الوسطية في أنبياء الله تعالى ورسله: فهي وسط بين اليهود الذين قتلوا أنبياءهم، ورموهم بكل ونقيصة، واستكبروا عن اتباعهم، وبين النصارى الذين غلوا فاتخذوا أنبياءهم أربابا من دون الله تعالى، فاتخذوا عيسى -عليه السلام- إلهًا. أما المسلمين أنزلوا الأنبياء منازلهم، وعزروهم، وآمنوا بهم، لكن لم يعبدوهم.
مصادر العقيدة الاسلامية
ذكرنا فيما سبق في بحث كامل عن العقيدة الاسلامية أن العقيدة توقيفية؛ فهي لا تثبت إلا بدليل من الشارع سبحانه وتعالى، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد المحض غير المبني على دليل شرعي، وإن مصادرها تعتمد على ما جاء في الكتاب والسنة؛ فلا أحد أعلمُ بالله تعالى، وما يجب له، وما ينزه عنه من الله نفسه، وإن كل ما يقوله الرسول صلى الله عليهخ وسلم أو يفعله من أمور العبارات إنما مبناه من الله تعالى قهو الذي لا ينطق عن الهوى؛ وهذا كان منهج السلف الصالح ومَنْ اتَبِعَهم أن يستنبطوا أحكامهم من القرآن والسنة.
فما دلَّ عليه الكتاب والسنة المطهرة في حق الله تعالى يؤمنون به، ويعتقدون به ويعملون به، وما لم يدلُّ عليه لا كتاب الله ولا سنة الرسول نفَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه؛ ولهذا كانت عقيدتهم واحدة، وجماعتهم واحدة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- تكفَّل لمن تمسَّك بكتابه وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم باجتماع الكلمة، والصواب في الاعتقاد، واتحاد المنهج؛ قال تعالى: ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” [آل عمران: 103].
أهمية العقيدة في حياة الإنسان
يجب لكل بناء ماديًّا كان أو معنويًّا أن يكون له أساس يقوم عليه، والدين الإسلامي متكامل يتضمن جميع جوانت الحيا، وهذا البناء يقوم على أساس العقيدة الإسلامية والوحدانية للخالق التي تعد منطلقًا لها، فقد قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” [الأنعام: 162 – 163]. وللعقيدة الإسلامية أهمية كبيرة في حياة كل مسلم، ويمكن تلخيص أهمية العقيدة في مجموعة من الأمور كما يأتي:
- العقيدة ضرورة لا غنى له عنها؛ فلإنسان وفق فطرته يميل للجوء إلى قوة عليا، وإن أولى ما يحقق له ذلك الاعتقاد الصحيح ما يوافق الفطرة السليمة ويحترم الإنسان بعقليته ومكانته.
- العقيدة مركز مهم لفهم الدين فهمًا صحيحًا؛ لأن العقائد والعبادات والمعاملات والسلوك كلها تتجه إلى إخلاص الدين.
- محبة الله سبحانه وتعالى لا تكتمل إلا من خلال تمام المعرفة، فالعقيدة تقدم كل ما يجب على الإنسان معرفته في حق الله تعالى فيبلغ من خلالها كمال المحبة لله وكمال الإخلاص له.
- دافع إلى إلى العمل الجاد المخلص، فالمسلم يعلم أنه مأمور بالعمل ومثاب على ما يقوم به من أعمال الخير والعبادة كبر العمل أم صغر.
- تحقيق الحرية التي يسعى إليها الإنسان فلا يكون إلا عبدًا لله وحده لا شريك له؛ وبذلك تصغر بذلك في عينه ما دون الله تعالى من المخلوقات، وتصغر في نفسه العبودية للمادة والانقياد إلى الشهوات.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد كتبنا لكم فيه بحث كامل عن العقيدة الاسلامية يمكنكم الاستعانة بما فيه من معلومات قيمة لتقديم أبحاثكم المدرسية الخاصة بكم والحصول على علم الدين والعقيدة وتحصيل الفائدة الكبرى منه بالإضافة إلى نيل أفضل العلامات.
المراجع
- ^ al-maktaba.org , كتاب العقيدة / مفهوم العقيدة الإسلامية , 27/3/2021
- ^ al-maktaba.org , كتاب المفيد في مهمات التوحيد / : ذكر بعض خصائص العقيدة الإسلامية , 27/3/2021
- ^ alukah.net , تعريف العقيدة ومسمياتها ومصدر تلقيها , 27/3/2021
- ^ al-maktaba.org , كتاب العقيدة / أهمية العقيدة في حياة الإنسان , 27/3/2021